أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - هل وجود المشاكل في حياتنا حالة إيجابية ام سلبية؟














المزيد.....


هل وجود المشاكل في حياتنا حالة إيجابية ام سلبية؟


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7134 - 2022 / 1 / 12 - 12:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المشكلة التي يعاني منها الشخص يجعله قلقا، متعصبا، منفعلا، غاضبا ومتأثرا بشدة تنعكس سلبا عليه وعلى حواسه وعلى عمل غدده الصماء لتؤثر سلبا على فسيولوجية الاعضاء.. الانسان يتمرن على المشاكل طوال رحلة حياته، ويكتسب الخبرة في كل مشكلة تواجهه، لتتراكم عنده الخبرة فيما تبقى له من العمر تباعا. وكلما اكتسب خبرة كلما زاد فطنة ودراية وفهما للناس وفهما لنفسه، فترى ذوي الخبرة ينصحون الشباب ذوي التجارب القليلة بعبارة "الهدوء او التحلي بالصبر او الحلم سيد الاخلاق" وغيرها، وهناك عبارة بالإنكليزية تقول (برد المشكلة حين تأتي cool it when it comes)، هذه العبارة تستخدم عند بعض الشباب تكون حقا مدعاة للسرور، وحين تستخدم على مستوى الامم تكون غاية في الفرح والسرور والرقي. العبارة كلمتان (برد المشكلة)، فالآلة الحديدية الحارة لا يمكنك مسكها او التعامل معها، وحين تبرد (بعد مدة مناسبة) تتمكن مسكها والنظر اليها من كل الجوانب وتشخيص الخلل ومعرفة اسبابه بدقة. عندما تتعرض لمشكله تواجهك حاول السيطرة على نفسك وبرد المشكلة بفترة تأمل للتدقيق والتمحيص لأقصى حد تتمكن من ذلك ذهنيا، قل لنفسك خلالها "هذه هي المشكلة، اذن دعنا نتفحص كل مفرداتها وعواملها بتروي، ونتأمل كل نتائجها السلبية وتعقيداتها، دعنا نفكر، ان نفكر بعمق، لا شيء غير التفكير بحق"، ولا نتفاعل بردود الأفعال العاطفية. إنك بهذا تتقرب من المشكلة بزخم قدرة العقل الذي يستعد للتنفيذ مباشره، وستحرر كل قدراتك الذهنية المخفية، وتوحي لك افكارا كثيره ويعلق المشكلة جانبا. ان العقل مصمم لخدمة صاحبه، فجميع الحلول الناجحة التي تكون لصالحك تنبع منه، وقد يعطيك الاخرون أفكارا من تجاربهم ولكنها لن تكون بقيمة تلك النابعة منك شخصياً. وإذا كان لابد من اشراك الاخرين لعصف الأفكار (بعد ان تبرد المشكلة بتركها مدة محدودة)، يفضل ان تستفاد من القريبين المخلصين، لينشغل عقلهم وعقلك على مشكله واحده، لتعطي حلول رصينة، فتقف للمشكلة بالمرصاد... تذكر بانك تتمكن وحدك من حل اية مشكلة مستعصية، بالتفكير، نعم تتمكن، لان جميع الأفكار التي تحتاجها لمداولة المشكلة تخصك انت في كل الأحوال، ومخزون في ذاكرتك انت.
تذكر فقط ان الاحياء هم وحدهم يعانون المشاكل، اما الأموات فلا يعنيهم ذلك! فطالما انت حي فسوف تواجهك مشاكل، وان وجود المشكلة في حياتك حالة صحية وجيده، وليست بالسيئة كما يدعي او يظن البعض، لأنها رياضة تمرن بها العقل وتنمي قابليتك الذهنية، وفي النهاية تكسبك القدرة للخوض في معترك الحياة بثبات والتغلب على المعوقات وتحقيق كل ما يعجز الاخرين عنها، فالمسيرة الحياتية كالسير في الغابة، يقتضي الاضطلاع على ما تحويها من مشاكل ومعوقات وسبل تجاوزها لتفظي الى الفضاءات الجميلة والخلابة في الغابة، تريحك وتسعدك وتمتعك عند كل مرحلة عمرية.
احصل على اسرار المشكلة، فالمعلومات مفتاح للحلول الناجحة، عندما تواجهك مشكلة معينة، فلا تتفاعل معها بالعاطفة، برد المشكلة، ان العقل لا يعمل عندما يكون حارا، يعمل فقط عندما يكون باردا، فكر فان الافكار الناجحة تكمن دائما في عقلك الباطن، كن مؤمنا بنفسك ايمانا مطلقا، وقدرتك على حل المشكلة. وضع ثقتك كليا بتلك الاستطاعة والقدرة.
إن القرار الذي يتمخض عنه فكر التأمل والتمحيص ستريك اسباب المشكلة وتربطها بالضرر الواقع عليك، أي العلاقة السببية بين العلة والمعلول، الذي هو مفتاح الحل في الواقع، فسوف تقول " لولا الشيء الفلاني لما وقع هذا الضرر" اذاك لا حاجه للانفعال والتشنج. بعد تبلور فكرة التشخيص الدقيق للعلة، تأتي الى مرحلة الحكم العادل. تذكر بان الانسان ينجب عندما يكون طبيعيا.
يتظاهر الناس ضد الحكومة لمعاناتهم من المشاكل، وهذا حق مشروع في الدول الحرة، فحين ترى أعضاء الحكومة قلقين، مضطربين، منفعلين، وتلاحظ خطاب العضو الحكومي للجماهير المضطربة يشوبه الغموض والتهديد والتوعد والصياح (وحركات اليدين تدلك على الكثير من الاضطراب)، بذلك يناصب العداء لنفسه، لأن ذلك العضو الحكومي قد مسك المشكلة وهي حارة، فكوى به نفسه... فيفترض منه تداول المشكلة والتهدئة، فإن كان يعتقد بأن ما يفعله صحيحا فلا حاجة للانفعال والاضطراب. فحين تجلس في مكتبك لساعات طويلة مفكرا ومتأملاً الوسائل الناجحة لفعل شيء معين لمعالجة الاختناقات، فانت حققت ما تصبوا اليه، ولن يكون بإمكانك بعد الجهد الجهيد فعل الاحسن من ذلك، يفترض ان تكون طبيعيا جدا، لِمَ الانفعال؟
يحتاج الرياضي في حياته الى التمارين ليحقق هدفه، وكلما كانت التمارين صعبة وقاسية، كلما نمت عضلاته واقترب الرياضي من تحقيق هدف النجاح. كذلك العالم والمثقف، بحاجة الى القراءة المتواصلة والتوسع في مادته وحل المسائل الرياضية (تسمى المشاكل problems بالإنكليزية) ينمي افاق الفكر ويمكنه من تقييم القيم الفنية المتنوعة والتقرب الى غاياته المنشودة.. وعلى نفس الشاكلة نتعلم معنى الحياة وكيفية العيش خلال خوضنا معتركه، ونفهم تلك المعاني خلال ما تواجهنا من صعاب ومشاكل، نسعد كثيرا حين نجد لها الحلول الناجعة، فإن كان بإمكاننا ايقاد شمعة فلِم نلعن الظلام؟



