أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دريسي مولاي عبد الرحمان - نجيب محفوظ.الاحتفاء والتجاوز التاريخي















المزيد.....

نجيب محفوظ.الاحتفاء والتجاوز التاريخي


دريسي مولاي عبد الرحمان

الحوار المتمدن-العدد: 1662 - 2006 / 9 / 3 - 05:48
المحور: الادب والفن
    


مات عبد الرحمان منيف صاحب عالم بلا خرائط.ومات محمد الماغوط صاحب الارجوحة.وها هو نجيب محفوظ يوارى التراب تاركا خلفه نتاجا ادبيا ضخما.يعتبر بمثابة الذاكرة الحية للمجتمع المصري.فلم يكن حصوله على جائزة نوبل عملا اعتباطيا.او لمجرد مواقفه السياسية المؤيدة لاتفاقيات كامب ديفيد.بل كان بلا شك اعتبار واحتفاء بابرز اديب انتجته حقبة تاريخية معينة,استطاع فيها بحنكة رائعة ان يصور المشاهد الصادقة بخبرة كبيرة عن الامال التاريخية والاجتماعية والذاتية للمجتمع المصري عن طريق رواياته وقصصه القصيرة وبواسطة شخصياته ومواقفه واحداثه.
ونجيب محفوظ هو كباقي الكتاب العرب الكبار الذين ينزعون نزعة واقعية في كتاباتهم كالطيب صالح ا.وعبد الرحمان منيف.وحيدر حيدر وحنا منه.وبرغم الطابع المحلي المميزلنتاجهم ساهموا في بلورة رؤية انسانية الى جانب دلا لاتها الوطنية والاجتماعية والسياسية.ولكن يبقى محفوظ اكثرهم انتاجا واشدهم تعمقا وخبرة في تناول القضايا الاجتماعية المختلفة.

لقد كانت الهزيمة 1967 نقطة اديولوجية في تطور الرواية العربية في سماتها و مميزاتها.فالادب يتغير كما الحياة.وقبل الشروع في وضع ملامح الرؤية الجديدة في المحاولة لتجاوزه.لا بد من الاشارة ولو بصورة مختصرة للبناء الروائي لنجيب محفوظ.

ان من بين مميزات العالم المحفوظي هو دلك العالم المتسق بحيث يكاد يكون تعبيرا فنيا ملحميا عن تاريخ الوجدان المصري خلال مراحل معينة كانت تحكم رؤيته للكتابة بمختلف ابعادها وتناقضاتها وانعراجاتها عبر عنها بالشخصيات والاحداث والقيم المتعارضة في نسيج سياسي واجتماعي وتاريخي متحرك وفق منطق بورجوازية صغيرة.ان ادبه هو نتاج مرحلة تاريخية من حياة مصر تمتد لعقود وهو كدلك قوة ابداعية فاعلة في حياة المجتمع المصري.وكانت بداياته الاولى كمرحلة للتطلع للخروج من الاحتلال الانجليزي اولا,ثم للقضاء على التبعية وتحقيقا للاستقلال الوطني والعدالة الاجتماعية والتقدم الاجتماعي.

لقد عبر محفوظ عن مرحلة الملكية والاحتلال النجليزي والمجتمع شبه اقطاعي وتناقضاته.كما صور الحراك الاجتماعي والسياسي والتطلعات الطبقية داخل المجتمع وخاصة في اطار البورجوازية الصغيرة انذاك.عبر عنه من خلال كتابة روائية نقدية بمستوى فني رفيع بشيء من الجمالية والفنية تجلت بوضوح في اعماله التاريخية التي اعتمدت المعطيات الفرعونية القديمة كمادة خام لاحداثه وخبراته المختلفة.مثل رواية عبث الاقدار وكفاح طيبة.وهناك مرحلة اجتماعية ميزته من خلال رواياته القاهرة الجديدة وزقاق المدق والثلاثية

وعبر نجيب محفوظ عن المرحلة الناصرية بما شهدت من تحولات وصراعات اجتماعية وعما بصم هذه المرحاة من اعتداء على الحريات العامة ورواياته التي عبرت عن هده المرحلة بالدات هي اولاد حارتنا واللص والكلاب وثرثرة فوق النيل...وعبر ايضا نجيب محفوظ عن المرحلة ما بعد الناصرية أي مرحلة السادات وبرغم التناغم والانسجام الذي ميز موقف محفوظ من دعم وتاييد لسياسة السادات.الا ان ادبه كان زاخرا ببعض القراءات النقدية لما صاحب المرحلة من انفتاح راسمالي على الراسمال الغربي وتعمق التبعية وان كان الغالب على هذه الروايات الرؤية النقدية الاخلاقية والوصف التقريري للاحداث.

