|
دراسات نارتية سرقة النار و صلب البطل
امين حافظ
(Amin Hafez)
الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 23 - 09:57
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
استمر الصراع على النار منذ فجر التاريخ وظلت سرية لدى الآلهة – الحكام لقرون طويلة، وذلك بسبب طاقتها مما جعلها من عجائب الكون الخالدة وسر تطور الحياة واستمرارها وما زالت محور صراع دائر ببن البشر وبينهم وبين الطبيعة للسيطرة. عبدت بعض الحضارات القديمة النار وأخرى قدستها وما زالت رواسبها موجودة في عدة بقاع من العالم. تعتبر الحضارات القفقاسية القديمة من أوائل الحضارات التي أدخلت النار في أساطيرها منذ /4000/ عام ق.م. ومنها أسطورة نارت الشركسية التي نسجها أجداد قدامى الآشويين والزيخ والميؤت. النار القفقاسية ليست كالنار الإغريقية المتأخرة وجاءت مغايرة تماماً واعتبرت النار ملكية فردية لرب الأرباب زيوس وأخفاها حتى عن زوجاته وأولاده، لكنه عندما شاخ وهرم سمى ولده هيبايستوس إلهاً للنار و قذفه هو ومصنع الحديد من جبل أولمب إلى إحدى الجزر اليونانية وأمره أن تبقى النار فيه سرية يصنع بها ما يأمر به زيوس، حتى جاء الإله بروميثيوس أو بروميتيه وسرق النار وقدمها للناس بلا مقابل فصار عدواً لدوداً لزيوس ومنافساً محتملاً له باعتباره عرف سر النار الإلهية وأساليب التحكم بها، وقد جعلت هذه الحادثة من بروميتيه محرراً للبشرية ضد طغيان الآلهة، وعندما نتحدث عن النار في الأساطير القديمة نذكر بأن النار الإغريقية وصلب الإله بروميتيه لم تأت في الأساطير الإغريقية، بل في مسرحية إسخيل المسماة "صلب بروميثيوس" والتي كتبها وقدمها عام /467/ق.م. أما في أسطورة نارت فقد كانت النار ملكية مشاعية للبشر ومقدسة منذ الألف السادسة ق.م. لأنها كانت رمزاً لتطور الحياة والحماية من الصقيع1 بالنسبة للبشر. دخلت النار في صلب قصص وقصائد أسطورة نارت الشركسية عندما ظهر الإله المدعي "باقوه" ب= P وأوهم هو وأعوانه شعب نارت بأن النار هي ملكه باعتباره الإله الواهب والمعبود وفرض عليهم عبادته وتقديم العطايا ونصف ما ينتجون ويصيدون وأن يرفعوا الأنخاب باسمه في جلسات الشراب ويسموا باسمه على موائد الطعام، وعندما مللوا من تطفله وغروره عزفوا عن عبادته وإعطائه الجزية ورفع الأنخاب باسمه فسرق النار منهم وهرب بها إلى بيته في القمة المقدسة "أوشحه – مافه" الواقعة على الجبل المقدس أو جبل النور "قوشحه مافه" في العالم العلوي وأرسل من بيته عبر أعوانه قصيدة إنذار ووعيد لشعب نارت يقول فيها: أيها البشر (الكائنات الضعيفة) الصغار لقد خرجتم عن العقيدة ولم تعودوا تعبدونني ولا تحترمون شخصي الإلهي إن ما تنشرونه عني في العالم المتوسط لا يهمني كثيراً ولا آبه به تضعون على موائدكم كل أنواع الطعام والشراب لكنكم لا تدهونني ولا تضعون الطعام لي ولم تعودوا ترفعون الأنخاب باسمي ولشرفي تعودون من الصيد ولا تتقاسمون الغنائم معي أنا لا أشرب ولا اكل على موائدكم فأنا مقيم في بيتي في القمة المقدسة أوشحه مافه في العالم العلوي فهل ستحاولون الوصول إلي؟ لقد سمعت الكثير عنكم أيها النارتيون البشر وعن هجائكم لي أكثر من مرة وستدفعون الثمن غالياً لأفعالكم هذه مرة تلو الأخرى2 لم يكن باقوه مجرد دجال فهو خبير بأحوال الطقس والرياح والاعاصير والرعد والمطر وله تأثير واضح عليها هو وأعوانه من الآلهة الحماة الصغار، ولعله فرض نفسه عبرها على البشر فصدقوه، وظل بعضهم يشك في ألوهيته وهل هو إله معبود فعلاً قبل أن يعطي النار للبشر كما ادعى؟ على الأرجح أنه بالغ في فرض وحدانية ألوهيته وعبادته عندما قدم النار للبشر، وهذا يعني التحكم والسيطرة وهي سمة عامة للآلهة ورمز لحالة التمرد الإلهي لأن الإله باقوه لا يعترف بغيره من الآلهة ولا حتى بالإله الكبير "تحه – شخوه" ولا بالآلهة السبعة العظام، لكن السؤال المحير هو: إذا كان باقوه مجرد إله مدعي وشرير فكيف وجدت كل تلك المواصفات العجائبية في إله واحد؟ وهل هي من عصابته الإلهية؟ ومعروف أنهم متخصصون بأمور التحكم بالطقس والرياح والعواصف والمطر والرعد والبرق، وهل ابتعد البشر عنه تدريجياً عندما انكشفت المسألة لكنهم لم يعيدوا النار له لعدة أسباب أهمها أنهم لا يمكن أن يستمروا في الحياة بلا نار ولأنهم ربما اقتنعوا أنه دجال وليس له علاقة بالنار وليست ملكه، وربما تأملوا تدخل الأبطال لإعادة النار لهم3. من ناحية ثانية يبدو أن الإله المعبود باقوه محق في سحب النار من البشر لأنهم قبلوا عبادته مقابل اعطائهم النار ويبدو أنه بالغ كثيراً في طلباته وصار يتطفل على البشر فسئموا من تصرفاته وعجرفته وانقلبوا عليه وخرج الخوف من قلوبهم عندما استلموا قصيدة الإنذار وفضلوا الموت من الصقيع على العبودية. توجد قصص عديدة عن سرقة النار في أسطورة نارت تقول إحداها أن الإله المعبود هبط إلى العالم المتوسط في جولة لتفقد أحوال عباده ولاحظ كيف أن استقباله كان بارداً ولم يركعوا له بل حنوا رؤوسهم بجفاء وقرف لكن أحداً منهم لم يجابهه ويرفض سيطرته وغطرسته، وفي منتصف اللقاء وصل البطل النارتي وزرمس على حصانه الأسطوري "شو – يخوجه" واطلق صيحة الحرب والتحدي في السماء فتفرق البشر وسارع أعوان باقوه لتهريبه والعودة به إلى بيته في العالم العلوي، هدأت الأمور وعاد البشر وتجمعوا ثم صاروا يتهامسون وقال أحدهم "يا لهذا البطل الطائش، ألا يعلم ما سيفعل به الإله المعبود إذا سمعه" سمع باقوه هذا القول ورأى كيف تجمع البشر حول حصان وزرمس الذي انتفض وصار يضرب بحوافره ليبتعد البشر عنه فعاد وكرر البطل وزرمس كلمته المدوية أيها الإله المدعي والشرير أعيد لك وأقول: نحن النارتيون لا يمكن أن نعيش بلا حرية ولا كرامة ثم أضاف وقال نثراً: إيي أنت يا مصاص الدماء، أيها الشرير لقد قتلت اليوم في وديان الجبال سبعة آلهة من اعوانك المدعين الذين تحتمي بهم وسوف أقتلك أنت، هل تسمعني أيها الإله المعبود – الجبان4 لم يسكت باقوه على إهانات وزرمس له فانقطع المطر وحل الجفاف وتشققت الأراضي من قوة أشعة الشمس الحارقة وفقدت الطبيعة لباسها الأخضر وتوقفت النساء عن الحمل ورضاعة الأطفال وجفت الأبار والانهار وانقطع دسم الماشية. اغتاظ النارتيون كثيراً من تصرفات البطل وزرمس واتجه بعضهم نحو القمة المقدسة وصاروا يرددون الابتهالات والدعوات والأغاني التي تمجد الإله المعبود باقوه وصاروا يرجونه الرحمة والمغفرة أيها الإله المعبود ارحمنا أيها النبيل العظيم ارحمنا أيها الإله باقوه كان باقوه يسمع كل شيء وهو جالس عند نافذة بيته لكنه لم يرد عليهم فعاد الناس وانصرفوا فوجدوا البطل وزرمس ما زال ينتظر جواب باقوه فقالوا له: كم كنا تعساء عندما ولدتك أمك ورأيت النور وزرمس لقد طفح الكيل، فقد ملأت الكون تعاسة وبسببك فإن نسلنا وقع في مصيبة أنت خاطئ ومدان وتستحق الموت5 فرد عليهم بصوت هدار: الموت لا يخيف النارتي لكن علي أولاً قتل الإله المدعي باقوه ذو لحية التيس وأحرر النسل النارتي من ظلمه انطلق وزرمس وطار بحصانه الأسطوري نحو القمة المقدسة وعندما أطل باقوه من نافذته سارعه وزرمس بضربة سيف على عنقه وقتله، واستعاد النار وأعادها لشعب نارت فعادت النساء وحبلت واخضرت الدنيا وازداد دسم الماشية وزالت التعاسة. يوجد نص نارتي أخر عن النار وصلب البطل وهو رائج بين قبائل غرب تشركيسيا وهو أجمل وأكثر تشويقاً وتراجيدية وتقول القصة: استعاد باقوه النار من البشر وكادوا أن يهلكوا من الصقيع وقلة الغذاء فذهبوا إلى الخاسه النارتية (المجلس) وشرحوا الوضع لرئيسه البطل المسن نسرن الذي استجاب لهم وركب حصانه الأسطوري "إيلا" وطار إلى القمة المقدسة في العالم العلوي ليفاوض باقوه على إعادة النار لشعب نارت، لكن الإله باقوه كان غاضباً ولم يقبل الحوار مع البشري القادم وسلط عليه أعوانه فأسروه وصلبوه على صخرة في القمة المقدسة فغضب النارتيون من تصرفاته الدنيئة وقالوا شعراً: أوي... أوي.... ويي نسرن أيها النارتي الملتحي أنت لم ترضى ولم تقبل بإرادة الإله المعبود وبرغباته فأصبحت الآن الملعون رفعوك وصلبوك في أعلى الصخرة في الجبل المقدس "قوشحه – مافه" ولحين وصولنا إليك لنفك وثاقك ندعو أن يموت الإله الشرير باقوه ليمت في مكانه ولا يعود6 وصف أحد الشعراء النارتيين صور المشاهد الملحمية عن اعتقال البطل نسرن وصلبه: لقد حملوه وصلبوه في الجبال ويي ..... وي.... ويي النسر العملاق فوقك كأنه زئير أو رعد جبلي يأكل من كبدك نهاراً وتتألم وفي الليل يعود ويلتئم من جديد ويي..... ويي..... ويي تطير فوقك الطيور الجارحة وتغضب أنت من فعلها لقد وقعت في الشرك وستدخل أعمق في باطن الأرض ويي..... ويي...... ويي7 تنادى أبطال نارت للنظر في موضوع تحرير البطل نسرن واستعادة النار وفجأة جاء البطل باترز بكامل عدته الحربية وقال لهم: "كفوا عن الكلام فلن يذهب أحد غيري" ساد صمت عميق بين الفرسان قطعه البطل أشه – مز وقال: ولماذا أنت ولوحدك؟ فرد عليه باترز: هذه واحدة أردها لمن فعل الكثير مثلها في شبابه.. ضرب الفرسان الحاضرون تروسهم بسيوفهم علامة الإعجاب والموافقة فخرج باترز من المجلس وتوجه طائراً على حصانه "ترابتسه" إلى القمة المقدسة، وعندما علم الإله باقوه بمجيئه أطلق عليه نسره العملاق فقتله بعد نزال غير قصير في الفضاء فصاح باقوه: "أيها البشري الملعون لقد قتلت أثمن ما أملك وستموت حالاً، ثم أطلق الوحش العملاق فقتله ثم لحق بالإله المعبود وقتله أيضاً وأخذ النار واتجه إلى الصخرة التي صلب عليها نسرن وحرره وعادا معاً إلى شعب نارت وأعاد له النار. نعود لإسخيل الذي أجرى تعديلات خفيفة على سرقة النار والصلب، فقد تبين أن في النصين النارتي الشركسي والإغريقي مقارنات ومفارقات شيقة هي: 1- الصراع على النار في أسطورة نارت الشركسية يجري بين إله شرير واعوانه من جهة وبين شعب نارت وأبطاله من جهة أخرى على محور الثنائية الضدية "الخير والشر". 2- عندما علم إله النار الشركسي ماشؤه – تحه بأفعال باقوه أيد تصرف نسرن وهاجم باقوه وهو من سماه الإله المدعي الشرير. 