أحمد اسماعيل اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1662 - 2006 / 9 / 3 - 05:44
المحور:
الادب والفن
مدرسة الثعلب
مسرحية للأطفال
(يدخل الراوي إلى خشبة المسرح, يجلس على كرسي ..)
الراوي: أعزائي أحبائي الحلوين صباح الخير, سأروي لكم
حكاية مسلية ومفيدة , إنها حكاية الأرنب و..
(يُسمع نهيق حمار فيلتفت الراوي حوله مستغرباً ..يكمل حديثه )
قلت إنها حكاية الأرنب و..
( يسمع نهيق الحمار مرة ثانية. يصمت الراوي, ينظر حوله هنا
وهناك .. يكمل حديثه ) حكاية الأرنب.
(يتكرر نهيق الحمار مرات عديدة . يصمت الراوي وقد تملكته
الدهشة )
ما هذا النهيق الغريب ؟!.. إنه أشبه بالصراخ أو البكاء
( يدخل الحمار باكياً .. , ينهض الراوي ) أهلاً وسهلاً . أهلاً
وسهلاً بصديقنا الطيب و الصبور .
الحمار: (بضيق) بل قل صديقنا الغبي .
الراوي: ( باستغراب) لماذا يا صديقي؟! أوه. دعك من كلام بعض الناس
يا صاحبي , أنت مثال الطيبة والصبر.
الحمار : ( يبكي) ..
الراوي : هل طاردك الأطفال الأشقياء؟
الحمار : كلا .(يبكي)
الراوي: هل أنت مريض . هل تشكو من ألم في جسمك ؟
الحمار: كلا. ( يبكي )
الراوي: إذاً لماذا تبكي؟
الحمار : أبكي لأنني غبي . غبي جداً .
الراوي: أعرف هذا .(بخجل ) عفواً . عفواً يا صديقي , أقصد: أعرف
أنك حمار طيب. نعم أنت حمار طيب .
الحمار : بل أنا غبي، وأنا مصر على هذا الرأي .
الراوي : (بضيق) اسمع يا صديقي ,إما أن تذكر لنا ما حدث لك ,أو
تدعني لأروي حكاية سباق الأرنب والسلحفاة للأطفال.
الحمار : حاضر يا صديقي . سأروي لك ما حدث
الراوي : تفضل.
الحمار: ...
الراوي : قلت : تفضل واحكِ حكايتك يا حمار.
الحمار : الثعلب , الثعلب المحتال يا صديقي.
الراوي: (باستغراب) الثعلب ! ما به الثعلب ؟
الحمار: خدعني .
الراوي : كيف ؟
الحمار : (يبكي) ..
الراوي : اهدأ يا صديقي واحكِ لنا كيف خدعك الثعلب.
الحمار : سأحكي ، يجب أن أحكي ما حدث بالتفصيل.
الراوي: إني أسمعك .
الحمار : (ينظر إلى الأطفال بريبة . يهمس في أذن الراوي)
هل سيستمع إليَّ الأطفال أيضاً ؟
الراوي: نعم .( بصوت عال) يجب أن يستمع الأطفال إليك .
الحمار : لكن ..( يصمت خجلاً )
الراوي: لكن لماذا ؟ أكمل .
الحمار : لكن أخشى من سخريتهم بعد سماع الحكاية .
الراوي: اطمئن . الأطفال المهذبون لا يسخرون من الآخرين، إن هم
أخطأوا .
الحمار : وماذا يفعلون ؟
الراوي : يرشدونهم , يمدونَ لهم يد العون.
الحمار : عظيم , إنه سلوك يستحق التقدير والثناء .
الراوي: ( بنفاد صبر) احكِ يا صديقي ,احكِ حكايتك مع الثعلب .
الحمار : (يجلس على الكرسي ) كان يا مكان في قديم ..
الراوي : (باستغراب) ما هذا أيها الحمار ؟ !
الحمار : عفواً يا صديقي ، ذات صباح كنت في الغابة أقضم العشب
الطري , وأغني كالعندليب (ينهق)
الراوي: (يصم أذنيه بيديه ) وبعد الغناء ، وبعد الغناء أيها العندليب .
الحمار : رأيت الثعلب يخطو نحوي بوقار لم أتوقعه منه أبداً .
الراوي : (باهتمام ) نعم .
الحمار: وما إن دنا مني ..
(يتغير المنظر, يظهر الحمار في مكان كثير العشب ،وبعيد عن
السور , يدخل الثعلب وهو يحمل كتاباً ذا حجم ضخم)
الثعلب : صباح الخير أيها العندليب.
الحمار :(بسرور) صباح النور أيها الثعلب الماكر.
الثعلب : (بانزعاج) أنت صديق فظ فعلاً.
الحمار : ( باستغراب) لماذا ؟
الثعلب :لأنني نادينك باسم العندليب , فنعتني بالماكر.
الحمار: لأن المكر صفتك .
الثعلب : (بسخرية) وهل الشدو صفة من صفاتك أيها .. العندليب ؟
الحمار:( بارتباك) احم .احم .إذاً أنت تريد مني أن أناديك يا عندليب أو يا
بلبل ؟
الثعلب : (بغرور) لا،لا ، كيف يمكن أن ينعت عالم كبير مثلي ب..بالعندليب
أو بالبلبل ؟!
الحمار: (باندهاش) أنت عالم كبير ؟!
