أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرام الراوي - مصالحه وطنيه.. ولكن بشروط














المزيد.....


مصالحه وطنيه.. ولكن بشروط


اكرام الراوي

الحوار المتمدن-العدد: 1661 - 2006 / 9 / 2 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل ايام قليلة اجتمعت العشائر العراقية لاجراء مصالحة وطنية واعادة السلام الى الاطراف المتحاربة فيما بينها , في خطوة يراها البعض انها سليمة وايجابية لارساء فواعد المحبة والتسامح بين ابناء الشعب العراقي الطيب المسكين , ومن قبلها كان هناك ميثاق شرف للاعلاميين العراقيين يهدف من خلاله التخلي عن اللغة العدائية والتحريضية التي تنتهجها وسائل الاعلام العراقية لتتاجيج نار الصراع والفرقة بين ا بناء الرافدين , واستخدام لغه ايجابية تحض العراقيين على المحبة والتسامح والبناء.
وبالرغم من ان هاتين الخطوتين في شكلهما المعلن والظاهر ايجابيتان وبنائتان من اجل ايقاف مسلسل الدم والعنف في العراق الا انهما في جوهرهما لاتبلغان الكمال في تحقيق الهدف المنشود من ورائهما , فاين كانت ياترى العشائر العراقية منذ الاطاحه بنظام صدام , وماذا كانت تفعل اذا ما كانت حقا عشائر وطنيه ؟؟ كانت تلك العشائر في معظمها تغذي النزعات العشائريه وتنمية الولاء لا للعراق بل للعشيرة والقبيلة وان ما يصيب عشيرة هذا او ذاك حتى لو كان ظلما او على غير حق على كل ابناء العشيرة الوقوف الى جانبه وحمايته حتى لو تطلب الامر قتل مئات الابرياء او نهب اموال الغير , وهذا ما بداته ومازالت تغذيه تلك العشائر وروساء العشائر يعلمون ذلك تماما لابل يشجعونه ولو كان هناك جريئا او اعلاما حقيقيا متطورا حرا لتصدى لكل تلك الظواهر الشاذه والبدائية والهمجية المتخلفة وعراها ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين ترى هؤلاء يشجعون الانسان العراقي على اللجوء الى سلطة العشيرة وليس سلطة القانون , كما اصبح لكثير من وجهاء العشائر ورؤسائها مجالس ومكاتب لفض النزاعات والخلافات وارجاع المخطوفين لذويهم مقابل مبالغ باهضة جدا , فضلا عن دعم بعض هؤلاء الوجهاء لعصابات السلب والنهب التي كانت تقطع الطريق على مئات المغتربين العراقيين والعرب والاجانب الذين كانوا يدخلون الى العراق بدل من تسليمها الى الجهات المختصة وحماية ارواح واموال البشر , ومازال الكثير من رؤساء العشائر حتى هذه اللحظة ومن خلال معاومات مؤكده لما يحدث في العراق لاتتخذ اي دور ايجابي في ايقاف الصراعات العشائرية المسلحة التي تودي بحياة العشرات من الابرياء كل يوم لمجرد انها تصفية حسابات او انتقام لاشخاص من عشيرة اخرى , وماذا يفعل رئيس العشيرة لاشي سوى التفرج على الضحايا وهم يقادون الى قبورهم , بالاضافة الى المئات من حوادث الغدر التي شهدها العراق وما زال كل يوم على ايدي مجهولين .
هل من المعقول ان يقاد الشعب العراقي المتعلم الواعي من قبل العشيرة ؟؟ سيكون هذا من المستحيل , وعلى هؤلاء الذين يريدون فرض سلطة العشيرة او القبيله ان يفهموا ان ما عليهم فعله من اجل المصالحة الوطنية شيئا واحدا وهذا بالتاكيد سيكون صعبا عليهم , وهو نكران الذات وتوعية الناس ومساعدتهم لادراك وفهم انهم عراقيون فقط لان العراق لايحتاج في هذه المرحلة الحرجة والمعقدة من حياته الى الولاء ولكن ليس للعشيرة بل ان الولاء لابد ان يكون للعراق اولا واخيرا لان العراق هو لكل العراقيين وليس للحكيم او الدليمي او اللامي او الحداد او غيرها من العشائر الاخرى , والاهم من كل هذا وذاك على كل رئيس عشيرة ان لايشجع افراد عشيرته على اقتناء السلاح وان يعلموهم بان لغة الحوار والتفاهم هي الافضل والاصلح لحل ايه مشكلة او سوء فهم واننا لسنا في غابة ولسنا في عصر الجاهلية اليس هذا ما اوصى به محمد المسلمين عندما جاء لينشر رسالته السمحاء الى البشرية والى القبائل المتناحرة والمتعصبة في جزيرة العرب ؟؟؟