3- كان لدى إله الحدادة الشركسي تلبش ورشة حدادة أشبه بمركز عمليات للتحكم هو والسيدة ستناي وتمت فيها تقسية ساوسروقه، وصنع أول سكة فلاحة ومنجل هلالي ومطرقة وملقط وكلها بفضل فطنة النساء النارتيات، كما كان يصنع فيها الأعضاء الحديدية البديلة عن الجبهة والأضلاع التي تتكسر في المعارك، أما في المسرحية الإغريقية فترد كلمة مصنع حديد ويشير حجمه ووجود تباعد زمني كبير واسع بين مصنع وورشة مثله مثل التباعد بين العصرين النارتي الأسطوري الأقدم وبين العصر الإغريقي، كما يدور الصراع لدى الإغريق بين الآلهة زيوس وهيبايستوس وبروميثيوس. يعتقل هيبايستوس صديقه بروميثيوس بناء على أوامر والده ليصلبه في الجبل القفقاسي المقدس فيقول له: "لماذا سرقت النار الإلهية؟" فيرد عليه بروميتيه: لقد سرقتها وقدمتها للناس بلا مقابل وسيتعلمون منها فنوناً كثيرة فيجيبه هيبايستوس معاتباً ومحتداً: لكنك يا صديقي عرضتني لإهانة بالغة فأنا إله النار وأنت سارقها8 لاحظ هنا كيف ينهار النص المسرحي من خلال نفي هيبايستوس عن نفسه صفة إله الحدادة والتعدين، وربما هي ضرورة شعرية، فيرد عليه بروميتيه: لقد أردت هذه الخطيئة ولن أعدل في كلامي ولن أتراجع فأفعل ما أمرك به زيوس9 ترى لماذا خلق المخرج هذا التناقض بين القول والفعل، يقر بروميتيه أن عمله خطيئة وليس خطأً وهو عرف ذلك مسبقاً ومع ذلك يراه شرفاً ويطلب تنفيذ القصاص، السطر الأول لا يتطابق أبداً مع ما جاء في السطرين الأخيرين، فمن يقر بالخطيئة وليس بالخطأ عليه أن يعتذر ويطلب المغفرة، ثم تتشوه الصورة وتتبعثر الفكرة لأسباب لا يعلمها إلا إسخيل، لكن السكونية ظللت المشهد الدرامي. يقول إله النار لبروميتيه الصديق: "وهذا ما سيكون فوداعاً وصبراً على ما ستلقاه غداً". تؤكد المسرحية أن المؤلف كان مثقفاً وعارفاً بالتاريخ وبأساطير شمال القفقاس وآسيا الصغرى، لذلك نجح في تقديم شخصية إله النار الإغريقي وكأنه البديل أو الشبه الإله الحديد الشركسي تلبش حتى في عيوبه الخلقية، فقد كان تلبش أعرجاً وصنع لنفسه قدما حديدية وركبها فاعتدلت مشيته قبل مغادرته شعب نارت وبدء تجواله بحثاً عن نهاية العالم والأبدية، لقد نسى إسخيل أو تقصد أن لا يقوم هيبايستوس بإصلاح قدميه المعكوستين، وكانت أصابع قدميه إلى الوراء وكعبيه من الأمام، ترى هل أبقى إسخيل إله النار بلا أرجل عادية وتركه بقدمين معكوستين وكأنه يمشي إلى الوراء ويغوص في أعماق التاريخ ليرتبط روحياً ويتقمص شخصياً شكل وملامح معلمه وزميله الأقدم في المهنة وفي الزمان إله الحديد الشركسي تلبش؟ شغلت قصص صلب الأبطال في القمم المقدسة اهتمام الباحثين وأجروا دراسات مطولة منطلقين من أصلها القفقاسي وظروف إعادة انتاجها المسرحي لدى الإغريق وجعل سيناريو العقاب التراجيدي يحصل في بلاد التراجيديا الأسطورية والواقعية شمال القفقاس وصلب البطل في قمته المقدسة. يعتبر العالم فيدونوف من أهم العلماء وأكثرهم خبرة ومعرفة في دراسة قصص سرقة النار في الأساطير القديمة وقدم لها دراسات مقارنة وخاصة للنصين الاسطوري النارتي الشركسي والمسرحي الإغريقي وتوصل لما يلي: 1 إن سرقة النار هي فكرة موغلة في القدم لما قبل /6000/ عام ق.م. لذلك لا يمكن إدانة إسخيل الذي كتبها متأثراً بالأساطير القفقاسية. 2- تعتبر قصة محاولة البطل النارتي نصف الإله نسرن استعادة النار التي سرقها الإله باقوه من أكثر الوثائق شفافية عن قدم ومصداقية أسطورة نارت الشركسية ومستوى تطور الثقافة زيخو – ميؤوتية – أدغيه (شركسية) وتؤكد على عمق العلاقات الثقافية بين شعوب شمال القفقاس وكيف ساهمت في صنع الحضارة الكابانية حيث عاشت وقتها القبائل الأدغية والأبخازية موحدة قبل تشكل تلك الحضارة وخلالها. 