أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الشيدي - 7شواهد في ذاكرة عربية















المزيد.....


7شواهد في ذاكرة عربية


فاطمة الشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1662 - 2006 / 9 / 3 - 05:41
المحور: الادب والفن
    


(1)
كل شيء مضطرب .. بين بؤر القلق والفراغ والعتمة والجزع نحيا ،لا نملك إلا ارتباكات موجعة تشكلت كلمات لدرب نعش ، مرثية جمل أو أسطول نخيل ، درب تسكنه حمى الرياحين ، و لهفة الأطفال والعاشقين ، لثغة الفيروز ولغة الشعراء ، وأمنيات الجدات ، وسكينة التقوى ، وسكين الحرقة المتأصلة في الدماء .
خنجر عربي أو شوكة شوهاء لا فرق ، فهو في تماسه مع الكينونة صبّارة ائتلفت مع الصبر ، وهو نحن؛ أحاديثنا الراعفة بالرعشة حين الغضب ، قدسية الجمعة لحظة الصلاة ، (الله أكبر) تغسل ألف ذنب ، وتغزل الصدق في القلوب والحناجر ، أرواحنا المشبوبة بالوله ،مصابيح "رمضان " الوردية ، الإسراء ، أعيادنا ، أعمالنا ، الطهر المحلق كنورس حنون في رفة الأسى ، الصدق الـ ينمنم أرواحنا القشيبة ، لغة الدماء الساخنة ، المسفوحة الجمال كطفلة بليغة ، أو كعروس متبرجة الحسن ، جباهنا السمراء، التي استمرأها الدود، القيود التي (تلقح كشافا ثم تنتج فتتئم ) .
نحن الذين عصا الأعمى أهدى منا ، ومذ كنا والبحر أمامنا و العدو ورائنا ، وسكين هذا المدى تجرح خاصرة الدرب ونحن ما إلا ترس من أحلام ..
نحن ومذ كنا والأسئلة غربة دمائنا السمراء ، والدرب طويل ، والوعود أنصاف حلول ، والسراج موؤد في ضوء شمعة لاتصلح أن تشعل لهفة عمر ممعن في الظلمة ..
(2)
أيها الدرب الممتد من الماء إلى الماء :
العهد ، العهد ، يارب كل العهود الخائنة ، فمجزرة الشاة لاتقبلها اللغة الحيادية ، والفكر المثقوب ، وحوارات الوادي كان بين الماء وبين الماء ، ونحن من زمن ، كمن فسّر الماء بعد عناء بماء ..
فروج أصابعنا الهشة خانها الماء في لحظة القبض على الماء .. كنا نلعقه في دهشة ، فأغلق مزلاج الدهشة أغوار الروح عليك ، صار يخطط كي يغويك بحي الجنة ..
أستل الشجن من نهود أحلامك العذارى ، وسقيت خمر الفرحة ، ورغباتك باتت مؤجلة الدهشة، كموت مفاجئ على وريد اللعنة ، جذوا سدرة حلمك اليابسة اللهفة ،(صوب الله رأسهم في النار) .
غائر وجعك ، والجمع يتربص بك الزوال ، وروحك الخضراء ، ترنيمة العشق ،الـ يشد الشعراء الرحال إليها . فما يكتبون إذ تتصير جمهرة غياب ، أو زوال خفي.. ؟!
هل لنا أن نصرخ الآن في وجه السؤال الرابض داخلنا ، في انكسار الطفل الراغب أن يفهم ..لماذااا ؟
والوجع يتسلل تحت المسام ، ويغشى الفؤاد ، فنتساقط كرذاذ سرمدي أهدأ من حلم ، أجن من عاصفة ،، (لماذا ؟) أشهى من لحظات البكاء عند العناق ،،
لماذا نذبح؟؟
ولماذا يتبعثر البعض في نشوة ، ليمالأ الأشواق ، ويتواصل مع الدهشة في آخر رحلات المد ، ويغني القمر - حين يفترض أن يبكي الشهداء - لخولة أطلال ببرقة ثهمد ...
(3)
الذنب أوسع من مشنقة ، و البضاعة مزجاة ، والظل يمشى الهوينى بين القطيع ، فهل هذا عصر انحدار الجبال ..؟
لو أنها أمطرت كنا سنعرف أن الذنوب قد أقالتها عثرات السماء ..
لو أنا نجيد البكاء لنحظى بعشبة للخلود ..
لو أننا فيما مضى أهدينا وجوه النساء نبضا لتجيد لطم الخدود
فمن ألف عام ، سافرت فينا الخدود بلا لمسة ، وحمامات العشق ، أنهكها حمل رسائلنا ، ضجت بها ، وماتت حميمية حين قصصنا أجنحتها، فمات العشاق في مدن الغروب والضاد..
بلقيس وزنوبيا ، و شجرة الدر هجرن القبيلة ، وولادة حرّقت أشعار ابن زيدون
والضوء خلف الستائر يرقبنا .. والرقية الأخيرة أعيت الأرواح ونداء الصواري عقيم ..وأمطار الدم تحفر الأرواح..
الكعبة الحمراء في الدماء والحجاج ظنوا بالطواف ، والحرف احترق كالوجوه ، والعشبة رقية السحر انقلبت على الساحر ، وسيزيف بعد يتمدد بين المسام ، يعطر جراحنا ، يرسمنا على صخرته ، أملا في الوصول.
لهف .. على القلوب مضطربة الجوانح والخطى ، وعلى الشعر المصلوب فوق حناجر الأطفال ، على النساء ، وعلى العشاق ، وعلى خناجر الدمع في خواصر الروض ، وعلى المحابر، والمجازر ..
لهف على ضفاف الليل ، ورعشة الكبر، وامتزاج الشهقة بالموت ، لهف على الدهشة في عيون البيد ، تهدهد وجد الرمال ، و تحلم بالنوى ، وكل الدروب مرايا و كل المرايا مُدى.


