أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - بين حانا ومانا














المزيد.....

بين حانا ومانا


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1661 - 2006 / 9 / 2 - 09:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يأت السيد غازي حمد ( الناطق باسم الحكومة ) بشيء جديد وهو يتحدث عن مأساوية وضعنا الفلسطيني.. وهو وان كان يستحق الثناء على جرأته.. إلا انه وللأسف الشديد قد أحجم عن التصريح عمن يتحمل المسئولية عن هذا الوضع.. ولم يسمي الأشياء بمسمياتها.. ( إما لأنه لا يريد الاعتراف بأنه وحكومته الحمساوية جزء من المشكلة.. أو لأنه لا يريد صب الزيت على النار فيتهم الرئاسة ومن ورائها فتح بأنها الجزء الآخر من المشكلة ).. وترك للشعب المجروح المحبط بابا واسعا ليقول كلمته..
لقد صح المثل الشعبي القائل ( بين حانا ومانا ضاعت لحانا ).. وهو ينطبق الآن على وضعنا اشد الانطباق.. فبين فتح وحماس ضاعت مصالح الناس.. وبين الحكومة والرئاسة صار الوضع أكثر تعاسة.. فالصراع المحتدم بين قطبي الرحى.. يطحن معه المشروع الوطني التحرري برمته.. ويطحن معه الجماهير ويصليها بنيرانه.. وهو في الحقيقة صراع على سلطة مزقها الاحتلال أولا .. وتناهشتها مخالب الطامعين بالكراسي والامتيازات.. فتوارت شعارات المقاومة-- حتى لم يبق منها إلا ما يتجمل به الظانين بان الجماهير ستصدق خطابهم المشروخ-- عن جدية مقاومتهم.. وكيف لها أن تصدقهم وهي ترى عبثيتهم وأنشطتهم الاستعراضية.. وكيف تثق بهم وهم من أسهموا بتحويل البلاد الى غاب مسلح.. تتصارع فيه القبائل السياسية والعشائرية.. وتستبيح حرمة الدم الفلسطيني دون أي رادع.. وفي نفس الوقت تملئ الفراغ الرئاسي والحكومي سلطة الميليشيات.. وسلطة أمراء الحرب وشيوخ العشائر الجديدة.. وفي المقابل وفي الكواليس-- أو حتى في العلن أحيانا-- ينشط المهزومون المراهنون على الوعود الأمريكية ليبتكروا حلولا للازمة- علها تعيدهم للأضواء من جديد-- طليقي الأيدي-- ليمارسوا العفن السياسي.. الذي مارسوه معنا وعلينا سنوات طوال.. ولم نجني من ورائه إلا الخراب والمزيد من الأغلال.
من المؤكد إن قطبي الرحى ( فتح وحماس ) هما شركاء في المسئولية.. وهم ليسوا وحدهم بل إن لهم شركاء صغار.. يتحملون وحسب أحجامهم مسئولية الخراب الحاصل للوطن وللقضية.. ومسئولية غياب الأفق السياسي النضالي.. بالإضافة الى مسئولية تردي أوضاع الجماهير المعيشية.. لكن ألاعيبهم لن تنطلي على الجماهير.. ولن تقنعها بلاغة كلماتهم وخطبهم العصماء-- عن مدى حرصهم على الوطن.. والسعي للملمة الصفوف استعدادا لمواجهة مخططات الاحتلال.. فموضوع حكومة الوحدة الوطنية المطروح الآن على الساحة كمخرج للازمة.. وكذلك برنامجها الذي حاول البعض مقاربته وصياغته بشكل يستجيب لما يطرحه الأوروبيون.. اعتقادا منه بان ذلك سيفتح آفاقا جديدة للعملية السياسية.. هذا الموضوع هو أيضا ليس بعيدا عن لعبة التوازنات والتجاذبات الفئوية.. وصراع الكراسي.. ومع انه وفي حالة تحقيقه-- لا يمكن الوقوف ضده-- إلا أنه ومن المؤكد لن يكون ذلك الدواء الشافي لأمراضنا.. والعصا السحرية التي تخرجنا من أزماتنا..
إن المخرج الوحيد للازمة-- يكمن فقط بخروج الجماهير عن صمتها وسلبيتها.. فتدافع بقوة وعنف عن حقوقها-- حقها بالعيش بأمان بلا فوضى ولا فلتان.. حقها أن يكون لها حكومة تلبي احتياجاتها وتطعمها خبزا لا خطابات.. حقها أن يكون لها قيادة ذات كرامة-- لتصون كرامة شعبها الوطنية-- حقها أن ترى الشعارات التي رفعها الجميع-- من رئيس وحكومة وكتل-- وقد أصبحت برامج عمل.. فيبدأ الإصلاح الحقيقي.. وتفتح ملفات الفساد.. ويسود القانون والنظام على الجميع.. وهذا من المؤكد سيتصادم مع مصالح بعض نخب السياسيين.. وزعماء الميليشيات والقبائل السياسية والجهوية-- المالكين للمال والسلاح-- والمنتفعين من دوام وضع الفوضى وعدم الاستقرار.. وهو أيضا يستوجب تحلل الجميع من كل القيود-- إلا تلك المرتبطة بالمصالح الوطنية الشعبية.. وإذا لم يتحقق كل ذلك-- فان الحل الوحيد للازمة يكمن في حل السلطة-- برئاستها وحكومتها.. والعودة للنضال من جديد كشعب محتل يواجه محتليه.. فالمرحلة أبدا لم تتغير إنها مرحلة تحرر وطني.. ولا حتى مرحلة تتداخل بها المهمات-- ( التحرر الوطني مع البناء الوطني ).




#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مقاومة ولا مساومة
- ولى زمن الاوغاد
- إنها شيطانة.. فارجموها
- آن الأوان ليقوم الفلسطينيون مجتمعون بإعلان حل السلطة وتحميل ...
- فتح وحماس.. دمع على الحكومة ولعاب على المنظمة
- وثيقة الاسرى الفلسطينيين.. تحليل وموقف وتوقعات
- الحوار الحقيقي لم يبدأ.. وفتيل الانفجار لم ينزع
- هتافات لمسيرة بمناسبة بدء الحوار الوطني الفلسطيني
- كلمة في مهرجان مخيم الفارعة بالذكرى ال 58 للنكبة
- هنيئا لاولمرت بيوم الأرض
- اللعنة على السياسة
- استحداث وزارة لشئون اللاجئين في فلسطين خطوة بالاتجاه الصحيح
- سعدات والشوبكي ورفاقهما ضحايا التواطؤ الدولي والصمت العربي و ...
- الخلاف مع حماس لا يبرر لأحد الانضمام لركب المنادين بإلزامها ...
- حزب الشعب الفلسطيني - والتحدي الصعب
- من موقع المعارضة يمكن لحزب الشعب الفلسطيني النجاح في ترميم ب ...
- استثناء حماس لحزب الشعب من مشاورات تشكيل الحكومة
- العمل الاهلي ....والحصاد المر
- العمل الاهلي في فلسطين.. والحصاد المر
- قلوبهم معك وسيوفهم مع معاوية


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - بين حانا ومانا