3- يستعيد البطل نص الإله ساوسروقه النار من العملاق الإنجي ويعيدها لشعب نارت، ومثله سعى الأبطال أنصاف الآلهة نسرن وحمربيي وأخيراً باترز الذي قتل الإله المعبود باقوه وحرر نسرن واستعاد النار واعادها لشعب نارت. 4- يطير البطل باترز على حصانه الأسطوري "ترابتسه" إلى العالم العلوي وهناك يلاحق الإله باقوه ويقتله هو ونسره العملاق ويحرر نسرن ويعود مع النار لشعب نارت، أما بروميتيه فيهبط من أولمب في العالم العلوي إلى العالم المتوسط ويسرق النار من المصنع ويوزعها على الناس10. التطوع والمغامرة للصعود إلى العالم العلوي لاستعادة النار المسروقة وقتل الإله الشرير باقوه وتحرير نسرن والنزال في الفضاء ضد النسر العملاق هي لوحة درامية – تراجيدية – أسطورية، لكنها في نفس الوقت لوحة فنية خيالية تعبر عن وجود ثقافة أسطورية إبداعية ومستوى راق من القيم الأخلاقية والجمالية الشركسية، لكن فيها مسائل مقلقة وأخرى غير محلولة وهي: 1- لماذا تنتهي التراجيديا دائماً بموت البطل أو عذابه المرير مع أنه يسعى للسلام والخير والعدل. 2- أثبتت الدراسات ضرورة التوسع في مسألة سرقة النار وأن حالة بروميتيه استثناء مكرر إذ لا وجود لها في أساطير الإغريق قبل مسرحية إسخيل "صلب بروميتيه"، أما الأبطال النارتيين أنصاف الآلهة ساوسروقه وشاباتانوقه وبادينوقه ونسرن وباترز وحمربيي وأشه – مز ووزرمس فهم معروفون في كل القصص والقصائد النارتية والفلكلور القديم. 3- يمكن تفسير صلب البطل وانتصار الشر مرات عديدة أن في الكون إلهان واحد للشر وأخر للخير (ومنه جاءت الديانة المانوية في القرن الثالث م) وأصبح لكل منهما أنصاره ومريديه من الآلهة وأنصاف الآلهة والبشر وهم يتصارعون بشكل دائم في ثنائية ضدية هي النور والظلام11. بعد قراءة مسرحية "صلب بروميتيه" يخطر على بالنا سؤال كبير وهو: لماذا صلب إسخيل بطله على جبل القفقاس ولم يصلبه على قمة أولمب؟ ترى هل قصد إسخيل تثبيت ما كان يشاع أن بروميتيه هو قفقاسي الأصل وكان في بلاده نصف إله؟ كتب الفيلسوف هيغيل في رباعيته "علم الجمال": كان بروميتيه الشخص الإله (نصف الإله) يعتبر القفقاس موطنه الأصلي وزاره عدة مرات وكل آلهة وأنصاف الآلهة القفقاسيين يعرفون سر النار ولهم علاقة معرفة وتعامل مع الحديد وليس عبثاً تمت تسمية القرن التاسع ق.م. قرن الحديد القفقاسي/ ومن هؤلاء الأبطال أنصاف الآلهة لا حصراً ساوسروقه وباترز ونسرن وحمربيي من النارتيين الشراكسة ومعهم زملاءهم الأوسيتي والأرمني والجيورجي أميراني والأبخازي أبراكسيل وغيرهم وكان إسخيل يعرف كل هذه المعلومات، حتى أنه سمى الحديد في مسرحيته الدخيل القفقاسي أي أنه معدن غريب عن الإغريق12. انفرد هيغل عن بقية الفلاسفة في تسميته لبروميتيه بأنه الشخص الإله أي نصف الإله وهي تشبه تسمية الأبطال العجائبيين، أو الأبطال البشر ذوي القدرات الإلهية وأحياناً كان يقال لهم في اسطورة نارت بشر إلهيون، لذلك يرى أن بروميتيه عندما غادر شمال القفقاس إلى اليونان كان نصف إله وصار هناك إلهاً وكانت هذه الرحلة باتجاهين وأول حالة تعرف على شخصية نصف الإله لدى الإغريق. كتب هيغل أموراً غريبة حول تصرفات بروميتيه وانتقده رغم أنه وضع لها تفسيرات ومقدمات صارت جزءاً من المشكلة لأنها تفسيرات غير مقنعة وغريبة، فقد حط من قيمة بروميتيه وقال عنه أنه لم يشارك البشر في بلاد الإغريق قيمهم الأخلاقية والجمالية لأنه غريب دون أن يناقش مستوى تلك القيم مع مثيلاتها القفقاسيات، وانطلاقاً من