أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - القضية الفلسطينية وتقصير الاخوان المسلمين بحقها















المزيد.....

القضية الفلسطينية وتقصير الاخوان المسلمين بحقها


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1659 - 2006 / 8 / 31 - 09:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


أعرف أن كثيرين لن يروق لهم عنوان هذه المقالة وما ستحمله من افكار بشأن نقد الخط التقليدي للاخوان المسلمين الذي لايزالون عليه منذ تأسيس حركتهم الأم وما تفرع عنها منذ عام 1928 , لكن مهما تكن تلك الانتقادات فان الحقيقة الغائبة أو المغيبة يجب ان تقال وبأي ثمن كان .

لا شك أن الدين الاسلامي كنظام حياة بعقيدته وشريعته يقوم على فكرة اقناع الآخرين به من خلال الدعوة السلمية واقامة الحجة والبرهان لمن يريد أن يجادل بالتي أحسن وصولا إلى الحق المبين , وهو لايكره أحدا عليه وهذا واضح وبين من خلال قوله تعالى " لا إكراه في الدين فقد تبين الرشد من الغي " البقرة أية 256 وقوله " أنلزمكموها وأنتم لها كارهون " هود أية28 إلخ من الآيات التي تتحدث عن حرية الدين والمعتقد , لكن الاسلام في اطاره العقدي و التشريعي الحياتي ينتصب واقفا في وجه أولئك الذين يريدون الوقوف أو التآمر على دعوته للحيلولة دون وصولها إلى الناس أجمعين وهذه المواجهة مع من يريد المواجهة ليست أمرا تلقائيا كما نعرف من تاريخ الدعوة والاسلام على وجه العموم بل إنها تأتي في سياق المرحلة والمكان الملائمين.

أردت سوق ما سبق للتمهيد لفكرة أن الاخوان المسلمين يقوم فكرهم ومنهج حياتهم على المرجعية الاسلامية التي تتحدث عن التغيير التدريجي ولكن بالتي هي احسن " أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " نعم هذا الكلام صحيح وهو أصل الأصول في الدعوة الاسلامية وهو ما كرسه كإطار للاخوان السيد "حسن البنا" رحمه الله , لكن الاسلام يضع حدودا ونهايات للتغيير التدريجي والتغلغل في حركة المجتمع لاحداث التغيير الاسلامي المنشود , بمعنى أو بآخر إن الاسلام لا يطلب ممن يحملون هم الدعوة إليه ونشره وتطبيقة الصبر على الاذى والملاحقة والوقوف في الوجه وإغلاق الابواب والمنافذ إلى ما لا نهاية , وهنا يأتي دور الصراع مابين الحق والباطل بالمعنى العسكري التقليدي , وإلا فإن الصبر أبعد من الحدود والمدى المطلوب يصبح مهادنة , وهذا ما ليس من الاسلام على الاطلاق ولايمكن أن يكون جزءا من توجهه الفكري ونمطا من خطه المنهجي العملي في الحياة الاسلامية والانسانية على وجه العموم إذ "من كان يريد العزة فلله العزة جميعا" . فاطر اية 10 .

الاخوان المسلمون في الاقطار العربية بشكل عام يبدوأنهم أصبحوا في حالة من الاستغراق السايكولوجي بتشبثهم فقط بالاصلاح التدريجي والدعوة السلمية للتغيير دون أن يكون لهم رد فعل يستند إلى الرؤية العلمية في التوجه والتطبيق إذا ما أرادت النظم التي يعيشون في كنفها منعهم من المضي في عجلة التغيير السلمي الايجابي أو تقييد حركة الاخوان التغييرية ضمن حدود وقيود ممنوع عليهم تجاوزها وأقصد هنا فيما يتعلق ببنية وتوجه النظام السياسي وهل هذا النظام يمتلك الارادة السياسية الوطنية والقومية الاسلامية بما يتماشى مع مصلحة الشعوب العربية والاسلامية أم انه نظام تابع يعمل لمصلحة الغير .

