أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - بين الإيديولوجية ولأدلجة يتجسد التضليل:.....1















المزيد.....

بين الإيديولوجية ولأدلجة يتجسد التضليل:.....1


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1660 - 2006 / 9 / 1 - 10:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1) في البداية، لابد من الإشارة إلى أن المفهوم لابد أن يتم استيعابه، حتى نتمثل حقيقته، أو نقاربها من خلال الاستعمال، من أجل أن يكون التواصل واضحا، وهذا ما حصل بالنسبة للسيد هاشم الخالدي في مقالته التي تحمل عنوان: "حول أدلجة الدين ادلجة أم اجترار/ تعليق على مقال الكاتب الأستاذ محمد الحنفي"، المنشور بجريدة الحوار المتمدن الإليكترونية، عدد رقم: 1631 بتاريخ 3/8/2006. حيث ذهب إلى "أن المشكلة في عصرنا ليست هي أدلجة الدين. وإنما العودة إلى مفاهيم عصر مضى من وحي النفس، ولعقل، لواقع قديم، ولحاضر اجتماعي ... الخ".

ومنذ البداية يظهر أن السيد هاشم الخالدي لا يستوعب لا مفهوم "أدلجة الدين"، و لا مفهوم "الإيديولوجية". ونحن من جهتنا لا ندخل معه في مناقشة ما أورده في مقالته، التي احترم وجهة نظره الواردة فيها. ولكننا نذهب إلى توضيح مفهوم الإيديولوجية، ومفهوم الأدلجة. وكون أدلجة الدين هي المشكلة، ودور أدلجة الدين في تحريف تاريخ الأولين، مجيبين على السؤال:

ماذا نعتمد في التمييز بين الدين، وأدلجة الدين؟

ودور المثقفين في إشاعة التمييز بين الدين، وأدلجة الدين، وضرورة التمييز بين التراث الديني التاريخي، وبين الأدلجة التي تستهدف ذلك التراث، ثم الوضوح الإيديولوجي، وضرورة الوضوح الديني، حتى يكون ذلك مساهمة منا في جعل القارئ المتتبع يملك رؤيا واضحة حول مفهوم الدين، ومفهوم الإيديولوجية، ومفهوم أدلجة الدين.

2) وإذا كان لابد من توضيح المفاهيم التي تطرح إشكاليات معينة، فإن المفهوم الإشكالية الذي يتم تغييبه من الكتابات النظرية المختلفة، هو مفهوم الإيديولوجية. وإذا ذكر، فإنه يذكر بطريقة قدحية. والمفروض أن يتم استحضار هذا المفهوم على المستوى النظري، وعلى مستوى الإعلام اليومي. لأن الواقع يفرض استحضاره، واستحضاره لابد أن يكون مرتبطا بتفعيل الصراع في مستوياته المختلفة، مادام المجتمع الذي نعيش فيه طبقيا، وما دامت الطبقات المتصارعة بسبب اختلاف مصالحها قائمة في الواقع.

ونحن في تحديدنا لمفهوم الإيديولوجية، سوف لا نرجع إلى الأدبيات التي عالجت هذا المفهوم، وإنما سنعتمد ما نذهب إليه دائما، ومن منطلق قراءتنا لتلك الأدبيات، ومن منطلق الواقع الطبقي للمجتمعات التي نتحرك فيها، ونظرا لتمسك كل طبقة اجتماعية بمصالحها، ولأن تلك المصالح لابد أن يعبر عنها بواسطة الأفكار، التي تلعب دورا معينا في تحقيق التماسك بين أفراد الطبقة الواحدة، فإن الإيديولوجية، ستكون بالضرورة هي التعبير بواسطة الأفكار، أو بواسطة منظومة فكرية معينة، عن مصالح طبقية اجتماعية معينة، حتى تمتلك تلك الطبقة الوعي بمصالحها الطبقية، التي تعتبر مشتركة بين أفراد تلك الطبقة، حتى تستطيع القيام بالعمل المشترك، من أجل تحقيق تلك المصالح، وحتى تسعى، باستمرار، إلى حماية ما تحقق منها؛ مما يؤدي بالضرورة إلى التماسك الحاصل بين أفراد الطبقة الواحدة، وخاصة إذا أنشئت لأجل ذلك تنظيمات جماهيرية، تعتمد في العمل المشترك، لتحقيق المطالب الطبقية، والسياسية تسعى إلى الوصول إلى مراكز القرار، لجعل المصالح الطبقية منطلقا لإيهام جميع أفراد المجتمع بأنها مصالح جميع أفراد المجتمع.

