أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-18















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-18


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1660 - 2006 / 9 / 1 - 10:05
المحور: القضية الكردية
    


إن الهيمنة العربية التي بنيت فوق هذا التراث الغني، قامت بدور مشابه للدور الذي قام به البربر ضد الحضارة الرومانية، فقد كان العرب ضعفاء من الناحية الثقافية، وأقوياء من الناحية العسكرية، وقد عوضوا هذا النقص بالذوبان الثقافي، وأدت سيادتهم على التجارة إلى الغنى السريع، وإنشاء مراكز مدن جديدة، واحتلت اللغة العربية التي تطورت مكان اللغة الأكادية والآرامية، إن اللغة العربية هي لغة السياسة والدبلوماسية، وقد اكتسبت القدسية لأنها لغة القرآن، وحققت تفوقاً على اللغات والثقافات المحلية، وواصلت تأثيرها كلغة تعليم وثقافة وعلم مشتركة للطبقات الحاكمة حتى يومنا هذا وان كان بتباطؤ ، واستمرت السيادة السياسية للطبقات العربية الحاكمة حتى استلام السلاطين الأتراك هذه السيادة في القرن الثاني عشر، لقد وصل تأثير العرب الثقافي والسياسي على الكرد إلى مستوى متقدم، وتعربت نصف الطبقات الفوقية الكردية، وأدت اهتمام بإظهار نفسها على أنها تنحدر من جذور عربية ولها قرابة بالنبي محمد ، وواصل الانسلاخ عن الشعب والإنكار القومي تطوره بشكل تقليدي، وكانت هذه المرحلة هي التي تزايد فيها الاغتراب عن الذات، وتطور الفرز الطبقي بالجذور الأجنبية مع هذا الاغتراب، ومن جهة أخرى سارت التطورات نحو التحول القومي على شكل لغة الشعب وثقافته في مجراها كتيار هام، ولم تسفر التطورات الدينية المختلفة عن عداءات كبيرة، كما حدث في أوروبا، وكان للتقارب الثقافي التقليدي تأثير كبير في هذا الأمر، وكان رؤساء العشائر والشيوخ والبارزون في مذهب ما هم الذين يحاولون التحريض على العداء بين المذاهب.
شكلت السيادة العربية أهم أسباب التراجع التاريخي في القرون اللاحقة، فرغم أنها أدت إلى بعض التطورات السياسية والتجارية والعلمية نظراً لأنها أنشأت أقوى مرحلة دوغمائية، إلا أن مرحلة التراجع الأساسية كانت في عصر السلاطين الأتراك، ففي البداية تم إسكان الأتراك في القصور العباسية كعبيد وجنود مرتزقة في القرن التاسع والعاشر، والتردي والتمزق الذي حصل في النظام العربي أدى إلى قوة تأثير القياديين ذوي الأصول التركية، حيث بدأ الأتراك يستقرون في المنطقة بشكل جماعي، بعد الهجرة الجماعية لقبائل الأوغوز في القرن الحادي عشر، حيث أنشئوا السلالة السلجوقية، واستلم السلطان السلجوقي طوغرول بيك السلطة في عام 1055، وبذلك بدأ عصر جديد في الشرق الأوسط، أي عصر السيادة الرسمية للأقوام التركية، وسجلت هذه المرحلة تطوراً مع مرور الزمن وشكلت مرحلة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط، حيث شهد السلاجقة انقساماً تقليدياً كسلاجقة الأناضول وسوريا والعراق وإيران، وكانت فرصة الانتشار متوفرة لسلاجقة الأناضول وكانوا أقوياء وأطول عمراً في مواجهة الرومان، وأصبحت الطبقة التركية العليا هي الدم الطازج وقوة توسع الإسلام.
إن الانقسام الذي شهدته الأقوام قد حدث بين الأتراك أيضاً، حيث تحولت الشريحة الفوقية للقبائل التركية إلى طبقة إقطاعية سنية حاكمة على شكل إمارات وسلطنات، أما الشريحة الفقيرة فقد عاشت في الجبال والسهول على طريقة تشبه الحياة البدائية القديمة لها كالتركمان وبتفسيرات علوية بكداشية، لقد حصل الانقسام في اللغة والثقافة أيضاً، فبينما كان الأمراء والسلاطين يتحدثون اللغة العربية والفارسية في القصر، أصبح الشعب التركماني الفقير القوة الناقلة والمطورة للثقافة واللغة التركية، وأحرزت المركزية الإقطاعية في عهد السلاطين العثمانيين تطوراً حول السلاطين الأتراك، واكتسب التمثيل العثماني للشرق الأوسط معنىً له كعصر انحدار كبير، وتزامن ذلك مع ولادة عصر الرأسمالية الأوروبية، ومنيت بالهزيمة في الحروب التي خاضتها ضد أوروبا، لأنها كانت تعتمد على حضارة الشرق الأوسط المتردية، بينما كانت الحضارة الأوروبية مزدهرة، ويعتبر العصر العثماني هو العصر الذي حقق فيه الغرب تفوقاً دائماً على الشرق، وأصبح الطريق الصحيح هو استيعاب الغرب وتجسيده وليس تصفيته، وتأخرت الإمبراطورية العثمانية عن إدراك هذه الحقيقة، ولكن الجمهورية التركية استطاعت أن تسير في هذا الطريق بعد أن تم إعلانها بقيادة مصطفى كمال.
