|
نجيب محفوظ / من الممكن إيجاد موقع للفرد العربي في العالمية ، أما يستحيل إيجاد ذات الموقع على المستوى العربي …
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 7121 - 2021 / 12 / 29 - 16:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ كما هو معروف ، بأن فلسفة النثر الشعري والرواية انطلقوا من القارة الباردة أوروبا 🇪🇺 بجانبيها ومع إكتشاف أمريكا 🇺🇸 ، باتت الولايات المتحدة 🇺🇸 مسؤولة عن إعادة تصدير الثقافة وعلى مختلف المعايير ، ولم تكن علاقة كاتب ✍ هذه السطور بنجيب محفوظ ، الروائي الكوني من خلال قراءة 📖 رواياته فحسب ، بل ولأنني كنت أسكن في ذات العمارة التى يسكن فيها مقابل نهر النيل ، أو بالأحرى ، بالتعبير الأصح والأدق على النيل ، كما هي العبارة الشائعة بين المصريين 🇪🇬 ، ولأن الاقتراب في السكن ، مكنت هذه السطور ، فهم وإدراك من أين جاء بالبنيوية الروائية المصرية ، وهي أيضاً مناسبة ، ولعلها تكون صائبة الإشارة إليها ، كان من المفترض للرئاسة المصرية الاعتناء بالروائي المصري العالمي أكثر ، ولأن محفوظ بالنسبة للعرب وللعالم ، هو نجيبهم الفاضل والفطن 😵💫، الذي دفعهم🤚 على الدوام لزيارة منزله الواقع على النيل في منطقة العجوزة ، إذنً ، كان من الأولى للدولة المصرية إعادة ترميم مدخل العمار والرصيف والمحيط التى تقع بها العمارة بشكل حضاري ، الذي يليق ببيت 🏠 الروائي الكوني ابو الروائية المصرية 🇪🇬 .
والجدير بالمرء قبل كل شيء ، التذكير أن الترجمة العربية كانت لها الدور الأهم في رفع الوعي العربي ، وما هو أيضاً الجدير بالمراقب لفت الانتباه له ، أن محفوظ حامل أم الجوائز قد رحل الحياة الدنيا وهو تاركًا وراءه أعمال ضخمة ، كادت أن تغلق باب الرواية العربية من بعده ، تماماً 🤝 كما أعتقد 🤔 البعض قبل ذلك ، بأن أيضاً ابو حامد الغزالي أوقف ✋ بكتابه تهافت الفلسفة تطور الفلسفة العربية ، لكن هذا الإدعاء أبداً غير سليم وليس صحيح على الإطلاق ، بل ربما ، وهو أمر 🤔 يتكئ المرء به إلى التاريخ ، قد تحتاج البشرية وقتاً لكي يأتي من يجدد الإبداع ، لكنها تظل مسألة وقت ، وليست ابداً القضية قضية أبواب🚪من السهولة إغلاقها ، بل يبقى السؤال الذي يراود كل باحث في هذا القطاع النخبوي ، هل حماس الجيل الحالي لقراءة إصدارات نجيب محفوظ ، هي ذاتها التى كان يتمتع بها الجيل السابق والذي عايش أديب نوبل في صعوده بالرواية العربية إلى الروايات الكونية ، أما أن علاقة الجيل الحالي فقط بالرواية التى حازت على إعجاب 👍 لجنة نوبل أولاد حارتنا ، أو بالأحرى لشخصية جبلاوي المركبة التى حملت كنيتين ، ابو إدريس ، الابن من الزوجة النبيلة ، وأيضاً ابو أدهم ، الابن التى أنجبته الصانعة السمراء ، وكما هو معروف ، أن الجيل الحالي يميل كثيراً للرواية اللاتينية .