في العالم العربي عايشت حركة أو تنظيم الاخوان المسلمين أنظمة عديدة وبغض النظر عن المنطلق الفكري الذي كانت تتبناه هذه الانظمة , إلاأن الجامع المشترك الذي يمكن أن نصنف من خلاله تلك الانظمة هو أنها إما أنظمة استبدادية وشخصانية وإما أنظمة تعمل مباشرة لصالح الاستعمار الغربي من أجل ضمان الحفاظ على عروشها المقدسة التي يهون من اجلها دماء شعوبهم وأقوات أرزاقهم , ومع ذلك كله بقي التوجه العملي والمنهجي للاخوان مكرسا فقط في إطار التغيير العقدي والاجتماعي , وحينما كانوا يحاولون تعدي الخط الذي يرسمه لهم حكام وسلاطين الممالك العربية , كان هؤلاء الاخوان يمنعون من ذلك ولو بالقوة وكانت ردات فعلهم على ذلك عفوية وتلقائية غير منظمة لمواجهة صلف وتجبر تلك الانظمة بمعنى أن الاخوان المسلمين لم يضعوا نصب أعينهم استراتيجية محددة تقوم في نهاية المطاف باستبدال نظم الاستبداد والعدالة ليحل معها نظام عربي اسلامي موحد يمتلك الارادة السياسية لتحقيق الطموحات العربية والاسلامية بالتحرر والاستقلال والسعي لإيصال الرسالة الخاتمة التي نحن مكلفون بنشرها .

إنه باختصار الخوف والجبن الذي يخلق لدى الانسان التردد حتى القتل وبذلك يصبح الانسان فاقدا الارادة على تحديد مشكلته الرئيسية والحقيقية ووضع وحسم الاستراتيجية المطلوبة لعلاجها وحلها نظريا وعمليا, سيقول لي البعض إن الاخوان المسلمين حاولوا أن يثوروا على النظام السوري ولكن النتيجة كانت أن أبيد الآلاف منهم وبعدها لم يقم للاخوان قائمة , نعم, صحيح ما جرى ولكن الذي أوصلهم إلى هذا المآل هي حالة اللاحسم وعدم وضع الاستراتيجية المطلوبة التي توحد جهود الاخوان المسلمين في شتى اقطار العالم العربي , وكل هذا نابع من حالةالخوف والجبن الذي أورثهم داء التردد القاتل .

لازالت الكثير من فروع الاخوان المسلمين في العالم العربي تهادن هذا النظام أو ذاك وبالتحديد في مصر والاردن رغم ما يعتقدونه تمام الاعتقاد من أن هذه الانظمة في واد ومصالح شعوبهم في واد آخر , فلم المهادنة اذن ؟, على الاقل لماذا لاينظمون المؤتمرات والندوات والمظاهرات الشعبية الهادفة إلى توعية الناس وبطريقة لاتقبل الشك ولا التأويل أن أنظمتهم الرسمية تتآمر عليهم وعلى كراماتهم وعزتهم وتسرق ثرواتهم وتجيرها لصالح الدول الاستعمارية الطامحة !!, لماذا هذا اللاتحرك , أهو الخوف من الموت وقطع الارزاق والملاحقات والمطاردات ؟؟, وكيف إذن هو التغيير , أليس التغيير بحاجة إلى الدماء والتضحيات والمطاردات والملاحقات؟!!
إن مهادنة الاخوان المسلمين للانظمة الاستبدادية والعميلة , هو الذي شجع تلك الانظمة على المزيد من الاستخفاف بإرادة الشعوب وبحقوقها وبالتالي لان تكون تلك الانظمة أدوات مجيرة في أيدي الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية حتى أصبح حكام العرب في الوضع الراهن يعملون جهارا نهارا ضد مصالح شعوبهم وبكل استخفاف واستهزاء بإرادة الامة من المحيط إلى الخليج .

