أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - 1 - السينما في موريتانيا















المزيد.....

1 - السينما في موريتانيا


محمد عبيدو

الحوار المتمدن-العدد: 1661 - 2006 / 9 / 2 - 09:35
المحور: الادب والفن
    


يرى أغلب المتتبعين والمهتمين بالمجال السينمائي في موريتانيا أن سنوات الخمسينات شهدت أولى إرهاصات وتطورات المشهد السينمائي الموريتاني من خلال "البعثات الرحالة" التي قامت بها فرق فرنسية ومصرية على شاشات سينمائية محمولة جابت العديد من البوادي الموريتانية محاولة تجسيد ونقل صورة لمجتمع صحراوي لم يألف هذا الفن ولا هو بالقريب من فهمه واستقراء مكامنه، واستمرت الرحلة على علاتها حتى سنة 1960 التي ظهر فيها المخرج السينمائي "همام افال " محاولا خلق قاعدة بشرية تستوعب أو تقترب في تلك الرحلة من التعمق في فهم الصورة السينمائية وقراءتها مستفيدا في ذلك من تجربة الفرنسيين والمصريين الذين أدخلوا هذا الفن تحت يافطة التعاون الموريتاني الفرنسي والمصري، ومن هنا أسس همام افال بعض دور السينما وفي نفس الوقت توجه اهتمامه هذا بإنتاج بعض الأفلام مثل "ميمونة" و"بدوي في الحضر" و"ترجيت" وهذه الأفلام التي لا يعتبرها المهتمون بالسينما أفلاما بالمعنى المهني تمثل على الأقل بداية كان يمكن أن توصل هذا البلد إلى تجاوز واختزال لزمن طويل لا زال تجاوزه يطرح عائقا كبيرا..
بعد مرحلة همام افال أسست المؤسسة الوطنية للسينما واختزل دورها ـ في صورة غريبة ـ على الرقابة على الأفلام دون الإنتاج الذي اقتصر على إنتاج الأفلام الوثائقية، وظهر مخرجون من أمثال سيدين سوخاني ومحمد ولد السالك ومحمد ميد هندو الذي يعتبر من أمهر المخرجين الموريتانيين، ويقيم حاليا في فرنسا وفي رصيده العديد من الأفلام السينمائية ولسوء الحظ لم تعرض في موريتانيا حتى اللحظة. .. والده كان سنغالياً ، والأم موريتانية ، وينحدر أسلافه من السودان ، ولهذا فهو يتمتع بجذور أتنية متعددة ، ولقد بدأ هيندو حياته طباخاً ، ثم هاجر إلى مرسيليا لاكتساب المزيد من المعرفة ، في هذا المجال ، وهناك اشتغل عاملاً في الميناء ، ثم في قطف الفواكه من الحقول الفرنسية ، قبل أن يجد عملاً في مطعم . يتذكر هيندو قائلاً : (( لقد كان العمل في المطعم شاقاً ، ولكن علاقتي مع بعض الأشخاص الذين عملت معهم كانت هي الامتحان الحقيقي لي ، فقد كان رئيسي الذي استأجرني بأقل من الأجر المعتاد ، يخجل مني ، فأرسلني ركناً قصياً في المطبخ ، ولما اكتشف ، أنني أضفي نكهة غرائبية أثرية على مؤسسته سمح لي بالظهور العلني .