على أية حال ، سيسجل التاريخ ، بأن في حقبة ما ، إستطاع الورائي محفوظ أن يضع ركائز للرواية المصرية والتى بفضلها أصبحت قادرة على التنافس الكوني ، لأن أعماله امتازت في تصوير 🎥 الظاهرة الحياتية المصرية بشكل دقيق ، كان قد قدم الأحداث والسياقات والظروف الحياتية المصرية على الطريقة الذي سار عليه الأدب الفرنسي ، وهو تيار عريض ، وبالتالي ، من يقرأ أعماله ، كرواية أولاد حارتنا ، سيستمد منها معرفة الاجتماع الحاصل في القاهرة ، بل عندما تقصد نشر حكايات أهل القاهرة من خلال الرواية ، كان يهدف جعلها خالدة ، بالفعل ، اجتمعت في رواياته مختلف الطبقات ، بل حتى من كانوا يجالسهم في مقهى ريش 🪶 الشهير من المعتقلين الصدفة ، كانوا يمهدون له الطريق لكتابة أعماله مثل عمله ( الكرنك ) ، وبالرغم أنها ليست بالإنتاج الكبير ، لكنها سُجلت كنوع من الاعتراض السياسي على السياسات القمعية بحق الإنسان المصري 🇪🇬 ، وفي رأي الشخصي ، وهو رأي أتفق به مع شريحة عريضة من النقاد ، بأن نجيب محفوظ ، له من اسمه الكثير ، فهو نجيب لدرجة إستطاع صنع بالرواية العربية تماماً👍 كما فعل لوركا بالشعر الإسباني ، لقد حوّل الشعر الكلاسيكي إلى قصائد نثيرية ، تحديداً عندما نشر الأخير ( أزهار الشر ) ، والتى بدورها قدمت للبشرية الحياة اليومية في العاصمة والمدن الكبرى ، ليس فقط في أسبانيا 🇪🇸 ، بل كل بلد وطأة قدمه فيها ، مثل نيويورك أو أرتبط بها إرتباط ثقافي كاللغة العربية ، وأيضاً التاريخ الإسلامي في الأندلس ، بل في مراجعة عميقة ، تعتبر أسلوبية محفوظ في كتابة الرواية ، نقلة تشبه بصراحة 😑 سردية الحكواتي الذي أعتاد أن يروي القصص على الناس في المقهى ، فهي لغة مبسطة حتى لو كانت تحمل فلسفة أو نقد دفين ، وعلى هذا الدرب ، درب شعراء النثر والحكواتيين ، أبتكر أديب القاهرة الرواية العربية المعاصرة ، ويصح أيضاً التذكير ، بأن رواياته صنفت بالواقعية الكثيفة ، قد يقول قائلًا ، أنها خالية من التاريخ البعيد أو من المستقبليات ، لكنه بالتأكيد 🙄 ، لم يتعامل مع التاريخ القريب بحرق 🔥 المراحل على الطريقة الكوبرنكية ، فلرجل بالمؤكد ، لم يصاب بمرض تضخم الذات ولم ينظر 👀 للتاريخ كما أنه مضى ، بل أعماله ستبقى تاريخية لأنها ببساطة خلدت أهم مكان في مصر 🇪🇬 ، وأيضاً كانت المرحلة الأهم في المنطقة العربية برمتها ، وقد يُطلق في المستقبل القريب على المحفوظيات تسمية هذه ، ( أشبه بالشجر الاسمقية) ، أي العالية .
حتى لو كان الروائي العالمي ( نجيب محفوظ ) لم يغادر حدود ما بين بيته 🏠 المطل على النيل ومقهى ريش 🪶 ، إلا أنه كان المواطن الأقدر في معانقة🤗 الذاكرة والشوارع والتلال والنهر والشجر ، ومع كل كتابة ✍ لرواية جديدة كان يردد ، لقد أطلت الغيبة طويلاً ، بالفعل هكذا تعامل مع شخصيته الزعبلاوية التى أعاد نشرها ضمن مجموعة ( دنيا الله ) ، لقد أحرقت الشخصية التى لعبت الدور الأساسي الكثير من الأحذية 👟 في البحث عن الشيخ زعبلاوي ، وهو يصول ويجول الشوارع ، صحيح أن القصة قصيرة لكنها حملت مسيرة البحث عن الذات أو الشفاء ، تماماً 👌 كما جاء الانتظار في رواية الكاتب الإيرلندي صمويل بيكيت ( انتظار غودو ) .
