العبرانى المتحضر و الكنعانى البدائى

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 7142 - 2022 / 1 / 21 - 03:13
المحور: القضية الفلسطينية
    

العبرانى المتحضر و الكنعانى البدائى !!!
كنت فى الصغر احب ما اسمى بافلام الوسترن و كان التعبير الشعبى افلام ال كاو بوى .كانت تلك الافلام مثيرة بسبب طبيعتها الاستكشافيه لما عرف بالعالم الجديد حينها .هذا على الاقل من منظور المستكشف الاوروبى لان المواطن الاصلى يرى الامر بطريقة مختلفة.

لذا كانت اسماء ممثلى هذه الافلام مثل جون واين و جيمس ستيوارث و برت لانكستر الخ من اهم الاسماء التى كنا نعرفها .
كان علينا ان نكبر فى العمر و الخبرة لنلاحظ غياب وجود اى تقديم انسانى للسكان الاصليين او الهنود الحمر كما اطلق عليهم كولومبس .
كانت الصورة الوحيدة التى تعلق فى ذهن المشاهد هى رؤيتهم واقفين فى اعالى الجبال يراقبون تحرك المستوطنيين او و هم فى حالة هجوم .
على الجانب الاخر كان هناك تغطية لكل الحالات الانسانيةو فى المعسكر الاخر من قصص حب الى الصراعات العادية الخ .
و من المحزن القول اننا فى تلك الازمان كنا نتعاطف مع المستوطنيين ضد الهنود الحمر الذين كان يتم تجريدهم من كل النواحى الانسانية و لا نرى فيهم سوى المعتدين.
و عندما كبرنا بدا الواحد يدرك ان ما يفعله الصهاينة اعلاميا ما هو سوى نسخة طبق الاصل لافلام الوسترن الامريكية .
كانت الافلام الامريكية التى يسيطر عليها اليهود تجرد الفلسطيين و العرب من انسانيتهم و تصورهم بدائيين متعطشين لسفك الدماء.


مقابل اليهودى الذى لا يريد سوى السلام .
و بالفعل عندما كنت اتحدث هنا فى ىالنروج او سواها فى البلدان الاوربية حول القضية الفلسطينية كنت اتذكر هذه الصورة و افهم لما اواجه صعوبة فى الاقناع و التاثير بسبب تلك الصور النمطية التى تم بناؤها لشيطنتنا و هو امر يطول شرحه بسبب كل المحمولات الرمزية التى تستخدم ضدنا .
و لذا ليس من المصادفه ان الاوربى طرح نفسه فى العالم الجديد انه العبرانى المتحضر مقابل الكنعانى .اى المتحضر مقابل البدائى .و من هنا جاءت جذور فكرة الابادة الجماعية للسكان الاصليين فى امريكا .و انا على ثقة انه لو جاء الصهاينة قبل قرون لقاموا بابادة عرقيه شاملة اكبر بكثير مما فعلوا لاسباب يطول شرحها .
بل و اعتقد انهم مستعدين لذلك ان حصلت فوضى دولية تسمح لهم بذلك .نحن نواجه ايديولوجية مريضة بكل معنى الكلمة .ايديولوجيه تستمد جذورها من فكر فاشى يزعم انه يمتلك الحقيقة الكامله و يحق له القتل و سفك الدماء بلا حدود .

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات