أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خالد محمد الزنتاني - عالم قديم جديد .. وبعد














المزيد.....

عالم قديم جديد .. وبعد


خالد محمد الزنتاني
كاتب

(Khaled M. Zentani)


الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 22 - 11:55
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


من عبقرية الفيلسوف الألماني (إيمانويل كانط) أنه كان أول من إختمرت لديه فكرة إنشاء منظمة الأمم المتحدة قبل تأسيسها بـ 150 عام عندما قام بطرحها في كتاب بعنوان "السلام الدائم" وكان هدف كانط تجميع دول العالم تحت مظلة واحدة على صورة برلمان دولي لمنع قيام الحروب وتسوية النزاعات بين الدول ويكون جسر للتواصل والحوار بين مختلف الشعوب وقد أوضح كانط أن تأسيس السلام يفرض تحول بلدان العالم بأسره إلى "جمهوريات ليبرالية" وإشترط أن يكون ميثاق المنظمة مبني على "دستور فدرالي" يوفر لجميع الأعضاء نفس مستوى الحريات بمعنى إشتراك هذه الدول في دساتير ديمقراطية متطابقة لأن الدول الديمقراطية هي أقل الدول ترشحا للتقاتل فيما بينها لأن شعوبها التي تشارك في سلطة القرار دائما ما تتحاشى تكلفة الحرب أكثر مما تتحاشها الدكتاتوريات المستبدة!

وبعد حوالي 120 عام عن رحيل كانط وكرد فعل على الحرب العالمية الاولى رأى قادة الدول العظمى أن الحاجة إلى تطبيق "الفكرة الكانطية" قد أصبح ضرورة ملحة وجاء إعلان ميثاق عصبة الأمم لتكون اول محاولة في التاريخ لتأسيس منظمة دولية تحمل كثير من الآمال والشعارات والأهداف الإنسانية النبيلة لكن نشوب الحرب العالمية الثانية كان المسمار الأخير في نعش المنظمة التي إنهارت وجاء مكانها منطمة جديدة تحت إسم الأمم المتحدة التي نعرفها بشكلها الحالي.

لكن نظرا لصعوبة تطبيق الشرط الذي وضعه كانط فإن فكرة توحيد دساتير الدول الأعضاء لم يكتب لها النجاح وظلت إلى الآن حلم صعب المنال خصوصا في ظل وجود أنظمة يسارية متسلطة لازالت تحافظ على نكهة إستبدادية ترفض تغيير مواقفها وترى الفكرة مؤامرة ضدها صاغتها الإمبريالية العالمية لإحتوائها والسيطرة عليها.


الصراع الدولي القائم هذه الأيام في كازاخستان وأوكرانيا بين الغرب والشرق في صيغة الحرب الباردة يفسر هذا التدافع وهو إنعكاس لهذا الصراع التاريخي المتجدد ويجسد ضغط مستمر لدول الغرب نحو عولمة الليبرالية الغربية كنهاية للتاريخ التي بشر بها فوكوياما مع إنسانه الأخير!

أما الشروع في الدفع بحلف الناتو للتوسع شرقا فهو إمتداد لتفعيل مباديء كانط التي تحدثنا عنها لكنه من جانب واحد فقط أملا أن يأتي يوم تنضوي فيه كل القوى العالمية تحت مظلة الحلف وتتحقق نبوءة كانط العبقرية وينعم العالم بالسلام ..

تبدو الفكرة الكانطية جميلة وتصب في مصلحة البشرية جمعاء فقد خرجت من عقل فيلسوف فذ أشتهر بالدراسة والبحث والصراع مع العقل الخالص في نقد المنطق برمته ولا ندري هل إذا حدث وإنتصرت هذه الفكرة وتمكنت من فرض رؤيتها على العالم ستنتهي الصراعات وأشكال الهيمنة السياسية والإقتصادية وتقسيم العالم تكتلات وأحلاف شرقاً وغرباً أم أنها فكرة طوباوية حالمة مثلها مثل بقية الأفكار والنظريات سرعان ما تصطدم بحركة التاريخ والسنن الكونية التي يمثل طمع الإنسان وأنانيته أهم ركائزها في إعادة التفاعل من جديد إلى مزيد من الحروب والإقتتال ويعود طموح تحقيق الذات الوطنية إلى عهدها القديم عنوانها سفك الدماء وتكديس الجماجم في محارق الكراهية والإنتقام وجنون العظمة!..



#خالد_محمد_الزنتاني (هاشتاغ)       Khaled_M._Zentani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة وعي توفيق الحكيم وإنتصار العقل
- تركيا الموجودة على الأرض
- سمفونية الديناصور الرائع
- الهروب من أنظمة التفاهة
- بين جمال الماضي وقبح الحاضر وغموض المستقبل الدهشة لاتزال مست ...
- هل يجوز لسيف الإسلام التمتع بالديمقراطية؟
- كوريا الجنوبية - نظرة من الداخل
- نقطة نظام
- بين الروح والعقلانية - ثقافة البحث عن السبب
- ليلة سقوط الفنتازيا
- تصحيح مفاهيم تاريخية خاطئة
- ليبيا وسنوات التمرغ في الوحل
- بعيدا عن كيس دراهم الخليفة الشعر يتنبأ
- تأملات في الحياة ..
- الإشتراكية أول الطريق نحو الإستبداد
- لماذا كره سقراط الديمقراطية؟
- التفكير في التفكير
- ليبيا .. ماذا بعد!
- كابول - كليك ثاني لقطة
- عودة الطالبان بعد 20 عام هل هي عودة إلى المربع الاول


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خالد محمد الزنتاني - عالم قديم جديد .. وبعد