سامي عبد الحميد
الحوار المتمدن-العدد: 7151 - 2022 / 2 / 1 - 00:42
المحور:
الادب والفن
يعتبر الأستاذ الدكتور (كمال نادر) المتخصص في الأدب الإنكليزي من ابرز المهتمين بمسرح شكسبير في بلادنا ومن اعمق الدارسين لانجازات ذلك الشاعر العظيم .. وفي مناقشة لرسالة ماجستير تقدم بها احد طلبة قسم الفنون المسرحية بكلية الفنون الجميلة – جامعة بغداد وكان (الدكتور كمال) عضواً في لجنة المناقشة ،علق قائلاً "عجيب أمركم يا مسرحيي العراق ، تتناولون مسرحيات شكسبير بشغف وتخرجونها بجهد واضح وقبل ذلك تدرسونها في مناهج دراستكم الأولية والعليا، ومع ذلك تسيئون لذلك المسرحي الانكليزي الكبير ومسرحياته التي تبقى حية تقدم في كل بلاد العالم وفي كل الأزمنة منذ القرن السادس عشر وحتى هذا القرن الجديد."
قال (الدكتور كمال) : "بأي حق تتخذون ما تشاؤون من نصوص مسرحيات شكسبير ومن خولكم ان تغيروا في شخوصها وأحداثها، ولم تعتدون على مثل ذلك الإنجاز الأدبي الدرامي الذي اعترف به العالم اجمع واعتمدته الفرق المسرحية العالمية في برامجها وفي (ريبتوارها) ، كيف تجرؤون على حذف جملة مليئة بالبلاغة بل وترسم صورة نادرة في المخيلة كما هي جملة (عطيل) .. (انها بيضاء كالثلج وصقيلة كمرمر القبر) وفي هذه الجملة إحالة الى موت زوجته (دزدمونة) اذا ما خنقها وهي في فراشها نائمة."
كان (الدكتور كمال) على حق عندما دان بعض المخرجين العراقيين الذين يتصدون لنص شكسبيري ويعبثون به بحجة ان المخرج مؤلف جديد للنص او بحجج اخرى واهية مثل موت المؤلف أو الرؤية الجديدة للنص الدرامي أو القراءة الجديدة .. "لقد أخرجت انا نفسي مسرحية (هاملت) وسميتها (هاملت عربياً) وافترضت ان الأحداث في شبه الجزيرة العربية وان حدثاً معيناً قد وقع هناك يشبه ما حدث لوالد الامير هاملت ومقتله من قبل أخيه، وفي وقتها عاب علي بعض النقاد انني لم أغير من (هاملت) الدانيماركي سوى في الشكل وليس في المحتوى ولكنني دافعت عن تجربتي تلك باسنادها بفرضية ومع ذلك يبقى السؤال قائماً هل يحق لي ان احدث من التغيرات في نص شكسبير، ربما لو انني اذكر ان ما قمت به هو اعداد عن ذلك النص، واذكر اني اضفت الى (ماكبث) مشاهد من مسرحية لغيره ولكني سميت مسرحيتي (طقوس النوم والدم)."
لقد اخرج (صلاح القصب) لشكسبير مسرحيته (هاملت) وافترض لها بيئة غير بيئتها الاصلية وحذف من شخوصها وجملها العديد بل واستخدم شخصيات مزدوجة لهاملت ولاونيليا وللأم وللعم وللوزير، واخرج كذلك (الملك لير) وفعل بالنص مثلما فعل في سابقه وكان العمل باهراً ولكن يبقى (الدكتور كمال) يتساءل "هل يحق لصلاح ولغيره الاعتداء على نصوص شكسبير الحية العظيمة؟"
#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