أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - روائيين من الأنديز!!!














المزيد.....

روائيين من الأنديز!!!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 7127 - 2022 / 1 / 5 - 15:27
المحور: الادب والفن
    


أمريكا الجنوبية، اللاتينيّة الجغرافيا، بصمتِها الساحر، إذ تكتظّ كنوزها بالسحر والموت والعقب الحديدية، هذه القارة المليئة بالأساطير والخرافات، يكتنفُها واقع خيالي لا تحتملهُ الصور الفتوغرافيّة ولا الأفلام الوثائقيّة، فقط الروايات وحدها التي تعشق الإنسان وتسقي الغابات وتروي بالدماء الأرض المسلوبة بالحرية. من تشيلي إلى الارجنتين ومن كولومبيا والبيرو وبوليفيا حتى الأورجواي وفنزويلا وكان في البدء هافانا كوبا...
غابرييل غارسيا ماركيز، ساحر الرواية اللاتيني، أنطونيو سكارميتا خرافي تشيلي، إيزابيل ألليندي ضمير سانتياغو تشيلي، وخورخي ماريو فارغاس لوسا الحائز على نوبل والأسطورة البيروفي، وغيرهم...رسموا لوحات داميّة لوجه الدكتاتورية اللاتينية ولأولئك الجزارين الذين باعوا القارة اللاتينية لشركات الموز والبترول وساقوا الغابات البريئة إلى حتفها...
رواياتهم تشمّ منها رائحة الغبار والدم والبراءة، عندما أقرأ لأحدهم تتلوَّث أنفاسي بالأساطير والخرافات، أرى القارة الشاسعة الساحرة من دون أن أسافر إليها، أجول بغاباتها والتحق بجبال الأنديز وأنهار الدم وسماوات ملطَّخة بالعذابات وأكثر من إله نصّب نفسه حاكمًا وهو لا يملك صوتًا واحدًا من أولئك الفقراء المسحوقين، روايات جميعها ساحرة، جميعها خرافيّة، كافتها تصُّب في لعن الظلام والاضطهاد وتسعى لفضح الدكتاتورية، ولكن بنفسٍ فني ودرامي، عبقري أستحق غالبيتهم نوبل لأنَّهم جعلوا القارة تروي عطشها من حروفهم...
عندما أسبح في لجة روايتهم أشعر بالخوف من أن تُصيبني الدكتاتورية لأنَّها تشعرك بأن يدها طويلة وتصل حتى السماء، ولكن عندما يفضحها هؤلاء المبدعين السحرة، يحولونها إلى مجرَّد عقارب خائفة مذعورة تختبئ وراء الدبابات والطائرات وجيوش من الفقراء الجهلة الذين وظفوهم ليغتصبوا ثروات القارة الغنيَة بالنفط والموز والغابات، والفقيرة بذات الوقت لأنَّهم لم يتركوا فيها شيئًا للإنسان...
رواية المدينة والكلاب لخورخي فارغاس ومائة عام من العزلة غارسيا ماركيز، وساعي بريد نيرودا لأنطونيو سكارميتا والحب والظلال لإزابيل ألليندي، هذه الروايات وعشرات تلقي بظلالِها على العالم وتنثر حروفها كغيومٍ تحلق عبر سماوات الكوكب الكونيّ، تلك الروايات التي لا أشبعُ منها طوال العام والأعوام السابقة واللاحقة، لأنها تجعلني مسافرًا لجبال الأنديز طوال السنين...
أقرأ وأقرأ ولا أشعر بالتُخمة، فالسحر في هذه الروايات يتجدّد وتكتشف في كلِّ مرَّة خيالاً حصبًا والفضل لأولئك المترجمين الرائعين وعلى رأسهم صالح علماني الذي أهديه تحية ساحرة على سحر الترجمة...
لا استيقظ من السحر حتى أغفو فيه، هذه هي القارة الساحرة، أمريكا اللاتينية.



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالحبّ لا بالدكتاتورية!!
- العيب مش في الفوط الصحيّة!!!
- 70 سنة ماذا تغيَّر؟؟!!
- حساسيّة الكتابة والمنطقة المظلمة!
- تعرف على المستور بوضوح!
- القطار الخليجي وتعدّد السكك؟
- رواية الطبعة 30!
- متى ترتدي طالبان الجينز؟!
- الكتابة بدون حِبر...
- النفاق الديني بين الدولة والمعارضة!
- ثالوث محرم ومثلث نحْس يطارد الرواية!
- حكام وشعوب من الخارج والباطن!
- عفوا...الشرق شرق والغرب غرب لا تخلطوا!
- الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (11 ...
- ازرع الورد حتى لو كان جارك يزرع الشوْك...
- لا عزاء للصحافة العربية...
- ماذا تعلمنا بعد كل محنة؟
- ثلوج يوليو...
- من بيع الأجساد إلى بيع العقول (تجارة الرق الجديدة)
- الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (10 ...


المزيد.....




- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- الإعلان عن سبب وفاة الفنان المصري سليمان عيد
- الموت يغيب النجم المصري الشهير سليمان عيد
- افتتاح الدورة السابعة والأربعين لمهرجان موسكو السينمائي الدو ...
- السوق الأسبوعي في المغرب.. ملتقى الثقافة والذاكرة والإنسان
- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - روائيين من الأنديز!!!