أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي الصافي - حفاضات أطفال في قبضة السي آي أي














المزيد.....

حفاضات أطفال في قبضة السي آي أي


قصي الصافي

الحوار المتمدن-العدد: 7151 - 2022 / 2 / 1 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رداً على هجوم ادموند بيرك على الثورة الفرنسية، أصدر توماس بين كتاباً بعنوان حقوق الانسان عام ١٧٩١م، والذي أثار حينها حساسية الحكومة الملكية البريطانية فمارست شتى أنواع الضغوط على الناشر لايقاف الطبع ولكن دون جدوى، ولما تمت طباعة الجزء الثاني عام ١٧٩٢م عرضت الحكومة على الناشر شراء جميع النسخ بسعر مضاعف لمنع وصولها الى القراء، ومرة أخرى رفض الناشر عرضها، عندها لجأت الحكومة الى تلفيق تهمة القذف والإساءة للملك ضد الكاتب الذي دافع عن نفسه بالمحكمة قائلاً ( اذا كان الدفاع عن حقوق الانسان قذفاً فاكتبوا ذلك على شاهدة قبري ).

مرت على تلك الحادثه أكثر من قرنين أسهمت خلالها الثورات ونشاطات الاحزاب والمنظمات الجماهيرية في اثراء الديمقراطية، حتى أضحت اليوم حريه النشر والصحافة أحد أهم أركان الانظمة الديمقراطية، مع ذلك فان ما تعرض له جوليان أسانج مؤسس ويكيليكس من إقامة جبرية في السفارة لسبع سنوات واعتقال جاوز الثلاث سنوات وما ينتظره في الولايات المتحدة من سجن يتجاوز المئه عام (هذا ان لم تتم تصفيته) يشكل فضيحة مدوية ويكشف نفاق ودجل حكومات العالم الحر بادعاءها حرية الوصول الى المعلومة.

كان آخر ماتم كشفه في القضية أن الادارة الامريكية السابقة خططت مع السي آي أي للتجسس على أسانج أثناء لجوءه في سفارة الاكوادور بغية إغتياله ( ما يذكّر باغتيال خاشقجي)، كما انها جمعت عينات من حفاضات أطفاله لأجراء فحص ال دي أن أي عليها. كل ذلك بسبب تزويده الصحف الكبرى بوثائق وفيديوهات تكشف جرائم الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان ومراسلات سرية تفضح النخب الحاكمة، تلك الوثائق التي لم يتم نفيها الى هذه اللحظه من قبل الجيش أو الحكومة، وبدل انزال العقوبة بمن ارتكب الجرائم، يتعرض بقسوة وحشية من أزاح حجب السرية عنها.

تتحصن حكومات الديمقراطية الغربية ضد النقد، وتروض شعوبها عبر آليات متطورة لتصنيع الرأي العام و تواطؤ وسائل الاعلام التقليدية وحجب المعلومة عن المواطن تحت يافطة الأمن القومي، وما إن يتمرد أحد باختراق جدار السرية وكشف الحقائق، حتى يتعرض لتلفيق التهم القانونية، أو التعرض لحملة تسقيط مكثفة للطعن بمصداقيته، وعادة ما تكون وسائل الاعلام والجيوش الالكترونيه جاهزة لتقديم خدماتها في هذ المجال.

عام ١٩٧١ سرّب المحلل االستراتيجي دانيال الزبرغ آلاف الوثائق السرية من البنتاغون والتي تتعلق بحرب فيتنام، وقد نشرت في نيويورك تايمز حينها، وأسهمت في إثارة غضب الشعب الامريكي على حكومته التي تتوسع في حروبها، وترتكب المجازر باسمه وبسرية تامة تحت ذريعة الأمن القومي. بقي الزبرغ مطارداً لسنوات وقد اتهمته الحكومة بالمؤامرة والتجسس و حيازة ممتلكات الدولة بشكل غير قانوني، ولو ثبتت عليه تلك التهم لكان سيحكم بالسجن لمدة ١١٥ عاماً. في عام ١٩٧٣ اضطر الحاكم لتبرأته بعد فضيحة ووترغيت، إذْ تكشف ان بعض الوثائق قد تم تزويرها من قبل حكومة نكسون لادانة الزبرغ زوراً. بعد استنفاد المحاولات القانونية جاء دور الاعلام لشن حملة ضد الرجل فاتهموه بالخيانه والعمالة.

يعيد التأريخ نفسه اليوم بقسوة أشد مع أولئك الذين اخترقوا قانون السرية، فتعرضوا للملاحقة والسجن، وكان جوليان أسانج قد دفع الثمن الأكبر ومازال ينتظر انتقام الحكومة الامريكيه.

