|
النخب الإسلامية
رياض رمزي
الحوار المتمدن-العدد: 7138 - 2022 / 1 / 17 - 15:45
المحور:
كتابات ساخرة
نشوة الإسلاميين غمرت الإسلاميين في العراق نشوة الظفر بسلطة حرموا منها لأكثر من ألف عام، وهو حق تشربوا به وعذاب طال انتظاره. حق حرموا منه وهم أولى به. تشبه تلك النشوة محروما جنسيا عانى من حرمان، وعندما بدأ يتمتع بها ويستذوق طيباتها انتهى أمره بنسيان محرومية أمدها ألف عام وأكثر. ناهيك أنهم يجهلون موانع ترويض الغرائز التي انطلقت، وهم يجدون مالا بشريا وماديا سائبا يحق لهم شرعا، وفقا لفتاويهم، التمتع به. حين ملك المال السائب كيانهم ظهر فقهٌ يشرعن تلك السرقات، وهو شرع يبينه بوضوح ما يسمى زواج المتعة على سبيل المثال، وهو ليس سلوكا يقتصر على ممارسات جنسية مع غريبات،. بل هو سلوك فُتنوا به ويجيز لهم المحرمات. ينطبق ذلك على علاقتهم بموارد الدولة التي تشي بزواج متعة من نوع آخر مع خيرات البلاد حتى صار ذلك النوع من الزواج مرجعا يتم الاستناد إليه دون تصريح علني. الموامنة ينتهكون أعراض أرامل الشهداء ولا يشغلون بالهم بهن لوجود نص صريح يحق لهم فعل ذلك( أتظر مقالتنا في الحوار المتمدن). أوْجد زواج المتعة انجذابا وافتتانا بالاغتصاب أكان لحما بشريا أو خيرات مادية. حين سئل أحدهم هل يسمح لأخته بزواج المتعة صب جام غضبه على السائل الذي مسّ عرضه..كذا. ماذا يعني هذا؟. نشر الرذيلة على الآخرين كواجب حلّله الشرع، وحجبه عن عائلته. إذن هناك دين للعامة وأخر للخاصة ، أي تنقية الفئة "المؤمنة" وتلويث العامة ما يعني خلق دينين واحد للخاصة وآخر لغير الخاصة، ما يعني دينا ذكوريا بامتياز يهتم بنشر الشهوانية لكي يتخصص العامة في بيع البضاعة... أي للحفاظ على قوة الدين الخاص لا بد من الحفاظ على الدين الخاص وإبقاء العين متيقظة من عبور الأخر أسوار البيت. لكن الترف عن طريق تكديس المال والسفر المتواصل إلى الغرب سيكسر لا محالة عناد هذا الدين المرائي. لا يمكن حظر الشهونية في الداخل والسماح لها في خارج مخادعهم. سينتشر فهم عام وعفوي لرياء هذا الدين وسيخرج فاسقون كبار من بيوت السادة والقادة كما علمتنا أنظمة القمع . المثال التالي يبين الطريقة العفوية في تفكير العامة. يقال أن هناك شخصا سُرق مصدر عيشه وهي بقرة. قرر التوج إلى صاحب الأمر والنهي في مملكة الأخلاق، فييوم العاشر من محرم حيث يظل سيد الشهداء يشاهد مواليه ليكون شاهدا على ومزكّيا لدخولهم إلى الفردوس. شاهد الرجل المفجوع ببقرته الملايين ينوحون ويبكون بلوعة لاطمين الصدور فصرخ باكيا" يا سيدي إن كان هؤلاء مواليك من سرق هايشتي إذن؟". قامت أحدى مقدمات البرامج بزيارة لبيت أحد القادة الشيعة, شاهدت على السطح أبراجا من الطيور لكنه استبقها بالقول" هذا ليس حراما فجعفر الطيار كان مطيرجيا". ربما سيأتي سارق ويقول أن علي بن أبي طالب حرق يد أخيه لأنه تجرأ على السرقة من بيت مال المسلمين. سيقول هذا الرجل في سره" الحرق يطيب والمال المسروق يجلب الطيب". النخب القائدة بلاد تفتقر لنخب قائدة تصنع رأيا عاما.