أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - هل يمكن لتطور المعرفة عبر العولمة أن تغيرمفهوم التاريخ














المزيد.....

هل يمكن لتطور المعرفة عبر العولمة أن تغيرمفهوم التاريخ


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7139 - 2022 / 1 / 18 - 22:30
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


حاولت إرهاصات العولمة أن تقضى على العلوم الإنسانية التى لم تنزل إلى أرض الواقع بتبويرها ووقف تمويلها فى الجامعات والمراكز البحثية ومن ثم تناقص مريديها حول العالم مما ينعكس سلبا على تطورها ، ولكن التاريخ كجسر بين العلوم الإنسانية والاجتماعية طالته العولمة بطريقة أخرى أكثر تأثيرا، حيث حاولت أولا إنهاء عصره لكى يصبح القرن الحادى والعشرين هو قرن نهاية التاريخ وسيادة نظام عالمى واحد هو النظام الغربى الليبرالى الديموقراطى العلمى البراجماتى النفعى من خلال مفكرين مثل فوكوياما حتى لو سارت أحداث التاريخ كالمعتاد ، ولكن عدم وضوح الرؤية بعد عام 2008 والفشل الغربى أمام الصين والهند وشرق العالم أوقف نهاية التاريخ المتوقعة فى الولايات المتحدة وعاد التاريخ إلى مكانه المتاح لكل نظم العالم . وهنا حاولت العولمة مرة أخرى أن تنال من التاريخ بتقويض أركانه والتشكيك فى فلسفاته ونظرياته وسرده بطريقة تعتمد على المعرفة وليس على تفسيرات المؤرخين وكتابات وسرديات فقط ، فقامت بإدخال روافد جديدة للتاريخ تعتمد على ما كان مجهولا ومخفيا فى اللغات والآثار والاقتصاد والاجتماع والأدب وحتى الديانات فيما يرتبط بالتاريخ باستخدام تقنيات تكنولوجية وبرامج حديثة تستطيع فهم معظم المخطوطات والألواح والرسومات والعملات والأدوات والسرد القصصى وشكل المبانى والحفريات وتحديد عمر المكونات الحيوية مثل الجلود والأقمشة والأحبار التى يدخل فيها مكونات حيوية والأهم بالطبع هو إمكانية فهم معظم لغات العالم القديم والجديد بأسرع ما يمكن مما يسهل على الباحثين والمؤرخين الوصول إلى المعلومات وإجراء المقارنات فى أيام وليس عبر سنوات كما كان يحدث قديما. لقد استفاد التاريخ الحديث أيضا من العولمة فى مقارنة النصوص بكل لغات العالم التى حفظت فى المكتبات ودور الكتب القومية وحتى وثائق الأمن القومى للدول المختلفة والوثائق المسربة ومقارنة الصحف والمجلات والنشرات والخرائط والمواثيق وكل شئ تم تدوينه عبر تاريخ الإنسان فلم تعد تستعصى على العولمة أى معرفة إنسانية الآن ، كما لا توجد طلاسم غير قابلة لفكك شفرتها لتطور برامج الكمبيوتر والحاسبات والمعلومات وسرعتها ودقتها.
لقد كشفت العولمة عبر إتاحة المعرفة لكل العالم عن وجود بلبلة تاريخية حول تاريخ العالم تجعل كل القواعد التى بنى عليها التاريخ قابلة للهدم نظرا لكثرة التناقضات التاريخية فى معظم السرديات والأحداث والأساطير وحتى الكتب المقدسة منذ هيرودوت إلى الآن. إن الأحداث منذ التسعينيات بينت أن طريقة كتابة التاريخ وتدوينه من خلال المنتصر والأقوى لم تعد هى الأجدر والأقرب للصحة ، حيث أن الوثائق المسربة التى تتسم بالسرية حول نفس الموضوعات أوضحت تدخل العنصر البشرى القوى فى الأحداث التاريخية ، بل إن أدوات العولمة بدأت تفتح ملفات كانت مغلقة بأوامر من القادة تحاول طمس الكثير من الأحداث مثلما تم طمس معظم تاريخ النازية الألمانية والفاشستية الإيطالية كما كانت تفعل الدول والمجتمعات قديما بحرق الكتب والمخطوطات المخالفة ودعم وجهة نظر معينة بحيث تصبح هى الوحيدة التى تبقى كتبها ومخطوطاتها وبالتالى يسيرالتاريخ حسب الأحداث المدونة بها ، وأقرب مثال على ذلك هو دخول أدوات العولمة من باب التسريبات ونشر الوثائق والمخطوطات السرية واعتبارها تراث العالم ، بل إن موقع تويتر نفسه بدأ يسجل تويتاته لتصبح تاريخا يدل على تلك المرحلة التى يعيشها العالم ولربما يفعل ذلك فيسبوك ويوتيوب وتيك توك لتدخل الكلمة مع الصورة مع الفيديو لتكون تراث وتاريخ العالم عبر الإنسان نفسه وليس عبر الحكومات التى لديها السيطرة والقوة على التدخل فى طمس أحداث التاريخ.
إن القادم فى التاريخ سيكون كبيرا جدا ومثيرا وربما هادما لمعظم ما كنا نعتقده فى تاريخنا وحضاراتنا بل وفى معتقداتنا مما سيجعل العلوم الإنسانية بما فيها التاريخ تذهب إلى دائرة أخرى بعيدة جدا عن دائرة اهتمام العصر المتسلح بالتكنولوجيا المحددة المدخلات والمخرجات والتى تتبع الأسلوب العلمى والحقائق العلمية بصورة كبيرة.



