|
الدولة الاسبانية توشح وزيرة الخارجية السابقة السيدة أرونشا گنْزليزْ لايَ باعلى وسام الدولة الاسبانية
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7124 - 2022 / 1 / 2 - 22:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
L’Etat espagnole décore l’ex ministre des affaires étrangères Arancha Gonsalez Laya de la plus prestigieuse distinction civil du pays . أقدمت الدولة الاسبانية ، على توشيح وزيرة الخارجية الاسبانية السابقة Arancha Gonsalez Laya ، بأكبر وسام استحقاق ، على الخدمات التي قدمتها للدولة الاسبانية ، طيلة وجودها على رأس الدبلوماسية الاسبانية .. وهذا الاعتراف الفريد بتوشيح السيدة Arancha بأرفع وسام ، هو اعتراف صريح من الدولة الاسبانية ، بالخدمات الممتازة التي اسدتها السيدة الوزيرة للدولة الاسبانية ، سواء اثناء الازمة التي نشبت مع الدولة السلطانية ، عند استقدام إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو ، للتشافي بالديار الاسبانية ، او عند وقوفها من خلال الدولة كجبهة حكم ، او ضمن دول الاتحاد الأوربي مجتمعة ، ضد قرار الرئيس الأمريكي Donald Trump بالاعتراف بمغربية الصحراء .. وقد كانت الدولة الاسبانية من خلال وزيرة خارجيتها ، الى جانب المانيا ، وفرنسا ، وهولندا ، والدول الاسكندنافية ... من اكبر المعارضين للاعتراف المذكور . ووصل الامر بالوزيرة Arancha ، ان تكاتب ، وتفاتح مباشرة الرئيس John Biden ، بالموقف الاسباني ، والاوربي الرافض للاعتراف .. البراغماتية الاسبانية ، خاصة رئيس الوزراء الاسباني السيد Pedro Sanchez ، الذي يتقن فنية التعامل مع الازمات ، لإفراغها من محتواها ، لكي تصبح بلا قيمة ولا شأن ، خاصة عندما تتم السيطرة على عقلية المنافس المخاطب بالأزمة ، فتجعله يفهم عكس ما يجري .. نجحت وكالمعتاد ، في التسويق لأخبار تعتبر ابعاد السيدة Arancha عن وزارة الخارجية ، والمجيء بوزير جديد للخارجية الاسبانية ، كان سفيرا لإسبانية بباريس .. بمثابة تهميش ، وعقاب للسيدة Arancha ، وانتصارا للنظام السلطاني الذي يتظاهر باحتجاجه على الدولة الاسبانية ، لاستقبالها إبراهيم غالي بأراضيها للتشافي .. في حين ان ما اغضب النظام السلطاني ، ليس عملية استقبال غالي التي هي قرار سيادي للدولة الاسبانية .. لكن غضب النظام السلطاني ، كان بسبب الموقف الرافض للدولة الاسبانية ، لاعتراف Trump بمغربية الصحراء .. وكوزيرة للخارجية الاسبانية ، تكلفت السيدة Arancha بتدبير ملف الرفض بالاعتراف ، الذي وصل حد مخاطبة الرئيس John Biden شخصيا ومباشرة .. وقد لعب موقف الدولة الاسباني الصلب ، والموقف الأوربي المعارض لاعتراف Trump بمغربية الصحراء ، دورا أساسيا اثر على الإدارة الديمقراطية الامريكية ، عندما اصبح الرئيس John Biden ، يتصرف ضد قرار Trump بالاعتراف .. ويركز على الأمم المتحدة ، ومجلس الامن ، وعلى المشروعية الدولية ، والتشبث بتعيين مبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة بشان الصحراء ، الذي رحب Biden بتعيين الإيطالي / السويدي Staffant de Mistura ، في هذه المهمة التي اعتبرها إنجازا عظيما .. ان توشيح الدولة الاسبانية لوزيرة خارجيتها السابقة Arancha Gonsalez Lay ، باعلى وسام الدولة .. يجب فهمه انه ليس فقط اعترافا بإنجازاتها الدبلوماسية ، عندما كانت على راس وزارة الخارجية الاسبانية .. بل بجب الذهاب ابعد من ذلك لنخلص ، الى ان قرار استقبال إبراهيم غالي ، لم يكن قرارا خاصا للسيدة Arancha .. لكنه كان قرارا للدولة الاسبانية ت، حملت فيه المسؤولية كل الأجهزة المعنية ، وعلى راسها رئيس الوزراء الذكي والبراغماتي ، السيد Pedro Sanchez ، الذي يعرف كيف يدافع عن مصالح الدولة الاسبانية كدولة عظمى ، مدنية ، تجنح للمفاوضات وللتحاور ، وتنبذ العنف