لقد آلت الإمبراطورية المركزية الإقطاعية العثمانية إلى موقع التعصب والتخلف التاريخي، بينما الحضارة الأوروبية كانت تتطور خارج إرادتها، واستطاعت تحويل ذلك إلى واقع موضوعي، لكنها منعت دخول الاستغلال الرأسمالي إلى الشرق الأوسط باكراً، ومنعت تطور الاستعمار الكلاسيكي عن الشرق الأوسط والذي انتشر في كل أنحاء العالم، كان لهذا الأمر تأثير ذو اتجاهين، فقد لعبت دوراً سلبياً في إطالة عمر الإقطاعية وقامت بمساهمة إيجابية عندما منعت الاحتلال الفيزيائي للمنطقة وقطعت الطريق أمام السلبيات المحتملة، ومن الصواب تقييم هذه المرحلة كقرون ضائعة لشعوب وثقافات الشرق الأوسط.
لم تختلف علاقات الكرد مع إمارات السلطنات العثمانية عن العصر العربي، فقد بدأت السيادة السياسية تنتقل إلى السلالات التركية رغم أن التأثير العربي في اللغة والثقافة عند الشرائح الفوقية كان مستمراً، ولم تحدث سيادة بارزة على المجتمع الكردي في عصر الإمارات السلجوقية والأناضولية، وكان الكثير من السلالات ذات الأصول الكردية وفي مقدمتها المروانيون والأيوبيون والشرف خانيون، تمثل التطور الحر للإقطاعية الكردية، التي حققت تطوراً خاصاً بها إلى درجة هامة منذ القرن الثامن وحتى بدايات القرن التاسع عشر، حيث حقق الكرد تشكيلات سياسية كثيرة على مستوى الحكومات وشبه الدول، وإن لم يحققوا الوصول إلى دولة إقطاعية مركزية، وأسسوا العلاقات مع الإمارات والسلطنات التركية على أساس المصالح المشتركة، أكثر من إخضاعها بالعنف، وكانوا في موقع اقرب إلى مفهوم الدولة المشتركة إلى حد ما، ويشبه موقع الكرد هنا الوضع الذي رأيناه عند البرسيين في إيران، حيث لعب الكرد الدور الثاني الأهم في الإمارات والسلطنات التركية بعد القوم التركي، وكان هذا الدور مميزاً في التاريخ الكردي، لأن تحولهم إلى قوة احتياطية أساسية للقوة السياسية الموجودة إلى جانبها، وكأنه قدر له، يعتبر ذلك ضرورة لروح النظام العبودي والأقنان، ولذلك اسس طبقية، وهذا أمر يمافي الأخوة والتضامن الحقيقي بين الشعوب، ومعروف أن هذا الوضع قد أدى إلى عدم التوازن والاغتراب والاقتتال كضرورة لسياسة "فرق ـ تسد"، إن النتيجة الإيجابية الوحيدة لهذا الأمر، هو عدم إعطاء المجال للمجازر والنزوح في حالة التمرد والمقاومة غير المتوازنة.
تم تنفيذ هذا التوجه في عهد الإمبراطوية العثمانية بشكل واضح جداً، وتقييم ياووز سلطان سليم الذي يرى أن الهيمنة على الشرق الأوسط تمر عبر التحالف مع الإقطاعية الكردية، ولجوئه إلى الوفاق على مستوى متساوٍ، قد أدى إلى ممارسة سياسة ناجحة استمرت حتى القرن التاسع عشر، حيث اقامت الإقطاعية الكردية حكومات وحكم ذاتي بشكل رسمي تتوارث فيها السلطة من الآباء إلى الأبناء وتم تسيير السلطة الإقطاعية المحلية والسلطة المركزية للسلطان بشكل مشترك، كما أستمر وجود العشائر الرحالة، وواصلت المقاومة العلوية واليزيدية موقعها، كما واصلت الكيانات اللغوية والثقافية وجودها أيضاً، ولا يوجد أي شكل من الحضر، والأهم من ذلك أن قبائل عربية وتركية كثيرة تعرضت للانصهار والذوبان في هذه البنى بسبب البنية الاقتصادية والاجتماعية القوية لتلك الكيانات، إن اكتساب اللغة والثقافة الكردية قوة الصهر والتذويب منذ المجتمع النيوليتي رغم السيادة السياسية للطبقة الفوقية العربية والتركية والموقع السلبي للعملاء الكرد ينبع من خصائصها القوية.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دول الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...


المزيد.....




- السعودية تنفذ الإعدام بحق البارقي لقتل جذمي والجريمة بحادث س ...
- نتنياهو يعقد اجتماعا طارئا ويؤكد: مذكرات الاعتقال من الجنائي ...
- أمريكا تعلق على إصدار-الجنائية الدولية- مذكرتي اعتقال بحق وز ...
- الخارجية الإماراتية: الشراكة مع روسيا وأوكرانيا ساهمت في نجا ...
- طواقم الدفاع المدني تنتشل 7 شهداء في محيط مخازن الأونروا برف ...
- الأمم المتحدة: 10 أطفال يفقدون ساقاً أو ساقين في غزة يومياً ...
- تحذير من تداعيات -حرب صامتة- بالضفة وحصيلة جديدة للاعتقالات ...
- الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق شويغو ورئيس أركانه
- الأونروا: نصف مليون شخص بغزة يواجهون معاناة شديدة لانعدام ال ...
- مبادرة لمراقبة الجوع: خطر المجاعة لا يزال قائما بشدة في أنحا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-18