أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عباس علي العلي - صباح الخير على أمة السلام... صباح المحبة للناس أجمعين














المزيد.....

صباح الخير على أمة السلام... صباح المحبة للناس أجمعين


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7130 - 2022 / 1 / 8 - 12:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


السلام في عالم الصراعات والتزاحم على كل شيء يبدو أصعب من فرص السلام في مجتمع يعي أن وجود الإحساس المشترك في قلوب وعقول أفراده قد لا يكلف الكثير من ثمن ونتائج ما نتنازع عليه، الوجود الكبير والعظيم الذي نحن فيه بشيء من التنظيم الضروري يخفف من وطأة الهم الفردي الذي سينسحب على واقع الحياة برمتها، نحن لا نخترع القوانين الكلية فهي نتاج أصلي بحاجة للفهم فقط.
ما نحتاجه فعلا أن نحاول أن نبعد عن عقولنا فكرة الضيق والتضايق.. أن لا نفترض أن الفرص محدودة.
نحتاج أولا قبل أن نشرع في البحث فرصة ما لنثبت قوتنا أن الإنسان بمفردة مجرد قوة جزئية تنتهك وتنهك بكثرة البحث اللا مجدي عن التفوق الفردي، لسبب بسيط أن الفرصة بمعناها الجوهري هي نتاج حركة الاخر في منظومة التعايش والتفاعل والتشارك.
مجتمع وحياة ووجود قائم على تعدد الروابط والعلاقات البينية بشكا أفقي وعمودي هو من يصنع الفرص، أما المجتمع الأناني القائم على قاعدة أنا وبعدي الطوفان سيغرق حتما في متاهات الأنا الوحيدة المستوحدة حتى لو منحت البعض مساحة أكبر، الطوفان عندما يغرقنا لا يفرق بين المساحات بقدر ما يهمه أن يتمدد بحرية.
إذا لا بد للسلام من فرصة كي نتحرك جميعا بلا خوف ولا خشية من أن لا نجد مكانا بين الجموع في حركة مضطربة... السلام يعطي فرصة للجميع أن يمروا في طريق مشترك وهم على ثقة أنهم سيحصلون على قدر متساوي من المكان والزمان المناسب للجميع.
أخلاقيات السلام ليست ضرورة مثالية ولا هي من بطر التفكير اللا واقعي بقدر ما هي حتمية ستنتهي بها كل جهود العقل الإنساني في صناعة مجتمع متماثل متشارك يبني ويهدم ما هو ضروري وما هو لازم وفق قوانين البقاء لأسباب البقاء فقط.
شعورنا بالسلام هو الوجه الحقيقي لقيم وإمدادات الوجود، فكثيرا ما تقتانا وهدمنا وبنينا ما لا يوجب الهدم ولا يستوجب البناء ولكن النتيجة أننا خسرنا الكثير بل أكثر من الكثير بكثير وعدما نبحث عن فرصة سلام لنلتقط الأنفاس ، لكن أيضا لم نرى ما خلفنا من أثار إلا قليلا ، هذا القليل من يرسخ فينا الحاجة أكثر للسلام، ولو أمتد بصرنا لأبعد لعرفنا حقا أننا كنا مجانين حقيقين لأننا فرطنا كثيرا بما هو أوجب.
لكن السؤال المركزي هنا كيف نصنع السلام؟ ما هي مقومات الواقع ليقبل بالسلام حالة بديهية طبيعية في عالم نظن أنه يتسع فقط لأصحاب الإرادات فقط؟.
صناعة السلام بالعمل وأن نخرج لساحات الفعل الحقيقي ومحاولة ترجمة كل ما كنا نعتقده ونسعى له هو أمتحان لجدوى الفكر وجلاء لظاهر الشخصية المنادية به، لا يمكننا ان نكتب ونكتب ونطلب من الناس ان تعمل ويؤمنوا بما نكتب ونقول ونحن جالسون خلف مكاتبنا، الفكر الحقيقي هو القابل دوما للأمتحان على أرض الواقع كبرهان وممارسة وإيمان به، هناك يمكنك أن تثبت صوابيته أو أنه بحاجة لتطوير أو تعديل أو إكمال.
صناعة السلام تبدا من حبنا للوجود كله بلا عناوين ننتمي لها على أننا جزء لا كل متشاكل متماثل، الحب في أن نعمل ونبدع ونتطور حتى نوسع مساحة الحركة بيننا ولنا وفيما بيننا ليمر أخرون وأخرون، الحب في أن نرى جمال حركة الوجود الطبيعية تسري بقوانينها الكلية فتمنح الحياة طعم ولون ورائحة.
السلام مقرون بالمحبة هو السلام القوي الذي يدفعنا لنقاوم الضعف الطبيعي فينا، فبصبح الإنسان أقدر وأكفا في أن يصارع الفناء وأن يؤسس لمعاني أننا جميعا في مركب واحد ما دام لا يوجد مركب أخر ولا فرصة لأنتظار غيره، السلام بمعنى المحبة هي هوية الوجود منذ أن بدأ ولم يثبت التأريخ ولا التجربة الإنسانية فيه حلا أكثر قدرة على أن يكون البديل المأمول فيه لخيار أخر.
عش السلام عش المحبة تشعر أن الكون يتمدد بلا أفق معلوم، وهذا هو أنتصار الوجود.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكسب بالدين تجارة في الله
- الدين والدين الأخر
- رسالة إلى ملاك الأحلام والأماني الكبار
- أحببتك دوما
- أنا وأنت وليلة العيد السعيد
- نصائح بلا سبب
- رصاصة واحدة لا تكفي
- نصوص حائرة بين المعنى والروح
- تنقية وتحرير الفكر والخطاب الإسلامي من تأثيرات التاريخ العقا ...
- من أين يبدأ الإيمان؟
- رسالة لشهداء جسر الزيتون
- رسالة إلى صباح جميل
- رسول الليل
- الحرية الدينية في موضع التنصيص
- عالم البرزخ بين التصور والنص
- مفهوم العبادة في النص القرآني ح2
- مفهوم العبادة في النص القرآني ح1
- المجرمون في نصوص القرآن ودورهم في تخريب الوجود
- الدين والأخلاق وجوديا
- الظاهرة السارتية ح 14هل منطق الدين وجوديا ج1


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عباس علي العلي - صباح الخير على أمة السلام... صباح المحبة للناس أجمعين