الثعلب : نعم ،وهذا هو كتابي يحوي جميع العلوم التي درستها :
الرياضيات , الجغرافيا , الأدب ,السياسة , التاريخ ,
وغيرها ، وغيرها .
الحمار: (بخشوع وهو ينظر إلى الكتاب) ماذا تنوي أن تفعل به ؟
الثعلب: (بوقار زائد) سأعلم سكان الغابة , فالعلم نور , والجهل ظلام .
الحمار: (بحماس وسرور) بالعلم بنى الآخرون المعامل , وبه صعدوا
إلى الفضاء.
الثعلب : ومن أجل هذا الهدف العظيم يا بني قررت افتتاح مدرسة
في قلب الغابة ,غابتنا الغالية.
الحمار : (بسرور) سأكون أنا أول تلميذ في هذه المدرسة.
الثعلب : ( بمكر) العادة تقضي يا ولدي العزيز أن يكونِ الصغار كالطيور
الجميلة , الطرية .. أقصد طرية النفس والعقل ,أول رواد هذه
المدرسة .
( يصمت الحمار مفكراً، يحدجه الثعلب بنظرات الريبة والمكر)
الثعلب: بماذا تفكر يا عزيزي ؟
الحمار: بالطيور .
الثعلب : تقصد بالتلاميذ ؟
الحمار : نعم .(بحرج) الطيور لا تثق بك ,وكذلك الحيوانات الأخرى
الثعلب: كان هذا فيما مضى، قبل أن أصبح عالماً كبيراً .
الحمار:(بفرح) هذا يعني أنك الآن لست الثعلب الماكر؟
الثعلب: نعم ، الآن أنا عالم جليل وقدير . (بمكر) أيها العندليب الشادي
الذكي .
الحمار: (بسرور) نعم ..أنا العندليب ، هذا صحيح أيها العالم الجليل
والقدير . (يصمت فجأة مفكراً..)
الثعلب: أراك عدت إلى التفكير مرة ثانية يا صديقي ؟
الحمار: هل سيقتنع الآخرون بذلك أيها العالم الجليل؟
الثعلب: يجب أن يقتنعوا يا عزيزي . (بخبث) ما رأيك أنت ؟
الحمار: لا أعرف ,أخشى أن لا يصدقونك .
الثعلب : (يفكر) في هذه الحالة ليس لنا خيار سوى اللجوء إلى .. الحيلة .
الحمار: (باندهاش و انقباض) الحيلة ؟!
الثعلب : نعم ،من أجل غايتنا السامية فقط ، ألم تسمع بالحكمة التي تقول:
الغاية تبرر الوسيلة ؟
الحمار : (يفكر) لا، لم أسمع بهذه الحكمة الغريبة من قبل !
الثعلب : إنها حكمتي المفضلة ،و حكمة العلماء الكبار من أمثالي .
الحمار : و ما هي وسيلتك ؟
الثعلب : ما رأيك بالتنكر مثلاً ؟
الحمار : لا أعرف .
الثعلب : إنها مجرد وسيلة يا عزيزي : وسيلة من أجل غايتنا العظيمة .
الحمار : ( يفكر بعمق) نشر العلم في الغابة غاية عظيمة حقاً .
الثعلب : (بمكر شديد) هذا يعني أنك موافق على اقتراحي ؟
الحمار : اقتراح لا بأس به .
الثعلب : (بسرور مبالغ فيه) أنت رائع يا صديقي ، وطيب ،تتمنى الخير
للجميع .
الحمار : العلم خير عظيم ، ويجب أن يعمَّ غابتنا .
الثعلب : سيعم يا صديقي ، مع تباشير الفجر الأولى ستصدح حناجر
التلاميذ بالأناشيد العذبة .
الحمار : (بحماس) سأنطلق في التو لدعوة الجميع للالتحاق بمدرسة عالم
الغابة الثعلب .
الثعلب : بل قل بمدرسة العالم القدير ثعلم .
الحمار : (باستغراب) من ؟!
الثعلب : ثعلم ،العالم القدير ثعلم يا مساعدي.
الحمار : (بفرح) أنا مساعدك ؟! حاضر أيها المعلم القدير ..ثعلم.
( يغادر الحمار المكان بسرعة وهو فرح جداً ،يفرك الثعلب يديه
بسرور ثم يطلق عواءً عالياً )
الثعلب : (لنفسه ) سأكون على أهبة الاستعداد لاستقبال طلاب علمي الجميلين
واللذيذين . ( يضحك بصوت عال وهو يغادر المكان)
( يتغير المنظر ،يظهر الراوي على خشبة المسرح وإلى جانبه
الحمار وهو يبكي .)
الراوي : هكذا إذاً ؟
الحمار : نعم .
الراوي : ومن دعوت من سكان الغابة للالتحاق بهذه المدرسة ؟
الحمار : دعوت طيوراً كثيرة .
الراوي : يا لك من حمار ..( يصمت)
الحمار : حمار غبي ، لماذا لم تكمل ؟
الراوي : اعتذر، لكن ماذا حدث بعد ذلك ؟
الحمار : التحقت الطيور بالمدرسة.
الراوي : مدرسة ثعلم ؟ أقصد : مدرسة الثعلب المتنكر ؟
الحمار : نعم .
( يتغير المنظر ، يظهر الثعلب متنكراً في زي عالم وقور وهو يعلم
مجموعة من الطيور في كوخ مبني من أغصان وأوراق الأشجار )
الثعلب : عين .
الطيور : عين .
الثعلب : ألف .
الطيور : ألف .
الثعلب : شين .
