بمناسبة مرور ثمانية وتسعون عاماً على رحيل القائد العظيم لينين الخالد

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 23 - 12:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ولد القائد العظيم لينين في 22/ نيسان/ 1870 في مدينة اليانوفا الروسية ورحل في 21/1/1924 عن عمر أربعة وخمسون سنة في مدينة موسكو حيث نشأ وترعرع في كنف عائلة مثقفة كانت تعيش في مدينة سيمبرك على نهر الفولفا وكان والده يمارس مهنة التعليم ثم ترقى في وظيفته وأصبح مدير لعدد من المدارس الابتدائية أما حياة لينين فقد بدأت حياته الدراسية في الخامسة من عمره وكان ذكياً جداً حيث نال اعجاب مدرسيه ومن يحيط به في إدراكه وذكائه وتمكن من إنهاء دراسته الثانوية بتفوق ومنح الجائزة الذهبية وأكمل دراسته في الجامعة ونال شهادة الحقوق ومارس المحاماة في مدينة سامارا وفصل من الجامعة حينما كان يدرس في جامعة قازان لنشاطه السياسي وقيادته للمظاهرات الطلابية وفي عام/ 1897 نفي إلى سيبيريا في عام/ 1903 ألف أول كتاب له عن الأرض والفقر والجوع في روسيا وقد تركت حادثة أخيه ألكسندر الذي حكم عليه بالإعدام لاتهامه بمحاولة اغتيال القيصر أثر كبير في اعتناقه الفكر الثوري من خلال مطالعة كتب أخيه ألكسندر واعتنق أفكارها الثورية وانظم في أول خلية ماركسية عندما كان يدرس في الجامعة وقد اعتقل في مدينة بطرسبورغ حينما كان يعمل من أجل إصدار صحيفة ماركسية ونفي إلى سيبيريا واستطاع أن يستغل وجوده في المنفى فألف عدة كتب عن الاشتراكية والرأسمالية التي بلغت أربعة وسبعون مجلداً وحينما كان في سويسرا منفياً أسس جريدة (الاكسرا) أي الشرارة وقد حارب الأفكار المنحرفة واصلاحية للفكر الثوري الماركسي والانتصار عليها وقد تعرض إلى حادث اغتيال وأصيب بثلاث جلطات دماغية وتوفي في 21/1/1924 نتيجة الجهد المفرط حيث كان يمارس التثقيف وإلقاء الخطب في الجماهير مدة اثنا وعشرون ساعة في اليوم في الحوار مع جماهير الشعب وكان لا ينال الراحة سوى ساعتين في اليوم.
لقد هبط لينين من سماء الفلسفة المجردة والعلوم الصورية إلى أرض الواقع وخلق منها نضال طبقي وصراع بينها وقادها في أعظم ثورة في العصر الحديث انتصر فيها الحفاة والرعاع والجياع والمظلومين والمقهورين بأسلحتهم البدائية على قوات الحرس الأبيض القيصري واستطاعوا التصدي ودحر سبعة عشر دولة وجيوشها بأسلحتها الحديثة وكان الامعة العجوز (تشرشل) وزير إعلام بريطانيا في ذلك الوقت يستنجد ويصرخ بأعلى صوته (اقضوا على الشيوعية ما زالت في البيضة قبل أن تفقس) وانتصر الشعب الروسي في ثورة اكتوبر العظمى عام/ 1917 بقيادة قائد الثورة ومخططها ومنفذها لينين العظيم وأسس أعظم دولة للعمال والفلاحين في روسيا.
لينين العظيم مؤسس الدولة السوفيتية وقائد ثورة اكتوبر العظمى عام/ 1917 والمؤسس الأول للحزب الشيوعي في روسيا عام/ 1922 والمؤسس الأول للجيش الأحمر السوفيتي الذي مرغ أنف هتلر وقضى على الجيش النازي وأنقذ البشرية من تدميرها وقد استطاع لينين بعبقريته في بناء قاعدة علمية متينة للاقتصاد السوفيتي استطاعت أن تنافس دول النظام الرأسمالي كما يعتبر لينين المكتشف والمحلل لتطور النظام الرأسمالي ودخوله مرحلة الامبريالية ومن عبقرية لينين عندما زار موسكو بعد الثورة وفد صحفي أمريكي وعند مقابلته لهم سألوه عن كيفية معالجة الاقتصاد الروسي المتدهور وإنقاذ الشعب الروسي من الوضع المأساوي الذي يعيشه فأجابهم عن خططه ومشاريعه وقال لهم : (زوروا روسيا بعد عشرة سنوات وشاهدوا التقدم والتطور الذي حدث فيها) فأصابهم العجب ووصفوه بحالم الكرملين عما قال لهم.
في العقد السادس من القرن الماضي زار وفد من الاتحاد السوفيتي جمهورية كوبا وكان من ضمن الوفد شخصية عايش لينين وكان رفيقاً له (أونسيف) وحينما تعرف عليه الكوبيين سأله أحدهم قائلاً : رفيق أونسيف قد كنت رفيقاً للرفيق لينين ولو كان لينين حياً كيف كان العالم الآن ؟ فرد عليه أونسيف قائلاً : (لو كان لينين حياً على رأس الدولة السوفيتية لرأيت العالم غير ما تراه الآن) .. كما كان له دور كبير في تطور النظرية الماركسية حيث حولها من نظرية طوباوية إلى نظرية ثورية وقاد من خلالها أعظم ثورة في العصر الحديث (ثورة اكتوبر العظمى عام/ 1917 وكان لينين أول من وضع الأسس الراسخة للبناء التنظيمي في الحزب الشيوعي وحول اسمه من الحزب الاجتماعي الديمقراطي إلى الحزب الشيوعي الروسي في المؤتمر الذي عقده الحزب في آذار/ 1918 وقد بين لينين أن التنظيم يخلق الإرادة ووحدة العمل للطبقات الكادحة وتحالف العمال والفلاحين وقد بلور لينين فكرة التنظيم التي تعبر عن الانضباط والالتزام التي تسود في صفوف أعضاء الحزب الشيوعي عن طريق الاصطفاف والتنظيم لأعضاء الحزب الشيوعي في تنظيمات منضبطة وتسودها وحدة الإرادة والتنظيم والإصرار والتضحية التي من خلالها يحقق الحزب أهداف الجماهير وطموحها.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات