كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7155 - 2022 / 2 / 7 - 17:07
المحور:
المجتمع المدني
نجحت التكنولوجيا في تحديد مواقعنا وتتبع خطواتنا على الأرض, ويتعين علينا البحث منذ الآن عن الأنماط التي تسمح لنا بتحديد طريقة عيشنا والتعايش معها. .
فقد قفزت الاتصالات الرقمية الفائقة بسرعات مذهلة من الجيل الثالث إلى الجيل الرابع، وهي الآن في طور الجيل الخامس، وتوسعت شبكات الإنترنت في الوصول الى الجزر النائية وقيعان المحيطات، وتحولت النشاطات الوظيفية إلى التشغيل الآلي
وما رافقها من تطور هائل في عمليات جمع البيانات، وتحليل النظم، والتعلم الآلي، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وتزايدت معدلات التوسع الحضري. واصبحت تكنولوجيا المعلومات والأعمال التجارية متشابكة بشكل وثيق. حتى بات من الصعب العيش في عزلة خارج حدود هذا العالم الافتراضي. وربما تتسع الفوارق الاجتماعية فتظهر لنا طبقات لفقراء جدد وأغنياء جدد, لكنها طبقات لا تعتمد في تباينها على المؤشرات المادية، وانما على التباين في المستويات المعرفية في العلوم والتكنولوجيا، التي سلبت منا حريتنا، وحرية اختيار منتجاتها التي غزت الأسواق، وتركت تداعياتها على التوجهات العامة، وخبراتنا التي اكتسبناها طوال السنوات التي مرت من أعمارنا، وربما يتحول التواصل الإنساني إلى وظيفة إخبارية فقط بين مرسل ومستقبل بدون أي احتكاك مباشر. حيث صرنا على مسافة قريبة جدا من المرحلة التي تخوّف منها ألبرت أينشتاين حين قال: أخشى اليوم الذي ستتجاوز فيه التكنولوجيا تفاعلنا البشري، فإنّه سيكون للعالم يومئذٍ جيلٌ من البلهاء. وهذا ما حذر منه الدكتور مصطفى محمود حين قال: نحن قادمون على عصر القرود، فبرغم هذا الكم من التكنولوجيا التي وصل إليها الإنسان، إلا أننا أصبحنا أمام إنسان أقل رحمة، أقل مودة، أقل عطفا، أقل شهامة، أقل مروءة، وأقل صفاء من الإنسان المتخلف. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