غربة بروميتيه أصر هيغل على تصغير ما فعله البطل والحط من مكانته الاجتماعية ضمن الطاقم الإلهي الإغريقي لأنه فرد جبلي قفقاسي لديه أساليب تفكير خاصة ويميل للتمرد والتوحد ويؤمن بالحرية المطلقة ويكره ظلم وجشع الآلهة، إنه نسخة مطابقة عن نصف الإله النارتي، ثم أخذ عليه أنه لا يعرف معنى السلطة والمصالح والطاعة والانضباط وهو عندما سرق النار الإلهية لم يقدم الحقيقة الإغريقية بل القفقاسية وعلم الناس السرقة والتحدي والتمرد على الكبار، واعتبر هيغل سرقة النار الإلهية صنعة تخدم التطلعات الأنانية الدونية والمصلحة الفردية لبروميتيه وتستجيب لمينتاليته ونزعته وعنجهيته القفقاسية13. استنتج الباحث الشركسي في الأساطير كريم جيريي من دراسة شخصية بروميتيه أنه هو نفسه الإله القفقاسي "تيلاله" الذي صلب على صخرة في القمة المقدسة "أوشحه – مافه". درس العالم أوسلار مسألة صلب البطل وتوصل لتساؤل منطقي هو: لماذا صار اسم بروميثيوس مشهوراً في بلاد الإغريق بعد أن قدمه إسخيل في مسرحيته "صلب بروميثيوس" وعرضها عام /467/ ق.م.14. انتقد هيغل مؤرخو وكتاب وفلاسفة الإغريق وقال فيهم: نسب الإغريق كل آلهة الشعوب الأخرى التي استعمروها لهم ويبدو أنهم اعتبروا تلك الشعوب صارت ملكاً لهم، حتى أن مؤرخهم الأول هيرودوت نسب معظم آلهة مصر لأصول إغريقية، وقد نجحت تلك الاستعارة - الكذبة ونجح الادعاء والنقل الحرفي والجزئي لأسباب عديدة أهمها: 1- تم إعطاء الاسم والقصة أو القصيدة المسروقة روحية التفكير القومي الإغريقي. 2- براعة في النقل وابداع راق في الترجمة الأدبية (صار يدعى فن هوميري). 3- تضخيم الصراع بين البشر والآلهة وإلصاق صفة الشر بكل الطاقم الإلهي وإبراز أمزجتهم المتقلبة ومستوى اللهو والجنس الإباحي لديهم، مما ساهم في شد انتباه الناس وتشويقهم أكثر فأكثر. 4- تبني التراجيديا القفقاسية والمبالغة فيها. 5- تبني الثنائيات الضدية الواردة بكثرة في الأساطير القفقاسية وآسيا الصغرى. 6- استيراد وتبني شخصية جديدة في الأساطير وهي البطل نصف الإله ودوره المتميز في الصراع ضد بطش الآلهة، وهي شخصية بشرية – إلهية قفقاسية الأصل كما يعلم الجميع، لكن تثبيت التسمية الجديدة "نصف الإله" زاد من جاذبيتها وتعاطف الناس معها15. كتب عالم الأساطير ميللير في كتابه "تقاليد قفقاسية مأثورة" بحثاُ قيماً عن الأبطال المصلوبين في القمم القفقاسية المقدسة قال فيه: ما يزال الأوروبيون يصرون بعناد أن حكاية بروميتيه هي من انتاج الإغريق وأن الصلب جرى في جبال القفقاس، لكن التعنت يجب أن يكون منطقياً وله شواهد وقواعد علمية وثقافية وتاريخية مقبولة على الأقل، وبما أنها غير موجودة بتاتاً فما هي مبرراتهم بنسب كل تلك القصص والقصائد القفقاسية والآسيوية لهم وتضخيم المناسبات وافتعال الأعياد والسير الذاتية المزيفة لهم16. تقول إحدى الدفاعات الهشة إن صلب بروميتيه في الجبل القفقاسي المقدس لا يعني في القفقاس بالضبط لأن ذكر الأماكن في النص المسرحي لا علاقة له بالقصة، إنه دفاع أحمق ويؤدي بالنهاية للإقرار بأن القصة كلها ومن أساسها قفقاسية أصلاً مثلها مثل عشرات القصص والقصائد المبنية على فن نظم الشعر السداسي والتي سرقها الجامع هومير من أساطير القفقاس وخاصة من أسطورة نارت الشركسية ومن مناطق جنوب البلقان وقبائل جوسلار وفالاي. علق العالم الروسي جدانوف على تصرفات هيغيل ووقوفه مع صلبه وقال: كتب الكثير من العلماء والباحثين