|
مواجهة الإرهاب لاتتجزأ
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 7145 - 2022 / 1 / 25 - 23:41
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الشعب الكردي عموما ، والكرد السورييون على وجه الخصوص ، هم من ضحايا الإرهاب واول نوع واجهوه من هذه الآفة في تاريخهم المعاصر هو إرهاب الدولة ، من جانب القوى العالمية التي قسمته شعبا ، ووطنا قسرا ، ومن دون ارادته ، والأنظمة السائدة ، والحكومات المتعاقبة المحلية التي سلبته حقوقه الأساسية ، وحاولت طمس وجوده عبر المخططات العنصرية المدروسة ، مما فرض ذلك على الحركة السياسية الوطنية الكردية السورية ومنذ نشوئها إيلاء استراتيجية الدفاع عن النفس ، ومواجهة مخططات التعريب ، والتهجير ، وتغيير التركيب الديموغرافي لمناطقها ، الأولوية ، وقد يكون ذلك سببا في تأخر الحصول على الحقوق القومية ، وليس غريبا ان تكون الأنظمة الحاكمة رسمت هذه المعادلة بشكل مدروس لاشغال الحركة كجزء من سياستها الكردية . لذلك يمكن القول أن الكرد السوريين كانوا ومازالوا معنييون مباشرة بمخاطر ، وتبعات ، ونتائج " إرهاب الدولة " الذي مورس خصيصا كما ذكرنا ضد وجودهم ، وحاضرهم ، ومستقبلهم ، حسب مخططات مدروسة ، واذا كان الكرد يعانون ذلك بصورة مزدوجة ( قوميا واجتماعيا ) فانه شمل أيضا وباشكال متعددة ومختلفة ، غالبية السوريين ، والحركة الديموقراطية ، وذلك عبر الاستبداد ، والقهر ، ومصادرة الحريات ،وهكذا فان نصيب الكرد من المعاناة يبلغ الضعف على الصعيد الوطني ، وبكل اسف هناك مازال من يتجاهل هذه الحقيقة من بعض شركائنا السوريين ، عندما يرددون (ان كل الشعب السوري يعاني بشكل متساو ) . انواع أخرى من الارهاب اذا كان " إرهاب الدولة " يشكل خطرا وجوديا علىى الكرد ، فهناك ظواهر إرهابية أخرى لم تنشأ خصيصا من اجل الكرد ، بل تعم المنطقة جمعاء ، بل العالم في مختلف القارات ، وهي عابرة للبلدان ، والقوميات ، والأديان ، والاجناس ، ومنها ( إرهاب الإسلام السياسي ) بشقيه السني وعلى راسه القاعدة وداعش ومتفرعاتهما ، والشيعي وفي مقدمته نظام طهران واذرعه بالمنطقة ، من دون اغفال تفشيها المتسارع في الدول التي تقتسم الكرد ووطنهم التاريخي ( سوريا – العراق – تركيا – ايران ) وجوارها أيضا ، حيث تجد فيها بيئة حاضنة لاسباب تاريخية ، ودينية ، ومذهبية ، حيث من الواضح ان معظم تلك البلدان لم تحل فيها بعد القضايا الوطنية ، والاجتماعية ، وتفتقر الى النظام السياسي الديموقراطي العادل . من جهة أخرى في بعض الحالات وفي معظم تلك البلدان ، يمكن ملاحظة التداخل العضوي ، او المصلحي ، بين كل من " إرهاب الدولة " وإرهاب الجماعات ، والمنظمات الإرهابية ، من خلال التعاون ، والتنسيق ، وتبادل الأدوار ، فقد لاحظنا على سبيل المثال حصول ذلك بين – داعش – وحكومة نوري المالكي ، بالموصل عام ٢٠١٥ وباشراف الحرس الثوري الإيراني وقائده قاسم سليماني ، وقبل ذلك ماحصل مع نظام الأسد عندما أخرج إرهابيين إسلاميين من سجونه ، واطلاقهم لتشكيل فصائل مسلحة ، مقابل الثوار السوريين الوطنيين العلمانيين ، وحصل امر مماثل عندما اطلق – البغدادي – سراح القنصل التركي في الموصل بموجب تفاهمات معينة . وعلينا ان لا نتجاهل ابدا نمو مظاهر إرهابية داخل اطار بعض الحركات المحسوبة على الكرد حيث صنفت الولايات المتحدة الامريكية ، ودول أوروبية ( حزب العمال الكردستاني ب ك ك ) كمنظمة إرهابية ، وكان لذلك الوقع السلبي على سمعة الكرد في كل مكان ، وعلى مجمل نضالهم السلمي المشروع ، ودفاعهم عن النفس ، وليس خافيا أن مسألة علاقة – ب ي د – الفكرية ، والتنظيمية بالحزب الام – ب ك ك – مازالت تشغل الراي العام الكردي ، والإقليمي ، حتى الطرف الأمريكي الداعم لادارة – ب ي د – و – قسد – مستمر في البحث عن إيجاد حل لهذه الإشكالية ، التي تنعكس سلبا أيضا على الكرد السوريين ، ومستقبل حركتهم الوطنية ، ووحدة وسائلهم النضالية . سبل مواجهة مختلف أنواع الإرهاب صراعنا كشعب ، وقضية مع " إرهاب الدولة " في حالة النظام السوري ، يتمركز حول جملة من المسائل منها : مواجهة مخططاته في التعريب ، والتهجير ، وتغيير التركيب