عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 7131 - 2022 / 1 / 9 - 14:00
المحور:
الادب والفن
Epilopsy *
1/
انا الآن في مصحة نفسية،مربوطا باسلاك كهربائية لا تنتهي،تخرج من جمجمتي كالأفاعي ،مكبل في سرير حديدي،حولي اناس بمعاطف سوداء،نعم سوداء ليست بيضاء أو زرقاء،يتاملون شاشات عدة تنقل كل ما في جمجمتي،من ذكريات وصور وحتى مشاعر.يسجلون كل شيء،ينتهكون كل زاوية مظلمة اخفيت بها حقيقتي...لكن ماذا اوصلني إلى هنا؟
هل ما زلتم تذكرون ما رويته لكم قبيل بدء العام الجديد عن ذاك الفأر اللعين الذي التهم مخطوط روايتي الملقاة على رف مغبر في الحمام؟ دون إطالة في الشرح ،ليلة أمس رأيت ذلك الفأر في منتصف الغرفة،واقفا على رجليه،متأملا في كل ما تحتويه الغرفة،لم يكن يبحث عن طعام،كان يبحث عن شيء ما،لانه كان يدقق في اوراقي،وأقسم أنني رأيته يفتح هاتفي ويبحث في ملفاتي وحافظة "الورد /Word "التي أدون فيها ما اكتب أو اتخيل...ثم نظر الي نظرة أصابتني بالرعب إذ أنني اكتشفت انه ليس فأرا،بل هو كائن غريب، لونه اقرب للأصفر طوله لا يتجاوز 10 سنتيمترات ،له عينين واسعتين،ما أن التقت بعيني حتى شعرت بأنه يدخل جمجمتي باحثا عن شيء .لم يهرب حينما وقفت ،بقي شامخا ناظرا صوبي،وشيء ما يفتش في ذاكرتي يسحبني لسؤال اين اخفيتها؟ ثم تظهر فجاة تلك المخطوطة التي وجدتها في المخزن المهجور أسفل البناية.كان كلما فتح زاوية من ذاكرتي يتبدل لونه من الأصفر إلى الرمادي ، ويتجشأ كأنه تناول طعاما ما.لا أعلم ما الرابط بين هذا المخلوق والمخطوطة،التي نسيت امرها تماما ،لا بل نسيت اين القيت بها بعد أن قراتهامرارا.صحيح أنني حفظتها حينذاك بعد أن قررت تحويلها إلى رواية أكتبها لاحقا، ثم ما لبثت أن أقلعت عن تلك الفكرة لعبثيتها، ففكرة المخطوطة تقوم على نجاح مخلوق غريب بالتسلل من شق صغير في باطن ارض المقبرة التي أقيمت على إنقاضها البناية التي تحتل غرفتي طابقها السفلي،ليصول ويجول لاحقا في طول البلاد وعرضها محاولا أحداث شقوق في أراضي عدة ليخرج منها المزيد من تلك المخلوقات الغريبة.
*نصوص من مجموعة جديدة قيد الإعداد
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