والسلطوية ، عند نسج العلاقات الدبلوماسية مع الجيران غير الاوربيين .. لكنها تدمر العنف عند الحاجة القصوى .. كما يجب فهم قرار التوشيح من الدولة للسيدة Arancha ، بانه رسالة مشفرة الى الجار الجنوبي النظام السلطاني ، من انّ اسبانية الدولة الاوربية المسيحية العظمى ، انّ قرارها سيادي ، ولا يحتاج صدروه ، او إصداره موافقة طرف آخر ، حتى ولو كان اوربيا ، فأحرى ان يكون افريقيا ، عربيا ، عالم ثالثيا .. ومن جهة فالتوشيج ، هو كذللك رسالة الى الدولة السلطانية ، بخصوص موقف الدولة الاسبانية من نزاع الصحراء الغربية ، وهو موقف يعاكس ، ويرفض مغربية الصحراء ، كما رفض اعتراف Trump بها .. ويؤكد التوشيح ، تشبث الدولة الاسبانية بالمشروعية الدولية ، التي تعكسها قرارات الجمعية العامة منذ سنة 1960 التي صدر فيها القرار 1514 ، وقرارات مجلس الامن منذ سنة 1975 .. ان توشيح السيدة Arancha بوسام الدولة الاسبانية ، هو تأكيد على روح التضامن التي تسود عمل الحكومة الاسبانية ، خاصة بين الحزب الاشتراكي برئاسة السيد Pedro Sanchez ، وحزب اليسار Podemos .. فنتائج القرارات الحكومية ، تتحملها جميع الأحزاب المكونة للحكومة بشكل تضامني .. خاصة وانّ القرارات تصدر بالإجماع ، بالنسبة للمواضيع ذات الحساسية ، كالموقف من نزاع الصحراء ، ومن مغربيتها ، والموقف من القرارات التي تتخذها الدولة ذات السيادة ، والتي لا يحتاج صدورها حصول موافقة من طرف ثالث ، كاستقبال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي للتشافي بإراضيها .. والتوشيح هذا لم يأتي صدفة ، او اتى نتيجة نفاق حكومي . بل كان مقصودا ، وجاء في خضم تأزم العلاقات بين الدولة الاسبانية ، وبين الدولة السلطانية .. وهو كجواب من جهة ، وكرسالة من جهة أخرى الى الجار الجنوبي ، يعني انتظار خطوات ، وإجراءات قادمة من مدريد ، قد تزيد في تأزيم وضع العلاقات بين الدولتين ، وقد تصل الى أجواء فترة حكم Aznar عن الحزب الشعبي ، الذي اساء كثيرا الى وضع الصحراء ، حين كان ينظم أسبوعيا استفتاءات نموذجية بالمقاطعات الاسبانية ، تحاكي الاستفتاء المزمع تنظيمه في الصحراء .. اضافه الى موقفه المتشدد من صادرات الحوامض ، والاسماك المغربية .. وهي الفترة الحالكة ، والظلامية في حق العلاقات بين الدولة الاسبانية ، والدولة السلطانية ، التي وضعت لها نهاية تراجيديا ، تفجيرات مدريد في 11 مارس 2004 Les attentats de Madrid .. ومجيء Zabatero عن الحزب الاشتراكي ، الذي انقلب على عهد Aznar ، عندما اندمج يدافع عن مغربية الصحراء ، وعن قضايا الدولة السلطانية التي لا يزال يدافع عنها حتى الآن .. واعترافا بهذه الخدمات ، وشحه السلطان المغربي بوسام علوي في عيد العرش 2017 .. فبعد هذا التوشيح للسيدة Arancha وزيرة الخارجية السابقة ، من قبل الدول الاسبانية بأرفع وسام الدولة ..، والتوشيح كان تحديا بالاعتراف بالقرارات التي اتخذها الحكومة مجتمعة ، عندما كانت Arancha تشغل وزير خارجيتها ، وكان جوابا عن مواقف النظام السلطاني المغربي من قضية إبراهيم غالي ، وكان رسالة واضحة الى النظام السلطاني من موقف الدولة الاسبانية ، بالنسبة للوضع القانوني للصحراء ، الذي يجردها من مغربيتها .... هل لا يزال من يعتقد ، او يروج لخزعبلات ، انّ اسبانية تصطك خوفا من النظام السلطاني المغربي ، وانها تخشى ولا تنام ، خوفا من درجة تسلح الجيش المغربي .. وانّ التحليلات أجمعت ، انّ قضية تحرير سبتة ومليلية دخلت عدها العكسي الأخير .. إضافة الى اجراء مقارنات بين الجيش الاسباني ، والجيش المغربي ، ونوع الأسلحة التي يملكانها .. فيخلصون ان الجيش المغربي قادر ان يلحق هزيمة نكراء بالجيش الاسباني .. ان مثل هذا المرض الصبياني الذي تنفخ فيه ابواق عديدة و مختلفة ، عشناه في حرب الخليج ، عندما كانوا ينشرون أرقاما مخيفة يمثلها الجيش