الطيور : شين .
الثعلب : عاش .
الطيور : عاش .
الثعلب : العلم .
الطيور : العلم .
الثعلب : علم الثعلم .
الطيور : علم الثعلم .
الثعلب : واو .
الطيور : واو .
الثعلب : واجب الطير .
الطيور : واجب الطير .
الثعلب : طاء .
الطيور : طاء .
الثعلب : طاعة .
الطيور : طاعة .
الثعلب : الثعلم .
الطيور : الثعلم .
الثعلب : (ينشد) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
الطيور : (تنشد ) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
الثعلب : أحسنتم يا أحبائي ، أنتم تلاميذ نجباء. انتهينا اليوم من الدرس الأول،
وغداً صباحاً سنتلقى درسنا الثاني .
الطيور : حاضر يا أستاذ .
الثعلب : ( ينادي الحمار بوقار ) أيها المساعد .
الحمار : (يدخل ) نعم أيها المعلم القدير , والعالم الجليل .
الثعلب : ألم يحن موعد الانصراف ؟
الحمار : بلى يا سيدي.
(يرن الجرس . فتنصرف الطيور مرددة كلمات الدرس..)
عاش العلم علم الثعلم
واجب الطيور طاعة الثعلم
عاش العلم علم الثعلم
الثعلب : (لنفسه بسرور) أحسنتم يا حلوين , يا ألذ وجبة سأتناولها غداً .
(بمسكنة ) مع بدء الدرس الثاني
(يقهقه , يدخل الحمار ..)
الحمار : كم أغبط هؤلاء التلاميذ يا أستاذنا .
الثعلب: سيأتي دورك يا عزيزي ،سيأتي ،فاطمئن .
الحمار : متى يا أستاذ ؟
الثعلب : بعد أن أفرغ من هؤلاء الصغار يا.. عندليب .
الحمار : سأنتظر دوري على أحر من الجمر .
الثعلب : ولماذا العجلة يا ولدي ؟ ( يضحك ضحكة صغيرة )
( يتغير المنظر ، تظهر الطيور في أعشاشها وهي تردد
كلمات الدرس ،عدا البطة التي كانت تجلس في الأسفل وهي قلقة
تفكر )
البطة : ( لنفسها ) عاش العلم علم الثعلم
( باستغراب) الثعلم ..الثعلم ؟!!
الديك : (للبطة ،بزهو ) واجب الطير طاعة الثعلم
عاش العلم علم الثعلم
( يصيح بتباه )
الحمامة : (بسخرية ) الديك الفصيح من البيضة يصيح ، لا بالسباحة
في المستنقعات يحلم .
( يضحك الجميع بسخرية )
البطة : (بحدة وغضب ) ماذا تقصدين ؟
الحجل : تقصد أنك لم تحفظي درسك .
الديك : كوكو .. ولن تحفظ يا صديقي .
الحجل : هيا يا أصدقاء نردد كلمات الدرس أمام البطة كي تحفظها .
الطيور: ( عدا البطة ) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
عاش العلم علم الثعلم
( يدخل الكلب )
الكلب : مساء الخير يا أصدقاء .
الطيور : أهلاً بصديقنا الكلب الوفي .
الكلب : أعجبني غناؤكم الجميل الذي صدحت به حناجركم .. معذرة ..لقد دخلت بيتكم بدون استئذان .
الحمامة : لم نكن نغني يا صديقنا .
الحجل : كنا نردد درسنا .
الكلب : أي درس ؟!
الديك : الدرس الذي تلقيناه في المدرسة .
الكلب : ( باستغراب ) أية مدرسة ؟!
الحجل : مدرسة افتتحها عالم قدير في قلب الغابة .
الكلب : رائع ، إنها بشرى سارة ، وأخيراً سيزول ظلام الجهل .
الطيور : وينتشر نور العلم .
الكلب : وهل حفظ الجميع درسهم ؟
الديك : نعم .
الحمامة : عدا البطة .
الكلب : ( للبطة . باندهاش ) أتعجب من كسل البطة النشيطة ؟!
البطة : لست كسولة أيها الصديق الوفي .
الديك : لماذا لم تحفظي درسك إذاً ؟
البطة : لقد حفظته .
الحمامة: إنك تكذبين .
الكلب : (للحمامة ) لا يجوز رمي الآخرين بتهمة الكذب بهذه البساطة يا صديقتنا الجميلة .
الحمامة : ( بخجل ) أعتذر .
البطة : قبلت اعتذارك . (للكلب )وجه المعلم ليس غريباً عني وكلمات الدرس غريبة بعض الشيء .
الديك : عذر أقبح من ذنب .
الحمامة : حجة للهروب إلى المياه الآسنة .
(يضحك الجميع )
الكلب : التلاميذ المؤدبون لا يسخرون من غيرهم .
البطة : لقد حفظت كلمات الدرس يا أصدقاء .
الحمامة : لماذا لا ترددينها إذاً ؟
البطة : لأنني أفكر في معانيها الغريبة .
الكلب : كلام البطة سليم ومعقول .
الديك : لماذا ؟!
الكلب : لأن حفظ الدرس يكون بفهم المعاني لا باستظهار الكلمات .
الحمامة : لا أصدق ما تقوله البطة .
البطة : (تنشد ) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
عاش العلم علم الثعلم
(الكلب ينبح فجأة ، الطيور تنكمش على نفسها مذعورة )
الكلب : كلام غريب حقاً !!
الطيور : لماذا ؟!
