أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - مجاعة الله الستالينيّة.














المزيد.....

مجاعة الله الستالينيّة.


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 7152 - 2022 / 2 / 2 - 09:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو قام والد لثلاثة أطفال بإطعام اثنين من أطفاله وترك الثالث ليتضوّر جوعاً حتّى الموت , مع العلم أنه غني ويمكنه إطعام الثلاثة أطفال بأريحيّة , ماذا ستكون ردّة فعل المجتمع على هذا الفعل العبثي والفظيع ؟

هل سيدّعون أن للأب هذا حكمة من تجويع طفله حتى الموت لا يعلمها إلّا هو ؟ وهل سيقوم أي عاقل بتبنّي هذا المنطق بشكل حادّ دفاعاً عن الأب الظالم ؟ لا أعتقد !

وهذا طبعاً بالنسبة للأب المحدود الرحمة والعطف والخير , ولكن ماذا عن اله مطلق الخير ؟ فهل يصح نسب هكذا فعل وهكذا منطق وتفضيل وعبثيّة لإله مطلق الخير والقوّة والعلم ؟ لا طبعاً.

ولكن لو أردنا مثالاً أقرب الى اله الدم , علينا بالنظر الى ستالين اله الشيوعيّة السوفييتيّة من الثلاثينات الى الخمسينات من القرن الماضي , والذي قام باصطناع المجاعات في أوكرانيا والاتحاد السوفييتي عموماً , نظراً لما رآه سبحانه وتواطى في ذلك من حكمة اقتصاديّة لا يعلمها الا هو !

وطبعاً والى اليوم لا يزال هنالك بعض الحمقى من المدافعين عن قرارات ستالين الاقتصادية وسياساته الفاسدة , مدّعين لذات الادعاء الإيماني الديني الخاص بالإله , لتبرير تلك المجاعات والأفعال الستالينيّة الاجراميّة بالحكمة الخفيّة والتي لا يعلمها أحد.

ولكن لو نظرنا الى حال العالم الذي يحكمه الدكتاتور الداعشي الغير موجود أصلاً المسمى بالله , سنرى أننا نظلم ستالين عند مقارنته به !

فبحسب منظمة الطعام العالميّة , كل واحد من أصل 7 أشخاص في العالم يعاني من نقص في الغذاء ولا يمتلك ما يكفي من الطعام لإسكات جوعه , وهو ما يمثّل 800 مليون شخص تقريباً , في حين يتضوّر 35 مليون شخص جوعاً كل يوم حول العالم , وفي كل 5 ثوانٍ يموت طفل من الجوع حول العالم !!

وبحسب منظمة الأمم المتحدة يموت كل يوم 25 ألف شخص من الجوع , في...كل...يوم !

وهذا طبعاً ما يخص الطعام فقط , ولكن الله و"بحكمته" قرر أن يضع ستالين ورائه على سلّم الطغيان والفجور , حيث لم يكتفي فقط بتجويع البشرية والأطفال حتى الموت , وإنما بتعطيشهم أيضاً ! فبحسب منظّمة الصحّة العالميّة تشير التقديرات إلى أن حوالي 830000 شخص يموتون كل عام بسبب الإسهال نتيجة لمياه الشرب الملوّثة وعدم توافر الصرف الصحي أو حتى نظافة اليدين نظراً لشحّ مياه الشرب ناهيكم عن انعدام مياه الغسيل والتنظيف.

وبحسب منظّمة اليونيسيف يموت كل يوم ما يقارب ال2000 طفل بسبب الاضطرار لشرب المياه القذرة أو عدم توفر المياه للنظافة أو حتى للشرب في كثير من الأحيان.

ولكن السؤال القوي الآن , ما هي حكمة الإله المزعومة من كل هذا ؟ طبعاً سيرد المؤمن بأنه لا أحد يعلم...ولكن لماذا ؟ فهل إلهك عاجز عن تبرير كل هذا العذاب ؟ أم أنه لا يمتلك تبريراً له وهو اله شرّير عبثي وضيع يريد أن يتسلّى ويتمتع بعذاب البشر ؟ أم أنه غير موجود أصلاً ؟ ولو فصّل الهك كل شيء كما ترى عزيزي المؤمن , لماذا عجز عن تفسير أهم وأخطر قضيّة تعاني منها البشرية الا وهي الشر من حروب ومجاعات وكوارث طبيعية ؟

فالقول بان لله حكمة من كل هذا الخراب والفساد كالقول بأن لستالين حكمة من وراء ما فعل , وللأب غاية في تجويع ابنه حتى الموت في المثال السابق , وما هي الغاية أو الحكمة من هذا وذاك ؟ لا شيء ! لا غاية ! ولا حكمة ! وإنما إسقاط للعقل والإنسانيّة أمام تقديس خرافة الهيّة...فحكمة الهك هذه هي مثله تماماً غير موجودة , ولو كانت موجودة لما تركها صديقكم الخيالي لغزاً , ولذكرها للجميع ليمنع الناس من ترك الدين لرفض البشر الطبيعي لهكذا فساد , بحكم أنه يريد هداية الناس أليس كذلك ؟ أم أنه ضالّ يريد ضلال الناس وشيّهم في محرقته ؟ وهذا ما ناقشناه سابقاً هنا...

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722764

المصادر...

https://www.unicefusa.org/press/releases/world-water-day-children-dying-because-unsafe-water-and-poor-sanitation/8221

https://www.wfp.org/

https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/drinking-water

https://www.un.org/en/chronicle/article/losing-25000-hunger-every-day



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيوخ التخريف , راتب النابلسي كمثال.
- ما هي الماسونية ؟ بعيداً عن سخافة نظريات المؤامرة.
- إسلام العوامّ , ومصائب الأقوام.
- الإسلام و تجربة سجن ستانفورد.
- علاقة الدين بالعنف الأسري.
- نحن بحاجة الى ثورة نسوية...والآن !!!
- تخلف مبدأ العين بالعين.
- أهم سبب لاستمرار الخرافات الدينيّة.
- تساوي فساد الأديان.
- الأديان وزرع انعدام الثقة بالنفس لدى البشر.
- عَظَمَة الإله الغير محدودة تنفي وجوده.
- الأديان والذعر.
- معضلة الهجرة واللجوء الى أوربا.
- بطلان حجّة الاستعمار لتبرير التخلّف.
- النعيم بعد الموت , كالصفر على اليسار.
- هل نحتاج الى رؤية الإله لنصدّق بوجوده ؟
- هل كان العرب متخلّفون قبل الإسلام ؟
- كذبة وصول الفتيات لسن البلوغ سابقاً قبل الفتيات اليوم.
- جريمة زواج الأطفال والقاصرين بين الشرق والغرب.
- تفسير نظرة المسلمين المشوَّهَة للتاريخ.


المزيد.....




- الكنيسة الروسية تعلق على تعطيل كيشيناو رحلة أسقف المطرانية ا ...
- إصابات إثر اعتداء للمستعمرين في سلفيت
- المسيحيون في القدس يحيون يوم الجمعة العظيمة وسط أجواء مثقلة ...
- البابا فرانسيس يزور سجنا في روما ويغيب عن قداس عيد الفصح
- فرح الصغار وضحكهم: تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل ...
- جنود في مالقة الإسبانية يحملون تمثال المسيح في موكب الخميس ا ...
- استطلاع يظهر ارتفا مفاجئا لـ-عوتسما يهوديت- في الانتخابات
- ماما جابت بيبي..أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي الفضائية على ...
- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- هاري وميغان يقطعان الدعم عن منظمة إسلامية لسبب صادم!


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - مجاعة الله الستالينيّة.