أتاحت له الأعمال المختلفة التي أمتهنها أن يتعرف على حياة الطبقات العليا والدنيا من المجتمع الفرنسي عن كثب ، وبعد 6 سنوات من هجرته تلقى هيندو دروساً في فن التمثيل المسرحي ، ولكنه سرعان ما أدرك أنه من الصعوبة بمكان أن يعبر أفريقي أسود عن نفسه على خشبة المسرح الفرنسي ، فألف هيندو مع عدد من أصدقائه من أفريقيا وأمريكا اللاتينية مجموعة مسرحية لأداء بعض المسرحيات التي كتبها مؤلفون أفروأمريكيين ، وبعد أن أدى هوندو بعض الأدوار في أفلام للمخرجين كوستا غافراس ، وجون هيوستون ، وروبرت أيكر يكو شغف شغفاً كبيراً بالكاميرا وشرع في العمل كمساعد مخرج ، وقرر أن يتعلم الإحراج السينمائي على نفقته ونجح في ذلك وقبل أن يخرج فيلمه المشهور ( الشمس – أو ) ( SOLEIL- O ) كان قد أخرج فيلمين قصيرين فقط . الفيلم الأول ( أغنية للمنابع والجذور ) يتناول فيه هوندو مشكلة أفريقي مهاجر يعود إلى وطنه من فرنسا ولا يجد أية وظيفة فيتسكع على الشاطئ ثم يعتصر ذهنه في التفكير في هذا الخيار الذي اتخذه طواعية خيار العودة إلى الوطن ، على خلاف أبطال إيكاري ، يعود البطل إلى الوطن ولكنه على الرغم من ذلك يشعر بالضياع والتيه ، ويحكي الفيلم الثاني ( كل مكان ولا مكان ربما ) عام 1969م ، عن قصة زوجين فرنسيين من خلال عيون أفريقية .
في فيلمه الروائي الطويل ، ( SLOEIL- O ) عام 1969م يعيد هوندو إنتاج تجربته الشخصية المريرة في المهجر إلى جانب ملاحظاته حول التمييز العنصري . يتركز الفيلم حول أفريقي شاب ، لا اسم له يأتي إلى باريس بأمل الحصول على وظيفة محاسب ، ومن خلال بحثه الدائب عن وظيفة وعن مسكن ، يواجه عدداً من الصعوبات وأشكال الرفض المبنية على أساس عنصري ، وهيندو لم يمنح بطله اسماً لكي يكون ممثلاً لكل الأفارقة بغض النظر عن أقطارهم أو مهنهم ، وإذ يشعر البطل بأنه مرفوض وغير مرغوب فيه ، يصير على شفا حفرة من الجنون . هذا الفيلم على خلاف أفلام إيكاري ، موجه إلى النقد والاحتجاج السياسي ، وتشاهد البطل في نهاية الفيلم ينطلق إلى الغابة وهو يعاني من الألم والتوتر ، وتتراءى له مشاهد من انتفاضات العالم الثالث الشعبية .
يكتب الناقد الأمريكي جيري أوستر ، وهو محق على ما يبدو لي حينما يقول :
(( إن فيلم ( SOLEIL- O ) يتميز بالانسجام المبدع والرائع للصوت والموسيقا كخلفية للمشاهد .. إلخ ، لمشاهده الخشنة والحادة .
الناقد الأمريكي آرثر وينسون كان أكثر موضوعية حين علق على الفيلم قائلاً :
(( لا يُضيع المخرج ميد هوندو فرصة لتناول مظاهر النفاق والادعاءات الجوفاء والعنصرية ، والعوائق التي تواجه الإنسان الأسود في فرنسا ، لقد أحسن اختيار شخصياته السوداء لتقديم الانطباعات الجيدة ، كما أحسن اختيار الشخصيات البيضاء التي تثير الاستياء والاستهجان في معظم الأحوال ، إن هذا الفيلم يمثل إدانة للمجتمع الأوربي لا يمكن تجاهلها ، أو التقليل من شأنها ، كما يحتوي على صدق كبير ومرارة أعظم ، ويمكننا اعتبار هذا الفيلم وثائقياً وليس روائياً ، إنه حجة شخص جُرحت كرامته ، وأُذل كبرياؤه ، وها هو يرد الصاع صاعين إن هذا الفيلم يحمل رسالة ، ولقد نجح هوندو في التعبير عنها بوضوح وفصاحة وقوة .
تتوجه المشاعر الثورية المتطرفة وأصوات الشجب والإدانة ، التي يعبر عنها هيندو في أفلامه وأحاديثه ، ضد أوروبا كما جرى على لسان إحدى شخصيات الفيلم : لقد أسهمنا في خلق ثرواتكم ، أليس من حقنا أن ننال نصيبنا منها ؟ )) .
