خالد محمد الزنتاني
كاتب
(Khaled M. Zentani)
الحوار المتمدن-العدد: 7151 - 2022 / 2 / 1 - 00:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك مبالغة وإستغلال في الحديث عن مزايا النظام الفدرالي، أنصار هذا الرأي يتحججون أن أغلب دول العالم المتقدم تطبق الفدرالية مبررين مطالبهم بحالة التهميش والفساد والمركزية يعزز كلامهم خطاب إنتقائي يركز على الحقوق فقط وتقاسم الثروات ويتغافل عن الواجبات وكيف يتساوى الجميع أمام المواطنة في توزيع الدخل غير مدركين أن الفكرة الفدرالية في ألمانيا وسويسرا وأمريكا قامت أصلا على أساس جغرافي لم يلعب فيه العرق والأصل الإثني أي دور كما قد يتبادر إلى ذهن البعض
نجاح الفكرة الفدرالية في أي بلد متوقف على توفر بوتقة وطنية تحرصها ثقافة دستورية تنصهر فيها كل الأختلافات والقوميات والتنوع القبلي والعرقي بحيث لا يبقى هناك طرف داخل الوطن يغرد خارج السرب ويتباهى على الآخر بشخصيته النوعية الفريدة وأصوله الشريفة كما يحدث الآن في البلدان التي مازالت تحكمها العقلية الخرافية مثل العراق.
الدولة الفدرالية الغربية دولة قانون في المقام الأول وحق العمل والتعليم والصحة والحصول على المناصب مكفول في إطار قيم العدالة الإجتماعية ومبدأ تكافؤ الفرص القائم على العلمانية الليبرالية لا على قيم العشيرة والمحاصصة القبلية والدينية وإلا ما وصل باراك حسين أوباما الأسود ذو الأصول الإسلامية رئيسا لدولة أغلبيتها من البيض ويعمها الدين المسيحي!
وبالنظر إلى هذا الشرط (التعجيزي) لا يمكن تأسيس فدرالية حقيقية في بلداننا طالما لم يتغير الوعي ونبذ كل أشكال التمييز القبلي والمذهبي بين التركيبة السكانية عدا ذلك ستصبح الفدرلة في مجتمعاتنا سببا للمشكلة وتعقيداتها وليست نهاية لها.
#خالد_محمد_الزنتاني (هاشتاغ)
Khaled_M._Zentani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