|
إضراب الموظفين والحكومة وحماس
سامي الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 1662 - 2006 / 9 / 3 - 09:51
المحور:
القضية الفلسطينية
تستقبل دول العالم أجمع العام الدراسي بمظاهر احتفاليه من حيث الاستقبال والترحاب بالطلبه ،وبداية عام دراسي جديد يتم الإعداد له من كافة مؤسسات الدوله الخاصة والعامة ، وكذلك من الأسر ، لما يشكله العام الدراسي من أولويه تربوية تعول عليها الأمم المحترمة والمتقدمة من آمال وأماني بالنشء والأجيال القادمة . أما في فلسطين وكعادتنا في التمايز عن باقي الأمم والشعوب لخصوصية قضيتنا ،هذه الخصوصية التي ألقت بظلالها حتي علي أنماط التركيبة العائلية والأسريه في المجتمع المحلي الفلسطيني ، فالتمايز فرق بحزبيته بين الزوج والزوجه اللذان لا يتوحدان سوي بلحظات الخلوه الشرعية ، واختلاف في باقي ساعات اليوم ، فمنهما الأخضر والأصفر والأحمر وما آتي من ألوان أعظم وأكثر . وعودة للب موضوعنا فقد بدأ العام الدراسي في فلسطين بإغلاق أبواب المدارس وإنقسام في المواقف منها المؤيد للإضراب ومنها المعارض له ، حسب المزاجيه الحزبيه ، وفي المقابل إستنفار مريب من القوة التنفيذية التي تم تشكيلها للحفاظ علي الأمن الذي لم تقوي على الحفاظ عليه قوي الأمن الفلسطيني ، وسواء كان إضراب موظفي القطاع العام مشروعا أم غير مشروع من وجهة نظر سياسية يفتي بها كلاً حسب لونه وطيفه ،فإن الموظف والعامل والمزارع وجميع فئات المجتمع لها الحق بالمطالبه بالعيش الكريم وهذا ما كفلته لها الشرائع السماوية ،والقوانين الوضعيه علي حد سواء ، فلم يشرع أي قانون حرمة المطالبه بالحقوق نوخاصة فيما يتعلق بالحياه والمعيشه . وعليه فقد خاض الموظف الفلسطيني هذا الإضراب كمطالبه لحقوقه في تقاضي راتبه الذي يمثل مصدر قوته وقوت ابنائه ، هذا الراتب الذي لم يصرف منذ سبع اشهر نتيجة الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني والحكومة الفلسطينية كمحاولة لتركيعه. ندرك أن المعركة السياسية قاسيه يخوضها شعبنا الفلسطيني بأرواح ابنائه وأمعاء اطفاله الخاوية ، يتحدي بكل عنفوان هذا الحصار الجائر ، وندرك أن واجبنا جميعا دعم الحكومة الفلسطينية ودعم صمودها في التصدي لهذا العدوان الأثم علي مقدرات وإرادة شعبنا الذي لم يحيد ابدا عن مواصله معركته في سبيل تحقيق أهدافه وتطلعاته والتمسك بثوابته . ومع بداية العام الدراسي وأنطلاق الإضراب تباينت مواقف القوي والأحزاب ، فحركة فتح كقوة معارضه دعمت وأيدت الموظفين في إضرابهم ، وهذا الموقف ياتي كموقف صحيح من القوة المعارضة الأولي في المنظومة السياسية الفلسطينية ، وينسجم كليا مع أهدافها ومواقفها السياسية وبرنامجها التي تسعي من خلاله لإعادة هيبتها وجماهيريتها في الشارع الفلسطيني ، وهذا حال أي حزب معارض في أي منظومة سياسية ديمقراطيه ، فكيف بنظامنا الديمقراطي الذي اطلق عليه الرئيس الشهيد ياسر عرفات " ديمقراطية سكر زيادة" فديمقراطتيتنا تتميز بوجهان أحدهما صندوق الانتخابات ،والأخر بفوهة التهديد والوعيد . أما موقف حركة حماس فهو أيضا ينسجم ويتلاقي مع موقف أي حزب حاكم يسعي لإثبات نجاحه في قيادة الحياة السياسية ،ويجتهد بشتي الوسائل لتحقيق النجاح ،أو اضعف الإيمان الخروج بأقل الخسار الممكنه في حال حدوث خسائر . وإن سلمنا بالديمقراطيه الغبية الني نعيش في كنفها ، ونتمتع بغبائها ، فعلينا البحث عن وسائل عقلانية ومنطقيه لتفهم موقف الحكومة الفلسطينية التي وفق القانون وابجديات الفهم السياسي فهي تمثل شعب ، ولا تمثل فئة أو مجموعه من الشعب ، وهذا ما يثير الحيرة والريبه معا والاستهجان من مواقفها سواء من إضراب الموظفين أو العديد من القضايا الأخرى ، فلا يمكن تفهم موقف حكومتنا ضد موظفيها حتى لو سلم جدلا أن إضرابهم سياسياً ، كما لا يمكن تصور رئيس الوزراء ووزرائه يحملون المكانس في الطرقات مناكفة بالموظفين ، فهذا تلاعب بالعقول واستهزاء بمنطق العقل الذي يفرض ذاته علي الجميع . كان باستطاعة الحكومة الفلسطينية أن تبادر هي بالتشجيع للإضراب والدعوة له منذ أن تم فرض الحصار علي شعبنا ،وأن تستغله في كسر هذا الحصار الجائر والخروج من هذه الأزمة الطاحنة ، من خلال استنهاض العالم بقواه التحررية والديمقراطية والتي جسد الرئيس الفنزويلي علامة مميزة ودلل بأن هناك قوي ممكن التعويل عليها وكسبها بجانب قضيتنا ، فلا يمكن تصور صمت العالم أمام شعب تعيده عجلة التاريخ للقرون الوسطي دون حراك من القوي المؤمنه بحقوق شعبنا .