البرامج التلفزيونية الحوارية لم تخلق ثقافة حوار. لم يتجرأ ممن قاد وأدار البلاد منذ السقوط على الظهور أمام صحفيين أو جمهور عام كي يجيب على أو يدافع عن سياساته. البرامج الحوارية تُدار من قبل نماذج غير مهيأة لإدارة حوار جاد يستنطق من يحضر، فلا يجد من يحضر من المسئولين صعوبة في الرد لضعف وأحيانا تواطؤ المحاور كما حدث على قناة الشرقية حيث لم يوجه سؤال جاد للمالكي..أو لكريم وحيد الوزير السابق الذي سرق مليار دولار وهرب. لكنه عندما تكلم من منبر الشرقية بعد هروبه بدا أكثر دفاعا عن العراق من ابن ثنوة...خذ الحالة التالية وهو حوار تلفزيوني مع شخص تولّى ثلاث وزارات حيث اصبح وزيرا للداخلية من كثرة تعمقه في علم أرسين لوبين وقراءة "مجلداته" كلها متفوقا على فيلبي وزوركي وكاد يتفوق على علم أستاذه حفيد أبي المحاسن. أنه هو من أدار مالية البلاد من علم مسك دفاتر " الحجي". قام هذا اللوذعي بكشف سر خطير وهو أن متآمري تشرين دخلوا دورات مكثّفة في صربيا في حالة تشبه تهريب المخدرات من الأرجنتين. ردود صولاغ وغيرة تشي بدرجة السقوط والانحطاط الذي غدا عرفا جاريا في الحوارات التلفزيونية، حيث لا السائل ولا المسئول يتكلمان عن موضوع هام بل مجموعة تهويمات ورطانات تقال بنبرة صوتية عالية تصل حد الزعيق وهي حالة وضع لها شرعية فيصل القاسم الذي يصح قول المتنبي عليه" علمكم أبوكم آدم( فيصل القاسم) سن المعاصي.." . أنها حالة موجودة في كل تلفزيونات دول الصمود والتصدي والممانعة، أين تهبط اللغة إلى مستوى مخز تترابط مع فصيحة عرجاء مليئة بالأخطاء. أرسل لي صديقي أبا طيف حوارا تلفزيونيا يطالب فيه أحد المحاورين من قادة الفصائل الشيعية الذهاب إلى النجف والقسم أمام أبي الحسن أن يعدّلوا من سلوكهم ، لأنه نائم ولم يسمع بما يحدث في بلاد يرقد فيها هو وولدية وحفنة من أحفاده، ولا بد من إيقاظه وإخباره بما يحدث وهي حالة تشبه ما حدث بين البكر وصدام حيث اصطحب الأول الثاني إلى مرقد العباس وطلب منه أن يقسم بألا يخونه. التزم أبو عدّاي بالقسم لأن من شهدوا أمامه كان ابن البدوية أي العباس وليس زوج العجمية. آه يا أمة ضحكت... الأممُ. يقال أن أبا الحسن لم يتدخل أنها حقا لبراعة من الدرجة الرفيعة أن يظل أبا الحسن محافظا على احترامه لنفسه وهو يخوض في قضية قاتمة وعلى غاية من الجدية والمسؤولية
#رياض_رمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ضحك كالبكا الجزء الثاني
-
عراق الجهل بين السخرية والهزل
-
القديس مارادونا شهيدا
-
ضحكٌ كالبكا
-
لديّ ما أتحدث به
-
ألله يحب عباده العلماء
-
من رمزيات رياض رمزي
-
حول الطقوس
-
ذكرى استشهاد تشي جيفارا
-
الجهل في أرض المتنبي
-
تغريدة لثورة تموز خارج السرب
-
العزلة في زمن الكورونا
-
عفيفة لعيبي: تحويل صناعة الأحزان إلى كسبٍ مشروع، أو الحزن حا
...
-
موت مواطن لا ينتمي إلى وطنه. رياض رمزي
-
فائز الزبيدي مقاتل أجبر على هدنة أبدية
-
الميليشيات والاغتيالات
-
بعض ما يحدث في جمهورية الإسلام السياسي
-
صادق الصائغ لا بر إلا ساعداك
-
تصفيق لأول من قال عبارة: الدولة أهم من دماء مواطنيها
-
إلى نور مروان. وجهٌ جميل لا تليق به غير البسمة.
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|