أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد رياض اسماعيل - التأمل في الافرازات السلبية للتسابق الاقتصادي















المزيد.....

التأمل في الافرازات السلبية للتسابق الاقتصادي


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7141 - 2022 / 1 / 20 - 20:40
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يقال بان الحاجة ام الاختراع، وعلى هذا الأساس تطورت الصناعات في ظل عالم يحكمه الاقتصاد كقيمة دولية تدير نمط العلاقات بين الدول، لتحافظ على الوجود البشري، وهي في ذات الوقت عامل للتنازع فيما بينها. وتتوالى المنافسة في الاقتصادات وتتقدم باضطراد، ففي الوقت الذي تفرش لمستقبل زاهر لبعض الدول، فهي تفتح آفاقا للتنافس تبدأ بالكراهية وتنتهي بالحروب. يتفاوت الناس في إدراك سلبيات ما تحدثها عمليات التحديث والترقية في الصناعات المختلفة، وتعمى الابصار عند وصول الاقتصاد الى مرحلة التنافس الناري.. فنرى أجيال الاتصالات في ترقية مضطردة، والاحتياجات الالية في مجالات الزراعة والصناعة والخدمات وغيرها، تتطور بشكل مذهل جريا نحو تعظيم الموارد المادية.
ان الاقتصاد علم وضعي ينطوي على نظم وقواعد، وهو يتولى التفسير وتنظيم الامور، والغالبية تدرك كيف يسير الجهاز الاقتصادي، بدءا من تحديد الأسعار، والكميات المنتجة، والدخول، واستعمال عوامل الإنتاج، وطلب النقد وعرضه، ومختلف مظاهر العلاقات الدولية. ان تمحيص الربح الناشئ عن التجارة الدولية في الاقتصاد الموسع، يجعل المجتمع ان تسلك وضعا خاصا بها كسياسة، لتامين الاستقرار في التقلبات الاقتصادية. ولا شك ان توازن الاستخدام الكامل هو أفضل اجتماعيا من حاله البطالة، وان حريه التبادل أفضل في الغالب من الاكتفاء الذاتي. لقد كان الاقتصاديون دائما وبحكم التقاليد المتبعة يتولون وضع القواعد والأنظمة، اذ انهم يكتشفون ويفرضون القواعد المتعلقة بالإدارة الاقتصادية التي يدعون انها مفيدة اجتماعيا. وقواعد الاقتصاديين الأساسية لم تتغير قط عبر الزمان. ومع ذلك فانهم لا يتفقون دائما على الأهمية النسبية التي يعلقونها على مختلف الاهداف. ان هذه المجادلات حول اهداف النظام الاقتصادي قد تكون عقيمة، ولذلك من المفيد ان نبحث عن كثب قضية القواعد الجماعية للنشاط الاقتصادي. ويمكن تبسيط القواعد الاقتصادية الجماعية وايضاحها عن طريق التمييز بين قضيتين اساسيتين وهما: رفع مستوى الرفاهية الى الحد الاقصى استنادا الى موارد معينه، ومن ثم نمو هذه الموارد.
لا اريد الخوض في قياسات فكرة الرفاهية وما الى ذلك، وأريد العودة الى التنافس بين نماذج السياسة الاقتصادية في الوضع الراهن، ليبرالية اقتصادية تؤمن بحرية التبادل كعنصر من عناصر التقدم، واقتصاد يحث على الحد من الانجاب وزيادة الادخار بوصفهما عنصرين للرفاهية الفردية، وأخرى يهدف قبل كل شيء الى المحافظة على استقرار الاستخدام الكامل بوسائل مستمدة من الاقتصاد الموسع، ثم اقتصاد يعتمد على التنمية والاستثمار... في غمار هذا التنافس يضيع الحياة على كوكبنا شيئا فشيئا!
كلنا يدرك ما تمخض عنه التنافس الاقتصادي بين الدول المتقدمة، من تطوير الآلات والأجهزة والمنظومات في كافة ميادين ومناحي الحياة المدنية والعسكرية، تماما كأدراكه جريان الماء في النهر على سبيل المثال، فيدرك ابعاده، والمنظر الذي يحيطه من الاشجار ، والاحجار المتراصة في ضفافها والطحالب الخضراء، و يسمع هدير الماء، ولكن هذا الادراك ليس بمستوى إدراك شخص يسبح في النهر، فإدراك الأول هو من خلال حاستي البصر والسمع، اما الثاني فهو وعي وإدراك من كافة الحواس، يحس ببرودته وشدة جريانه وطعمه وطبيعته ولكن لا يدرك ابعاده ومجراه. التأمل اشارة للإدراك والوعي. فعندما ترى حيوانا مثل الكلب تدرك شراسته، وشكله وتسمع زمجرة اسنانه، ونباحه، لكن عندما تظهر محبتك لهذا الحيوان بإحدى الأساليب السلمية، سيقدر ذلك ويتعاطف معك، وهي اساس الصداقة وهي قيمة عالمية.. وفي مثال اخر للإدراك والوعي، فنحن ندرك الفضاء الثابت التي هي ما وراء الغلاف الجوي دون الإحساس بها، ونعي بالأحاسيس فيما هو يحيطنا أسفل الفضاء أي على الأرض، من سحب وهواء وامطار وزوابع التي نحس بها، ولا يتأثر بها الفضاء الخارجي. فالتأمل هو اشارة الى الإدراك والوعي.
نعم الادراك والوعي، وكل فكر وعلاقة قائمة يوجد بها وعي (الحب، الالم، الذعر، البهجة ...). نحن نعيش بكيانين، كيان الشخصية وكيان الانسانية، فانت ككيان شخص ملصق بك اسمك وهويتك وقوميتك ودينك ووطنك وغيرها من الصفات التي تختلف فيها عن الاخرين من الاقوام، وكل تلك الصفات مدعاة للانقسام ثم التناحر، اما ككيان انسان فانت تحوي الحب والكره والبهجة والعنف لا تختلف فيها عن سائر الاقوام من البشر... وفي الحالتين تدرك بان في داخلك شخصية، وما خارجك شخصية مختلفة. تعيش بكامل الانسانية حين تدرك وتعي ذلك. عندما تقارن نفسك بشخص اخر تصبح في وهم.
