أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله سلمان - كم انت طيب يا صديقي














المزيد.....

كم انت طيب يا صديقي


عبدالله سلمان
كاتب وباحث

(Abdallah Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 7131 - 2022 / 1 / 9 - 17:40
المحور: الادب والفن
    


( قصة قصيرة واقعية استدل بمدلوها)
اصدقاء خمس تجمعنا الكتب والنقاشات والسياسة والنكته والمرح الممزوج بالترقب من أمن السلطة وعيونها في المقهى فيقوم صديقنا المعلم عائد بتلوين الدردشة بسرد فصل من فصول سفرته الى بلغاريا وسواحلها وغنج شقراواتها وفنونها . كانت نقابة المعلمين في العراق تقيم سفرات لاعضائها اربعة عشر يوم الى دول اوروبا الشرقية في عطلة المدارس الصيفية ولصديقنا عائد كان نصيب ان يسافر الى صوفيا وفارنا مع احدى هذه السفرات . وبعد ان رجع عائد ذهبنا لزيارته وتفقد احواله ونسمع انطباعاته السياحية والسياسية وكانت جلسة ثقيلة على اهل الدار لاننا اطلنا البقاء وشعرنا انها خفيفة على عائد لانه اخذ يسترسل الموقف تلو الاخر ، وساله احدنا عما انه يبقى صديقنا ام يرى اننا لم نعد بمستواه ولا نشاطره قصص السياحة ، ودعنا بابتسامته المعهودة فذهبت مخاوفنا تلك ادراج الرياح .
جاء موعد لقاءنا الاسبوعي المعتاد وكان القلق يراودنا ان يلتحق معنا عائد فاذا به اول الحاضرين في المقهى وفي زاويتنا المعتادة محاطا باربع كراسي حجزها لنا وكأي لقاء عراقي تبدا الجلسة بالتحايا والسؤال عن الحال ، ولصديقنا الرائع عائد هذه المرة اجابة مختلفة انه لازال يعيش اجواء سفرته و من الطعم الجميل لجلساتنا اننا نتاول ما هو فكري او اقتصادي او واقع الحال السياسي وان كان للموضوع صلة في احدى الصحف او المجلات تكون موجودة على الطاولة اضيف اليها نكهة جديدة وهي سفرة بلغاريا واصبحت سلسلة قصص عن بلغاريا نستمتع ببعضها وتثقل مسامعنا اجزاء منها لتكرارها ومضى وقت ليس بقصير نستمع لصديقنا الطيب تغنيه بالوقت الممتع الذي قضاه في سفرته ، وحين ننتقل من مقهى غرناطة الى شارع ابو نؤاس تنتقل معنا فارنا تلك المدينة الساحلية حتى بداية منتصف الليل.
لاول مرة تتعرض لحمة صداقتنا للخدش بفعل تدخل الشيطان فاخذنا غيبة صديقنا وناقشنا كيف نضع حدا لهذا المسلسل الذي حمل عنوان (سفرة الى صوفيا وفارنا) واتفقنا او تامرنا ضده وتم الاتفاق على ايقاف صاحبنا لكن ليس بالشكل الصادم ان نعطيه فرصه وكان لنا الحوار التالي معه . يا صديقنا الغالي طيب القلب سافرت اربعة عشر يوما ونريد منك ان تخبرنا كم ساعة نمت فيها ،اجاب ما بين ثمان الى سبع ساعات يوميا،واخبرناه اننا سنستمع له بقدر الساعات المتبقية وعليك ان تبداء من اول الرحلة الى نهايتها بوقتها الحقيقي لاننا وطيلة الفترة الماضية التي قاربت السنة نستمع لقلبك السعيد بالسفرة وعليك انهاء القصة بوقتها المحدد وبعدها نرجوك اغلاق الملف .
لم يتأفف او ينزعج بل امتثل لرغبتنا وحرص ان يتشبث بصداقتنا لكنه وبطيب قلب طلب منا زيارة بلغاريا.لم يكن لصديقنا غاية غير اسعادنا واضافة جو البهجة للقاءاتنا ومشاركتنا سروره
كانت الحكاية في زمن قراءة الجريدة وسماع الراديوا واخبار التلفاز المقننة والرياضة في اسبوع وطوت سنين المنافي حكايات عديدة منها قصة صوفيا وفارنا حتى هبت رياح وسائل التواصل الاجتماعي وما تحمله من مرارة وضجيج الحكايات المملة والمقرفة في كثير من الاحيان لتخترق جدار الذكريات لانها استفزت بنا طيبة تلك الحكايات البريئة.
اشتقت لسماع صوت صديقي الطيب وإن اعاد لمسامعي قصة فارانا فانها اجمل مما نسمع اليوم من مسلسلات قصص اليوتيوب التي تُسرد علينا في وصف احداث ونقل اخبارلا تتناسب مع المدة الزمنية للوقائع التي عاشوا في اطراف احداثها فذاك الذي التقى مسوؤلا لساعات او عمل في مكان لبعض سنين ويروي لنا بعشرات الحلقات كانه صانع الاحداث ولولاه لم يعرف المؤرخون كيف يكتبون ويزكون هذا ومن لم ينال رضاهم جعلوا مكانه في ظلام السطور.
يا صديقي الطيب ان حكاة اليوم ومن على منصات التواصل الاجتماعي يرمون المراراة في كل حديث وقصصهم تزيدنا سأما وجزعا . كم انت طيب يا صديقي



#عبدالله_سلمان (هاشتاغ)       Abdallah_Salman#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوافقية في العراق مشروع استعماري
- فوضى المفاهيم لدى السياسي العراقي
- اضاءة في مسار الثورة العراقية التمثيل السياسي بين العام والخ ...
- عصيان المدني من أجل انهاء المعاناة وليفهم العالم قضيتنا
- إتفاق سجنار خطوة لتقسيم العراق
- الانتخابات العامة ومقومات نجاحها
- رؤية نقدية في الجبهة الوطنية والقومية التقدمية عام 73 الجزء ...
- رؤية نقدية في الجبهة الوطنية والقومية التقدمية عام 73 الجزء ...
- شبابنا يستشهدون في سوريا


المزيد.....




- أفلام رعب طول اليوم .. جهز فشارك واستنى الفيلم الجديد على تر ...
- متاحف الكرملين تقيم معرضا لتقاليد المطبخ الصيني
- بفضل الذكاء الاصطناعي.. ملحن يؤلف الموسيقى حتى بعد وفاته!
- مغن أمريكي شهير يتعرض لموقف محرج خلال أول أداء له في مهرجان ...
- لفتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...
- «خالي فؤاد التكرلي» في اتحاد الأدباء والكتاب
- بعد سنوات من الغياب.. عميد الأغنية المغربية يعود للمسرح (صور ...
- لقتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...
- مصر.. وفاة منتج فني وممثل شهير والوسط الفني ينعاه
- فنان مصري شهير يقع ضحية الذكاء الاصطناعي ويحذر جمهوره (صورة) ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله سلمان - كم انت طيب يا صديقي