فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7140 - 2022 / 1 / 19 - 23:58
المحور:
الادب والفن
حينَ يُترجمُ الجبلُ للريحِ لغتَهُ...
تكتبُ على ظهرِ "سيزيفْ "
وصايَاهَا...
دونَ أنْ ينحنِيَ
أوْ ينتهِيَ الكلامُ منْ لسانِهِ ...
يرفعُ رأسَهُ تحيةً
وتمرُّ العاصفةُ دونَ صفارةِ إنذارٍ...
حينَ يُترجمُ البحرُ للضبابِ لغتَهُ...
ينشرُ منطاداً
يعبرُ المطبَّاتِ...
فلَا تسيرُ السفنُ عكسَ الريحِ
ولَا الريحُ تفقأُ للقرصانِ...
عينَهُ
أوْ تغضبُ منْ غرقَى الماءِ...
تبعثُ مرَقاً وخبزاً
في مرافئِ الصمتِ...
حينَ يُترجمُ القمرُ للمدِّ والجزرِ لغتَهُ...
يفهمُ متوحدٌ
أنَّ للحظِّ دورانَ الأرضِ...
وجاذبيةَ الحبِّ
خارجَ الدوارِ البحريِّ...
يكتفِي المدُّ برعايةِ الطفلِ
ويقفُ الجزرُ ضدَّ موتِهِ...
حينَ يُترجمُ الشاطئُ للرملِ لغتَهُ....
يُدثِّرُنِي بذرَّاتِهِ
ويرفعُ للمرآةِ وجهاً زجاجياً...
يُبصِرُ العالمَ
ويرشُّ اللؤلؤَ على الغدِ...
فأكتفِي بالرؤيةِ
وأنسَى ذرَّ الرمادِ في العيونِ...
حينَ يُترجمُ الماءُ للموجِ لغتَهُ...
أعرفُ :
أنَّ العالمَ يقومُ بزلْزلَةِ المفاهيمِ...
ويغسِلُنِي منَ الخوفِ
وتظهرُ على لوحةِ الزجاجِ...
صورةَ القمرِ
ينزلُ إلى الأرضِ...
ليعلمَنِي
أنَّ في الترجمةِ عوالمَ أخرَى...
فأنزحُ منَ العدمِ
إلى الوجودِ وأتَزَلْزَلُ عندَ حافةِ الصفرِ...
أمَّا حينَ يُترجمُ الغرابُ لغةَ المطرِ...
أعرفُ :
أننِي عندَ ثقبِ الأُوزُونِ
أنتظرُ الخروجَ إلى السماءِ ...
بأجنحةِ الغيمِ
دونَ ترجمةٍ ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