عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 7123 - 2021 / 12 / 31 - 10:54
المحور:
الادب والفن
3/
سجين الفيروس*
اعتقلت من منتصف الطريق لم يكن معي أي أوراق ثبوتية.من شدة التعذيب فقدت ذاكرتي.الجميع هنا يحملون أسماء وذكريات ويحلمون بوقت الإفراج عنهم للقاء أهل ينتظرونهم على أحر من الجمر إلا أنا ...لا اعرف أحدا ولا يعرف عني أحد شيئا.لم يشفع لي فقدان الذاكرة.لقد اعتبرها المحقق لعبة وتذاكي...زيدت جرعات التعذيب لي حتى بت اتمنى الموت للخلاص مما انا فيه.اليوم نقلت فجأة الى المستشفى بعد إرتفاع حرارتي،ومعاناتي من أوجاع لا تطاق ومن ضيق في التنفس . اثناء نقلي مكبلا في عربة الإسعاف ،قال لي احد المسعفين انه تم تاكد إصابتي بما يسمونه الفيروس اللعين.لم انقل رأفة بي إنما خوفا من ان انشر العدوى في زنزانة كنت محشور بها مع ثلاثين شخصا في مساحة لا تتجاوز الثلاثة امتار مربعة.انا الآن مقيدا في سرير في غرفة قصية من جناح لا يقصده احد،مريض مجهول مصاب بفيروس الكل يخاف منه، لا ارى إلا ممرضين وممرضات واطباء ببدل غريبة كأنهم قدموا من الفضاء.ومسجل تحت اسم "سجين الفيروس ".لا أحد يعلم عني شيئا،منذ الصباح وضعي يزداد سوءا،تم نقلي على عجل إلى غرفة الإنعاش، بت الآن إضافة إلى تكبيلي بالسرير مربوطا بجهازي التنفس وتخطيط القلب.،الطامة أنني لا أعرف حتى إلى متى سابقى هكذا وما هو مصيري لاحقا؟...لعن الله ذاكرتي...يا الله لو أستطيع فقط أن أتذكر اسمي أو مكان سكني لعرفت على الأقل اين ستكون خاتمتي. كل ما افعله الآن التحديق في سقف الغرفة ومحاول التسلل إلى ذاكرتي لعلي التقط شيئا ما غير الفراغ.لا أدري ماذا حصل فجأة ،جهاز القلب يصدر أصواتا غريبة بيب بيب بيييبيييب...كل من في الجناح المعزول يتراكضون ،ممرض يضع حديدتين على صدري ويضغط..اقفز في الهواء ثم يقع جسدي على السرير ككيس قمامة ثقيل...لم أعد اتحرك...الغرفة يلفها الصمت بينما تسحب الممرضة ملاءة بيضاء وتغطي وجهي...الطبيب يدون كلمات في الاضبارة :....سجين الفيروس!.
*نصوص جديدة من مجموعة جديدة قيد الإعداد.
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