القفقاسيين والروس عن أسباب انحياز هيغيل ضد بروميتيه وصمته واستصغاره للقيم الأخلاقية والجمالية للبطل الإله بروميتيه الذي انتقد الطاقم الإلهي الإغريقي كله وعلى رأسه زيوس ووصفه بأنه مريض بالسلطة وهو ذو أنانية مفرطة وفلتان جنسي، وهو إله لا يراه الأصدقاء ولا يصدقونه لأنه كذاب ومخادع، كما يحتقره الحلفاء وعموماً فإن جميع الآلهة جشعون ويتطفلون ويتملقون بدناءة عند الضرورة وميزتهم الغدر والخيانة السريعة في سبيل تحقيق أهوائهم الإباحية الجنسية وقال فيهم شعراً لا تصلي ولا تركع أبداً ولا تخضع للحاكم تعلم وتزود بالمعارف والصنعة عالج وطبب وابني وتعلم علم الجمال17 ثمن كارل ماركس وإنجلز أعمال وفكر بروميثيوس وقالا عنه: إن الفلسفة تثمن مواقف بروميثيوس بما في ذلك اعتراضاته للإله – الشرطي هيبايستوس عندما قال له قبل صلبه لا أخفي عنك أنني أكره جميع الآلهة وهذا القول هو تحقير مباشر للذات الإلهية، وربما كان بروميثيوس نفسه يكره جزءاً من ذاته لأن جذوره البشرية – الإلهية القفقاسية شدته كنصف إله ليكون إلى جانب البشر الضعفاء وضد بطش الآلهة واستبدادهم، وكيف وجه بروميتيه كلامه لكل الآلهة الذين لا يعترفون بأن وعي الذات وإدراك النفس هي غاية الثروة والسمو الأخلاقي، ثم ينهي ماركس كلامه بالعبارة التالية: بروميثيوس هو أقدم وأكرم وأشرف قديس مقدس في القاموس الفلسفي18. نعود لتحيز هيغيل غير المنطقي ولا الواقعي وأسبابه عند تعرضه لقصة سرقة النار وسعيه لتسفيه بروميثيوس فهي تقودنا للتفسيرات التالية: 1- يعترض هيغيل على تصرفات بروميتيه وساوسروقه ونسرن وباترز لأنهم ثاروا ضد استبداد السلطة الإلهية – الأسطورية المتمثلة في زمن هيغيل بالدولة الكنسية المستبدة التي صارت تدريجياً بفضل السلطة الكهنوتية سلطة إلهية مركزية مطلقة يقودها زيوس معاصر هو البابا وهو الملك أو القائد أو الأمير أو الحاكم بأمر الله الذي لا يجوز رده ولا عصيانه لأنه خليفة الله على الأرض، والتمرد على سلطته من قبل أي بشري أو إله أو نصف إله هو معصية تستحق الشنق أو الحرق أو الرمي في الماء ليغرق، فما بالك إذا كان ذلك التمرد ذو حسب ونسب متدني ومن أصول غريبة غير إغريقية، وهذه إشارة من هيغيل بأن بروميتيه هو قفقاسي المنشأ والولادة وهاجر إلى اليونان وهو نصف إله. 2- جاء موقف هيغيل الانتهازي وانقلابه الفكري وارتداده السياسي بعد فشل الثورة الفرنسية وبداية محاكم التفتيش الكنسية. 3- يشير موقف هيغيل من صلب البطل لخوف بالغ من قول الحقيقة فينال عقاباً لا يقل قسوة عن الصلب هو وعائلته، وهو لم ينسى بعدما حصل لزملائه سفيدينبورغ وشوبنهاور عندما تحديا السلطة الكهنوتية فنالا العقوبة القصوى. شخصية بروميتيه صدامية وانفعالية جداً لكنها مع الحق والعدل وضد الظلم لقد انتصر الظلم الإلهي واستبداد زيوس هو طغى وتكبر وازداد عجرفة وتفاخراً هذا هو سلوك وخطاب الآلهة المتطفلين يتحكمون بالبشر ويحشرون أنفهم في كل شيء ويصدقون بأن سلطتهم وأمجادهم الذهبية باقية إلى الأبد19 لكن إذا عدنا لأسطورة نارت الشركسية نلاحظ أن أقوال بروميتيه ليست إلا صدى وارتداد لأقوال البطل نصف الإله باترز عند تحديه الإله المعبود باقوه لقتله واستعادة النار وتحرير البطل نسرن. انزل أيها الطاغية المغرور يا من تدعي الألوهية بفجور اخرج من بيتك الإلهي الكبير لأقتلك وانتقم للبشر وأريح العالم من ظلمك أيها الشرير20 لقد صار ممكناً بعد هذه القصيدة فهم ما جاء في