حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 7136 - 2022 / 1 / 14 - 20:10
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
البكاء بين يدي طفلة مجهولة ؟
فى الوقت الذى انهمك فيه الوزراء والخبراء والخفراء والعظماء بالترتيب لاستقبال ( شباب العالم) والتدقيق لتوفير كل ما يحتاجه هؤلاء الأجانب والبحث بينهم عن فتاة تشبه فى قصتها قصة الفتاة الأيزيدية الشهيرة التى ادعت أنها ضحية داعش, للتقرب إليها و البكاء والنحنحة بين يديها -فى ذلك الوقت -كان اطفال مصر الغلابة الذين يعملون في ظروف أشبه بالسخرة يموتون خنقا وغرقا وهم عائدون من مسالخ رجال الأعمال التى تسمى زورا مصانع أو شركات أو حتى مزارع ، والمفجع أنها لم تكن المرة الأولى التى يروح فيها أطفالنا ضحايا الفقر والاستغلال والسياسات الإقتصادية الشائهة ، فهناك أكثر من حادث مشئوم استشهد فيه عشرات الأبناء والبنات وهم عائدون أو ذاهبون للعمل وهم فى عمر الزهور ، وغالبية تلك الحوادث كانت نتيجة سوء و تردى الطرق ووسائل النقل التى يستقلونها ، فمرة يموتون فوق سيارة نصف نقل بالية ،انقلبت بهم وهى تحملهم كالمواشى ؟ ومرة يقتلون تحت عجلات تريلا ضخمة يقودها مجرم مصرح له بقتل الأطفال البائسين الذين يستخدمون الطرق المتهالكة رغم الإعلان الرسمى عن إنفاق مليارات الجنيهات بلا حساب ؟
وفى هذه المرة الجديدة راح أطفالنا ضحايا للموت غرقا، ومنهم تلك الطفلة ( فى الصورة) التى تستحق البكاء هى أيضا فهى من رعاياكم يا سادة وقصتها حقيقية لا تستهدف تشويه أحد ؟ وقد توفيت غرقا مع تسع من زملائها وهم عائدون جميعا من مكان عملهم بإحدى قرى مصر (المنعمة بالحياة الكريمة؟) وذلك عندما سقطت بهم سيارة نقل فى المياه من فوق معدية قرية القطا بمركز منشأة القناطر بالجيزة ، وكانت السيارة المشئومة تقل ٢٣ طفلا توفي منهم من توفي، وأصيب من أصيب ، لكن الأمر المؤكد أنهم جميعا كانوا مكدودين منهكين يئنون من برد قارص وجوعى يستعجلون العودة لسد الرمق والنوم المتعجل استعداد للعودة للعمل فجر اليوم التالى بسبب العوز والحاجة ونتيجة للسياسات الإقتصادية التى تسحق المطحونين ؟ وقد مرت الكارثة مرور الكرام فيما كان بعض الأفاقين يشغلون الناس بأسباب موت إعلامى عجوز متصابى ناعم مرفه، ساهم مع أمثاله فى تدشين وترسيخ سياسات الفقر والقهر وقتل الغلابة ؟
الغريب أننى كتبت عن حادث مشابه على الحوار المتمدن فى أبريل عام 2007 أى من حوالى خمسة عشر عاما بالتمام ، ولم يتغير شيئ؟؟
عنوان رابط الحوار المتمدن عام ٢٠٠٧:-
https://m.ahewar.org/s.asp?aid=94588&r=0
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