(4)
الشرق ..الشرق سليل العنقاء والرماد ، يتقلص كالمسافة بين الطائر ورئتيه ، أو بين الليل والمحبرة ، الظلمة تنشج في الأقلام ، وفي حنجرة الدمع ..و نرجسة النهر غادرته، ووجع الجنون ، و حمى العشق .. والكبرياء ، تستقيل من دمائنا ، بلا استحياء.
خزي .. خزي .. يستحم بين مفردات الشروق فينا ، يكتب اسمه فوق ظهور الرجال ، وبطون النساء ، موغلا في الجرح المشرئب ..
الخزي يحمله الرخ في رئتيه ، يناجي الغيمة ، يخرج من قبورنا الفسفوريه ، يعانق قصائدنا الخالدة ، المنفكة من ربقة الموت ، الغارقة في سديمية اللغة الخرساء ، التي تكتبها شفاهها ، وترفض أن تعترف أنّا من سرق أنامل عينيها ، ولسان صمتها وحنجرتها البرزخية.
فصام.. فصام .. يشتعل في الروح ، اللوحة بهتت من قرون .. والدهماء لم يصدقوا نبأ الزرقاء "إني أرى شجرا من خلفه بشر " علهم لحظة المداهمة ، حين تفقد الزرقاء لذة الرؤية ، يصدقون ..
موت .. موت تورد خد اللغة بين يديه ، أزهرت عشقا ودمعا ، كل النهايات لديه :
طفل يحمل طيارة من ورق ، زرعوا له اللغم بين الخيوط
دسوا الأرق بين الجفون
الروابي التي نشتهي عليها الصلاة كوجه إله ..لامسافات تفصلها الآن ، عن الخزي!
شاعر على بعد جسر ودار ، قتلوه ، سقوا بدمه أرصفة الشوارع الظامئة ، ليس للقصيدة وجه لتلطم فيه الخدود ، وليس لها ثوب كي تشق منه الجيوب ، ولا طباشير بلون الدماء ، لتكتب فوق سبورة الضلع الأخير ، المجد للجزار ..المجد للجزار ..
سيف بن ذي يزن خان ناصية الخيل المعقودة عليها كل الهزائم ، والجمع غافل عما لايغفل عنه .
والعقلاء يقدمون الكأس( العاشرة بعد المائة ) ، والدهماء يلفهم دوار البحر، يعميهم الحزن، ويلهبهم عرق الصيادين ..
ثمة من يتحرّق لرحلتة الـ قبل الأخيرة ، فالسفر أعذب من أغنية أو قبلة ، وأهدأ من كفن..
ياإلهي كبرت حجم حناجر الكلمات، وسرقت مآقي الأطفال ، والوجوه المصبوغة بالعار، تدور بها عين الجزار لحظة عناق السكين لوريد ضحية ، لزوجة ابتسامته تهدر الوقت ، غثيان يرسم في أعماقنا ، خارطة للحزن بحجم الغابة .
لهف علينا ضيعتنا الدروب !!