القصيدة "9" ومقارنة ما في القصيدتين من تطابق في نقاط محددة وما فيهما من اختلافات وجدانية في مفهوم القيم ومعايرتها زمنياً بين مرحلة المشاعية البدائية النارتية في زمن الأمومة وبين انتشار الملكية الفردية الإغريقية الذي جاء بعد حوالي /1000/ عام من الزمن صارت وقتها أسطورة نارت متكاملة، حتى أن المؤلف إسخيل يتعرض لذلك بشكل غير مباشر في قصيدة تقول: كل القبائل التي تجوب سهول آسيا حزينة معك مفجوعة وتشعر بألامك ولمصيرك المبكي ومعهم كل نساء كولخيدا الباسلات في القتال21 تؤكد هذه القصيدة أن إسخيل لا يدون أي حزن إغريقي أو حتى إيوني على صلب بروميتيه، بل يصور حزن وألم القبائل القفقاسية وهذا يجعلنا نميل أكثر لآراء هيغيل حول أصول بروميتيه القفقاسية. تناول الباحث الروسي المعروف تريسكوف مسألة معاني أسماء الشخصيات في الأساطير القديمة وتوقف عند قصص سرقة النار وصلب البطل فوجد أن اسم بروميثوس بالإغريقية القديمة يعني "العارف الذي يصل لهدفه قبل غيره"، أما معنى نسرن بالشركسية القديمة والحالية فتأتي من عنصرين هما: "نس – الواصل لهدفه، رن – دائماً أو في كل مرة". وبذلك يصبح معنى نسرن وبروميتيه واحداً وهو الواصل لهدفه قبل غيره وهي إشارة واضحة عن عمق العلاقات والتبادل الثقافي بين الشراكسة والإغريق والتي بدأت حوالي القرن العاشر ق.م.
أمين حافظ مايكوب 20.12.2021
قوشحه – مافه: جبل السعادة، إلبروس حالياً. أواشحه – مافه: القمة المقدسة ومقر عيش الآلهة. خاسه: المجلس البشري النارتي.
مراجع ومصادر: 1: أمين حافظ، أسطورة نارت الشركسية ودور الأسطورة في أجناس الآداب العالمية، دراسة قيد الطبع، الفصل 28، فقرتي النار، سرقة النار وصلب البطل. 2 – 3 – 4 – 5 – 6 – 7- : أمين حافظ، أسطورة نارت الشركسية ودور الأسطورة في أجناس الآداب العالمية، دراسة قيد الطبع، الفصل 23، فقرة "هل توجد فعلاً آلهة أشرار في أسطورة نارت الشركسية. 8 – 9: إسخيل، مسرحية صلب بروميتيه، مايكوب 1989 ص 79. 10 – 11: فيدونوف، بواعث بروميتيه في أسطورة نارت الشركسية، مقالة في كتاب أسطورة نارت الشركسية جوهرة الثقافة العالمية، بالروسية، مايكوب 2003 ص 184. 12 – 13: هيغيل، علم الجمال 4 أجزاء، موسكو 1973، الجزء 4 ص314 - 173 14: أوسلار، حكايات مأثورة عن القفقاس، تفليس 1881 ص 428. 15: هيغيل، المؤلفات الكاملة، موسكو 1935 جزء 8 ص 238 – 239. 16: ميللر، قصص قفقاسية مأثورة عن الجبابرة المصلوبين في الجبال، مايكوب 1991 ص 76- 77. 17 - 19 – 21: إسخيل، مسرحية صلب بروميتيه، مايكوب 1989 ص 83. 18: ماركس – إنجلز، المؤلفات الكاملة جزء 40 ص 153 – 154. 20: النارتيون، 7 أجزاء، جمع وتحرير د. حداغاله عسكر، مايكوب 1971 جزء 2. 22: تريسكوف: العلاقات الفلكلورية في شمال القفقاس، نالتشك 1963 ص 175 – 176. من 1 وحتى 5 مكتبة الإنترنيت الشركسية المعدلة باللغة الروسية عام 2009 منقولة من دراساتها النقدية عن أسطورة نارت الشركسية/7/ أجزاء جمع وتحرير د. حداغاله عسكر مايكوب 1971.
#امين_حافظ (هاشتاغ)
Amin_Hafez#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظام الحكم في القبائل الديمقراطية (غير الطبقية) الشركسية
-
من التاريخ الشركسي.
-
مينتاليتيت قفقاسي
-
جباغ قازانوقة رائد حركة التنوير الشركسية في القرن /17/ م.وصا
...
-
ذكرى ميلاد الفيلسوف الشركسي جباغ قازانوقة.
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|