كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7129 - 2022 / 1 / 7 - 12:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كانت الندوة العلمية مخصصة لمناقشة الوضع القانوني والفني للحدود الدولية والمسطحات المائية في خور عبد الله، وما ان وصل بربا الشاطر وخبير خبراء البحار الناشفة حتى استقبلوه بالحفاوة، واجلسوه في مقعد وثير بالصدارة، ثم وضعوا أمامه ماعون كبير ممتلئ بالكرزات المحمصة المتنوعة. .
كان اللواء الدكتور (جمال الحلبوسي) هو المحاضر المختص الذي تناول الموضوع من شتى جوانبه، فالرجل كان عنصرا مهما لاعمال المساحة العسكرية، وهو الذي أعاد تشكيلها بعد عام 2003 ، وأصبح مديرها، وهو خبير الحدود والمياه المعتمد حتى الان في وزارة الخارجية، وكان عضوا أو رئيسا لوفودنا الرسمية في معظم اللقاءات الحدودية الثنائية مع دول الجوار. .
واصل الدكتور الحلبوسي حديثه المعزز بالشواهد والوثائق والمستندات عن الحدود وخور عبد الله ومدخل شط العرب، بأسلوبه العلمي الرصين، فشدَّ إليه انتباه الجميع من الحضور من نواب ومختصين الذين اعترفوا امام الجميع بقيمة المحاضرة العلمية والتاريخية التي تحفظ حقوق العراق، في حين ظل باربا الشاطر منشغلا بتناول الكرزات، ومتسليا برمي قشورها من فمه بطريقة مقززة، ولم تمض بضعة دقائق حتى أتى على آخر حبة فستق في قعر الماعون، فجلبوا له ماعوناً آخر أكبر وأعمق قليلا من الماعون السابق لإشباع شهيته المفتوحة. .
قال لهم متظاهرا باللطف: لا حبيبي شنو هالزحمة.
قالوا له: بالعافية جناب الخبير، واذا تحب نجيب لك صحن تشريب باميا وكاسة طرشي. .
انتهى الوقت المخصص للمحاضرة، وفتحوا باب المناقشة للجميع، وكان لابد من منح الاولوية للضيف الخبير في تناول الكرزات. .
- تفضل معالي الخبير، هل لديك ملاحظات حول المحاور التي تناولها السيد المحاضر ؟. .
قال لهم: متجهما: (لا تعليق). .
هكذا وبكل بساطة (لا تعليق). ساد الصمت في ارجاء القاعة، وشخصت الأبصار نحو الخبير الفطير الذي تصرف وكأنه لا يعبء بما طرحه السيد المحاضر، وربما تراكمت دهون الكرزات في شرايينه، سيما ان أحد أضرارها المحتملة هو قدرتها على تحفيز الإصابة ببعض الاضطرابات والمشكلات الصحية المتنوعة في جهازه الهضمي وجهازه العصبي. .
من هنا ننصح بعدم توزيع الكرزات في الندوات العلمية، وعدم توجيه الدعوات للمزايدين والمتكسبين واصحاب العقول المشفرة. .
والحديث ذو شجون. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