فالإيديولوجية إذن، وباعتبارها التعبير بواسطة الأفكار، عن المصالح الطبقية، تعتبر ضرورة طبقية، لإيجاد التنظيم الضروري، لقيادة حركة طبقية معينة، لتحقيق مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، و السياسية، وحماية تلك المصالح، والعمل على الوصول إلى مراكز القرار، لجعل جميع أفراد المجتمع في خدمة تلك المصالح، المؤيدة لسيادة طبقة معينة، على باقي الطبقات التي يتم التحكم فيها إيديولوجيا، وسياسيا، وعن طريق أجهزة الدولة القمعية، التي تعتمد مجموعة من القوانين، التي تكرس سيادة الطبقة الحاكمة.

2) وبعد وقوفنا على تحديد مفهوم الإيديولوجية، التي تعبر عن مصالح الطبقات المتصارعة على الإنتاج، لعلاقتها المباشرة بوسائل الإنتاج، فإن الطبقة الوسطى التي لا علاقة لها بذلك، تلجأ إما إلى توليف إيديولوجي من مجموع الإيديولوجيات المتصارعة، وإما إلى اعتماد الدين الذي تعطيه تأويلها الخاص، لجعله يخدم مصالحها المتمثلة في تحقيق التسلق الطبقي.

فالتوليف الإيديولوجي للطبقة الوسطى، يعتبر مسألة عادية بالنسبة إليها، لكونها متذبذبة، كما يظهر ذلك في تأرجحها بين الطبقة الممارسة للاستغلال، والطبقة التي يمارس عليها الاستغلال.

ونظرا لكون الطبقة الممارسة للاستغلال تجنح باستمرار إلى التقلص، ولأن الطبقات التي يمارس عليها الاستغلال مستلبة إيديولوجيا، وسياسيا، فإن الطبقة الوسطى التي تختار في مراحل معينة استغلال الدين عن طريق التأويل الذي لا يكون إلا إيديولوجيا، تعتبر بذلك مؤدلجة للدين، بتحويله عن طريق التأويل من دين لله، إلى وسيلة لتضليل الناس، وإيهامهم بإمكانية تحقيق بناء الدولة الدينية التي تحقق مصالح الجميع، وهذا التضليل في الواقع لا يخدم إلا مصالح الطبقة الوسطى، التي تستغل الدين بتأويل النصوص الدينية، لخدمة مصالحها الطبقية، وتوظف التراث الديني توظيفا سلبيا في هذا الاتجاه.

وتبعا لما رأيناه، فمفهوم أدلجة الدين: هو عملية تحويلية للنصوص الدينية –عن طريق التأويل- من نصوص تستهدف تحقيق كرامة الإنسان، وإخلاص العبادة لله، إلى نصوص تعطي الشرعية لمؤدلجي الدين، ودعم الله لهم في سعيهم إلى تحقيق بناء "الدولة الدينية"، وهم في الواقع إنما يعملون على توظيف الدين للسيطرة على عقول، ووجدان الكادحين، وتجييشهم في الاتجاه الذي يخدم مصالحهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وبتعبير آخر، فأدلجة الدين هي تحويل الدين إلى إيديولوجية، والإيديولوجية، كما رأينا، هي التعبير بواسطة الأفكار، عن مصالح طبقة معينة من الطبقات القائمة في المجتمع، ليتم بذلك السطو على الدين، الذي نعتبره انتهاكا جسيما في حق الإنسانية، لأنه يجر إلى القيام بأعمال إرهابية، في كل مكان من العالم، مما يزهق آلاف الأرواح، التي لا يد لها فيما يقوم به المؤدلجون على جميع المستويات، في سعيهم إلى السيطرة على أجهزة الدولة، في مكان تواجدهم، معتبرين ذلك السعي "جهادا"، من أجل إعطاء الشرعية "الدينية" لممارساتهم التي لا تتوقف.

4) وإذا كان السيد هاشم الخالدي يعتبر أن أدلجة الدين ليست هي المشكلة، فإننا نعتبر أن أم المشاكل الكبرى في هذا العالم هي أدلجة الدين المؤدية إلى قيام التطرف، وفي جميع الديانات.