الان، نحن ندرك شدة المجالات الكهرومغناطيسية الصناعية ونستطيع قياس طاقتها، ولكننا لا نعي لتداخلاتها مع المجالات الطبيعية ومنها المجال المغناطيسي الأرضي، ولا ندرك ولا نعي لخوارزمية حفظ طاقة المجالات الطبيعية، ومصادر تمويلها وتعزيز قدراتها. بل جئنا بمجالات كهرومغناطيسية للاتصالات الاثيرية، طلبا للحاجات البشرية، وبدأنا التنافس في هذا المجال، وأصبحت شبكات الاتصالات تحدث وتترقى عاما بعد عام وصولا الى الجيل الخامس والسادس. أدركنا خلال الترقية بعض السلبيات التي تخلفها، كتلوث البيئة، وانحراف خطوط المجال المغناطيسي الأرضي، التي قد تؤثر سلبا في هجرة الطيور، وتأثيراتها الصحية على مستخدمي الشبكات. ولم تتخذ التدابير الصناعية اللازمة للتلافي، لقلة وعينا بتداخل المجالات الصناعية والارضية، وما يمكن ان يتمخض عنها من عواقب عند شدة مجال معينة تسبب ظاهرة الرنين... نحن ننقاد بدافع التنافس الاقتصادي التي ستؤدي الى مسارات خطيرة لا تحمد عقباها في مسيرة حياة الانسان على هذا الكوكب. واوصلنا هذا التسابق الى حرب بيولوجية بين الأقطاب الاقتصادية المؤثرة، لتسويق بضائعها من الادوية التي أصبحت تجارة رائجة، وتنذر بكارثة قد تبيد نصف سكان المعمورة بذلك النوع من الحروب، ويبيد ما تبقى بحروب الوسائل التقليدية التي تهدف للهيمنة على المواد النادرة على الأرض، ثم التسابق على موارد الفضاء وهما أساس علم الاقتصاد..
متى سينتهي التسابق الاقتصادي القائم على الوطنية والقومية والعقائدية الإقليمية وغيرها من المرافقات التي تقسم بني البشر؟ متى سندرك ونعي مخاطر هذا التسابق ونتعامل معها بالصفات الإنسانية المحضة؟ تلك الصفات التي تشترك بها جميع شعوب العالم من حب ورحمة وعواطف نبيلة.
يفترض الاتفاق دوليا على عدم المصادقة على اية تكنولوجيا تستخدم مجالات الطاقة الكهرومغناطيسية في ظل عدم توافر الادراك والوعي بالخوارزميات الطبيعية التي تنظم تلك المجالات، وعدم السماح لكل من هب ودب لغزو الفضاء وإطلاق الأقمار الصناعية، واقتصارها على الدول ذات السلوك الإنساني الرفيع التي تطلق الأقمار والمركبات الفضائية لأسباب الاتصالات الامنة، ولأسباب استقصائية معرفية والتي بإمكانها معالجة نقل الطاقات خلال الأمواج الكهرومغناطيسية بأدنى تلوث بيئي وتأثير صحي. وإذا سألتني عن المنظمة التي بإمكانها ان تدير اليات السماح لاستخدام الفضاء بشكل معرفي مدروس، أقول يفترض ان تشكل منظمة جديدة لا يتبع الأمم المتحدة، خارج العمل السياسي والدبلوماسي تماما، منظمة نزيهة يكون أساسها مهنيين من علماء الفضاء ممثلين عن جميع الدول المتقدمة ومراقبين من علماء الدول النامية، وتكون قراراتها كشروط اذعان تنفذ من قبل دول العالم جميعا.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل وجود المشاكل في حياتنا حالة إيجابية ام سلبية؟
- شرارة الحرب العالمية القادمة تبدأ من تايوان
- اللمسات الإنسانية في الادارة HMAN TOCH
- في ضوء الملتقى الوزاري لآفاق الطاقة في المستقبل
- المنظومة الصحية العالمية تساهم في قتل البشر
- مراجعة الاثار السلبية للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط
- العراقيون بين حلم الرخاء والترقي وواقع السياسة الامريكية في ...
- القضية الكوردية من الرؤية الاستراتيجية للدول العظمى
- (اعطيه الاذن الطرشة)!
- الهجرة في ظل الصحوة السياسية لعالم يتشكل من جديد..
- الضرائب في ضل تنامي ثروات الامراء!
- رحلة نفطية في تاريخ دولة الظلام
- العالم يحتظر في غفلة البشر
- الاقتصاد العالمي في ظلال التنافس الأمريكي الصيني
- الحرية ليست استجداء ولا مقايضة، للحرية ثمن
- الفكر مصدر الخوف والسعادة والحزن والموت
- جولات التراخيص وعقود الشراكة انتهاك للدستور
- انت بقية البشرية فاقرأ كتاب نفسك بإمعان..
- خاطرة تستحق التأمل عن النفس والارواح/ من سلسلة مقالاتي لمعرف ...
- رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات ...


المزيد.....




- أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق- ...
- لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا ...
- ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب ...
- شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
- لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم ...
- السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما ...
- الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي ...
- ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
- لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد رياض اسماعيل - التأمل في الافرازات السلبية للتسابق الاقتصادي