|
في ذكرى ميلاد مارتن لوثر كينغ 2022- الجزء الثاني والاخير
عبدالاحد متي دنحا
الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 22 - 08:46
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
وفي 30 يناير 1956م، كان مارتن يخطب في أنصاره حين ألقيت قنبلة على منزله كاد يفقد بسببها زوجته وابنه، وحين وصل إلى منزله وجد جمعا غاضبا من الافارقة مسلحين على استعداد للانتقام، لكنه خطب فيهم قائلا: "دعوا الذعر جانبا، ولا تفعلوا شيئا يمليه عليكم شعور الذعر، إننا لا ندعو إلى العنف". وفى ايار 1957 ألقى كينغ خطبته الأولى على المستوى القومي تحت نصب أبراهام لينكون التاريخي. وطالب أمام نحو 30 ألف شخص بحق التصويت للسود ومشاركتهم في تشكيل المؤسسة السياسية الأميركية. وفي حزيران من نفس السنة أصبح مارتن لوثر كينغ أصغر شخص وأول قسيس يحصل على ميدالية "سينجارن" التي تعطى سنوياً للشخص الذي يقدم مساهمات فعالة في مواجهة العلاقات العنصرية، وكان في السابعة والعشرين من عمره. وبهذه المناسبة وأمام نصب لنكولن التذكاري وجه كينغ خطابه الذي هاجم فيه الحزبين السياسيين الرئيسيين (الجمهوري والديمقراطي) وردد صيحته الشهيرة: "أعطونا حق الانتخاب"، ونجحت مساعيه في تسجيل خمسة ملايين من الأمريكان ذو الأصول الأفريقية في سجلات الناخبين في الجنوب. في سبتمبر 1958، وقع كينغ على نسخ من كتابه "خطوات نحو الحرية" في هارليم، بولاية نيويورك، ليتعرض في ذلك الحين لمحاولة اغتيال، عندما أتت اليه امرأة وسألته أن يؤكد لها هويته. ففعل، وما كان منها إلا أن غرست سكين مظاريف بطول سبع بوصات في صدره أخطأت قلبه بما لا يزيد عن مليمترات قليلة. وأُنقذت حياته فقط لأنه خضع لعملية جراحية فورية. وفى فترة نقاهته بالمستشفى أصدر بياناً قال فيه أن الحادثة عززت إيمانه بالنضال السلمي وإنه يغفر لمهاجمته فعلها. وفى 1963نيسان اعتقل وسجن بتهمة الإخلال بالأمن والنظام لقيادته تظاهرات احتجاج على معاملة السود فى بيرمنجهام. وكانت هذه واحدة من 29 مرة أودع فيها السجن (أولها كان في 26 يناير 1956 - ألقي القبض عليه في مونتغمري، ألاباما كجزء من حملة لنكون أكثر صرامة لترويع قاطعي الحافلات. بعد أربعة أيام، في 30 يناير / كانون الثاني، قصف منزله) لتنظيمه وقيادته مسيرات وتظاهرات تطالب بالحقوق المدنية للسود. وفي 28 آب من نفس السنة قاد كينغ مسيرة للسود - شارك فيها ربع مليون شخص على الأقل من دعاة المساواة من كل لون وملّة في واشنطن تطالب بالحريات المدنية والمهنية ووضع حد للتمييز العنصري فى البلاد. وتحت نصب أبراهام لينكولن التاريخي ألقى كينغ خطبته الشهيرة "لدى حلم" والتي دامت 17 دقيقة مثلت أكبر منعطفات حركة الحقوق المدنية وأحد أهم الخطب السياسية بطول تاريخ الولايات المتحدة. وبدأ كينغ خطبته الشهيرة " لدى حلم " مستلهماً بنود "إعلان التحرر" الذي فك في 1863 ملايين السود من قيود العبودية. وقال إنه بعد مرور مئة سنة على ذلك الإعلان "يظل الزنجي مفتقراً إلى حريته". وفي عام 1964 أطلقت مجلة "تايم" على كينغ لقب "رجل العام" فكان أول رجل من أصل أفريقي يمُنح هذا اللقب، ثم حصل في نفس العام على جائزة نوبل للسلام لدعوته إلى اللاعنف، حيث كان ذلك أصغر رجل في التاريخ يفوز بهذه الجائزة -35 عاما-. ولم يتوقف عن مناقشة قضايا الفقر والسود وعمل على ال اعتبر مارتن لوثر كنغ من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الإنسان. أسس لوثر زعامة المسيحية الجنوبية، وهي حركة هدفت إلى الحصول على الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيين فى المساواة، وراح ضحية قضيته، رفض كينغ العنف بكل أنواعه، وكان بنفسه خير مثال لرفاقه وللكثيرين ممن تورطوا في صراع السود من خلال صبره ولطفه وحكمته وتحفظه حتى أنهم لم يؤيده قادة السود الحربيين، وبدأوا يتحدّونه عام 1965م. ومن الأقوال الشهيرة المأثورة عن مارتن لوثر كينغ عن النضال السلمي:" يجب علينا ألا نسمح لتظاهرنا الخلاق أن ينحدر إلى مستوى العنف البدني.