أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء اللامي - قصيدة : طرطرا















المزيد.....

قصيدة : طرطرا


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 491 - 2003 / 5 / 18 - 04:24
المحور: الادب والفن
    


قصيدة  : طرطرا
                                  لشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري
                                    تقديم : علاء اللامي

  تعتبر قصيدة " طرطرا " المشهورة للشاعر العراقي الكبير الراحل محمد مهدي الجواهري واحدة من أفضل قصائد الهجاء السياسي والسخرية النقدية التي كتبت بلغة الضاد . و هذه القصيدة تحاكي في الوزن والقافية قصيدة من العهد العباسي تسمى " الدبدبية " . يروي الشاعر الجواهري قصة هذه القصيدة فيقول عن الأيام لتي كتبت فيها ( كان الجو السياسي – القصيدة نشرت في 26 آذار سنة 1946 لأول مرة – مملوءا  بالنفاق والتزلف والخنوع لأصحاب المراتب العليا . وكان الركض وراء المناصب كبيرا . أما المعارضات فلم تكن بمستوى المسؤولية  . وكان بعضها يترك مكانه لمجرد التلويح له بمقعد في المجلس " النيابي " أو في الوزارة . كانت بعض الأشياء أقرب إلى الابتذال ، لقد تعاون مصطفى العمري وصالح جبر على إغلاق جريدتي "الرأي العام " مما أثار حزنا عميقا لدي وحين زارني عبد الكريم الدجيلي وصديق آخر وجداني أخط بعض الأبيات بصورة ساخرة واستهزائية وبكلمات شعبية " طرطرة " توصيفا للسياسة وطرطور للسياسيين الملفقين ونبهاني (...) وحين نشرت القصيدة تهافت باعة الصحف على مقر " الرأي العام اضطر معه حراس المطبعة لغلق الأبواب ويقال أن بعض النسخ بيعت بدينار واحد أي  ألف فلس في حين كان سعر الصحيفة بـ 10 فلوس آنذاك / الجواهري .. جدل الحياة والشعر ص198) .
 إن الظروف التي وصفها الجواهري تكاد تتشابه إلى درجة عجيبة مع الظروف التي يعيشها العراق اليوم تحت الاحتلال الأمريكي البريطاني بعد أن تركه النظام البعثي الفاشي مثخنا بالجراح ومرصعا بالمقابر الجماعية الرهيبة ومحاصرا بالديون ذات الأرقام الفلكية . أما المعارضة التي تتصرف بعض أحزابها وخصوصا بعض الأحزاب القومية الكردية كقوات احتلال فعلا ، فتنهب وتصادر وتسرق علنا ودون حياء أو خجل وتشارك إلى جانب جميع الأحزاب العراقية " الكبيرة "  في التزلف للمحتلين والعمل لديهم ككلاب صيد مدربة جيدا تروج وتسوق الاحتلال لجماهير الناس المجوعة والمروعة والمهددة في حياتها وأملاكها ومستقبلها. كما  أن بعض تلك الأحزاب  يثير العواصف الطائفية النتنة فيصدر المراسيم و قوائم الشهداء باسم هذه الطائفة أو تلك ويحرض باتجاه إقامة إمارة طالبانية متخلفة في العراق ، فيحرم كل شيء باستثناء الشهيق والزفير ، ويصدر الأوامر والفرمانات مرة باسم " الشعب الشيعي " وأخرى باسم " السنة العراقيين العرب " فيما  الوجود الاحتلالي مهمل إهمالا تاما وجواسيس إسرائيل يصولون ويجولون ويخترقون البلاد طولا وعرضا ويبنون الركائز والشبكات على راحتهم , إنهم يهملون الاحتلال أو يتعامون عنه وكأن القوات الأمريكية تحتل بلاد الواق واق  وليس العراق  .
 العنصرية والطائفية والفئوية والانتهازية السياسية التي قاومتها بشجاعة التيارات الاستقلالية و حركات التحرر الوطني العراقية على امتداد قرن تطفو على السطح مجددا وتعشعش في الخراب والعفن والظلام الذي خلفته دكتاتورية البعث  الدموية وماكنتها التي طحنت العراقيين طوال خمسة وثلاثين عاما .
من هنا تأتي أهمية استعادة هذه القصيدة للجواهري ونشرها من جديد بين العراقيين  لتكون سوطا يلفح  ظهور الطائفيين والعنصرين وعملاء الاحتلال من كل صنف ولون واتجاه  ..  علاء اللامي .