هنا 👈 ، ليست من وظيفة الكاتب لعب الوسيط مع القارئ ، ولستُ إيضاً خبيرًا في خفايا العلاقة التى بدأت بالنقد الأدبي وإنتهت بالإعدام ، وبعيداً عن السجال القديم ، والذي أكد أو نفى 🙅♂ ، بأن السيد قطب ، المنظر الأهم ، هو من أكتشف محفوظ ، بل هناك من ذهب إلى أكثر من ذلك ، عندما قال أن الشيخ تنبأ له بجائزة نوبل ، لكن الحقيقة الدامغة ، أن قطب كان قبل انخراطه بالجماعة ، واحد ☝ من كبار النقاد في الأدب ، وأيضاً ، واحد ☝من الذين عاشوا عصر معارك العقاد ومحفوظ ، لكن ما امتاز به قطب عن العقاد وكثير من النقاد والأدباء ، أنه أول من توقف 🛑 عند رواية القاهرة الجديدة للروائي الشاب وأشار عن مستقبل واعد لمحفوظ ، لكن واحد☝مثل قطب ، فهو بالأصل ليس خريج الأزهر ، بل كان قد أنهى دراسته في كلية العلوم واختص في مجال الأدب ، وكان أيضاً من كبار المتكلمين بالأدب العربي ومقارنته بالأدب العالمي ، تحديداً بعد دراسته في أمريكا 🇺🇸 ، بل في إعترف نادر ، كان قطب قد أعتبر محفوظ أول من وضعَّ ركائز الأدب القومي ، وهو عنصر مساهم في حفظ الأمن والتنمية الاجتماعية ، لأن آنذاك ، كانت معركة المصريين والعرب مع الاستعمار ، بل لم تقتصر روايات محفوظ على الخلاص العسكري بقدر أنها تضمنت أيضاً النهوض بقيم العروبة ، وعلى هذا النحو ، كانت رواية القاهرة الجديدة بمثابة النقلة الجذرية في العصر الحديث للعرب ، بل محفوظ يعتبر في ناظر هذه السطور ، مؤسس رواية العاصمة .
هنا 👈 أيضاً ، يتوجب للثقافة أن تساهم في إظهار الجانب الأخر لشخصية نجيب محفوظ ، والمراقب بذلك يتكئ على ميراث من النماذج المتعددة ، بل يتساءل المرء ، أين علامة القوة الكامنة في شخصه ، لقد أهتم الروائي في المضمون أكثر من الشكل ، فكانت جائزة 🥇نوبل هدف من أجل 👍 العبور إلى ترجمة أعماله ، والتطلع في المقابل ، إلى إحداث سجالات حول اسلوبيته في الكتابة والمادة التى يكتبها ✍ ، وبالتالي ، كان يرصد جائزة 🥇 نوبل لكي تواصل روايته الانتقال من جيل لأخر ، وهذا بالفعل لا يحصل عليه المبدع إلا إذا أمتلك ذهنية رياضية بدرجة ذهبية 🌕 ، لكن شرط ذلك ، أن يتحول الكاتب إلى وليّ / معتزل من أجل 🙌 إيصال حكايته للكونية ، بل أيضاً هنا 👈 ، وهي مسألة بالغة الأهمية ، كان محفوظ قد تحول إلى رمز الرواية المصرية بين المصريين 🇪🇬 ، تماماً 🤝 كما هو على سبيل المثال تولستوي الروسي ، كرمز بين الروس 🇷🇺 ، بالفعل ، لقد ألتقط الفكرة / الروائي المصري الشاب ، وهو لا سواه ، كان التاريخ أيضاً سجله في دفاتره ، كأحد الموقعين على بيان أنتقد سياسة السادات التى أعتمدت حالة اللاحرب واللاسلم ، والذي أغضب السادات ، لأن الأخير ، وهو ، أي السادات كان يدرك مكانة محفوظ المستقبلية والتى تشير☝أنه يسير نحو الموقع الأكثر خطورة ⛔ في البلاد ، موقع المرجع الاجتماعي ، وهذا على وجه الدقة ، مرت فرنسا 🇫🇷 به ، فإذا قرر المرء أن يتعرف على المجتمع الفرنسي ، لا بد من العودة إلى روايات بلزاك التسعينية ، ( الملهاة الإنسانية ) ، والتى تفردت بخلاصات مفزعة ، بل من الواجب أيضاً أن يتذكر المرء ركيزة ثابتة ، بأن المصريون 🇪🇬 كانوا السباقين في مسألة رفع الرموز ، مثل الفراعنة ، لذا ، لم يكن مستغربًا لي شخصياً ، أن يبحث نجيب محفوظ أولاً وقبل العالمية ، على مكانته الرمزية بين المصريين .
