أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الكريم ناصر الجندي - توظيف الأسطورة والواقعة التاريخية في بناء الأديولوجيا والخطاب الديني














المزيد.....

توظيف الأسطورة والواقعة التاريخية في بناء الأديولوجيا والخطاب الديني


عبد الكريم ناصر الجندي

الحوار المتمدن-العدد: 7135 - 2022 / 1 / 13 - 08:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التوظيف لصور الواقعة التاريخية أو الأسطورة في بناء أيديولوجيا النص المقدس
لعل كثيرا مايتخلل النص القرآني صورا تحرك المخيلة عند المخاطبين سواء كانت صورا إخبارية عن الثواب والعقاب أو فكارا تؤسس لبناء فكري جديد , ونرى ذلك في صور الملذات والعذابات الآخروية , أو الصور الحسية المأخوذة من الأساطير والحكايات , فهل هذه الصور هي إنتاج وحي إبداعي ؟؟ أم لها أساس تاريخي في ثقاقة صاحب الخطاب ,والذي أعاد صياغة هذه الصور لتخدم خطابه الأيديولوجي الذي يريد بناءه على أنقاض ثقافة قديمة ,يقول ديفيد هيوم بما معناه : أنه لاتوجد عبارات أو أنساق فكرية إبداعية , وإنما هناك صور وافكار لاحصر لها متداولة ومخزنة في ثقافة مجتمع ما وأي سياق فكري جديد هو إعادة تركيب وبناء لهذه الأفكار والصور , لنأخذ مثلا صور الولدان المخلدون والحور العين الواردة في سياق الخطاب المقدس كصورة من صور الجنة,فهل لهذه الصورة وجود واقعي في تاريخ وثقافة صاحب الخطاب , أم هي من تجليات وابداعات صاحب الخطاب , في البحث الأركيلوجي في شبه الجزيرة العربية يطالعنا الدكتور (ألبير فان دين براند) في كتابه (تاريخ ثمود)وهو بحث تاريخي أركيلوجي لأكبرقبيلة عربية انتشرت من اليمن حتى الحدود الجنوبية لسورية وتاريخ يمتد من القرن الثامن قبل الميلاد حتى القرن الثاني للميلاد , ورغم أن هذه القبيلة قد تفرع منها قبائل كثيرة مثل بني ثقيف واللحيانيين وغيرهم الكثير إلا أنهم لم يشكلوا عبر تاريخهم دولة مركزية إلا أنهم تركوا في شبه الجزيرة العربية آثار كثيرة ونقوش للتعرف عليهم , قبل أن يختفي ذكرهم في القرن الثاني للميلاد وتوزعهم في القبائل العربية , وما يهم هو النقوش المكتشفة والمتعلقة بموضوعنا وهي رسوم لأجساد نساء عاريات في حالة من حالات العري الطقسي أو مايسمى (البغاء المقدس)الصور موجودة في نهاية المقالة ووجود رسوم يرمز لها بالرمز (فيلبي345)و(فيلبي247)نجد رجلا راشدايقف إلى جانب طفل ذكر ورسم لرجلان عاريان يرقصان مع طفل ذكر والجميع في حالة من العري الطقسي ويقول الكاتب بأنه يمكننا أن نعيد بناء مراحل هذا الإحتفال كما يلي : يخلع المريدين ملابسهم ويتقدمون إلى أمام الآلهة التي يقدمون لها هباتهم بحضور خادم المعبد وعند ذلك تبدأ الرقصة المقدسة على أنغام الموسيقة حتى الإنهاك والنشوة, وينتهي الإحتفال بصور من البغاء المقدس , وهذا الطقس يشابه تماما ماهو موجود عند البابليين والآشوريين وربما كان هناك استعارات طقسية بين الثموديين وجيرانهم , فعند البابليين كانت الفتيات ينذرن أنفسهم للمعبد ,لتقوم بالخدمة بالمعبد ثم يأتي احد الغرباء ويعطيها نقود وتمنح نفسها له , وعندما تنتهي مدة النذر وتنهي هذه الطقوس تعود لأهلها لتتزوج من علية القوم , ومع مرور الزمن وتغيير العادات والثقافات أنكرت واستهجنت هذه العبادات من قبل المجتمعات , كما اندثرت العبودية بالتدريج مع مرور الزمن , إلا أن مابقي من صورة هذه العبادات قد استخدم وأعيد صياغته ليكون صور من صور الجنة كتشبيه للذة ابدية لاتنقطع ,وبالتالي خلق دلالة جديدة للصورة تخدم اديولوجيا صاحب الخطاب ,لنأخذ مثلا آخر وهي اسطورة فتية أفسس النائمين أو أهل الكهف كما وردت بالقرآن الكريم , فالقصة تاريخيا تعود لراهب مسيحي كتبها أيام الإضطهاد الروماني للمسيحيين (255م) وتدور القصة حول الفتية الذين آمنوا بالمسيح وتركوا عبادة الأوثان ,ومن ثم اللجوء إلى الكهف ونومهم فيه ثلاث مائة عام ونيف ومن ثم استيقاظهم , وموتهم لتأكيد مفهوم القيامة للمؤمنين بالمسيحية في ذلك الوقت, والقصة وصلت للعرب كما جاءت بالقرآن , إلا أن التوظيف لها كان , تأكيد عبادة الله الواحد , وترك عبادة الأوثان , باعتبار أن العرب كانوا وثنيين ,ثم استخدمت نفس القصة في العرفان الصوفي بشكل عام والشيعي بشكل خاص وتم تاويل الفتية بأنهم هم الأئمة المستورين ,او الأقطاب الأفراد عند الصوفية , ولايصل لكهفهم إلا من سلك طريقهم في العرفان , نلاحظ هنا وبشكل واضح أن الصور في القصة الواحدة قد وظفت في بناء عدة خطابات أيديولوجية مختلفة المرامي والأهداف ,وبالتالي نجد أن اي فكرة أو صورة مطروحة في النص المقدس لها اصلها ووجودها التاريخي في المنظومة الثقافية لصاحب الخطاب يستخدمها لخلق وبناء نسق فكري ثقافي جديد ,ينسف به البناء الأيديولوجي المترسخ لدى المخاطبين , ومن ثم هيكلة المجتمع ضمن هذه السياقات الثقافية الجديدة .
ٍ



#عبد_الكريم_ناصر_الجندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الشعب الإيراني قدم نموذجا جديدا من الديمقراطية الإسلامية + ف ...
- “ضحك ولعب وهزار طول النهار” استقبل ترددات قنوات الأطفال 2024 ...
- داخلية الكويت تطلق تحذيرات للحسينيات الشيعية: لا مسيرات ولا ...
- ايهود باراك يدعو إلى تحرك شعبي لإزاحة نتنياهو
- هل يحل رجال الدولة الأقوياء في إيران محل رجال الدين في السلط ...
- مصر.. دار الإفتاء المصرية تعلن عن موعد رأس السنة الهجرية
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة toyoraljanah 2024 الجد ...
- اتحاد الجاليات اليهودية في روسيا: المسلمون يساعدوننا في ترمي ...
- رغم قيود الاحتلال.. 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى ...
- مدينة سنجة السودانية.. مدينة المروج والمراعي والصوفية والتنو ...


المزيد.....

- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الكريم ناصر الجندي - توظيف الأسطورة والواقعة التاريخية في بناء الأديولوجيا والخطاب الديني