أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد حكمت - إمتاع السامعين بقصص الكادحين3














المزيد.....

إمتاع السامعين بقصص الكادحين3


وليد حكمت

الحوار المتمدن-العدد: 1660 - 2006 / 9 / 1 - 10:24
المحور: كتابات ساخرة
    


شهدت مدينة معان – الأشهر الماضية وحتى هذه اللحظة- حملة اعتقالات شملت الكادحين طبعا... المتطرف منهم والمعتدل و ... "شو مالها البلد قايمة قاعدة "؟؟ صرخ أبو سامي.
الكادحون في معان لا يسلمون أنفسهم بيسر لرجال الأمن يقاومون يهربون يفعلون أي شيء, مش مهم الوظيفة أو الأولاد أو الرزق أهم شيء أن لا تقع في قبضة السلطات لأنه الخوف من التالي يمكن (يهندسون) لك قضية تروح فيها في خبر كان .....

أبوسامي اطرق مليا : وتابع الحديث : ألا تعلم انك جعلتني أعود بالذاكرة المهلهلة إلى ما قبل ثلاثين سنة أو أكثر عندما كان أهالي معان يفرون من التجنيد أو لا يحبذونه بالأحرى ... أنا حقيقة لا اعرف لماذا ممكن تجاوبني؟

أنا تعبت يا أبو سامي لكن بالصدفة وقع بين يدي كتاب للرحالة السنوسي اسمه على ما اذكر( الرحلة السنوسية أو الحجازية) لا اذكر بالضبط , لقد شوقتني للرجوع إليه مرة أخرى كي أكرر ما قرأته ... لقد مر هذا الرحالة بمدينة معان أواخر القرن التاسع عشر تقريبا 1885م ووصف أهلها بأنهم أهل خروج على السلطان بمعنى أنهم يكرهون الحكم الاستبدادي الفردي أو يكرهون العسكر وهذا لا يعني بالضرورة أنهم يكرهون النظام والإدارة في الحياة...

لقد كان سكان هذه المدينة يديرون أنفسهم بأنفسهم ( مبدأ الإدارة الذاتية) وتبادل المهام واحترام القواعد الاجتماعية بدون شرطة أو عسكر وبدون تسلط فئة على أخرى أو استغلال فئة لفئة أخرى تحت ضغط السلاح الكل متعاون متراحم متعاضد الكل ينام مرتاح ... كنت اسمع يا أبو سامي الكثير من المسنين الذين يتباكون على تلك الأيام التي خلت وينشدون الأشعار القديمة التي تصور ذلك العهد الزاهر عندما تحط رحالهم في ( الشام) لابتياع مستلزمات العرس من ذهب وثياب وغيرها....

يا نازل الشام يا دقاق الاشنافي
دق لحبيبي شنيف من ذهب صافي
يا نازل الشام لا تغشى قرايانا
تسمع خشيش الذهب توخذ خطايانا

كانت حقا طقوس رائعة مليئة بالفرح الإنساني التلقائي المعبر....


طبيعة الأنفة التي امتاز بها أهل تلك المدينة كانت نتاجا طبيعيا للحرية التي امتلكوها بعيدا عن التسلط فسلمت بذلك أجهزتهم النفسية من لوثات الاستبداد نوعا ما .....
- أبوسامي :لقد سرقنا الحديث بس ما هي إخبار صديقنا محمود أظن انك تابعت قضية اعتقال ابنه محمد؟؟

- بالطبع , الاعتقالات هذه المرة شملت بعض حدثاء الأسنان, محمد يبلغ من العمر ستة عشر عاما , راجعنا الجهات الأمنية لكن دون جدوى, توجهت بعدها إلى عمان وبالتحديد إلى المركز الوطني لحقوق الإنسان من اجل تقديم شكوى ؟؟ أنت تعلم أن محمد شاب صغير يعمل في دكان صغيرة, ليعين والده في مصاريف البيت... الله يكون بعون الناس؟
- أبو سامي : الله لا يكون بعون الناس؟
- لماذا يا أبو سامي ؟؟؟
- أبو سامي: إذا الله بدو يعين الناس سيبقى الاستغلال موجود والقمع كما هو, الله لا يعين الناس حتى تتغير الناس

- والله بتحكي صح يا أبو سامي, المهم وصلت إلى عمان وتوجهت مباشرة إلى هذا المركز الذي هو عبارة عن فيلا فخمة, يا أبو سامي هنا سنجد حقوق الإنسان وسيتم إنصاف الإنسان المقهور, حيث السكرتيرات على المواصفات اللي بتعرفها وولجت فعلا إلى تلك الفيلا الفخمة....
-أبو سامي : وبعدين ......شو صار؟؟؟؟
-استفسرت من إحدى الموظفات بشأن تقديم شكوى أو المساعدة في عتق هذا الحدث الذي لا ناقة له ولا جمل, وهو موقوف بقرار من مدعي عام أمن الدولة وأسندت إليه تهم مختلفة تمس أمن الدولة بدون أدلة أو شهادات , حاولوا سحب الاعترافات لكن دون جدوى
أجابتني الموظفة: يا أخي إحنا واثقين بنزاهة أجهزتنا الأمنية وإذا كانت القضية عند المدعي العام فليس لنا من الأمر من شيء!!!

فعلا يا أبو سامي تيقنت حينها أن هذه هي ديمقراطية البرجوازية
المباني الفخمة والامتيازات والشكليات والتسويق الإعلامي
أنت تذكر عام 2002 م عندما صبت حكومة علي أبو الراغب جام غضبها على الشعب المعزول في معان, واغتالت المدنيين العزل وقصفت المنازل وحاصرت المدينة وأنت تعرف الباقي ...

نعم اعلم كل شيء: لقد داست هذه الحكومة الشرعية الديمقراطية التي تدعيها بإقدامها لأنها كانت حقا تعاني من أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية , الضحية هو الشعب ... الله اكبر العقاب كان جماعيا لكل البلد , الاعتقالات , التعذيب, القتل, إرهاب النساء والأطفال والشيوخ , التصريحات الإعلامية التي تكشف عن زيفهم وفشلهم في ترويض الكادحين .

- أريد أن أسألك يا أبو سامي ؟؟
- اسأل يا عيون أبو سامي؟؟؟
- حكومة علي أبو الراغب الملياردير ( تاجر الحديد) كانت تزعم بأنها تنوي إعادة هيبة الدولة في معان هل تحقق هذا الأمر فعلا ؟؟؟
- أبوسامي: هاهاهاهاها...............



#وليد_حكمت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امتاع السامعين بقصص الكادحين 2
- القلاع القديمة في مدينة معان
- امتاع السامعين بقصص الكادحين1
- القضاء العشائري في مدينة معان أداة لنهب أموال الكادحين فيها
- مؤسسة سكة حديد العقبة في معان.... بين مطرقة الإدارة المترهلة ...
- تدمير البنية التراثية المعمارية في مدينة معان مؤشر لتخلف الب ...
- الواقع الاقتصادي والاجتماعي لمدينة معان في الحقبة الماضية
- قضية الأرض في معان الى أين تسير؟؟؟؟


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد حكمت - إمتاع السامعين بقصص الكادحين3