|
نتصار الأسير ابو هواش،ليس بديلاً عن اغلاق ملف الإعتقال الإداري
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 7128 - 2022 / 1 / 6 - 02:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انتصار الأسير ابو هواش،ليس بديلاً عن اغلاق ملف الإعتقال الإداري بقلم :- راسم عبيدات سبق الأسير ابو هواش في الإضرابات المفتوحة عن الطعام من أجل نيل حريتهم،عدد ليس بالقليل من المعتقلين الإداريين،وفي المقدمة منهم الشيخ خضر عدنان وماهر الأخرس،وصولاً الى لؤي الأشقر وعياد الهريمي وعلاء الأعرج وكايد الفسفوس..وكل هؤلاء الأسرى من المعتقلين الإداريين استطاعوا إنتزاع حريتهم بصمودهم وثباتهم وبإرادتهم وصلابة موقفهم وإنتمائهم وبامعائهم الخاوية،كعامل أساسي في تحقيق انتصارهم على سجانيهم واجهزة مخابرات الإحتلال .....وتفاوتت مدد الإضراب عن الطعام لكل منهم،ولكنها لم تقل عن 70 يوماً فما فوق ...والمحتل كان يتعمد إطالة مدة عدم التجاوب مع مطالب هؤلاء الأسرى لنيل حريتهم،في محاولة لكسر إرادتهم وتحطيم معنوياتهم والضغط عليهم للتراجع عن اضرابهم المفتوح عن الطعام،وكذلك هو يريد إرباك عائلاتهم واسرهم وجعلهم يعيشون في أوضاع نفسية صعبة ضاغطة،قد تشكل عامل ضاغط على أبنائهم لوقف اضراباتهم المفتوحة عن الطعام دون تحقيق مطالبهم. صحيح أن كل هؤلاء الأسرى انتصروا في معاركهم ونالوا حريتهم من خلال امعائهم الخاوية وإضرابهم المفتوح عن الطعام،ولكن المهم هنا بأن الوضع الذي تعيشه الحركة الأسيرة في واقعها غير الموحد والمتماسك..وغياب القيادة الإعتقالية التمثيلية الموحدة،وعدم وجود ممثل اعتقالي عام للحركة الأسيرة،وكذلك حالة الفصل بين أسرى منظمة التحرير وحركة ح م ا س في السجون،أفرزت واقعاً غير سوي،بخوض الإضرابات بشكل فصائلي وفردي،دون أن يكون هناك التزام بالإضراب حتى في إطار القسم الواحد في المعتقل وليس السجن الواحد،مما سمح لإدارة المعتقل وأدارة مصلحة السجون الإسرائيلية العامة واجهزة مخابراتها،ان تلعب على التناقضات والخلافات والتباينات بين أبناء الحركة الأسيرة وفصائلها،وكذلك هذه الشرذمة والإنقسام وعدم التوحد بين أبناء الحركة الأسيرة...ساهم الى حد كبير في إطالة مدة الإضرابات المفتوحة عن الطعام،وعدم الإستجابة من قبل إدارة مصلحة السجون لمطالبهم...وخاصة بأن الحملات والفعاليات والأنشطة والفعاليات التضامنية معهم ولنصرتهم من مسيرات وتظاهرات واعتصامات،أخذت هي الأخرى البعد الفصائلي والفئوي بشكلها العام،وفي أغلب الأحيان لم تكن بالمستوى والزخم المطلوبين،وكذلك الحالة الفصائلية ليست على ما يرام،وما قامت وتقوم به من أنشطة وفعاليات لنصرة الأسرى وقضاياهم،بقيت في الإطار الفوقي والنخبوي التمثيلي،ولم نشهد مسيرات حاشدة بالألآف أو حتى المئات..ولذلك القضية الجوهرية هنا،هي ضرورة خوض الأسرى للإضراب المفتوح عن الطعام،من اجل نيل الحرية وإغلاق ملف الإعتقال الإداري،بشكل جماعي لكل الأسرى المعتقلين إدارياً والذي يصل عددهم الى 500 معتقل ،فإذا كانت صحيفة " هارتس" العبرية،قالت في افتتاحيتها عقب إنتصار الأسير ابو هواش على سجانيه وجلاديه واجهزة امن الإحتلال ومخابراته،بعد 141 يوماً من الإضراب المفتوح عن الطعام،"كفى للإعتقال الإداري"،هذا الإعتقال الذي يستند الى قوانين الطوارىء الظالمة من عهد الإنتداب البريطاني،قوانين تفتقر لأي شرعية،والهدف منها تحطيم إرادة المناضلين وكسر معنوياتهم،واحتجاز طاقاتهم لأكبر فترة ممكنة،دون أية أدلة وبراهين ودون محاكمات،تحت ما يسمى بالمواد السرية. ولذلك يصبح المطلوب في هذا الجانب على وجه الخصوص،خوض نضال جماعي من قبل الأسرى الإداريين،من اجل وقف واغلاق ملف الإعتقال الإداري بشكل نهائي،وهذا الملف يمكن أن يلتف حوله الكثير من المؤسسات الحقوقية والإنسانية والقانونية،وكذلك الكثير من أحرار العالم والمناصرين لقضية الأسرى ولقضية شعبنا الفلسطيني،حتى الدول والقوى الداعمة لدولة الإحتلال،ستجد نفسها محرجة في الدفاع عن دولة الإحتلال في مثل هذا الملف،الذي يتعارض مع كل القوانين