ان الميزة الاساسية لعالم نجيب محفوظ هي الاقتصار على التصوير الفني لشريحة اجتماعية معينة هي الشريحة الوسطى والصغيرة.في سياق زماني في حركة طولية تصاعدية.ركز فيها اهتمامه بتصوير المدينة الكبيرة القاهرة باحيائها وحتى ان خرج عنها احيانا يبقى حضورها بارزا في البناء الروائي.وشخصياته يصفها بشكل تقريري نمطي.عالمه هو عبارة عن ثنائية تحدد معالم شخصياته واحداثه.الخير والشر.العدل الظلم.الاستبداد والحرية...وبهدا يظهر على ان نسيج احداثه هو عبارة عن تناقضات فكرية تجريدية لا صراعية اجتماعية.وتكاد رواياته ان تجمع هذه الثنائيات في مركب توافقي ينظر الى التغيير تلك الرؤية الاصلاحية التي تسود فيها القيم النسانية الجميلة من عدالة وحريو ومساواة.ولغته اعتمدت في غالب الاحيان السرد بتداخل مع التعابير الشعرية دات البعد الفلسفي الرمزي.هدا باختصار اهم المعالم المميزة للبناء السردس المحفوظي.

المقالة في عمقها لا تروم الاشادة بالتراث المحفوظي فقط.ولكن تسعى للتساؤل عن اهمية هذا التراث امام النتاج الذي انتجته تغيرات القرن العشرين.وبالتالي هل تم بالفعل تجاوز هذا التراث.في سنة واحدة نشرت روايتان الاولى لنجيب محفوظ بعنوان حب تحت المطر والثانية للاديب الكبير عبد الرحمان منيف عنوانها الاشجار واغتيال مرزوق.وكانت القراءات النقدية انذاك اشادت بعمل عبد الرحمان منيف الذي حدد معالم الرواية العربية الجديدة المفعمة بالجراة والجسارة في التعبير عن اعمق الخبرات الفنية والقيم الانسانية والشخصية والتمرد على الثوابت والمسلمات والقيم وفق اشكال تعبيرية مختلفة.تجلت في تيار استلهم التراث كخصوصية للبحث عن الدات في الادب الفلسفي والصوفي.كما تم تجاوز تلك الرؤية الطولية بخصوص الزمان في اشكال تعبيرية متشابكة زمانا ومكانا.كم تم الاهتمام بطبقات اجتماعية جديدة كالبورجوازية الصغيرة والفلاحين.وظهور المراة في شكل ايجابي وفاعلية مشرفة.كما تم تجاوز تلك الثنائية التى تربط القيم والشخصيات في سياق صراعي تحكمه التناقضات الاجتماعية وتجلى دلك في الملحمة الروائية مدن الملح لعبد الرحمان منيف.وهذا لا يعني تقليلا من قيمة الاديب الكبير نجيب محفوظ وانما هو موقف رسم ملامح الادب العربي الدي لم يخرج من التلاثية التي اسرته و اعاقت تطوره بشكل سليم وهي الجنس والدين والسياسة.وهو تجاوز اخذ يدخل في الواقع العربي والعالمي محاولا الانخراط في زعزعة التوابث واقحاما له في الصراعات الاجتماعية والفكرية والسياسية والاديولوجية.

يبقى السؤال مطروحا هو هل استطاع نجيب محفوظ ان يجدد اشكال تعبيره الجمالية رافضا ماهو سائد وقائم؟هل جدد بالفعل في الكتابة الروائية.ام ان جيل عبد الرحمان منيف وحيدر حيدر وحنا مينه واميل حبيبي قد تجاوزه؟هل عبر نجيب محفوظ عن امال وطموحات شعبه باسلوب وشكل ومضمون قوي وحقيقي في كشف مظاهره الزائفة؟ام انه بقي حبيس رؤية قومية تعوق البعد الحقيقي للواقع؟

فالمسالة ليست بالاهمية في الحصول على جائزة نوبل او عدم الحصول عليها.الم يستحق عبد الرحمان منيف تلك الجائزة.الا يستحقها ادونيس.ومحمود درويش.ام ان السياسة وقوانينها تتحكم في رسم معالم الادب وبالتالي اعاقة نظرية الادب العربي وافقارها من ارثها وعمق تجربتها.؟؟؟



#دريسي_مولاي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسطورة الحب
- السياسة.المرأة.الحب.اية علاقة
- رحلة صوفية
- زيارة خاصة
- مأساة
- الفكر اليومي العربي ومازقه التاريخي
- في حضرة الرائحة
- مونولوج داخلي


المزيد.....




- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دريسي مولاي عبد الرحمان - نجيب محفوظ.الاحتفاء والتجاوز التاريخي