سامي الكيلاني
الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 22 - 09:56
المحور:
الادب والفن
(1) كمد
غارقاً في لُجّة صمتٍ طويل
تغزوك غيمة من سوادٍ وكمد
ناديت بهجة النور
رجوت ضارعاً شموس الأمل
أشعلت شمعة للأولياء الصالحين
تلوت سورة الخلاص
عملت حرزاً لنهضة الروح
ثم اتكأت على خير الخوابي
نهلت المياه حفنةً حفنةً
من بئر الرجاء في ساحة البيت الكبير
انتظرت راجياً
أن تشرق في القلب شمسٌ
تدفّئ مهجة الحروف
تطلق الحرف من سجنه
أضأت سراج الزيت من بقايا الجرار
تعلقت بخيط رفيع
ناطراً بريق الحرف
تعدو منادياً معانقاً خياله
طال الغياب يا حبيب
تنفست عميقاً من هواءٍ عليلٍ عتيق
انتظرت الحرف تحت سقف القصب
لا الشمس أشرقت
ولا الحرف، واحسرتاه، انعتق
ولم تنقشع من سماك غيوم الكمد
(2) صلاة الصمت
قل أعوذ بحبل الصمت
إن الصمت كان ملاذاً
لمن يخشون الصوت موتاً
يخشون الحديد وأصحاب الحديد
يرومون نوماً فوق الحرير
وتحت الحرير
الذين إن قلّ الهواء قالوا اختنقنا
رفعوا الأيادي وراية بيضاء
إن غاب من طاولة العشاء
صنفاً واحداً
أعلنوا الجوع، قالوا
اهرعوا لصلح ذليل طائعين.
(3) صلاة القول
قل أعوذ بصوت الكَلِم،
إن الكلم كان مناراً
للذين استهانوا بالحديد وأصحاب الحديد
باعوا الحرير بصوت لا يستكين
دون خوف من القيد المنتظر
الذين قالوا:
بحرّ الكلام تؤتَ سؤل قلبك
تلذّذ به،
ترى مُنية القلب وحلم العيون
الذين افترشوا الباطون حريراً ناعماً
في عتم القيود
التحفوا السماء غطاء دافئاً
الذين إن زاد الضغط قالوا
هذا أوان الانفجار
وإن سُدَّ باب هتفوا واثقين
لنا ألف باب وباب
ولو بعد حين
الذين إن حلت بهم نازلة،
من مخبر صغير أو كبير،
هتفوا
هذا أوان الشد فاشتدي زيم.
#سامي_الكيلاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