والمواثيق الدولية،ويشكل خرقاً سافراً لحقوق الأنسان والقانون الدولي الإنساني. القضية ليس فقط مقاطعة جلسات المحاكم بشأن الإعتقال الإداري،تلك المحاكم الصورية،التي ينفذ فيها قضاة محاكم الإحتلال تعليمات اجهزة مخابرات دولتهم،بل اخذ خطوة استراتيجية بتحرك جماعي لوقف وإغلاق ملف الإعتقال الإداري. صحيح بأن ما أسهم في تحقيق إنتصارات الأسرى الإداريين في إضراباتهم المفتوحة عن الطعام،حالة الإسناد والدعم والتضامن الشعبي والفصائلي،ولكن المتغير الهام هنا،هو وجود مقاومة فلسطينية،تمتلك القدرة في أن تسند هؤلاء الأسرى بالنار،وهذا بات عامل مقلق جداً للمحتل واجهزة مخابراته،من بعد معركة " سيف القدس"،وبالملموس في قضية الأسير هشام أبو هواش،كان موقف وقرار امين عام حركة الجهاد الإسلامي ابو طارق النخالة وسرايا القدس ومواقف فصائل المقاومة الأخرى وأذرعها العسكرية،بأن إ س ت ش ه اد الأسير ابو هواش،ستصبح الكلمة والفعل للميدان،وهذا يعني بالملموس ان صواريخ ا ل م ق ا و م ة ستتساقط على قلب دولة الإحتلال،وفي عاصمته السياسية والإقتصادية والدبلوماسية والأمنية ،تل أبيب،وربما تتجه الأمور نحو مواجهة عسكرية شاملة،والأسوء لدولة الإحتلال،هو تصاعد الفعل والإشتباك الشعبي في الضفة وتصاعد اعمال ا ل م ق ا و م ة،والتي قد تشكل خطر جدي على قدرة السلطة الفلسطينية وأجهتها الأمنية بالسيطرة على الأوضاع او احتوائها،وبالتالي أي انهيار في السلطة،يعني بان دولة الإحتلال ستواجه شعب باكمله،ولن تقتصر المواجهات والإشتباكات على الحواجز والمعابر،بل ستكون مواجهات شاملة في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية. نعم ابو هواش انتصر في معركة الأمعاء الخاوية وسينتزع حريته في السادس والعشرين من شباط القادم،ولكن هذا النصر المتحقق،يجب أن يبنى عليه رؤيا واستراتيجية فلسطينية موحدتين،من أجل إغلاق ملف الإعتقال الإداري بشكل نهائي.
فلسطين – القدس المحتلة 5/1/2022 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلسطين عام 2021 ....محطات مفصلية
-
زيارة خاطئة في توقيت وظرف خاطئين
-
القدس مع نهاية العام ...حرب شاملة بدون توقف
-
في الشيخ جراح يكتمل المخطط التهويدي
-
لا التطهير العرقي والإستيطان توقفا ولا - مجازر- الحجر ستتوقف
-
في -صهينة- الوعي
-
قراءة في نتائج المرحلة الأولى من الإنتخابات المحلية
-
تحليل هل كان حقاً هناك عملية طعن في الشيخ جراح....؟؟
-
الجزائر الوفية دوماً لفلسطين ولمبادئها ولقوميتها ولعروبتها
-
المشهد والملف النووي الإيرانيين حاضرين بقوة في -اسرائيل-
-
النظام الرسمي العربي ....و-الإسهال- التطبيع
-
الحرب على المحتوى الفلسطيني والمؤسسات مستمرة
-
الأقصى ما بين مخاطر الهيكل المعنوي والجولات التعليمية الإلزا
...
-
في القدس بعد استهداف البشر.....يستهدف الحجر
-
بعد مرور 33 عاماً على اعلان الإستقلال..أين وصلنا...؟؟؟
-
قراءة في زيارة وزير الخارجية الإماراتي لسوريا
-
لا حرية ولا تحرير بدون تحرير العقول
-
المرجل المقدسي يغلي ...والإنفجار قادم
-
القصة ليست تصريح قرداحي،بل أبعد من ذلك
-
أهداف الحملة الإحتلالية على المؤسسات الأهلية الفلسطينية
المزيد.....
-
-المعادن النادرة مقابل المساعدات العسكرية-.. ترامب يكشف ملام
...
-
الاتحاد الأوروبي يستعد للمواجهة بعد تأكيد ترامب فرض رسوم جمر
...
-
ترامب يطالب أوروبا بزيادة المساعدة لأوكرانيا
-
-بوليتيكو-: قلق كبير يعيشه نظام كييف إزاء تقارب المواقف الرو
...
-
السعودية واليابان توقعان مذكرتي تفاهم حول إنشاء مجلس الشراكة
...
-
-رويترز-: الولايات المتحدة تستأنف ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا
-
-Senego-: فرنسا تبدأ في سحب قواتها من السنغال
-
الرئيس الجزائري يندّد بـ-مناخ ضار- في العلاقات مع باريس
-
عشية زيارته إلى تركيا... الشرع يؤكد أن تنظيم انتخابات في سور
...
-
النائب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي جو ويلسون يدعو إلى ق
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|