(5)
تناهى لسمع الربابة عشق ، وسحابات الجوى نامت توسد حماها لليل الربيع.. وكان لنا لون السنابل ولحن العصافير عند الغروب ..
وكان ثمة وجد تنامى بين البنفسج والساقية ،، وكان شرار تطاير من عين ربان عتيق يحن لساعده .. يمصمصه القرش في لذة ، وكان لعين الربان عصابة
كان .. وكان
كان ثمة سارية تلوّح للسديم ولوجه الله في طفلة -عند الشروق- لها ظفائر الشمس مجدولة بالضياء.. والحالمون نثروا أحلامهم ، باقات عشق وماء ، غنوا لنسوة في المدينة يحملن جرار الفرح .. يقشرن البرتقال الحزين .. يرسمن لثغة الأنبياء .. كن بخلخال وحجل .. يرقصن رقصات الحصاد .. يوزعن لهفة الأمهات ..
الآن يغنين أغاني الحداد
كنا نغمس خبزنا بالحلم .. وننشق عطر السكينة فنسكر .. نخاصر الظلمة .. و حين تصر النوافذ ننفخ الأشرعة ، ونشابك الأيدي ونستوي للغناء ..وكنا نرقى الطفولة بوجه المرايا من لعنة الأولياء ، ونضيء قناديل البحر نغزل نوايانا على منوال البياض ..
وكان الأزرق يقهقه حين نشحذ السكاكين المثلمة، ونرسم في الدفاتر بضع خطوط ،، وحين تصهل خيول التمنى ندس أرواحنا في الكفن ، ونحلم أن الفَراش يقود البسيطة نحو الربيع ، ونرفع أصواتنا بالغناء ..
وحين نتعثر بجملة ناشزة نضحك، وننفض بقايا السقوط .. ونخلع جبة اليأس ، نرميها في بئر الغياب ، ونرقّع شراعنا بالدعاء ، وبريشة نسر عجوز ، شاخت أحلامه قبل الذرى ..
و كان أن لم تعرنا السماء انتباها .. فنما زغب الصمت بأرواحنا .. وأزهرت رعشة في قبور الميتين .. وبكت أحزاننا عارية عند انعطاف الطريق .. تمرغ لهفتها في لحية جد عظيم وكان .. وكان
كان أن زرعنا وتد .. بنينا خيمة من سوالف ود قديم من رائحة الحزن والزعفران .. حيث الربابنة يحفرون الموج بأظافر الدهشة يصنعون الزوارق، من الورق المقوى، يزينونها بالقلوب والأدعية ، و حيث يحاكي هسيس الشراع صدى الحناجر والأضرحة ، وحيث تسير القصيدة ، بود يتيم بين دروب المساء ، وتخلع نعليها بواد مقدس لتستبيح الغناء.
و حيث الرحيل على همس موج طروب ، تمادى بعشق ، للبحر والحلم والساقية ، وحيث تجسّد عشق السؤال حنينا ساخن الأرغفة .. واشتعل السخط غزيرا ، ينام على زند حورية غافية.
كانت تسمي علينا النخيل ..
تسمي علينا إذ نخلع وجوهنا في المساء ،وتمسد الأغنيات شعر المراعي ، و نتفقد أظافرنا العارية، ونفتقد مزامير الطفولة تداعب خد الحياة
تسمي علينا النخيل..
ونحن ندغدغ الزرقة فوق جبين الوطن، ونرسم شكل منجل في السماء ،له وجه طفل ولون هلال ... حيث للغة فنجان الطفولة.. يدور بين الحضور ، وأياد تصافح لغة الموج ، في ابتهاج خفي ...
كنا نوزع هدايانا بصمت ، وننتظر ، ليغدق علينا المساء ، غمامته الممطرة. نحن الذين احتجبنا خلف حجر الكلام ، نداوى الجراح بجرح ، وننتظر الفجر ، يقرب وجوهنا للشمعة الساهمة لنتعثر بلثغة الحرف ، و نتباهى بأنا أبناء الشمس ، وجوه مصبوغة بالحنين ، ولغة تتوسد الأشرعة.
(6)
ليس إلا أن تستمر العنقاء في سرد الحكاية..
وليس إلا أن جسد الماء بارد ، والعابرون أهالوا على قلبه قُبَل التراب ، وأدوا أحلامه ، دفنوا لهفته في مسامات السراب.. قتلوا عصافير الوجد في عمره،، سيّجوا الأوردة الحمراء بالشعر وناموا!!
وليس إلا الدود يأكل جسد اللغة العذراء ، والملائكة البيض ، مفتونين بأشرعة الرحيل ،، ولا نبي في زمانات المكر.
وليس إلا أن كان لنا كبرياء ،، كمموا فمه الأعزل ،، حقنوا دم التاريخ بالسل ،، هزوا جذعه ،، فتساقطنا .. قايضونا بنا ،، أظمئونا إلا لهم ، ثقبوا ذاكرات الغيم كي نستريح ،، ففعل التذكر مرهق وللتاريخ فجوه!!
وليس إلا أن أرتدينا طاقية الإخفاء عمرا .. وزايدنا على المزادات بهدنة ، وبجملة ناشزة هبت تواسينا .. صرّفنا كل أفعال الكلام ، عبرنا لجة الوقت بصمت رقصنا في جبة الجزار.
وليس إلا أن لدغة لدغة عبرنا الجحر لآخر ، نبيع الشعر في حانات الكلام ، نقايض النخاس بأجساد النساء ..
وكالطاعون يستشري حمقنا الملعون ، ولا وقت كي ندفأ الأحلام ، فلنحرق وجهها كي تستفيق ، ولا وقت لدينا لنناقش التاريخ ، فنحن نؤمن بالقضاء..
وليس إلا أن نشرب السم الزعاف ، نعلك العجمة فخرا ، كي لا نسمع المحار ، يهذي بأشرعة الأُول..
وليس إلا أن خلعنا جلدنا .. شربنا صديد مجدهم ، صمتنا في حضرة الراوي ، ليسرف في وصف الحضارة فاليوم يومهم ونحن حرثهم.
وليس إلا أن اللعنة تتمطى خيلاء..تتباهى بالذخائر والمصائر .. فأعيروها انتباهاً ، وباشروا التصفيق هيا .. فلعبة التاريخ نحن .. الخرقة الـ تعلق فوق أستار النوافذ..
وأرض الشرق الحزينة لم تكن يوما حزينة .. قبل أن نتقن لعبة الصمت وأسرار الدمى قبل أن نجعل الثعابين خليله .. و نتفنن في نسج الخيوط ونقامر بيوت العنكبوت .
فدعوا الحية تلدغ.. وعضونا أن نأسى من العضة .. ونتعلم من درس الحجر واللدغة والمليون مرة ..
ففي كواليس الجريمة يقولون نحن نعشق الدم ... ونحن منذ الجاهلية لم نعشق سوى لعبة (الغميضة )!!
تعلمنا كيف نوارب الجرح الكبير كي لايروه ..وكلما انتهى العرض الأخير ، نكون ما انتهينا بعد من حرقه التصفيق .. ولعاً نصفق .. هلعاً نصفق .... وخلفنا تصفق الأبواب..
فلانملك غير أن نهدهد دمنا .. ترفق أيها الدم الأعمى .. .. حين تستعر الجريمة ، وحين تطفو الجثث في مخادعها وهي لم تفهم لعبة الحق (فقديما قالوا أن الحق قوة)
أيها الدم الأعمى حاول أن تتعلم..
حاول أن تفهم كيف توازن بين الأخيلة والأحذية ..
تعلم لعبة الصمت والدرس الأخير ..
"أن تسالم لتغدو في اللعبة خيطاً ، وأن تمارس في مسرح الأكوان أي دور -غير دورك-
ولو كان الأخير .."
اقنع بربضة خلف الزوايا ..وصرخة ( لا مساس)