يفتتح الفيلم بمشهد لأحد أفلام الرسوم المتحركة الذي يعرض أرضاً أفريقية وقد غزتها الآلة العسكرية الأوربية فأحالتها إلى خرائب وأنقاض عن طريق القسوة والبطش ، حتى اسم الفيلم ذو دلالة رمزية فهو مقطع من أغنية قديمة كان يغنيها الرقيق الأفارقة أيام الرِق والاستعباد وهكذا ربط هيندو بين مرحلة الرق ، وعهود الاستعمار وما بعد الاستعمار .
إن للبنية الأسلوبية لهذا الفيلم طبقات ومستويات ، فعدد من اللوحات التي صورت باستخدام تكنيكيات مختلفة ، تتعاقب في الظهور على الشاشة ، وتشكل في نهاية الأمر كولاج يجمع المخرج بين التشخيص المسرحي والوثائقية والمقابلات الشخصية وقصص الحياة الحقيقية . وإن التعددية الأسلوبية لهذا الفيلم تنسجم مع تعدد موضوعاته وتنوعها، التخلص من الوهم ، والوطن والعمل ، والحب وعنصرية البيض ، والتناقضات بين الأفارقة أنفسهم .
في فيلمه (( العرب والزنوج ، جيرانك )) يواصل هوندو معالجة موضوع الاضطهاد الاستعماري
ويتناول بالتحليل حياة العرب والزنوج في فرنسا ولقد أشرك في هذا الفيلم عمالاً حقيقيين كما تبنى الارتجال في أداء المشاهد التمثيلية . يقول هوندو :
" لما كان هدفي هو إخراج فيلم يعكس هموم وقضايا العمال المهاجرين فقد رأيت أن أشاركهم معي بدلاً من استخدام الطرائق الإبداعية التقليدية . لا أريد القول إنه عمل جماعي ، ولكنه بالأحرى فيلم ديالكتيكي قام الناس الذين ساهموا في تحقيقه بتقييم مراحله المختلفة
ان فيلمي ليس هو الكمال .. انه مجرد اقتراحات مني أنا كسينمائي من العالم الثالث لسينما عالم ثالث . سينما أجد أنها من الضرورة أن تأتي مختلفة بمضامينها وأشكالها عن السينما الأوروبية .. سينما عربية افريقية أقترحهاأنا انها مجرد اقتراحات فقط وليس حلولا ."
هذا الفيلم عمل غاضب وعنيف يدين المترفين الذين يَثْرون على حساب الفقراء والمحرومين وفي أعماله السينمائية اللاحقة قام هوندو بالتوسع في تحليل قضايا الاستغلال الاستعماري . والهجرة إلى أوروبا .
إن هوندو مخرج موهوب ، إذ أحدثت أفلامه ضجة واسعة ليس على نطاق السينما العربية والأفريقية فحسب ، وإنما على مستوى السينما العالمية عندما نال كثيراً من الجوائز في المهرجانات الدولية

فصل من كتاب "السينما في المغرب العربي"



#محمد_عبيدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السينما في المغرب -8
- السينما في المغرب -7
- السينما في المغرب -6
- السينما في المغرب - 5
- السينما في المغرب - 4
- 3 - السينما في المغرب
- 2 - السينما في المغرب
- السينما في المغرب:البدايات
- أندلس الحنين
- السينما في الجزائر - 8
- السينما في الجزائر - 7
- السينما في الجزائر - 6
- السينما في الجزائر - 5
- السينما في الجزائر- 4
- السينما في الجزائر- 3
- السينما في الجزائر- 2
- السينما في الجزائر - البدايات
- صورة سينمائية اجنبية مختلفة وعادلة للصراع مع الهمجية الاسرائ ...
- السينما التسجيلية-...بحث في الواقع والحقيقة. والتزام بقضايا ...
- ذاكرة الرماد


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - 1 - السينما في موريتانيا