جلال الصباغ
الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 13:11
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
أثارت قضية الطفل رايان عند سقوطه في بئر ومحاولات الإنقاذ تعاطف ملايين الناس، كما شغلت وسائل الإعلام على مدار ايام؛ إذ تصدرت عمليات الانقاذ عناوين الأخبار في الصحف والفضائيات ومواقع التواصل، ورايان ابن الخمس سنوات يصارع بين الحياة والموت، ولا أحد يتمنى أن يحصل له اي مكروه، فطفل بعمره يستحق الحياة، وهذا التلاحم الإنساني حالة صحية تعبر عن شعور بالتضامن منقطع النظير.
لكن يبقى التساؤل اليس هنالك ظروف قاهرة يتعرض ملايين الاطفال على مستوى العالم بسبب الصراعات والحروب واستغلال ونهب الثروات، كما يحصل من موت مجاني مع الأطفال في اليمن وسوريا وما يتعرضون له في مخيمات النزوح في العراق وليبيا، وما تفعله بهم المجاعات في الصومال والسودان ومختلف مناطق الكرة الأرضية.... لماذا يتغاضى الإعلام العالمي والناطق بالعربية عما يتعرض له الملايين من الأطفال يوميا، ولماذا هذه الانتقائية في تسليط الضوء؟
لماذا يصمت الإعلام امام مشاهد الموت المجاني لأطفال تنفجر عليهم القنابل والألغام او صغيرات يتم اغتصابهن وبيعهن، ولماذا لا نسمع او نرى الا قليلا عن أطفال يتجمدون وسط العواصف الثلجية وليس لديهم أغطية كافية تقيهم البرد، وآخرين يغرقون في البحار او يموتون مع ذويهم على حدود بلدان اللجوء، ليصبحوا مجرد أرقام قد تتفضل إحدى الفضائيات بذكرهم في تقرير او خبر، يوظف من قبل مالك هذه القناة او تلك من أجل مكاسب سياسية أو لضرب منافس هنا وعدو هناك.
ان ما حصل مع الطفل رايان في المغرب، لا بد أن لا يتحول إلى مجرد استعراض إعلامي، وما ينطبق عليه يتماثل مع ما يواجهه ملايين الاطفال الذين يعانون من سوء التغذية او من الاستغلال والقهر، واسخدامهم في الصراعات المسلحة حول العالم.
يبقى الرأسمال المحلي والاقليمي والعالمي الذي يسيطر على وسائل الإعلام هو ذاته الرأسمال الذي يتحكم بسياسة واقتصاد البلدان، وما يثيره هذا الإعلام من قضايا لا بد له ان يمثل نهم وتغول هذا الرأسمال، الذي يساهم في الحروب والمجاعات التي يتعرض لها الاطفال والنساء في مناطق مختلفة.
كم من طفل سقط ويسقط يوميا في بئر الجوع والبرد والحروب والعمالة والتخلف ولا من يسمع او يرى او يتكلم؟!
#جلال_الصباغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