أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - هل خرجت غزة من البئر














المزيد.....

هل خرجت غزة من البئر


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7147 - 2022 / 1 / 27 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جعلت الجماعات الإسلامية وحركات الإسلام السياسي من الوصول إلى الحكم غايتها، انطلاقًا من أيدولوجيتها التي ترى أنَّ غاية الإسلام هي تحقيق الحاكمية، ولأجل ذلك عملت على إنشاء تنظيم يتمحور حول هذه الفكرة، ليتمكنَ من مواجهة الصدامات الداخلية والخارجية، ويكون قادرًا على الاستمرار حتى يصل إلى ما يتطلع إليه، مستندين على فهمهم واعتقادهم أنَّهم يمثلون الفرقة الناجية والتي تستدعي بالضرورة التدخل الإلهي لحسم النتائج لصالحهم، أسوةً بتدخل السماء الحاسم كما حصل مع كثير من الأنبياء بصنوف شتى، ولكنَّ قصة يوسف بن يعقوب عليهما السلام، كانت الأبرز من بين القَصص التي تجلّت فيها القدرة الإلهية في مواقف عديدة بدأت من استبدال إخوته لفكرة قتله بإلقائه في البئر، ثم السَّيارة الذين أخرجوه، ففتنة امرأة العزيز، وسجنه مدة طويلة، مرورًا بتأويله لرؤية الملك إلى أنْ أصبح عزيزًا لمصر، وانتهاءً بتحقيق رؤياه من قَبل بسجود أبويه وإخوته بين يديه، وأيضًا رَسَّخَتْ هذه القصة مفهوم "الضربة التي لا تقصمني تزيدني قوة "، فتأسّوا به، واتخذوه شعارًا لهم، وأسقطوه على واقعهم، وهذا يسوقنا إلى ضرورة إعمال العقل في الغاية التي من أجلها تحمّل أنبياء الله صنوف الاتهامات والحصار والقتل أحيانًا، ومحاولات القتل أحيانًا أخرى، هل هي الوصول إلى الحكم أم الدعوة إلى التوحيد، وكذلك لا بدّ من إعمال العقل فيما بذلوه من جهد وصبر استجلابًا للقدرة الإلهية، وفيما قَدَّمَتْه تلك الجماعات والحركات منذ ظهورها في مطلع القرن التاسع عشر وحتى واقعها اليوم، مع الأخذ بعين الاعتبار الأسباب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي أدت إلى ظهور تلك الحركات والجماعات وتبنيها أفكارًا وأُسُسًا عقائدية من بينها الحاكمية، والثنائيات المتصارعة، والتغير بالقوة، والتمكين، وإذا ما أخذنا نتائج تجارب هذه الجماعات والحركات في الحكم بشكل مباشر مثل مصر والسودان وتونس والمغرب وتركيا، وبشكل غير مباشر عبر مشاركتها في المجالس النيابية أو استخدامها للنفوذ القَبَلي والحزبي مثل الأردن واليمن والكويت وقطر، وأسقطناها على محطات تدخل القدرة الإلهية في تلك القصة، والمفهوم الذي بُنِي على أحداثها، نجد أنَّ جميع هذه التجارب فشلت في استجلاب القدرة الإلهية، أو على الأقل لم تحقق المنشود منها، فعلى سبيل المثال نجد غالبيتها مارست السلطوية والتفرد في رسم السياسات واتخاذ القرارات، ودولًا قَنَّنَتْ الدعارة والمَيْسِر "القِمار" وكانت جزءًا من مدخولاتها القومية، وعملت بقوانين تحمي الرذيلة وتحارب الفضيلة، وجميعها اعتمدت على الاقتصاد الربوي، وغابت عنها العدالة وحرية التعبير، ورفعت لواء الإقصاء من أجل التمكين، ودخلت في أحلاف ومحاور على حساب دماء المسلمين ووحدة أراضيهم وشعوبهم ومصالحهم مما عَجَّل في فشل تجاربهم في الحكم، ولم يتمكنوا خلال قرن من الزمان من تجسيد أفكارهم وأُسُسِهم العقائدية واقعًا ملموسًا مما يشير إلى وجود خطأ في فهم مُراد الله، وإذا ما سلّطنا الضوْء على تجربة الإسلاميين في غزة نرى أنَّها لم تتمايز عن تجربة الآخرين سوى بتحسين قدرة المقاومة العسكرية، وصناعة هالة من الندية أمام الآلة العسكرية الصهيونية، وهذا لا يكفي لاستجلاب القدرة الإلهية، للخروج من البئر الذي أسقطتنا فيه تلك الأفكار والأسس العقائدية المَودودية والقطبية وأدخلتنا في حالة الدَّكن الفكري والسياسي، فهل للخروج من البئر من سبيل؟



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوثي مسار إرهاب
- حِوارُ الطُرشانِ حديثُ الجزائر
- تهويد النَّقب عاصفة سياسية تلوح في الأفق
- شكرًا للشعب الجزائري
- الجزائر على خط النَّار
- ماذا لو امتلكت إيران السلاح النَّووي
- فازورة... حزورة... فصائلية
- يوم الاستقلال والثورة الصادقة
- محاكمة بريطانيا ضرورة إنسانية
- المُقاومةُ القداسةُ ودِلالةُ التطبيق
- بيروت في مرمى النيران
- العراق للعراقيين
- الرئيس عبَّاس وحماس في القاهرة
- من وعد مكّة إلى وعد الآخرة
- في ذكرى انتفاضة الأقصى ويوم العَلَم الفلسطينيون إلى أين؟
- خطاب الرئيس بطعم ورائحة الكوفية
- من آخِر السَّطر
- لقاء السيسي _ بينيت خط أحمر مصري جديد
- سقوط الحركات الإسلامية هواية وذرائع أم فشل سياسي
- غزة في معركة بين الحروب


المزيد.....




- قضية قطع رأس رجل الأعمال فهيم صالح بأمريكا.. القضاء يكشف تفا ...
- شاهد دبًا أسودًا يداهم رجلًا في فناء منزله الخلفي.. ماذا فعل ...
- التصق جلده بعظمه.. والدة طفل يعاني من الجوع في غزة: أفقد ابن ...
- لحظات مؤثرة لوصول ولقاء جوليان أسانج بعائلته في مطار كانبرا ...
- فيدان: حرب أوكرانيا قد تتوسع عالميا
- شاهد: المنتخب البرازيلي يصل إلى لاس فيغاس استعدادا لمواجهة ا ...
- الرئيس الكيني يصف الاحتجاجات وما أحاط بها من أحداث دامية -با ...
- مشاركة عزاء للرفيق خليل عليان بوفاة أخيه
- -الشبح الطائر-.. مميزات مقاتلة Su-57 الروسية
- -أطباء بلا حدود- نعته.. إسرائيل تغتال مسؤول تطوير منظومة صوا ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - هل خرجت غزة من البئر