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يصبح الصغار كأفراد أو دول كبارا فى عصر العولمة
- الأنبياء الجدد من القرن التاسع عشر إلى عصر العولمة
- لماذا يدفع موقع تيك توك TikTok للفيديوهات التى تلاقى رواجا؟
- - جيكل وهايد - فى عصر العولمة
- التكنولوجيا تساهم فى حل مشاكل كبار السن
- هل سيخترق الواقع الافتراضى الممارسات الدينية والموت والحياة؟
- المرحلة الانتقالية العالمية أو مرحلة العبور العالمى
- عولمة الثقافة والفن من أغانى المهرجانات إلى المثلية الجنسية
- العلاقة بين الكيمياء والسياسة ومرض السكرى
- بين العلم والبيزنيس
- هل الملابس ثقافة ؟
- هل نحن مغيبون ؟
- هل يعتمد التفاعل مع التكنولوجيا والعولمة على السن ؟
- هل ستطلب طالبان محاكمة الولايات المتحدة مستعينة بالصين وروسي ...
- حروب الفضاء القادمة ليست عسكرية فقط ولكنها صراعات علم وطاقة ...
- جانب آخر مهمل لأحداث 11 سبتمبر 2001
- الصراعات الدولية من منظور عولمة المواد الخام والعناصر النادر ...
- هل ستغير العولمة مفهوم النخبة ؟
- الواقع بين الماضى والمستقبل فى عصر العولمة
- هل الافكار الاسلامية القادمة ستكون ذات صبغة شرق آسيوية ؟


المزيد.....




- ترامب يختار سناتور أوهايو جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس في ال ...
- ترامب يحصل على أصوات كافية ليصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة ...
- زفاف أمباني -الحدث الأكبر على الكوكب- ونهاية مؤثرة لمحاكمة ب ...
- كيف تفاعل السوريون مع رابع انتخابات برلمانية تشهدها البلاد م ...
- -جثث مقطعة ومحترقة ملقاة على الأرض-: نحو 80 قتيلاً فلسطينياً ...
- بطولتان مثيرتان للطائرات الورقية وركوب الأمواج في ساليناس بج ...
- جاؤوا لحضور مباراة كأس أمم أوروبا فكان الموت بانتظارهم.. مقت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. هل بمقدور أمريكا تجنب العنف السياسي؟
- عقوبات أوروبية على -مستوطنين متطرفين- وكيانات إسرائيلية
- أرمينيا.. انطلاق مناورات -إيغل بارتنر 2024- بالشراكة مع الول ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - هل يمكن لتطور المعرفة عبر العولمة أن تغيرمفهوم التاريخ