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرارة الحرب العالمية القادمة تبدأ من تايوان
- اللمسات الإنسانية في الادارة HMAN TOCH
- في ضوء الملتقى الوزاري لآفاق الطاقة في المستقبل
- المنظومة الصحية العالمية تساهم في قتل البشر
- مراجعة الاثار السلبية للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط
- العراقيون بين حلم الرخاء والترقي وواقع السياسة الامريكية في ...
- القضية الكوردية من الرؤية الاستراتيجية للدول العظمى
- (اعطيه الاذن الطرشة)!
- الهجرة في ظل الصحوة السياسية لعالم يتشكل من جديد..
- الضرائب في ضل تنامي ثروات الامراء!
- رحلة نفطية في تاريخ دولة الظلام
- العالم يحتظر في غفلة البشر
- الاقتصاد العالمي في ظلال التنافس الأمريكي الصيني
- الحرية ليست استجداء ولا مقايضة، للحرية ثمن
- الفكر مصدر الخوف والسعادة والحزن والموت
- جولات التراخيص وعقود الشراكة انتهاك للدستور
- انت بقية البشرية فاقرأ كتاب نفسك بإمعان..
- خاطرة تستحق التأمل عن النفس والارواح/ من سلسلة مقالاتي لمعرف ...
- رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات ...
- رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات ...


المزيد.....




- بشخصيتين.. دنيا سمير غانم -عايشة الدور- في رمضان
- لماذا لم يُبعد السجين الأردني في إسرائيل عمّار الحويطات إلى ...
- سوريا: تنصيب الشرع -الجولاني- رئيساً للمرحلة الانتقالية وحل ...
- تعيين أحمد الشرع رئيسا لسوريا في المرحلة الانتقالية
- تركيا تعلن مقتل 3 من مواطنيها بغارة إسرائيلية على الحدود الل ...
- إعلام مصري يبرز -لاءات- السيسي الحاسمة على مقترح ترامب
- إيطاليا تواجه اتهامات بالتنصل من التزاماتها الدولية بعد الإف ...
- الرئيس الألماني يحذر من ارتداد بلاده إلى -عصر مظلم-
- الدفاع الروسية: إسقاط 4 مسيرات أوكرانية فوق القرم وبيلغورود ...
- كينيدي جونيور: أنا داعم للسلامة والتقارير الإعلامية حول اللق ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - هل وجود المشاكل في حياتنا حالة إيجابية ام سلبية؟