فهل انحازت حكومتنا للعصبيه الحزبية علي حساب مصالح شعب يفتك به ، وهل تسائل رئيس الوزراء ووزراء الحكومة عن نهايه وحل لهذه الأزمة ، وهل الحل يكمن في قيام قوات القوة التنفيذية الملتحين بضرب المدرسين ومدراء المدارس لإجبارهم علي العمل ، أم أن الصحابي الجليل ابي ذر الغفاري كان خارجا عن ملة الإسلام عندما قال " عجبي لمن لا يجد قوت يومه ولا يشهر سيفه " . تتعقد الأزمة الفلسطينية علي كافة الصعد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، وتنحو الأوضاع من سيء لأسوأ ، ولا زالت المستويات القيادية السياسية والحزبية والرسمية والشعبيه تتمترس خلف محدودية التفكير ،عاجزة عن إيجاد أي حلول تحتكم للصالح الوطني لتحافظ على ثبات وتماسك هذا الشعب ، وهذا العجز ليس وليد الحصار فقط بل هو وليد منطق حزبي ضيق أُسرنا في براثنه ، وحولنا لعبيد في سوق الأحزاب ،اثمن ما يدفع كثمن هو صمتنا وتوقيعنا على صك العبودية مقابل إحدي الكبونات الغذائيه التي تصرف أصلا من أموال يتم جنيها بإسم شعبنا . مع هذه المواقف الثلاث لفتح وحماس والحكومة ، هناك العديد من المواقف الأخري التي تعتبر اشد خطورة وفتكاً ، وهي مواقف رجال الدين وعلماء الأمة وموضة الفتاوي الجديدة التي هلت بغير اسئذان تقتحم استقرارنا ووحدتنا ،هذه الفتاوي التي اضحت الوجبه الدسمة لأئمة المساجد وخطباء الصلوات ، والتي أهدرت دماء أبناء الشعب الواحد ،وكفرت الجوعي ، وحرمت الزوج علي زوجته ، وابعدت الإبن عن والده ،والأخ عن أخيه ، وبدات مظاهرها في التشابك والتصادم في المساجد وفي الصلوات ... دون أن يتقوا الله في هذا الشعب . ورغم كل هذه الصورة قاتمة السواد إلا أن الأمل لا زال يحدونا بإنفراج هذه الأزمة وإنقشاع هذه الغمامة السوداء من سماء الوطن ، فصمود شعبنا عبر مراحل نضاله التي ابى من خلالها الإنكسار أو الاندحار من المواجهه ،وتحدي بصلابة وعنفوان كل التحديات وواصل معركته . سامي الأخرس 2/9/2006
#سامي_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غزة بدولتين وسلطيتين
-
الفتاة العربية في غرف المحادثة
-
الامم المتحدة تهزم المقاومة في لبنان
-
كثير من الجنس قليل من العمل
-
هوليود ومسلسلات العنف بعراق العرب
-
صامدون كغصن الزيتون
-
أمة لا تتفاهم سوي بلغة المؤتمرات
-
أكسروا قيودي واحملوا ىمالي
-
الصحافة الفلسطينية وعصر التحديات
-
فلنلقي بغزة بالبحر
-
سأغادر
-
ولاية غزة المتحدة وعاصمتها جحر الديك
-
شاطئ غزة ... ملكية خاصة
-
لماذا الآن أشعلتم فتيل الحزبية ؟
-
حق بزمن اللاحق .. شعب وحكومة
-
المرأة العربية رمزاً للتخلف بعصر التمدن
-
حملوك فارساً ......
-
تعقيب علي مقال المرتد الأفغاني .. ورد علي الحوار المسيحي بشأ
...
-
الوطن العربي أغني البلاد ... أفقر العباد
-
وإنها لفوضي حتى النصر ... أو القهر
المزيد.....
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
-
بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م
...
-
موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو
...
-
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا
...
-
شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ
...
-
بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت
...
-
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|