بل ، وفي واحدة ☝ من التصريحات السياسية التى تنسب لمحفوظ ، تتيح للمراقب فهم كيف يفكر 🤔 وكيف يتحرك في نسج الرواية ، لقد جمع بين الممكن الفردي والمستحيل الجمعي ، فكان يتطلع إلى نوبل كحلم فردي ، لكنه ، كان واقعي في قدرة العرب على تحقيق حلمهم ، وهذا يفسر لماذا قال يومًا ما ، أن العرب غير قادرين على مواجهة الأسطورة الإسرائيلية لأنها مرتبطة بالعالمية ، وبالتالي ، مواجهة الأسطورة تتطلب قدرات عالمية ، لأنها باختصار ، هي مواجهة العالم ... والسلام ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نضال التشيليون 🇨🇱 الطويل مع الديكتاتورية …
-
تنهيدة ☹ ام كلثوم وآهات اوردغان
-
هل لنا العيش في هذا الكوكب في رقعة صغيرة ، بعيداً عن السحيجة
...
-
كيف قدمت سوريا طريق الخروج للروس 🇷🇺 من القلع
...
-
لعبة الاستبدال / الأرض 🌍 والتراث والتاريخ …
-
لا يوجد من هو قادر على إخضاع القدر …
-
الانقلاب المنتظر / رئيسي وجماعة الإمام الصادق أبرز شخصياته …
-
التخندق يتضاعف مع التدافع على شراء السلاح وتعزيز الشراكات …
-
إريك زمور إلى من يعود في التصنيف / هل هو من الطبيعيين / أو ا
...
-
العبودية الحديثة والتناطح المركب على دفع الاثمان ..
-
مسار الإصلاح الاقتصادي في العالم العربي / يتطلب إلى ربيع أخر
...
-
سؤال الميلون / تحولات مرضية بين نهاية الأسبوع والفيروس …
-
تعويم العلمة التركية 🇹🇷 / شرط أساسي للانتقال
...
-
التفكيك الصيني 🇨🇳 للاحتواء الأمريكي 🇺
...
-
المأساة العراقية تفوقت على اليابانية / بين مقذوفات اليورانيو
...
-
جيم كاري 🇺🇸 الطاقة المتنوعة / لم يقعده المرض
...
-
التوازن بين فوائد إنتاج التكنولوجيا وعواقب ذلك على حياة الكو
...
-
دعوة مريخية / نيازك تتساقط ومراكب تتصاعد …
-
باب المندب وما أدراك ما هذا الباب / كما هو نعيمي ايضاً هو با
...
-
السودان 🇸🇩 أصبح له مناعة من الانقلابات ، لن
...
المزيد.....
-
هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
-
علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
-
ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
-
برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي
...
-
رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف
...
-
مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم
...
-
منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص
...
-
ترامب -يعلن الحرب- على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية
-
لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
-
ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|