أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - من يتحمل مسؤولية أحداث ومآسي وآلام ما يجري في العراق المذبوح وشعبه المستباح














المزيد.....


من يتحمل مسؤولية أحداث ومآسي وآلام ما يجري في العراق المذبوح وشعبه المستباح


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يحدث في التاريخ القديم والحديث مثلما يحدث الآن في العراق من جرائم ومآسي وتعاسة جردت المجتمع العراقي من إنسانيته ويصبح وحش مفترس يمارس العنف المفرط والقتل ببرودة أعصاب وكأنه يمارس عمل يقوم بإنجازه وأصبح يقتل الزوجة شريكة حياته وأبنائه فلذات كبده وأمه الحنون والأب الشفيق العطوف والأخ الشقيق والصديق الحميم .. من يلاحظ الحيوانات تدافع عن أطفالها وتستميت من أجلهم والإنسان في العراق يدفعه هروبه من الحياة التي أغلقت أبوابها أمامه والواقع المؤلم إلى قتل أفراد عائلته لأنه أصبح عاجزاً عن توفير لقمة العيش لهم .. إنه الفقر الذي قال عنه صوت العدالة الإنسانية ونصير الفقراء والجياع والمظلومين الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام) : ((لو كان الفقر رجلاً لقتلته)) ويقول عنه الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري : (أينما ذهب الفقر قال الكفر له خذني معك) ويقول أيضاً (أعجب لإنسان يذهب إلى بيته ولم يجد فيه رغيف خبز ولم يخرج من بيته شاهراً سيفه) .. إن المسؤولية تتحملها الحكومات السابقة التي أفرزت ظاهرة الفقر في العراق واستناداً إلى دراسة أجرتها وزارة التخطيط العراقية وبالتعاون مع البنك الدولي في النصف الثاني من عام/ 2020 أن نسبة الفقر في العراق قد بلغت 8,24% وهذا يعني أن نحو عشرة ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر وما تزال المحافظات الجنوبية الشيعية تتصدر معدلات الفقر وفي مقدمتها محافظة المثنى بنسبة 52% تليها محافظة الديوانية 49% ثم محافظة ذي قار 48% وفي محافظة البصرة 30% ووصلت نسبة الفقر إلى 40% كمعدل عام في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى بحكم تأثرها بظروف احتلال داعش لتلك المدن والحرب وما نتج عنها من تهجير وخراب وقد وصلت نسبة الفقر في محافظات الوسط إلى 20% وكانت النجف وكربلاء الأكثر سوءاً وتضرراً مما أدت إلى انفجار الانتفاضة التشرينية في المدن الشيعية الجنوبية والوسطى التي تعتبر المدن المحتشدة والجماهيرية للأحزاب والكتل السياسية الشيعية التي تمثل الآن الإطار التنسيقي للبيت الشيعي وهذا يعني أن المدن الشيعية هي التي انفجرت فيها الانتفاضة ضد الحكم الذي كان قائماً تحت سلطة الأحزاب والكتل السياسية الذي استمر ثمانية عشر عاماً وفق قاعدة المحاصصة الطائفية والتوافقية التي أفرزت الفساد الإداري وانفلات السلاح واقتصاد ريعي وبطالة مكشوفة ومقنعة أدت إلى الفقر والجوع وتدمير الأسس التربوية (البيت والمدرسة وسلطة الحكم) فأصبح البيت متسيب ومنفلت بسبب تفكك العائلة بسبب الفقر والجوع وتفشي ظاهرة المخدرات والعنف الأسري والانتحار وأصبحت المدرسة لا تربية ولا تعليم بسبب قيام الجامعات بتخرج وجبات من الطلبة وترميهم في مستنقع البطالة أما سلطة الحكم فقد تسرب وتفشى فيها الفساد الإداري