نص القصيدة :
طرطرا
                                                   محمد مهدي الجواهري
أي دبدبي  تدبدبي أنا علي المغربي
أي طراطرا تطرطري تقدمي تأخري
تشيعي ، تسنني ، تهودي ، تنصري
تكردي ،تعربي ،تهاتري بالعنصرِ
تعممي  تبرنطي ،تعقلي  تسدري
كوني - إذا رمت العلا - من قُبُلٍ  أو دُبُرِ
صالحة كصالح عامرة كالعمري
وأنت إن لم تجدي أبا حميد الأثر
ومفخرا  من الجدود  طيب المنحدر
ولم تري في النفس  ما يغنيك أن تفتخري
شأن عصام قد كفته النفس شر مفخر
طوفي على الأعراب  من بادٍ ومن محتضر
والتمسي منهم جدودا جددا  وزوري
تزيدي تزبدي تعنـزي   تشمري

تقلبي تقلب الدهر بشتى العبر
تصرفي كما تشائين ولا تعتذري
أي طرطرا إن كان شعب جاع أو خلق عري
أو أجمع الست الملايين على التذمر
أو كحم النساء حكم  الغاصب المقتدر
أو صاح نهبا بالبلاد  بائع ومشتري
أو نفذ المرسوم  في محابر واسطر
أو أخذ البريء بالمجرم أخذ طرطر
أو دفع العراق للذل أو التدهور
فاحتكمي تحكمي   وتحمدي وتؤجري
أي طرطرا تطرطري وهللي وكبري
وطبلي لكل ما يخزي الفتى وزمري
وسبحي بحمد مأفون وشكر أبتر
أعطي سمات فارع شمردل لبحتر
واغتصبي لضفدع سمات ليث قسور
وعطري قاذورة وبالمديح بخري
وصيري من جُعَل حديقة من زهر
وشبهي الظلام ظلما بالصباح المسفر
وألبسي الغبي والأحمق ثوب عبقر
وأفرغي على المخانيث دروع عنتر
إن قيل إن مجدهم  مزيف فأنكري
أو قيل إن بطشهم من بطشة المستعمر
وإن هذا المستعير صولة الغضنفر
أهون من ذبابة في مستحم قذر
فهي تطير حرة جناحها لم يعر
أي طرطراً سيري نهجهم والأثر
واستقبلي يومك من يومهم واستدبري
وأجمعي أمرك من أمرهم تستكثري
كوني بغاثا واسلمي بالنفس ثم استنسري


أي طرطرا لا تنكري ذنبا ولا تستغفري
ولا تغطي سوءة بانت ولا تتزري
ولا تغضي الطرف عن فرط الحيا والخفر
كوني على شاكلة من أمرهم تؤمري
أي طرطرا كوني على تاريخك المحتقر
أحرص من صاحبة النحيين إن تذكري
طولي على كسرى ولا تعني بتاج قيصر
كوني على ما فيك من مساوئ لم تحصر
كوني على الأضداد في تكوينك المبعثر
شامخة شموخ قرن الثور بين البقر
أي طرطرا أقسم بالسويكة المشهر
والخرز المعقود في البطن فويق المشعر
بوجهك المعتكر وثغرك المنور
وعينك الحمراء ترمي حاسدا بالشرر
وصنوك الثور يثار غيظه بالأحمر
أقسم بالكافور لا أقصد شتم العنبر
لأنت فوق البشر فوق القضا والقدر
أي طرطرا يالك من قبرة بمعمر
خلا لك الجو وقد طاب فبيضي واصفري
ونقري من بعدهم ما شئت أن تنقري 
قد غفل الصياد في لندن عنك فابشري .


هامش :
هذه معاني بعض الكلمات الواردة في القصيدة :
تعممي = ضعي العمامة .
تبرنطي = ضعي برنيطة أي قبعة أوروبية
تعقلي = ضعي عقالا
تسدري = ضعي سدارة وهي غطاء للرأس يعتقد إنه هندي
تزبدي = كوني من قبيلة زبيد
أبتر = الخبيث من الحيات .
الشمردل = الطويل .
البحتر = القصير
استنسري = كوني نسرا
صنوك = مثيلك وشبيهك
السويكة / صاحبة النحيين = لم أتوصل الى معناهما .


       



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب البعث - العار - الاشتراكي : هل كان حزبا فاشيا عراقيا أم ...
- تعقيب قصير على ما كتبه الصديق نوري المرادي : لم أقبل بنظام ا ...
- حزب الدعوة - البصراوية - يلتحق بالتحالف !
- الباججي يفوز بالنقاط على تحالف -أحزاب شطيط - !
- المخبوصون
- يوميات المجزرة الديموقراطية / 35/ الدلال -غارنر- في سوق الهر ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /34/ لماذا يفتح البيشمركة مقراته ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية -33-: أحمد أبو رغال الكبيسي !
- توضيح : لم أتراجع عن مقاطعة - الزمان - رغم إعادة نشرها للمقا ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /32/ نصائح مجانية الى أهالي تكري ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /31/ سعد البزاز والقفزة الكبرى : ...
- يوميات المجزرة / 29 / الحوزة والصدريون وظروف مقاومة الاحتلال
- يوميات المجزرة الديموقراطية /30/ وحدة اليسار الديموقراطي الع ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /28/الملف السري لرئيس الحكومة ال ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية/27/ المجلس الأعلى: ضمير العراقي ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /26/ لا شيعية ولا سنية ..دولة قا ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /25/ نعم للإدارة المدنية المستقل ...
- يوميات المجزرة /24/ نصف جيش الجلبي من بقايا أنطون لحد !
- زهرة بابونج صغيرة ؟ لا!
- قصيدة شعبية رائعة عن البطل العراقي شعلان أبو الجون لسعيد الص ...


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء اللامي - قصيدة : طرطرا