الكلب : (لنفسه ) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير .........
(يصمت ..يفكر )
الديك : واجب الطير طاعة الثعلم .
الكلب : هل فكرتم بهذا الدرس جيداً ؟
الديك : لقد حفظناه جيداً .
الكلب : لقد استظهرتموه جيداً .
(يصمت الجميع . يتبادلون نظرات الاستغراب )
الكلب : من هو معلمكم ؟
الحمامة : معلم قدير .
الديك : إنه العالم الكبير ثعلم .
الكلب : أخشى أن يكون هذا العالم الكبير .. (يصمت )
الجميع : من ؟
الكلب : الثعلب .
الجميع : ( بخوف ) الثعلب؟!
الديك : غير معقول !
الحمامة : يبدو عليه وقار العالم الجليل .
الحجل : ويحمل معه كتاباً ضخماً يحوي شتى العلوم .
الكلب : يراودني شك في أمر هذا المعلم العالم .
البطة : وأنا أيضاً.
( يسود الصمت لدقائق ...)
الحجل : (للكلب ) هل تظنه الثعلب فعلاً ؟
الكلب : ربما يكون الثعلب ، فكلمات درسه توحي بذلك .
الجميع : ( بخوف ) الثعلب ؟!
الحمامة : لن ألتحق بهذه المدرسة غداً .
الحجل : وأنا أيضاً .
الديك : وأنا أيضاً .
الكلب : وربما لا يكون الثعلب ؟
الجميع : ( بحيرة ) وإذا كان هو ؟
الكلب : يجب علينا أن نتأكد من ذلك .
الجميع : كيف ؟
الكلب : بمتابعة الدروس ، فمن غير الصحيح التفريط بأي علم لمجرد السك فيه ، هذه خطيئة كبيرة يا أصدقاء.
الحجل : و إذا كان الثعلب هو المعلم .
الكلب : نطرده من المدرسة .
الحمامة : كيف ؟
(يصمت الجميع )
البطة : لدي فكرة .
الجميع : ما هي ؟
البطة : نلتحق بالمدرسة غداً .
الجميع : لن تلتحق ، يعني لن نلتحق .
البطة : دعوني أكمل .
الجميع : تفضلي.
البطة : إذا كان المعلم عالماً كما يدعي ..
الجميع: ماذا نفعل ؟
البطة : نناقشه ،نسأله عن معاني كلمات درسنا الغريب.
الديك:وإذا كان الثعلب هو هذا المعلم العالم ؟
الحمامة : حلقنا عالياً وهربنا .
الديك :وأنا ؟
الحمامة : ما بك ؟
الديك : هل نسيت أنني لا أستطيع التحليق عالياً مثلك أيتها الذكية ؟
( يضحك الجميع ... ) أتسخرون مني ؟
الكلب : جاءتني فكرة جيدة.
الجميع : (بلهفة) ما هي ؟
الكلب : سأرافقكم إلى المدرسة .
الحجل: وتحضر الدرس ؟
الكلب :كل ، بل سأختبئ في مكان قريب من المدرسة .
الديك :فإذا كان الثعلب هو المعلم ؟
البطة : هاجمه صديقنا الكلب .
الكلب: ما رأيكم ؟
الجميع: موافقون .
(يتغير المنظر . يظهر الثعلب المتنكر وهو يستقبل الطيور الوافدة إلى المدرسة..)
الثعلب:أهلاً بالتلاميذ المجدين . ( ينادي الحمار ) أيها الحمار،أيها المساعد .
الحمار:(يدخل ) نعم يا معلمي ،وسيدي العالم.
الثعلب :رن جرس الدخول.
الحمار : حاضر أيها المعلم الجليل .
الثعلب : شكراً أيها العندليب الذكي.
(يرن الحمار الجرس .يبدأ الجميع بترديد الدرس )
عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
الثعلب (بسرور) عظيم ،عظيم جداً يا تلاميذي المطيعين ، والآن حان موعد دروسنا الثاني ،هل أنتم جاهزون ؟
الجميع: نعم ،جاهزون يا أستاذنا .
الثعلب : وأنا جاهز أيضاً يا ألذ وجبة .
(يخلع الثعلب زيه التنكري ، يعوي ثم يهجم على الطيور ، يعلو صياح الطيور المذعورة ،يدخل الحمار فيفاجأ بما يراه ، يهجم الثعلب. يرفسه ،يدخل الكلب ،ينبح ،يهرب الثعلب ،فيطارده الكلب ،تحلق الطيور عالياً وهي تردد .. )
الطيور: عاش العلم علم الخير
علم الخير حب للغير
علم الثعلب علم الخير
عاش العلم علم الخير
(يتغير المنظر ,يظهر الراوي , والحمار يبكي ..)
الحمار : ألم أقل لك بأنني غبي ؟
الروي : بل أنت طيب .
الحمار : لا أنا غبي .
الروي : ماذا فعلت بعد ذلك؟
الحمار : رحت أعلم كل الأصدقاء في الغابة بما حصل .
(يهم بالخروج )
الروي : إلى أين ؟
الحمار : إلى أماكن أخرى ,وأصدقاء آخرين أحذرهم من غدر الثعلب .
(يخرج الحمار ،الراوي يودعه ..)
الروي: رافقتك السلامة يا صديقنا الطيب .
(للأطفال )
رافقتكم السلام أنتم أيضاً يا أحبائي . وإلى اللقاء مع حكاية أخرى .
(يلوح للأطفال بيده ويخرج ..إظلام.)