، و " على الرغم من الانتصارات المؤقتة التي تتحقق بالعنف، إلا أنه لا يجلب سلاما دائما أبدا." وفى 4 نيسان 1968، كان كينغ يقف مع بعض أعوانه على شرفة غرفته (رقم 306) بالطابق الثاني في فندق "لورين" الصغير، ميمفيس. وفى تمام الساعة السادسة ودقيقة مساء أطلق عليه شخص يدعى جيمس إيرل راي النار من بندقيته، فأصابه فى خده برصاصة وجدت طريقها إلى نخاعه الشوكي. ونقل سريعاً إلى مستشفى سان جوزيف وخضع لجراحة غير ناجحة إذ لفظ نفسه الأخير بعد ساعة وأربع دقائق من إصابته. أما القاتل راي فقد قبض عليه واعترف بفعلته ثم تلقى الحكم بإعدامه. لكن هذا خُفف إلى السجن المؤبد لأسباب عدة من ضمنها أن عائلة كينغ نفسه كانت ضد عقوبة الإعدام، وأن القاتل راي وفقًا للعائلة مجرد اليد المنفذة لمؤامرة كبيرة وقفت وراءها مؤسسات حكومية على المستويين المحلي والفيدرالي وأيضاً المافيا. وبعد أسبوع من اغتياله، وقع الرئيس الأمريكي ليندون جونسون قانون الحقوق المدنية الذي يضمن العدل والمساواة بين الأعراق والألوان والجنسين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، ويلزم الإدارة الفدرالية بتنفيذ بنود ذلك القانون، وهو القانون الذي ألغى الرئيس الأمريكي ريجان آليات تنفيذه بواسطة الإدارة الفيدرالية بعد 14 عاما، رغم ما تحقق من مكتسبات وحقوق، لا تزال تتواصل حتى الآن الجهود من جانب العديد من السياسيين الناشطين والمثقفين للقضاء على ما تبقى من آثار التمييز العنصري ضد السود. وكانت آخر الشهادات على ما تبقى في امريكا من مظاهر تمييز، ما ذكره المخرج الأمريكي الحائز على جائزة الأوسكار، مايكل مور، حين قال في شهادة له على أحداث اقتحام الكونجرس الأخيرة من جانب أنصار ترامب: "العنصريون البيض كانوا في كل مكان وسط ذلك الحشد الغوغائي. بعضهم ارتدى قمصان مكتوبا عليها 6 ملايين صوت لم يكونوا كافين. كان جيشنا وأقسام البوليس في أنحاء البلاد مخترقين بالبيض العنصريين المتشددين. والكل يعرف أنه لو كان هذا الحشد من السود، لكانوا كلهم قد أبيدوا. نحن بحاجة لأن نبدأ من جديد بمفهوم شامل عن العدالة الجنائية، وضباط جُدد معادين للعنصرية". مع تحياتي
#عبدالاحد_متي_دنحا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في ذكرى ميلاد مارتن لوثر كينغ 2022- الجزء الاول
-
العنف لن يحل ظاهرة الإرهاب
-
سبع تأملات لبناء السلام على التطرف العنيف
-
مكافحة الإرهاب بالطريقة الصحيحة
-
الحل الأمثل للحشد الشعبي
-
ملخص كتاب التناغم الثالث واللاعنف والقصة الجديدة للطبيعة الب
...
-
مستقبل المقاومة اللاعنفية- الجزء الرابع والاخير
-
مستقبل المقاومة اللاعنفية- الجزء الثالث
-
مستقبل المقاومة اللاعنفية- الجزء الثاني
-
مستقبل المقاومة اللاعنفية- الجزء الاول
-
سقراط ثورو كينغ وزين حول العصيان المدني- الجزء الرابع والاخي
...
-
سقراط ثورو كينغ وزين حول العصيان المدني- الجزء الثالث
-
سقراط ثورو كينغ وزين حول العصيان المدني- الجزؤ الثاني
-
سقراط ثورو كينغ وزين حول العصيان المدني
-
اسباب نجاح الحركات اللاعنفية
-
الذكرى 75 لتفجير قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي
-
محور للسلام، وليس الحرب مع الصين
-
الحركات المدنية بوجود او عدم وجود لقائد ملهم
-
مانديلا تشي جيفارا أو غاندي؟
-
العنف التربوي اسبابه ونتائجه ومعالجته ج6 والاخير
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|