(7)
على بعد عيد وعيدية ، كنا عند المساء نسبح الرب كثيرا ، كانت لنا قهوة من العشق ، ومدن من الوفاء ، وصهوة من رماح القصيد ، كان لنا صوت عنترة يعربد بين المعارك ، ووجه خالد ، وصلاح الدين ، وزمجرة الرمال بين الحوافر ، و القباب و المآذن ، وكنا نسافر عزا بين رموش المجد كالنخلة الشاهقة.
فأين نحن الآن ؟ !!
كانت عيدية أطفالنا قصيدة ، أوسيف يماني أصيل ، أو شراع كشراع بن ماجد بن ماجد ، لم نكن نشته الأكاذيب والقشش البالية ، كأعذار نبرر بها ضعفنا .. لم نكن نحتاج التبرير كنا أقوياء!!
قبل عيد ونيف ، انكسرنا ، تبدل عنفوان القَناعات قناع ، صرنا نمد الكفوف ، نطلب عيدية ، وننتظر بانكسار مهيب ، الصفعة التالية ، والكذبة التالية ، صرنا نحتاج مشاجبا كي نعلق أخطائنا ، تعلمنا كيف نحترف الأقنعة، صرنا نلملم رموش القصيدة من ضباب المعاني ، ونمد الكفوف ياسادن الرب بضع كفوف.
احترف البارود لعبة القات والأفيون ، ولم نعدم ، ولن نعدم تبرير انكسار ، يمينا يسار ، ننفض عن الفضيحة الغبار ، ونهلل / نكبر صبيحة كل عيد ، ونحن كبش الفداء نحن سكين العناق ..
من التيه ننسج صدارات العيد وليلا نفك خيوطه كي لايجئ.
خسائرنا ممتدة عبر أروقة الظلام ، أوجاعا وقصائدا ،مشلولون وهمُ الخطى ، خدجٌ وهم ثلاجاتنا الحاضنة..
ماذا تبقى لهذا الدرب غير هذا الخراب ..و هذا الخراب اشتقاق من أفعالنا الماضية وأفعالنا الآتية ..
رائحة العفن ترتقي أسماك الحكاية ، وتغرس أطرافها بين حشايا كليلة ودمنة، وكل دروبنا مرهِقة، وكل دروبنا مخزية ..ورائحة الحريق تطفر من كريات الدماء .. وكل العظام وهن وكل الدروب خواء..
ذاكرة الجرح تكبر بحجم المآسي في المقل الشاحبة .. بحجم الضباب في لغة قصيدة
وكل الجيوب مثقوبة،، وقد دهنا " باليأس" كل الرؤوس ،، واستوطن الموت أرواحنا ، واستطالت بالحلم أفيائه الراكدة. فأي الدروب لنا الآن غاية ،، وأي الحروف لنا هدى ..؟!
سواد تحت عيني القصيدة ، والشراع أكلته الرمة البالية .. وذابت سحابات عشقنا فشربنا الدمعة الساجية.
من أي درب ندلف الآن .. وعلى أي حرف مشيح نقابل مازن وكل الرجال جثث ، وكل النساء ريح صرصر عاتية.
ولا فنجان قهوة ، ولا سدرة تفترش الروح حصيرا ،
يا حزن: عرج على الدرب الضرير أب كل المساءات، وكل الشتاءات ، وكل عرافات القصيد امنع عنه الحنين لهدب الصواري ، وغثاء السفن ، لحرقة الرمل ، ورفعة الأشرعة ، لصوت الحداة ، والأمس العظيم .. وانفض عثرات الوله ، وآسي جروحه ، هبه فيض من النسيان ، أوذاكرة بلا ذاكرة..
علّق حرزا على شاهد الذكرى ليحيا ، حك دم العنقاء كي تنهض ..ليهّب طائر الفينيق من رقدته فالصمت آذى حنجرة الليل .. " وثمة ماهو آت" .." ثمة ماهو آت "
هكذا تقول المعجزة " !!