أحمد اسماعيل اسماعيل
مدرسة الثعلب
مسرحية للأطفال
(يدخل الراوي إلى خشبة المسرح, يجلس على كرسي ..)
الراوي: أعزائي أحبائي الحلوين صباح الخير, سأروي لكم
حكاية مسلية ومفيدة , إنها حكاية الأرنب و..
(يُسمع نهيق حمار فيلتفت الراوي حوله مستغرباً ..يكمل حديثه )
قلت إنها حكاية الأرنب و..
( يسمع نهيق الحمار مرة ثانية. يصمت الراوي, ينظر حوله هنا
وهناك .. يكمل حديثه ) حكاية الأرنب.
(يتكرر نهيق الحمار مرات عديدة . يصمت الراوي وقد تملكته
الدهشة )
ما هذا النهيق الغريب ؟!.. إنه أشبه بالصراخ أو البكاء
( يدخل الحمار باكياً .. , ينهض الراوي ) أهلاً وسهلاً . أهلاً
وسهلاً بصديقنا الطيب و الصبور .
الحمار: (بضيق) بل قل صديقنا الغبي .
الراوي: ( باستغراب) لماذا يا صديقي؟! أوه. دعك من كلام بعض الناس
يا صاحبي , أنت مثال الطيبة والصبر.
الحمار : ( يبكي) ..
الراوي : هل طاردك الأطفال الأشقياء؟
الحمار : كلا .(يبكي)
الراوي: هل أنت مريض . هل تشكو من ألم في جسمك ؟
الحمار: كلا. ( يبكي )
الراوي: إذاً لماذا تبكي؟
الحمار : أبكي لأنني غبي . غبي جداً .
الراوي: أعرف هذا .(بخجل ) عفواً . عفواً يا صديقي , أقصد: أعرف
أنك حمار طيب. نعم أنت حمار طيب .
الحمار : بل أنا غبي، وأنا مصر على هذا الرأي .
الراوي : (بضيق) اسمع يا صديقي ,إما أن تذكر لنا ما حدث لك ,أو
تدعني لأروي حكاية سباق الأرنب والسلحفاة للأطفال.
الحمار : حاضر يا صديقي . سأروي لك ما حدث
الراوي : تفضل.
الحمار: ...
الراوي : قلت : تفضل واحكِ حكايتك يا حمار.
الحمار : الثعلب , الثعلب المحتال يا صديقي.
الراوي: (باستغراب) الثعلب ! ما به الثعلب ؟
الحمار: خدعني .
الراوي : كيف ؟
الحمار : (يبكي) ..
الراوي : اهدأ يا صديقي واحكِ لنا كيف خدعك الثعلب.
الحمار : سأحكي ، يجب أن أحكي ما حدث بالتفصيل.
الراوي: إني أسمعك .
الحمار : (ينظر إلى الأطفال بريبة . يهمس في أذن الراوي)
هل سيستمع إليَّ الأطفال أيضاً ؟
الراوي: نعم .( بصوت عال) يجب أن يستمع الأطفال إليك .
الحمار : لكن ..( يصمت خجلاً )
الراوي: لكن لماذا ؟ أكمل .
الحمار : لكن أخشى من سخريتهم بعد سماع الحكاية .
الراوي: اطمئن . الأطفال المهذبون لا يسخرون من الآخرين، إن هم
أخطأوا .
الحمار : وماذا يفعلون ؟
الراوي : يرشدونهم , يمدونَ لهم يد العون.
الحمار : عظيم , إنه سلوك يستحق التقدير والثناء .
الراوي: ( بنفاد صبر) احكِ يا صديقي ,احكِ حكايتك مع الثعلب .
الحمار : (يجلس على الكرسي ) كان يا مكان في قديم ..
الراوي : (باستغراب) ما هذا أيها الحمار ؟ !
الحمار : عفواً يا صديقي ، ذات صباح كنت في الغابة أقضم العشب
الطري , وأغني كالعندليب (ينهق)
الراوي: (يصم أذنيه بيديه ) وبعد الغناء ، وبعد الغناء أيها العندليب .
الحمار : رأيت الثعلب يخطو نحوي بوقار لم أتوقعه منه أبداً .
الراوي : (باهتمام ) نعم .
الحمار: وما إن دنا مني ..
(يتغير المنظر, يظهر الحمار في مكان كثير العشب ،وبعيد عن
السور , يدخل الثعلب وهو يحمل كتاباً ذا حجم ضخم)
الثعلب : صباح الخير أيها العندليب.
الحمار :(بسرور) صباح النور أيها الثعلب الماكر.
الثعلب : (بانزعاج) أنت صديق فظ فعلاً.
الحمار : ( باستغراب) لماذا ؟
الثعلب :لأنني نادينك باسم العندليب , فنعتني بالماكر.
الحمار: لأن المكر صفتك .
الثعلب : (بسخرية) وهل الشدو صفة من صفاتك أيها .. العندليب ؟
الحمار:( بارتباك) احم .احم .إذاً أنت تريد مني أن أناديك يا عندليب أو يا
بلبل ؟
الثعلب : (بغرور) لا،لا ، كيف يمكن أن ينعت عالم كبير مثلي ب..بالعندليب
أو بالبلبل ؟!
الحمار: (باندهاش) أنت عالم كبير ؟!
الثعلب : نعم ،وهذا هو كتابي يحوي جميع العلوم التي درستها :
الرياضيات , الجغرافيا , الأدب ,السياسة , التاريخ ,
وغيرها ، وغيرها .