الديموغرافي ، من مصلحتنا العمل سوية مع الحركة الوطنية الديموقراطية السورية من اجل اسقاط نظام الاستبداد ، واجراء التغيير الديموقراطي ، وتحقيق نظام حكم ديموقراطي ، تعددي ، تشاركي ، وإقرار دستور يضمن حقوق كل المكونات السورية ، ويتضمن الاعتراف بوجود ، وحقوق الكرد ، وتحقيق المصالحة بين السوريين ، وإرساء حكم القانون . اما بخصوص مظاهر الإرهاب الأخرى المتفشية في الجغرافيا السورية ، فلاشك ان القضاء على نظام الاستبداد وإرساء النظام الديموقراطي يعتبران اجتيازا لثلاثة ارباع الطريق لتحقيق ذلك ، والان والى مابعد بعد انجاز إزالة إرهاب الدولة ، ستتم مواصلة مواجهة إرهاب المنظمات ، والحركات ، ليس بالطرق العسكرية فحسب بل بالفكر ، والوعي ، والثقافة أيضا ، وكذلك بحل المشاكل الاقتصادية ، والاجتماعية، واطلاق الحريات العامة ، وتوفير الحلول لحاجات المواطن المعاشية ، والصحية ، والحياتية . في الظروف الراهنة وامام حصول الهجرة ، والنزوح ، وافراغ المناطق ، وانتهاك سلطة الامر الواقع للحقوق ، والحريات ، وتفكك الحركة الكردية السورية ، وغياب الاجماع القومي ، وتعدد ولاءات الأحزاب الكردية ، والانشطار الحاصل على الصعيد الوطني ، ليس هناك قوة كردية سورية تستطيع لوحدها محاربة الإرهاب على الصعيد الوطني ، والمناطقي ، والانتصار عليه بالقوة العسكرية ، خاصة اذا كانت غير مخولة ، بل غير مهيأة فكريا ، وسياسيا ، فاية قوة كردية او باسم الكرد ان لم تواجه " إرهاب الدولة " أولا ، لن تكون صالحة لمواجهة إرهاب التنظيمات ، واية قوة كردية سورية مهما نالت المساعدات من الأجنبي ، لن تنجح في استئصال إرهاب المنظمات ، من دون التسلح بالفكر القومي الديموقراطي الحر ، ومن دون التفاف الجماهير الكردية حولها ، ومن دون التنسيق مع العمق الكردستناني العراقي كموقع متقدم في الحركة القومية الكردية . ببالغ الأسف نقول ان تعامل سلطة الامر الواقع ومختلف مسمياتها ، مع مسالة محاربة داعش ، الى جانب خلوه من الابعاد القومية ، والوطنية ، والديموقراطية ، وافتقاره الى الاحتضان الشعبي ، فانه يقتصر على الدعاية الحزبية فقط بهدف تحسين الوضع الذاتي .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المصير السوري في ميزان الخارج
-
جدلية - تساقط - المعارضة ، و - اسقاط - النظام
-
هكذا يسيطر – الاخوان – على ( الائتلاف السوري المعارض ؟! )
-
توضيح للراي العام
-
فليكن – 2022 – عام المؤتمر الكردي السوري
-
سيمالكا: بين تجسير الهوة ، وهدم الجسور.
-
مناقشة هادئة في مسألة قديمة – جديدة
-
مناقشة صريحة عن بعد لقائد قوات - قسد -
-
تداعيات - حزبنة - العلاقات الكردية – الكردية
-
مؤتمر ( الجاليات الكردية ) في أربيل : قراءة موضوعية
-
في الذكرى السابعة بعد المائة لاستشهاد الشيخ - القومي -
-
مخاطر الإسلام السياسي على تجربة كردستان العراق
-
نموذج يحتذى به في الحركة التحررية الكردستانية
-
القضية الكردية في ندوة - دهوك -
-
قراءة أولية لوثيقتي - التطبيع العربي - مع النظام السوري
-
شعوب الشرق الأوسط والقلق المشروع
-
شركاء السطو على الشرعية في سوريا : النظا
...
-
نداء برسم الاشقاء في أربيل قبل فوات الاوان
-
في تصدعات أحزاب المجلس الكردي
-
كردستان العراق : من القومية الى الثنائية الوطنية
المزيد.....
-
-هل نحن هدف-..كنديون يقاطعون السفر إلى أمريكا بسبب سياسة دون
...
-
شاهد.. إنقاذ رجل فاقد للوعي من قارب خارج عن السيطرة وسط بحير
...
-
بعد مقترح ترامب.. وزير دفاع إسرائيل يأمر الجيش بتجهيز خطة لـ
...
-
المرشحة الرئاسية المحتملة لرومانيا ستزور روسيا
-
إسبانيا: نرفض مقترح وزير الدفاع الإسرائيلي استقبال بلدنا فلس
...
-
خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين: الكنيست يبحث دعم هجرة الفلسطين
...
-
هل تنجح شكوى الصين إلى منظمة التجارة العالمية في إلغاء الرسو
...
-
كاتس يوعز الجيش بإعداد خطة لترحيل أهل غزة ومقتل جنديين إثنين
...
-
قبل الانتخابات.. ميركل تدعو السياسيين إلى الحوار وتهدئة التو
...
-
-أسيل- تضرب لبنان وتغلق طرقات جبلية (فيديو)
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|