#فاطمة_الشيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت خارج النص !!
- عن كارثة الوعي الإنساني ، وعذابات الكائن الهش(حول رواية “الغ ...
- جيل التسعينيات الشعري العماني بين امتداد الرؤى ، و خصوصية ال ...
- احتمالات جائزة حتما !!!
- زنبق الماء - إثم اليباس
- صدى الزرقة
- قراءة في رواية -سعار- ل بثينة العيسى
- الخواء هذا اللعين الذي يدفع كائناته للعطب
- هكذا يبدأ الكلام !
- عطـش الــكلام
- بقع على جسد الليل
- ردى
- دوائر
- شهوة الضوء.. شرك الفتنة
- علامة تعجب! : حول قضية المرأة أيضا
- على أطراف الغربة
- الهند : جواب وحيد لأسئلة كثيرة
- كائنات الموسيقى
- قناطر العبور
- ملائكة النرد / كائنات القيح


المزيد.....




- لنعد صغاراً
- أبكيت غزة يا جنين
- العيال هيأدمنوها بجد “تردد قناة نتورك العربية 2025”.. ثبتها ...
- الحكومة الأوكرانية تلزم ضباط الجيش والمخابرات بالتحدث باللغة ...
- تناغمٌ بدائيٌّ بوحشيتِه
- روائية -تقسيم الهند- البريطانية.. وفاة الكاتبة الباكستانية ب ...
- -مهرج قتل نصف الشعب-.. غضب وسخرية واسعة بعد ظهور جونسون في ...
- الجزائر تعلن العفو عن 2471 محبوسا بينهم فنانات
- أفلام كوميدية تستحق المشاهدة قبل نهاية 2024
- -صُنع في السعودية-.. أحلام تروج لألبومها الجديد وتدعم نوال


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الشيدي - 7شواهد في ذاكرة عربية