الحمار: (بخشوع وهو ينظر إلى الكتاب) ماذا تنوي أن تفعل به ؟
الثعلب: (بوقار زائد) سأعلم سكان الغابة , فالعلم نور , والجهل ظلام .
الحمار: (بحماس وسرور) بالعلم بنى الآخرون المعامل , وبه صعدوا
إلى الفضاء.
الثعلب : ومن أجل هذا الهدف العظيم يا بني قررت افتتاح مدرسة
في قلب الغابة ,غابتنا الغالية.
الحمار : (بسرور) سأكون أنا أول تلميذ في هذه المدرسة.
الثعلب : ( بمكر) العادة تقضي يا ولدي العزيز أن يكونِ الصغار كالطيور
الجميلة , الطرية .. أقصد طرية النفس والعقل ,أول رواد هذه
المدرسة .
( يصمت الحمار مفكراً، يحدجه الثعلب بنظرات الريبة والمكر)
الثعلب: بماذا تفكر يا عزيزي ؟
الحمار: بالطيور .
الثعلب : تقصد بالتلاميذ ؟
الحمار : نعم .(بحرج) الطيور لا تثق بك ,وكذلك الحيوانات الأخرى
الثعلب: كان هذا فيما مضى، قبل أن أصبح عالماً كبيراً .
الحمار:(بفرح) هذا يعني أنك الآن لست الثعلب الماكر؟
الثعلب: نعم ، الآن أنا عالم جليل وقدير . (بمكر) أيها العندليب الشادي
الذكي .
الحمار: (بسرور) نعم ..أنا العندليب ، هذا صحيح أيها العالم الجليل
والقدير . (يصمت فجأة مفكراً..)
الثعلب: أراك عدت إلى التفكير مرة ثانية يا صديقي ؟
الحمار: هل سيقتنع الآخرون بذلك أيها العالم الجليل؟
الثعلب: يجب أن يقتنعوا يا عزيزي . (بخبث) ما رأيك أنت ؟
الحمار: لا أعرف ,أخشى أن لا يصدقونك .
الثعلب : (يفكر) في هذه الحالة ليس لنا خيار سوى اللجوء إلى .. الحيلة .
الحمار: (باندهاش و انقباض) الحيلة ؟!
الثعلب : نعم ،من أجل غايتنا السامية فقط ، ألم تسمع بالحكمة التي تقول:
الغاية تبرر الوسيلة ؟
الحمار : (يفكر) لا، لم أسمع بهذه الحكمة الغريبة من قبل !
الثعلب : إنها حكمتي المفضلة ،و حكمة العلماء الكبار من أمثالي .
الحمار : و ما هي وسيلتك ؟
الثعلب : ما رأيك بالتنكر مثلاً ؟
الحمار : لا أعرف .
الثعلب : إنها مجرد وسيلة يا عزيزي : وسيلة من أجل غايتنا العظيمة .
الحمار : ( يفكر بعمق) نشر العلم في الغابة غاية عظيمة حقاً .
الثعلب : (بمكر شديد) هذا يعني أنك موافق على اقتراحي ؟
الحمار : اقتراح لا بأس به .
الثعلب : (بسرور مبالغ فيه) أنت رائع يا صديقي ، وطيب ،تتمنى الخير
للجميع .
الحمار : العلم خير عظيم ، ويجب أن يعمَّ غابتنا .
الثعلب : سيعم يا صديقي ، مع تباشير الفجر الأولى ستصدح حناجر
التلاميذ بالأناشيد العذبة .
الحمار : (بحماس) سأنطلق في التو لدعوة الجميع للالتحاق بمدرسة عالم
الغابة الثعلب .
الثعلب : بل قل بمدرسة العالم القدير ثعلم .
الحمار : (باستغراب) من ؟!
الثعلب : ثعلم ،العالم القدير ثعلم يا مساعدي.
الحمار : (بفرح) أنا مساعدك ؟! حاضر أيها المعلم القدير ..ثعلم.
( يغادر الحمار المكان بسرعة وهو فرح جداً ،يفرك الثعلب يديه
بسرور ثم يطلق عواءً عالياً )
الثعلب : (لنفسه ) سأكون على أهبة الاستعداد لاستقبال طلاب علمي الجميلين
واللذيذين . ( يضحك بصوت عال وهو يغادر المكان)
( يتغير المنظر ،يظهر الراوي على خشبة المسرح وإلى جانبه
الحمار وهو يبكي .)
الراوي : هكذا إذاً ؟
الحمار : نعم .
الراوي : ومن دعوت من سكان الغابة للالتحاق بهذه المدرسة ؟
الحمار : دعوت طيوراً كثيرة .
الراوي : يا لك من حمار ..( يصمت)
الحمار : حمار غبي ، لماذا لم تكمل ؟
الراوي : اعتذر، لكن ماذا حدث بعد ذلك ؟
الحمار : التحقت الطيور بالمدرسة.
الراوي : مدرسة ثعلم ؟ أقصد : مدرسة الثعلب المتنكر ؟
الحمار : نعم .
( يتغير المنظر ، يظهر الثعلب متنكراً في زي عالم وقور وهو يعلم
مجموعة من الطيور في كوخ مبني من أغصان وأوراق الأشجار )
الثعلب : عين .
الطيور : عين .
الثعلب : ألف .
الطيور : ألف .
الثعلب : شين .
الطيور : شين .
الثعلب : عاش
الطيور : عاش .