العراقي ( النفخ ) ، الذي وصفوه بثالث جيش في العالم ، وبدئوا يقارنوه بالجيش الأمريكي ، والبريطاني ... وما ان بدأت الحرب ، حتى سقطت بغداد في النهار قبل الفجر ، ومن دون مقاومة ... ان مقارنة الجيش المغربي ، يجب ان تكون مع الجيش الجزائري .. اما مقارنته مع الجيش الاسباني ، فسيكون انتحارا وبلادة ، لا تقل عن بلادة العراق ، التي دخلت جحافل المارينز عاصمته من دون مقاومة .. اسبانية دولة اوربية ، مسيحية ، قوية عسكريا ، اقتصاديا ، عضو بالاتحاد الأوربي ، وعضو فعال بحلف الناتو ... فلو وُضِعت واشنطن امام الاختيار بين مدريد والرباط .. ستختار مدريد .. ووزير الخارجية الفرنسي الحالي Jean Yves le Drian اكدها من اسبانية صراحة ، عندما قال نحن مع اسبانية ضد المغرب في الازمة التي نشبت .. فماذا سيكون الموقف الفرنسي ، وموقف الاتحاد الأوربي ، إذا افترضنا انّ حربا نشبت بين المغرب وبين اسبانيا .. فاذا كانت الهزيمة واضحة في حالة الحرب على سبيل الافتراض ، لأنها يمكن ان تقع مع الجزائر ، ولن تقع مع اسبانيا .. فهل السلطان المغربي اليوم ، قادر على هزيمة الجيش الاسباني ، وهزيمة الاتحاد الأوربي اقتصاديا ، وهزيمة حلف الناتو عسكريا .. وليتذكر الجميع شماتة واهانة جزيرة ليلى .. افتحوا اعينكم جيدا .. حتى لا يدعو السلطان الى نجدة Antony Blinken ، الذي لن ينجده هذه المرة ، مثلما طلب النجدة من Colin Powell في ازمة جزيرة ليلي ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من الخائن الحقيقي . هل محمد السادس ، أم محمود عباس ؟ سكيزوفر
...
-
الجمهورية الصحراوية بعد تصريح ( وزير الاراضي المحتلة والجالي
...
-
هل النظام السلطاني معزول ، أم ان الامر مجرد اعادة ترتيب الصف
...
-
معارضة الخارج .. هل سيعيد النظام الجزائري ، ضبط آليات تعامله
...
-
الحكومة الالمانية تمسك العصا من الوسط بخصوص نزاع الصحراء الغ
...
-
جماعة العدل والاحسان ومشروع الخلافة الاسلامية / بمناسبة مرور
...
-
جبهة البوليساريو غاضبة من استئناف الاتحاد الاوربي ، قرار الغ
...
-
المدير العام للبوليس السياسي
-
الملك محمد السادس ابن الحسن العلوي . هشام بن عبدالله العلوي
...
-
أولى نتائج وبوادر التعاون ( الاستراتيجي ) بين البوليش الشياش
...
-
هل التطبيع بين النظام السلطاني المغربي ، وبين الدولة الصهيون
...
-
هل فشلت زيارة وزير خارجية السلطان ناصر بوريطة الى واشنطن ؟
-
هل يتعرض النظام الجزائري لمؤامرة ؟
-
الحزب السياسي
-
جبهة البوليساريو خسرت الحرب ، فخسرت قضيتها ، وعليها ان تعترف
...
-
هل بدأ الإلتفاف على قرار محكمة العدل الاوربية ..
-
من كومونة باريس الى كومونة الرباط
-
تحليل خطاب الملك بمناسبة مرور ستة واربعين سنة من انطلاق المس
...
-
النظام الجزائري . استعراض للعضلات ، ام تحضير للحرب ..
-
إسقاط النظام . إسقاط الدولة . إسقاط الاستبداد ، أم إسقاط الج
...
المزيد.....
-
الملكة رانيا والأمير الحسين يهنئان ملك الأردن بعيد ميلاده
-
بعد سجنه في -معسكر بوكا-.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح
...
-
الجولة الثالثة.. بدء إطلاق سراح الرهائن في غزة و110 أسرى فلس
...
-
من هي أغام بيرغر الرهينة التي أطلقت سراحها حماس الخميس؟
-
هواية رونالدو وشركائه.. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
-
سقطتا في النهر.. قتلى في اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية قر
...
-
مراسم تسليم الرهينة الإسرائيلية آغام بيرغر للصليب الأحمر في
...
-
-كلاب و100 ضابط من أوروبا على حدود مصر-.. الإعلام العبري يكش
...
-
أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يصل إلى دمشق في أول
...
-
دقائق قبل الكارثة.. رجل يكشف آخر رسالة من زوجته قبل حادثة مط
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|