احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 7122 - 2021 / 12 / 30 - 10:41
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
** أجبر النظام البائد عام 1982م الدرويش شيردل رغم كبر سنه على الإنخراط في صفوف ما يسمى بـ (الجيش الشعبي) بحجة الدفاع عن مقدسات البلاد من الغزو الصفوي – المجوسي، و لزجّه في محرقة القادسية ،في معركة لا ناقة له فيها و لاجمل،على البوابة الشرقية في مرتفعات (كيسكة- مندلي) هكذا كان الإعلام البعثي – العفلقي في تلك المرحلة ..
حمل الدرويش الكهل الملابس الخاكية راجعاً الى منزله المتواضع كئيباً.. ضمن مجموعة كبيرة من الكهول والعجزة وأنصاف المعوقين..
استقبلته زوجته الطيبة بابتسامة هادئة حينما أحست بالتعب و عدم الراحة من ملامح الدرويش..وعرفت المسألة من دون الشرح لأن دعايات أزلام النظام ملأت حتى المزابل و حاويات النفايات في كل مكان ..
هنا أرادت الزوجة الطيبة أن تخفف شيئاً من وطأة الجهد النفسي عن كاهل زوجها العزيز ،بادرته بلطف:
- لا بئس يا درويش ..إنّها معركة الدفاع عن الوطن!
نظر اليها الدرويش شيردل برفق،و قال:
- لا..! ليس كذلك يا عزيزتي درويشة !!إسمعي جيداً بإختصار..إنَّها :تحريك، وتكتيك،و تفكيك،و تفريك، بل خالية تماماً من أيّ تبريك ..و لهذه المعركة أذناب و أذيال ؛ تقع أعباؤها الثقال على عاتق الأجيال.و عمَّ الجو صمت و هدوء،و أسدل الستار عن الكلام و المقال.
و بعدما ما يقارب (32) عاماً عثرت على شفاهيات الدرويش شيردل ..وقرأت هذه الشفاهية ، لم أدرِ ما حلَّ به؛ ولكنّي رأيتُ وعاصرتُ تلك الأذناب و الأذيال التي نوّه عنها الدرويش شيردل ..يرحمك الله من حكيم و عارف بالأمور.و أردّدُ مع نفسي :
- لقد صدق الدرويش شيردل !!..
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