الثعلب : العلم .
الطيور : العلم .
الثعلب : علم الثعلم .
الطيور : علم الثعلم .
الثعلب : واو .
الطيور : واو .
الثعلب : واجب الطير .
الطيور : واجب الطير .
الثعلب : طاء .
الطيور : طاء .
الثعلب : طاعة .
الطيور : طاعة .
الثعلب : الثعلم .
الطيور : الثعلم .
الثعلب : (ينشد) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
الطيور : (تنشد ) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
الثعلب : أحسنتم يا أحبائي ، أنتم تلاميذ نجباء. انتهينا اليوم من الدرس الأول،
وغداً صباحاً سنتلقى درسنا الثاني .
الطيور : حاضر يا أستاذ .
الثعلب : ( ينادي الحمار بوقار ) أيها المساعد .
الحمار : (يدخل ) نعم أيها المعلم القدير , والعالم الجليل .
الثعلب : ألم يحن موعد الانصراف ؟
الحمار : بلى يا سيدي.
(يرن الجرس . فتنصرف الطيور مرددة كلمات الدرس..)
عاش العلم علم الثعلم
واجب الطيور طاعة الثعلم
عاش العلم علم الثعلم
الثعلب : (لنفسه بسرور) أحسنتم يا حلوين , يا ألذ وجبة سأتناولها غداً .
(بمسكنة ) مع بدء الدرس الثاني
(يقهقه , يدخل الحمار ..)
الحمار : كم أغبط هؤلاء التلاميذ يا أستاذنا .
الثعلب: سيأتي دورك يا عزيزي ،سيأتي ،فاطمئن .
الحمار : متى يا أستاذ ؟
الثعلب : بعد أن أفرغ من هؤلاء الصغار يا.. عندليب .
الحمار : سأنتظر دوري على أحر من الجمر .
الثعلب : ولماذا العجلة يا ولدي ؟ ( يضحك ضحكة صغيرة )
( يتغير المنظر ، تظهر الطيور في أعشاشها وهي تردد
كلمات الدرس ،عدا البطة التي كانت تجلس في الأسفل وهي قلقة
تفكر )
البطة : ( لنفسها ) عاش العلم علم الثعلم
( باستغراب) الثعلم ..الثعلم ؟!!
الديك : (للبطة ،بزهو ) واجب الطير طاعة الثعلم
عاش العلم علم الثعلم
( يصيح بتباه )
الحمامة : (بسخرية ) الديك الفصيح من البيضة يصيح ، لا بالسباحة
في المستنقعات يحلم .
( يضحك الجميع بسخرية )
البطة : (بحدة وغضب ) ماذا تقصدين ؟
الحجل : تقصد أنك لم تحفظي درسك .
الديك : كوكو .. ولن تحفظ يا صديقي .
الحجل : هيا يا أصدقاء نردد كلمات الدرس أمام البطة كي تحفظها .
الطيور: ( عدا البطة ) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
عاش العلم علم الثعلم
( يدخل الكلب )
الكلب : مساء الخير يا أصدقاء .
الطيور : أهلاً بصديقنا الكلب الوفي .
الكلب : أعجبني غناؤكم الجميل الذي صدحت به حناجركم .. معذرة ..لقد دخلت بيتكم بدون استئذان .
الحمامة : لم نكن نغني يا صديقنا .
الحجل : كنا نردد درسنا .
الكلب : أي درس ؟!
الديك : الدرس الذي تلقيناه في المدرسة .
الكلب : ( باستغراب ) أية مدرسة ؟!
الحجل : مدرسة افتتحها عالم قدير في قلب الغابة .
الكلب : رائع ، إنها بشرى سارة ، وأخيراً سيزول ظلام الجهل .
الطيور : وينتشر نور العلم .
الكلب : وهل حفظ الجميع درسهم ؟
الديك : نعم .
الحمامة : عدا البطة .
الكلب : ( للبطة . باندهاش ) أتعجب من كسل البطة النشيطة ؟!
البطة : لست كسولة أيها الصديق الوفي .
الديك : لماذا لم تحفظي درسك إذاً ؟
البطة : لقد حفظته .
الحمامة: إنك تكذبين .
الكلب : (للحمامة ) لا يجوز رمي الآخرين بتهمة الكذب بهذه البساطة يا صديقتنا الجميلة .
الحمامة : ( بخجل ) أعتذر .
البطة : قبلت اعتذارك . (للكلب )وجه المعلم ليس غريباً عني وكلمات الدرس غريبة بعض الشيء .
الديك : عذر أقبح من ذنب .
الحمامة : حجة للهروب إلى المياه الآسنة .
(يضحك الجميع )
الكلب : التلاميذ المؤدبون لا يسخرون من غيرهم .
البطة : لقد حفظت كلمات الدرس يا أصدقاء .
الحمامة : لماذا لا ترددينها إذاً ؟
البطة : لأنني أفكر في معانيها الغريبة .
الكلب : كلام البطة سليم ومعقول .
الديك : لماذا ؟!
الكلب : لأن حفظ الدرس يكون بفهم المعاني لا باستظهار الكلمات .
الحمامة : لا أصدق ما تقوله البطة .
البطة : (تنشد ) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
عاش العلم علم الثعلم
(الكلب ينبح فجأة ، الطيور تنكمش على نفسها مذعورة )
الكلب : كلام غريب حقاً !!
الطيور : لماذا ؟!
الكلب : (لنفسه ) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير .........
