أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - حسن عبد اللـه وكتابه -دمعة ووردة على خَد رام اللـه-














المزيد.....

حسن عبد اللـه وكتابه -دمعة ووردة على خَد رام اللـه-


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7139 - 2022 / 1 / 18 - 13:39
المحور: الادب والفن
    


بقلم: شاكر فريد حسن
هذا هو الكتاب الأخير الذي صدر للباحث في الشأن الثقافي، الكاتب والإعلامي الفلسطيني حسن عبد اللـه، الذي عرفناه منذ الثمانينات من القرن الماضي من خلال كتاباته الأدبية والسياسية، التي كان ينشرها في الصحافة الأدبية والثقافية في المناطق الفلسطينية المحتلة، وفي صحيفة "الصنارة" الأسبوعية.
يُعد حسن عبد اللـه قامة ثقافية، وشخصية يشار لها بالبنان، لما له من بصمات واضحة في المشهد الأدبي والثقافي والإعلامي الفلسطيني، بانغماسه في الهم الإبداعي والثقافي والمجال الإعلامي وتقديمه للبرنامج الحواري "عاشق من فلسطين" الذي استضاف من خلاله العديد من الشخصيات الأدبية والفكرية والثقافية الفلسطينية اللامعة على الساحة الأدبية.
كتاب "دمعة ووردة على خَد رام اللـه" صادر عن الكلية العصرية الجامعة، ويقع في 150صفحة من الحجم المتوسط، صمم غلافه الخارجي الفنان غازي نعيم، وأهداه إلى “إياس” حيث كتب له: "كُنتَ في أيام الحَجر صديقًا ومعينًا وونيسًا، تابعتَ مساقاتك في الهندسة عبر نظام التعلم عن بعد، وعيناك تنغرسان في شاشة الحاسوب، بينما كان قلبك يمشي في أرجاء البيت، يبلسم وجع أيام أبيك تارة، ويمد العون لأمك بيَدَي نَبضِهِ تارة أخرى، لتنتهي ساعات يوم الحَجر محروسة برموشِ عينيكَ ونبضِ قلبك"، ويشتمل على 12 نصًا ادبيًا مختلفًا. وهذا هو الكتاب العشريني الذي يصدر له، وله كتاب آخر بعنوان "رام اللـه تصطاد الغيم" الصادر العام 2010.
الكتاب عبارة عن قصص كتبت في بدايات الكورونا، وهي نصوص مكانية بامتياز، وإن كان عنوانه يحمل رام اللـه، إلا أن حسن يأخذنا إلى أماكن عديدة، ويجري مقاربات بين مدن فلسطينية وأخرى عربية من خلال تجربته المباشرة مع هذه المدن، فيقارب بين عمان ورام اللـه، ونابلس ودمشق، وأسواق وجدة المغربية العتيقة وأسواق القدس العريقة. وفي مقارنته بين عمان ورام اللـه يشبههما بامرأتين جميلتين لكل منهما خصوصيتهما التي فيها الكثير من المقومات المتشكلة من خصوصية أخرى.
وهو يكرس نصه الأول لرام اللـه، المكان الأول من خلال جولاته المسائية في رحابها وشوارعها وحاراتها وساحاتها برفقة صديقه الكاتب جهاد صالح، الذي يتناول جزءًا من سيرته الذاتية، لا سيما أن جهاد صديقه جاء إلى الدنيا في عام النكبة وعاش حياته متنقلًا بين عواصم مختلفة، قبل أن يستقر في رام اللـه، لتتبلور تجربته الأدبية والثقافية والفكرية وتنضج بين محطات هذه المدن.
حسن عبد اللـه مسكون بالمكان، وعلاقته به تشكل هاجسه الدائم، وهذا نابع من ايمانه أن جدلية العلاقة بين الكاتب والمكان هي التي تبلور وتشكل التجربة بسمائها ونسائمها. والمكان في نصوصه ليس حجارة جامدة أو شوارع وطرقات وأزقة، بل إنه يحس ويرى ويتفاعل ويبعث طاقة في الناس. وهو يتحدث عن رام اللـه المكان في طفولته ومراهقته وشبابه وجيله المتأخر، وينظر إلى رام اللـه القديمة بكل الشوق والحنين والحزن. وفي كل قصة من قصص الكتاب نجد جولة حقيقية في المكان، يضاف إليها جولة خيالية من خلف طاولة مكتبه في بيته، حيث يتجول في شوارع وأسواق وازقة رام اللـه، ويجري حوارات متخيلة، ويمزج بين الحقيقي والمتخيل.
تتميز نصوص الكتاب في سلاستها وانسيابية أحداثها، وجاءت بأسلوب مشوق سلس وماتع، ويلمس القارئ فيها الفكاهة النابعة من العفوية الجميلة بطعم الذكريات العذبة، واللغة المباشرة الرشيقة القريبة إلى لغة الشعر، فضلًا عن الصور الإبداعية الدقيقة والتوصيف البديع للمكان، وتوظيف الأسطورة، والتنوع في الأماكن والجماليات، والجمع بين التاريخ والأسطورة والواقع والخيال الفنتازي.
إنها باختصار لوحات باذخة الدهشة، بليغة التعبير، متماسكة الصياغة، تجعلنا نعانق المكان الفلسطيني بكل مكوناته، تجلى فيها حسن عبد اللـه بعبق الجمال والتاريخ والحضارة والشعر والنثر والأدب والفكر.
فألف تحية للصديق الكاتب حسن عبد اللـه ونرجو له المزيد من العطاء والتألق والتوهج والحضور الأدبي.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الجزائر قادرة على طي صفحة الانقسام الفلسطيني؟!
- منيرة تركمان فنانة تشكيلية من بلدة جسر الزرقاء
- دفاعًا عن النقب
- الشاعرة والكاتبة المصرية فاطمة منصور.. استعجلت الرحيل
- لبيد وحل الدولتين!
- سقط الكلام يا عمار
- ملف الأسرى!
- الشاعر نصر خطيب في ديوانه -شوق ترويه حبات المطر- يكتب عن الح ...
- الأسير الفلسطيني هشام أبو هواش ينتصر على السجان
- هوامش على لقاء غانتس وعباس
- ورحل الشاعر الفلسطيني المحارب خالد أبو خالد
- ذكرى الانطلاقة
- ماذا يعني انتصار بوريك في انتخابات تشيلي؟!
- كلمات عن الراحل رياض حسين اغبارية
- لقاء عباس وغانتس التوقيت والأهداف
- قوانين عنصرية جديدة بدعم القائمة الموحدة!
- برقة رمز الصمود والمقاومة
- الجولان أرض سورية وستبقى!
- ديوان -الرسالة الأخيرة لأبي ذر- لهادي زاهر هموم فكرية وخواطر ...
- الميلاد المجيد


المزيد.....




- مصر.. مقترح برلماني بتقليص الإجازات بعد ضجة أثارها فنان معرو ...
- رُمي بالرصاص خلال بث مباشر.. مقتل نجل فنان ريغي شهير في جاما ...
- أهم تصريحات بوتين في فيلم وثائقي يبث تزامنا مع احتفالات الذك ...
- السينما بعد طوفان الأقصى.. موجة أفلام ترصد المأساة الفلسطيني ...
- -ذخيرة الأدب في دوحة العرب-.. رحلة أدبية تربط التراث بالحداث ...
- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - حسن عبد اللـه وكتابه -دمعة ووردة على خَد رام اللـه-