بذلت وزارة العدل في ادارة اوباما جهوداً حثيثة لأيجاد مخارج قانونية تدين أسانج إلا أنها وحسب اعتراف المتحدث باسم الوزارة لم تتمكن من ادانته، ولهذا لجأت الى شن حملة اعلاميه للطعن بمصداقية ويكيليكس ومؤسسها. بدأت الحملة بادعاءات ان تسريب المعلومات سيكون خطيراً على حياة الجنود الامريكان في كل مكان، إلا ان روبرت كار - وهو كبير المحققين في البنتاغون والذي قام بمتابعة شاملة لعمليات الجيش لعدة سنوات- قد شهد في محاكمة تشيلسى ماننغ التي زودت اسانج بالوثائق قائلاً : لم تحصل على الاطلاق اية حادثه ضد الجنود لها علاقة بما نشر في ويكيليكس. عندها تركزت الحملة على النيل من شخصية أسانج بادعاء انه مغرور، نرجسي، محب للشهرة، وذلك للطعن بمصداقيته وتقويض مستوى التعاطف االشعبي مع قضيته و ترويض الرأي العام. اذا ما افترضنا أن شخصيه جوليان اسانج هي فعلاً كما يزعمون، فما علاقة ذلك بحرية التعبير وحق النشر، هل تشترط حرية النشر إجتياز اختبار الشخصية أو شهادة حسن سلوك مسبقاً؟

اذا كانت ادارة اوباما قد اعترفت أن مؤسس ويكيليكس لم ينتهك القانون، فان ادارة ترامب قد فبركت له قضية قانونية استناداً الى قانون التجسس الصادر عام١٩١٧، ووجهت له تهمة الخيانه رغم انه ليس مواطناً أمريكيا. وفق لائحة التهم الموجهة اليه سيقضي أكثر من مئه عام في السجن. كان آنذاك لاجئاً في سفارة الأكوادور في بريطانياً، فتم الضغط على رئيس الاكوادور و استغل صندوق النقد الدولي الأزمة الاقتصادية فيها، فتمت الصفقة بالسماح للشرطة البريطانية باعتقاله مقابل أن تمنح الاكوادور قرضاً ميسراً قدره ٤,٢ مليار دولار، وهكذا انتهى به الأمر في احد السجون البريطانية.
أصرت حكومة بايدن السير على خطى ترامب في المطالبة بتسليمه الى الولايات المتحدة لمحاكمته، ولم تستجب لحد هذه اللحظة لحملات التضامن الواسعة التي انطلقت في معظم أرجاء العالم لإطلاق سراحه.

من المؤسف أن مستوى التضامن معه من قبل المنظمات الديمقراطية والشعوب في المنطقة العربية والشرق الأوسط مخيب للآمال رغم انه يدفع ثمن نشر حقائق خطيرة يتعلق معظمها بما يجري في منطقتنا بالخفاء.

ملاحظة:
أدناه رابط حملة تضامن، أدعو ان يشترك بالتوقيع فيها كل من يؤمن إيماناً حقيقيا بالديمقراطية وحرية التعبير و حرية الصحافة والنشر.
https://assangedefense.org/



#قصي_الصافي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تقودنا الرأسمالية الى الجنون؟ الجواب المختصر : نعم
- شجعت أميركا على الفساد بأفغانستان لعدة سنين وطالبان تدرك ذلك
- الدولة الفاشلة صناعة مشتركة
- أغلال الديون في بلدان الجنوب عبء على كاهل العمال في كل مكان
- لن يهزم أردوغان الكفاح من أجل الديمقراطية في تركيا أبداً
- تركيا تشن حملة وحشية في كردستان
- كيف تخلت المنظمات غير الحكومية عن حركات التغيير الجذري في ال ...
- كيف تخلت المنظمات غير الحكومية عن حركات التغيير الجذري في ال ...
- اطفال الفلوجة: اللغز الطبي في خضم الحرب على العراق
- لنتذكّر كيف تهيمن قوى الاستبداد
- شهر عسل منفّر بين اسرائيل والامارات
- قد يعود ترامب أو نسخة منه ثانية
- أفكار أولية للخروج من لعنة الاقتصاد الريعي
- الحقيقة أولى ضحايا هيروشيما
- الصراع الهوياتي كظاهرة عالمية
- الشرطة الأمريكية: التمييز العنصري والطبقي بين الماضي والحاضر
- تأملات مستقبليه
- دور الاوبئة والحروب والازمات في التغيير.. الحلقة الثانية
- دور الاوبئة و الأزمات والحروب في التغيير
- حكم القانون في ظل الديمقراطية اللبرالية


المزيد.....




- معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف: ...
- مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر.. ...
- نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
- -نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل ...
- بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية ...
- -معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد ...
- شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11 ...
- صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا ...
- بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي ...
- -إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي الصافي - حفاضات أطفال في قبضة السي آي أي