(يصمت ..يفكر )
الديك : واجب الطير طاعة الثعلم .
الكلب : هل فكرتم بهذا الدرس جيداً ؟
الديك : لقد حفظناه جيداً .
الكلب : لقد استظهرتموه جيداً .
(يصمت الجميع . يتبادلون نظرات الاستغراب )
الكلب : من هو معلمكم ؟
الحمامة : معلم قدير .
الديك : إنه العالم الكبير ثعلم .
الكلب : أخشى أن يكون هذا العالم الكبير .. (يصمت )
الجميع : من ؟
الكلب : الثعلب .
الجميع : ( بخوف ) الثعلب؟!
الديك : غير معقول !
الحمامة : يبدو عليه وقار العالم الجليل .
الحجل : ويحمل معه كتاباً ضخماً يحوي شتى العلوم .
الكلب : يراودني شك في أمر هذا المعلم العالم .
البطة : وأنا أيضاً.
( يسود الصمت لدقائق ...)
الحجل : (للكلب ) هل تظنه الثعلب فعلاً ؟
الكلب : ربما يكون الثعلب ، فكلمات درسه توحي بذلك .
الجميع : ( بخوف ) الثعلب ؟!
الحمامة : لن ألتحق بهذه المدرسة غداً .
الحجل : وأنا أيضاً .
الديك : وأنا أيضاً .
الكلب : وربما لا يكون الثعلب ؟
الجميع : ( بحيرة ) وإذا كان هو ؟
الكلب : يجب علينا أن نتأكد من ذلك .
الجميع : كيف ؟
الكلب : بمتابعة الدروس ، فمن غير الصحيح التفريط بأي علم لمجرد السك فيه ، هذه خطيئة كبيرة يا أصدقاء.
الحجل : و إذا كان الثعلب هو المعلم .
الكلب : نطرده من المدرسة .
الحمامة : كيف ؟
(يصمت الجميع )
البطة : لدي فكرة .
الجميع : ما هي ؟
البطة : نلتحق بالمدرسة غداً .
الجميع : لن تلتحق ، يعني لن نلتحق .
البطة : دعوني أكمل .
الجميع : تفضلي.
البطة : إذا كان المعلم عالماً كما يدعي ..
الجميع: ماذا نفعل ؟
البطة : نناقشه ،نسأله عن معاني كلمات درسنا الغريب.
الديك:وإذا كان الثعلب هو هذا المعلم العالم ؟
الحمامة : حلقنا عالياً وهربنا .
الديك :وأنا ؟
الحمامة : ما بك ؟
الديك : هل نسيت أنني لا أستطيع التحليق عالياً مثلك أيتها الذكية ؟
( يضحك الجميع ... ) أتسخرون مني ؟
الكلب : جاءتني فكرة جيدة.
الجميع : (بلهفة) ما هي ؟
الكلب : سأرافقكم إلى المدرسة .
الحجل: وتحضر الدرس ؟
الكلب :كل ، بل سأختبئ في مكان قريب من المدرسة .
الديك :فإذا كان الثعلب هو المعلم ؟
البطة : هاجمه صديقنا الكلب .
الكلب: ما رأيكم ؟
الجميع: موافقون .
(يتغير المنظر . يظهر الثعلب المتنكر وهو يستقبل الطيور الوافدة إلى المدرسة..)
الثعلب:أهلاً بالتلاميذ المجدين . ( ينادي الحمار ) أيها الحمار،أيها المساعد .
الحمار:(يدخل ) نعم يا معلمي ،وسيدي العالم.
الثعلب :رن جرس الدخول.
الحمار : حاضر أيها المعلم الجليل .
الثعلب : شكراً أيها العندليب الذكي.
(يرن الحمار الجرس .يبدأ الجميع بترديد الدرس )
عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
الثعلب (بسرور) عظيم ،عظيم جداً يا تلاميذي المطيعين ، والآن حان موعد دروسنا الثاني ،هل أنتم جاهزون ؟
الجميع: نعم ،جاهزون يا أستاذنا .
الثعلب : وأنا جاهز أيضاً يا ألذ وجبة .
(يخلع الثعلب زيه التنكري ، يعوي ثم يهجم على الطيور ، يعلو صياح الطيور المذعورة ،يدخل الحمار فيفاجأ بما يراه ، يهجم الثعلب. يرفسه ،يدخل الكلب ،ينبح ،يهرب الثعلب ،فيطارده الكلب ،تحلق الطيور عالياً وهي تردد .. )
الطيور: عاش العلم علم الخير
علم الخير حب للغير
علم الثعلب علم الخير
عاش العلم علم الخير
(يتغير المنظر ,يظهر الراوي , والحمار يبكي ..)
الحمار : ألم أقل لك بأنني غبي ؟
الروي : بل أنت طيب .
الحمار : لا أنا غبي .
الروي : ماذا فعلت بعد ذلك؟
الحمار : رحت أعلم كل الأصدقاء في الغابة بما حصل .
(يهم بالخروج )
الروي : إلى أين ؟
الحمار : إلى أماكن أخرى ,وأصدقاء آخرين أحذرهم من غدر الثعلب .
(يخرج الحمار ،الراوي يودعه ..)
الروي: رافقتك السلامة يا صديقنا الطيب .
(للأطفال )
رافقتكم السلام أنتم أيضاً يا أحبائي . وإلى اللقاء مع حكاية أخرى .
(يلوح للأطفال بيده ويخرج ..إظلام.)
#أحمد_اسماعيل_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