من المؤسف ان اقول وانها الحقيقة ان من اوقد نار الصراع والفتنه وجر العراق لكل تلك المصائب في العراق هم هؤلاء الوجهاء والساسة والمتنفذين من الذين يقودون العراق اليوم بمختلف مسمياتهم , ولا الوم العشائر حسب لتعصبها الا انني الوم معظم من هم على الكراسي الحكام الجدد الذين وبالرغم من ان جميعهم قضى سنوات طويلة من حيانه في دول منحضرة ومتقدمة وناهضة , فهؤلاء بدل من ان ينقلوا كل ما لمسوه وشاهدوه من تجارب رائعة وعظيمة ومن النهضة والازدهار لشعوبها اخذوا يغذون الافكار السوداء والمتخلفة والهمجية بين الناس وكل راس من هؤلاء لديه انصار حاملين في جعبهم سكاكين مترقبين لكل من يمس هذا السياسي او ذاك بكلمة حتى لو كانت كلمة حق , وما نراه اليوم من احداث وصراعات مسلحة من قبل احدى تلك الفئات هو اكبر دليل على ما اقول , هؤلاء هم من اوصل العراق لكل هذا الخراب والدمار الذي هو فيه فالاسف اصبحت قوى الشر هي الاغلبية في العراق ومن يساندها ويدعمها المتنفذون بلاشك وغالبية الشعب من المعوزين والمتعبين والغارقين في الازمات الحياتية والمتاعب والمعاناة هم الضحية الوحيدة في خضم كل ذلك ,
ما يحتاجه العراق ايها الناس وكاننا نحدث انفسنا وليس هناك في العراق من يسمع الا لصوته , ما يحتاجه العراق النازف من جراحاته البليغة اليوم هو ضمائر حية مجردة من الاطماع , فليكف المتحذلقون والمنظرون عن اتهام قوى اجنبية وايران وامريكا في كل ما يحدث من مصائب وكوارث في العراق اليوم , فالامر بايدينا واذا كان رؤساء ووجهاء العشائر اليوم يريدون حقا القيام بمصالحة وطنية فبامكانهم فعل الكثير الكثير لان كل عراقي منسوب لعشيرة ما فاذا ما وجه كل رئيس عشيرة افراد عشيرته الى الحب والتسامح والخير والبناء فلن يبقى في العراق ارهابيا واذا ما كان هناك عراقيا ليس لديه عشيرة او جذر سنستطيع من خلال ذلك معرفته ونصلحه ونكسبه لصفنا الوطني او نبعده عن ارض العراق اذا كان لايحبها ويريد بها سوءا , فليس صعبا مانريد ولكن هل من مجيب؟؟؟؟



#اكرام_الراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بيان من مجلس سوريا الديمقراطية بعد الإعلان الدستوري
- لأول مرة.. السعودية تتفوق على مصر وإسرائيل في المقاتلات العس ...
- اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النو ...
- بي بي سي تدخل قاعدة حميميم في سوريا التي تؤوي عائلات علوية ...
- متى يعتبر نقص الحديد في الجسم مشكلة؟ وما أفضل طرق العلاج؟
- الصين وروسيا تدعمان إيران مع ضغط ترامب لإجراء محادثات نووية ...
- البرتغال تشكك في شرائها مقاتلات -إف-35- خشية من موقف ترامب
- اكتشاف ينهي جدلا علميا واسعا حول المومياء المصرية -الحامل-
- أوربان يعارض القرض المشترك للاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا وي ...
- لوكاشينكو: منظومة صواريخ -أوريشنيك- الروسية ستدخل في الخدمة ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرام الراوي - مصالحه وطنيه.. ولكن بشروط