فإسرائيل هي نتيجة لاستغلال ديانة موسى، استغلالا إيديولوجيا، وزعيمة الإمبريالية الرأسمالية العالمية، التي تسعى إلى السيطرة على الكرة الأرضية، هي نتيجة للتطرف الديني المسيحي، والعديد من دول المسلمين التي تعتبر نفسها دولا دينية إسلامية هي نتيجة للتطرف اليميني في بلاد المسلمين، عن طريق تأويل النصوص الدينية، لاعطاء الشرعية لممارساتهم السياسية، ولما يقومون به في جميع أنحاء العالم.

ونحن عندما نرجع إلى التاريخ، وندرسه دراسة معمقة، نجد أنه مليء بالملل، والنحل، والمذاهب، والأحزاب التي قامت، ومنذ القديم، على التأويل الإيديولوجي للنصوص الدينية، كما نجد أن معظم الحروب التي كانت تأتي على الأخضر، واليابس، وقف وراءها فهم معين للدين، وتأويل معين للنصوص الدينية، ليتحول الدين، أي دين، من دين للسلام، وتحقيق كرامة الإنسان، عن طريق بث القيم النبيلة في المسلكيات الفردية، والجماعية، إلى دين للحرب، وقطع الأيدي، والأرجل، و نشر الرعب، والإرهاب في نفوس المتدينين، وغير المتدينين، مما يؤدي إلى خضوعهم، المطلق، للدولة الدينية، التي يسيطر عليها مؤدلجو الدين، والتي لا تخدم، في العمق، إلا مصالحهم الطبقية.

ولذلك، فأدلجتهم للدين تعتبر كارثة إنسانية تقف، ومنذ القدم، وإلى يومنا هذا، وراء عشرات الآلاف من المجازر، التي تنعكس سلبا على التاريخ البشري، وعلى الطبيعة، التي تتحول بسبب الحروب، وبسبب العمليات الإرهابية، إلى مجرد خراب، ولا يمكن، أبدا، أن تقف أدلجة الدين وراء إشاعة الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، التي تتحقق من خلال كرامة الإنسان. لأن أدلجة الدين، محكومة بالمنطق الاستبدادي، الذي يعتبر، من وجهة نظرنا، جريمة ضد الإنسانية.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استغلال الملك العام وسيلة ناجعة لتحقيق التسلق الطبقي ...؟ !! ...
- استغلال الملك العام وسيلة ناجعة لتحقيق التسلق الطبقي ...؟ !! ...
- استغلال الملك العام وسيلة ناجعة لتحقيق التسلق الطبقي ...؟ !! ...
- استغلال الملك العام وسيلة ناجعة لتحقيق التسلق الطبقي ...؟ !! ...
- استغلال الملك العام وسيلة ناجعة لتحقيق التسلق الطبقي ...؟ !! ...
- استغلال الملك العام وسيلة ناجعة لتحقيق التسلق الطبقي ...؟ !! ...
- استغلال الملك العام وسيلة ناجعة لتحقيق التسلق الطبقي ...؟ !! ...
- استغلال الملك العام وسيلة ناجعة لتحقيق التسلق الطبقي ...؟ !! ...
- استغلال الملك العام وسيلة ناجعة لتحقيق التسلق الطبقي ...؟ !! ...
- استغلال الملك العام وسيلة ناجعة لتحقيق التسلق الطبقي ...؟ !! ...
- استغلال الملك العام وسيلة ناجعة لتحقيق التسلق الطبقي ...؟ !! ...
- استغلال الملك العام وسيلة ناجعة لتحقيق التسلق الطبقي ...؟ !! ...
- استغلال الملك العام وسيلة ناجعة لتحقيق التسلق الطبقي ...؟ !! ...
- استغلال الملك العام وسيلة ناجعة لتحقيق التسلق الطبقي ...؟ !! ...
- استغلال الملك العام وسيلة ناجعة لتحقيق التسلق الطبقي ...؟ !! ...
- استغلال الملك العام وسيلة ناجعة لتحقيق التسلق الطبقي ...؟ !! ...
- استغلال الملك العام وسيلة ناجعة لتحقيق التسلق الطبقي ...؟ !! ...
- استغلال الملك العام وسيلة ناجعةلتحقيق التسلق الطبقي ...؟ !!! ...
- العلاقة المتبادلة بين العلمانية و الدولة و الدين و المجتمع:. ...
- العلاقة المتبادلة بين العلمانية و الدولة و الدين و المجتمع.. ...


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - بين الإيديولوجية ولأدلجة يتجسد التضليل:.....1