|
جدلية - تساقط - المعارضة ، و - اسقاط - النظام
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 7133 - 2022 / 1 / 11 - 16:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل من رابط شرطي بين صعود ، وهبوط تيارات معارضة في مرحلة معينة ما ، في بلد يحكمه نظام دكتاتوري استبدادي مثل سوريا ، وبين بقاء ، او زوال النظام ؟ وبعبارة أوضح هل فشل – المعارضة السورية – بزعامة الإسلام السياسي خلال العشر أعوام الماضية ، في تحقيق اهم اهداف الثورة الوطنية السورية باسقاط النظام ، واجراء التغيير الديموقراطي يعني ان النظام على حق ؟ وان شعار اسقاطه كان خاطئا ؟ وأن اهداف الثورة لم تعبر عن إرادة السوريين ؟ وان البديل هو الارتماء باحضان نظام الاستبداد والهرولة نحو دمشق ؟ . مانشرناه قبل أيام حول الإسلام السياسي وراس حربته الاخوان المسلمون السورييون ، ودورهم في تصفية الثورة ، وحرف المعارضة عن نهجها ، وما كتب عن ذلك العشرات من الوطنيين السوريين ، لم يكن الهدف منه سوي اجراء مراجعة موضوعية نقدية في مسار ، ومآل المعارضة ، بغية معرفة ماجرى ، والاستفادة من دروسها ، وإعادة بناء معارضة وطنية ديموقراطية ، ببرنامج سياسي واضح معبر عن إرادة الغالبية من السوريين ، واستخدام افضل السبل لتحقيقه . فاالصراع بين الشعوب من جهة ، وبين النظم الاستبدادية ، والدكتاتورية ، ازلي تاريخي حتى يعم السلام ، والوئام ، ويزول استغلال الانسان للإنسان على الكرة الأرضية ، وقد نشبت المئات من الثورات التحررية ، ومن اجل التقدم الاجتماعي ، والديموقراطية طوال التاريخ البشري وانتصر بعضها ، واخفق بعضها الاخر ، ولكن الشعوب اعادت الكرة مرحلة بعد أخرى ، ولم تنطفئ جذوة الكفاح ابدا ، فكبرى ثورات العالم وأقصد الثورة الفرنسية التي أرخت بظلالها على الفكر التحرري في كل بقاع العالم دامت اعواما حتى حققت أهدافها ، ولو جزئيا . قراءات مختلفة ، من منطلقات متباينة أصحاب الثورة السورية ، من ثوار ، ومتضامنين ، وحريصين ، والمؤمنين باهدافها ، من حقهم القيام بمراجعة مسارها لفائدة المستقبل ، أما المتربصون بها منذ اليوم الأول ، والمترددون ، والذين أبدو نوعا من التعاطف الشكلي من قيادات الأحزاب الكردية ، تحت ضغط الجمهور الكردي ، وفي الوقت ذاته تواصلوا مع أجهزة السلطة هؤلاء جميعا قاموا بدور – الثورة المضادة – والاحتياطي في الخطوط الخلفية ، واساؤوا للشعب السوري ، وللكرد ، والقضيتين السورية ، والكردية كثيرا . تياران سياسييان كردييان لم يعد خافيا حقيقة وجود تيارين سياسيين داخل الحركة الكردية السورية منذ نشوئها ، احدهما كان ومازال مواليا للنظام ، ومعاديا لاي تعاون مع القوى الديموقراطية السورية المعارضة ، ولنا تجربة طويلة ( كحزب الاتحاد الشعبي سابقا ، وكمجموعات وأفراد لاحقا ) في الصراع مع تعبيرات هذا التيار منذ عام ١٩٦٥ وحتى الان ، حول جملة من القضايا الفكرية ، والسياسية ، والثقافية ، والقومية ، وفي المقدمة مسالة الموقف من الأنظمة المستبدة الحاكمة ، والتي تحسب في خانة اليمين القومي حتى لو تسترت بأسماء ( تقدمية ورفعت شعارات مثيرة ) ، باعتبارها ساومت على الحقوق القومية أولا ، ووقفت مع النظم المتعاقبة المعروفة بمعاداة الديموقراطية ، وتوريث الفساد ، وتمثيل الطبقات ، والفئات الاجتماعية المستغلة للطبقات الفقيرة . بعض هذه التيارات استقطب شريحة من المتعلمين من موظفين وأصحاب مصالح كانت ومازالت ترى موقعها الملائم مع أي نظام سائد ، وفي تجربة حزب الوحدة كما في تجربة ب ك ك على الصعيد الاقليمي العام لعب الانتماء المذهبي دورا أساسيا في موالاة نظام الأسد الطائفي ، ممثل احد تلك التيارات. اخطأ التعبير بالقول : ( لم نرفع يوما شعار اسقاط النظام ) بدلا من القول : لم نخرج يوما من تحت عباءة النظام ، وكنا أوفياء تجاهه ، نزوده بكل ما نحصل عليه من معلومات من شأنها الحاق الضرر به ان كان من الوسط الكردي ، أو السوري . المنتمون الى تلك التيارات ، والاحزاب ، ومن بينهم جماعات – ب ك ك - لم يكونوا يوما بحاجة الى ذرائع من قبيل فشل المعارضة أو تساقطها حتى يفتحوا النار على الثورة السورية ، وأهدافها النبيلة ، أو يتباهوا بادعاء الحق ، والحقيقة بشماتة ، فهم وقفوا ضد تلك الأهداف قبل قيام الثورة بعقود ، وعملوا مع السلطات الحاكمة ، ومارسوا الازدواجية في مراحل معينة . قد يمر البعض مرور الكرام على مسألة موالاة ، التيارات ، والأحزاب الكردية ، للنظام منذ عقود ، واعتبارها شكلا من العمل السياسي ، ولكن الامر ابعد من ذلك بكثير ، فمجرد قيامها باالنأي بالنفس عن النضال القومي الذي يعني عدم مواجهة النظام ، أو التعامل معه درء للاعتقال ، والملاحقة ، ليس ذلك قمة الانتهازية ، والنكص بالوعود ، والعهود فحسب ، بل مشاركة مباشرة ،وغير مباشرة في الوقوف بوجه التيار القومي ، والوطني الكردي الصادق الأصيل المعبر عن إرادة الكرد ، وكذلك المشاركة في تحمل مسؤولية تنفيذ مخططات الحزام ، والاحصاء ، وتغيير التركيب الديموغرافي للمناطق الكوردية ، والتحول نحو صف النظام ، ومشاريعه ، ومخططاته المعادية ليس للكرد السوريين فحسب بل لكل فصائل الحركة الكردستانية وخصوصا الاشقاء في إقليم كردستان العراق ، ومنجزاتهم القومية ، والديموقراطية الكبرى . منذ اكثر من خمسة عقود وهذه التيارات اليمينية ، والانتهازية ، تتوالد في اقبية الأجهزة ، وتنشق على بعضها بفعل تبادل التعامل معها من جهة النظام بأكثر من عشرة أجهزة امنية ، وكل واحدة منها تتصرف لتحقيق الهدف المشترك : تمزيق الحركة ، واثارة الفتن ، وتكريد الصراع ، وشهادة للتاريخ اقول : صحيح اننا كنهج نضالي مميز ، تعرضنا لمخططات السلطة في الملاحقة ، والاعتقال ، والحرمان من الحقوق المدنية ، والاختراق الأمني ، وشق الحزب ، ولكننا وللأسف قاسينا الامرين من بعض بني قومنا ( أحزابا ومجموعات ، وافرادا ) من المتعاملين مع السلطات من تلك التيارات السالفة الذكر . نعم تساقط المعارضة أمر مؤسف ، ولكن بإمكان السوريين تحويل – السقطة – الى احد عوامل الاستنهاض ، وإعادة البناء ، وتنظيم الصفوف ، وصياغة المشروع الوطني ، وصولا الى اسقاط النظام .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هكذا يسيطر – الاخوان – على ( الائتلاف السوري المعارض ؟! )
-
توضيح للراي العام
-
فليكن – 2022 – عام المؤتمر الكردي السوري
-
سيمالكا: بين تجسير الهوة ، وهدم الجسور.
-
مناقشة هادئة في مسألة قديمة – جديدة
-
مناقشة صريحة عن بعد لقائد قوات - قسد -
-
تداعيات - حزبنة - العلاقات الكردية – الكردية
-
مؤتمر ( الجاليات الكردية ) في أربيل : قراءة موضوعية
-
في الذكرى السابعة بعد المائة لاستشهاد الشيخ - القومي -
-
مخاطر الإسلام السياسي على تجربة كردستان العراق
-
نموذج يحتذى به في الحركة التحررية الكردستانية
-
القضية الكردية في ندوة - دهوك -
-
قراءة أولية لوثيقتي - التطبيع العربي - مع النظام السوري
-
شعوب الشرق الأوسط والقلق المشروع
-
شركاء السطو على الشرعية في سوريا : النظا
...
-
نداء برسم الاشقاء في أربيل قبل فوات الاوان
-
في تصدعات أحزاب المجلس الكردي
-
كردستان العراق : من القومية الى الثنائية الوطنية
-
هل بقي مايجمع بين عامة الناس والنخب الحزبية
-
القضية السورية في ذروة التجاذبات الخارجية
المزيد.....
-
محادثات أولية للمرحلة الثانية من اتفاق غزة ومبعوث ترامب يتوج
...
-
الاحتلال يصعد عدوانه على الضفة ويهجر آلاف العائلات بجنين وطو
...
-
الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا
...
-
-ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي..
...
-
الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
-
إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
-
أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك
...
-
سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو
...
-
حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر
...
-
مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|