والمحسوبية والمنسوبية مما أدى إلى تنفيذ أحد مطاليب الانتفاضة (الانتخابات المبكرة) التي كانت نتائجها خسارة الأحزاب والكتل السياسية وفوز قوى الإصلاح والتغيير بسبب اعتكاف وامتناع مدن الوسط والجنوب الشيعية لعدم منح أصواتها للأحزاب والكتل السياسية وهذا يعني أن النظام السابق المحاصصي الطائفي قد وصل إلى حالة الخسارة والاستقصاء ولم يعد بالإمكان إصلاحه فلابد من الإصلاح والتغيير الشامل في نظام الحكم وإن التغيير تعتبر عملية ديناميكية وواقعية وليست عملية ميكانيكية ولا تمثل رغبات ولا إرادات سوى رغبات وإرادات الشعب ومن هنا فإن الإصلاح والتغيير لا يمكن تجاوزهما خارج محددات الواقع الموضوعي الذي يتطلب تغيير موازين القوى والتحول من حالة التوافق إلى الأغلبية الدستورية التي تشكل العامل الأساسي في إنهاء التوافقية والمحاصصة الطائفية وتمهد الطريق لبناء دولة المواطنة والقيام بحملة من الإصلاحات الجذرية على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي توفر للشعب العراقي الأمن والاستقرار والحياة السعيدة والمستقبل الأفضل.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معنى الديمقراطية الصحيحة
- السياسة والسياسيون العراقيون
- الجزء الثاني / احتلال العراق من قبل بريطانيا بعد الحرب العال ...
- أصبحت الآن مهمة إصلاح الاقتصاد العراقي ضرورة واجبة وملحة
- مرحلة التغيير والإصلاح يجب أن تقودها قوى التغيير والإصلاح
- ماذا يعني الإصلاح الذي يطالب به الشعب ؟
- إن التأخر في إنجاز الإيجابيات تؤدي إلى إفراز السلبيات
- الديمقراطية والظاهرة العراقية أسبابها ونتائجها
- المؤسسة الكهربائية جزء من مؤسسة الدولة الفاسدة
- ذكريات من الماضي ربما يستفاد منها لبناء الحاضر والمستقبل
- الشعب هو القوى المحركة في التاريخ نحو التقدم والتطور
- بمناسبة مرور ثمانية وتسعون عاماً على رحيل القائد العظيم ليني ...
- ظاهرة البطالة جزء من المشكلة العراقية
- ضعف الدعم للتعليم يهدد الأسس التربوية في العراق
- على جميع القوى السياسية العراقية الاستفادة من التجربة السابق ...
- العراق الآن يعيش مرحلة صراع وتناقض بين القديم والجديد
- العراق يدخل مرحلة جديدة نحو مستقبله
- الديمقراطية والتوافقية ونظام الحكم في العراق
- من يحمي حيتان الفساد الإداري شريك معهم في الجريمة
- لماذا السيد مقتدى الصدر اختار حكومة من الأكثرية ؟


المزيد.....




- دراسة تظهر فوائد الجبن المذهلة لتعزيز صحة الأمعاء
- أسباب ظهور الوذمة على الوجه
- أجهزة كهربائية لا ينصح باستخدامها مع سلك التمديد
- علماء يعثرون على شبكة ري متطورة تكشف أسرار حضارة بلاد الرافد ...
- السعودية تلعب دور المُيسِّر وليس الوسيط
- بدأت هزيمة القوات الأوكرانية ويجري الاستعداد للقضاء عليها
- فريق ترمب يبحث عن بديل لزيلينسكي
- روبيو: واشنطن تريد معرفة التنازلات التي ترغب أوكرانيا في تقد ...
- إسقاط عشرات المسيرات الأوكرانية المتجهة إلى موسكو
- صحيفة: الناقلة التي اصطدمت بحاملة الحاويات قرب بريطانيا مستأ ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - من يتحمل مسؤولية أحداث ومآسي وآلام ما يجري في العراق المذبوح وشعبه المستباح