الشعب الفلسطيني الآن يحاصر بمباركة من الانظمة العربية بل وربما بمساعدة منها , وحماس في فلسطين لاتستطيع بفعل هذا الحصار الجائر أن تتدبر أمر الفلسطينيين في مختلف مجالات حياتهم, فلماذا لايتحرك الاخوان المسلمون شعبيا ولو كلف ذلك الدماء والثورة على أنظمتهم لكسر هذا الحصار , أفبعد تخاذل وتآمر انظمتهم تخاذل وتآمر!! , ماذا ينتظرون , هل " أستغفر الله العظيم " ينتظرون أن ينزل جبريل والملك أجمعون لكي ينقذوا الشعب الفلسطيني؟!! .

ليكن معلوما سلفا أن حماس وغير حماس ممن يتمسكون بالثوابت الوطنية الفلسطينية لا يستطيعون كسر هذا الحصار السياسي والمالي على الشعب الفلسطيني طالما أن قيادة الاحزاب العربية والاسلامية وبالتحديد قيادة الاخوان المسلمين ليس لديها الاستعداد للتضحية بتنظيم الحملات الجماهيرية والشعبية وتوجيهها بشكل يخدم المصالح العربية والاسلامية ضد تخاذل وتواطىء الانظمة الرسمية , هذه الانظمة التي تخافها الحركات والاحزاب العربية تبين أنها لاتملك أمرنفسها فضلا عن ان تملك زمام أمر غيرها , فالمخيف في الوضع العربي تبين أنه أكثر خوفا وجبنا .

الجسم العربي الاسلامي جسم متكامل لايستطيع البقاء بقوة وحيوبة إلا بهذا التكامل العضوي والوظيفي , معنى التجزئة الذي تراهن عليه أمريكا وإسرائيل هو الضعف والوهن والتنازل , حماس تستطيع أن تفك الحصار في حالة واحدة هو التنازل عن الحقوق والثوابت أي أن يكون للقمة العيش ثمنا سياسيا كبيرا يتعلق بكرامة الامة وتاريخها , فهل يقبل الاخوان المسلمون وهم اكثر الاحزاب العربية المعارضة كثرة وإمكانات أن يبقوا مكتوفي الايدي حتى تباع فلسطين بالرخيص , وثروات شعوبهم وأمتهم ينهبها الناهبون من انظمة الاقطاعيات وأسيادهم المستعمرين , عليكم أن تتحركوا قبل فوات الآوان.

30 – 8 – 2006



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على حماس ان تغادر السلطة
- السلطة الفلسطينية في ميزان التقييم
- أيتها الانظمة ....لاتضيعي الفرصة!!
- دراسة استراتيجية : الحرب الاقليمية في المنطقة باتت مسألة وقت ...
- قراءة سياسية تحليلية للمرحلة الراهنة من الصراع واتجاهاتها ال ...
- مدى ضرورة الشروع في اعادة بناء واصلاح منظمة التحرير الفلسطين ...
- حل السلطة بات حلا وطنيا مطلوبا
- الهجوم على غزة واستباحة الضفة ووهم الشرعية الدولية
- شرعية دولية ام شرعية الدول الاستعمارية
- التاريخ يكره الفراغ


المزيد.....




- بعد سجن 13 عاما.. ألماني يبرأ من تهمة قتل ويطالب بتعويض
- رغم الهدنة.. لماذا تخشى إسرائيل حزب الله؟
- ماسك يرد على مطالبة واشنطن لكييف بخفض سن التجنيد في أوكرانيا ...
- حزب الله- ينشر إحصائيات عن خسائر إسرائيل البشرية والمادية خل ...
- موقع أمريكي يزعم تخلي حماس عن استراتيجية السنوار لوقف إطلاق ...
- اتصالات مصرية بقادة القوى السياسية اللبنانية لبناء -مرحلة جد ...
- لم شمل أسر روسية وأوكرانية
- الإعلام العبري يكشف تفاصيل زيارة وفد المخابرات المصرية لإسرا ...
- من المنهزم في لبنان؟
- قناة -كان- العبرية: محمد السنوار والحية هما الشخصيتان الرئيس ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - القضية الفلسطينية وتقصير الاخوان المسلمين بحقها