أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - الأديان وزرع انعدام الثقة بالنفس لدى البشر.














المزيد.....

الأديان وزرع انعدام الثقة بالنفس لدى البشر.


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 7120 - 2021 / 12 / 28 - 22:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتميّز العقائد الباطلة التي ظهرت على مرّ التاريخ بعدّة أمور تجمعها فيما بينها , كمعاداتها للعلم والمعرفة والنقد والإنسانيّة...الخ. ولكن ما يميّزها ويظهر في كل منها بشكل واضح , هو معاداة الاستقلاليّة الفكريّة والنفسيّة والاجتماعيّة لدى البشر.

فالعقل الجمعيّ كان ولا يزال إحدى أهم الوسائل التي يستعملها الحاكم المستبد بتوظيف أداته المفضّلة طبعاً ألا وهي الدين , لإقناع ملايين البشر المقموعين والمنسوفي الفكر والاستقلالية الفكرية والثقة , بأنه هو الحل الوحيد لدولتهم وبلادهم , وأن الطاعة المطلقة للأيديولوجيا الدينية والحاكم ونسف الاستقلال الفكري والثقة بالذات لدى الجميع هو أحد أهم متطلّبات الانتصار والتقدّم...الخ , من ادعائات وأساليب خداع مكشوفة لدى كل عاقل.

وهذا الانعدام في الاستقلالية الذاتية والثقة بالذات , وإرجاع كل شيء في الحياة للآلهة أو الخرافة أو الحاكم المستبد كما هو حال الأديان المادية كالشيوعية مثلاً , وهو نتاج للأيديولوجيا والسوس الديني الذي أكل في عقول الناس لقرون طويلة.

فالحاكم الذي يجد في شعب ما خصلة الخضوع الناتجة عن انعدام الثقة بالذات بسبب إرجاع كل شيء لإرادة الدكتاتور الأعظم المسمى بالله , سيستعمل هذه الخصلة أحسن استعمال إما لنهب البلاد أو لتوظيف الشعب لخدمته وحاشيته المطيعة من كلاب الدين النابحة الى غيرهم من الحمقى والمستفيدين من هذا الفساد.

وطبعاً المشكلة الرئيسية تكمن في فكرة التسليم للآلهة والاستسلام للخرافة بشكل قذر وأحمق مما يحوّل أي انسان لكائن بهيمي بلا عقل ولا تفكير , فالمؤمن الذي يرجع الأحداث الحميدة التي تحصل معه الى إلهه , أو الذي يقوم بتفسير الأحداث التي تحصل في حياته بشكل عام على أنها دروس من قبل إله الكون والمجرّات والذي ترك كل شيء ليعلّم فلان وعلّان دروساً في الحياة من خلال ثقب إطار سيّارته أو منحه الفيزا لأمريكا أو غيرها من التفاهات الحياتيّة , والتي تنسف وجود الإله من أساسه كما ناقشنا في مقال سابق هنا...

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742132

فكل هذا النسف التامّ لإنجازات الفرد على أنها "تيسير" من الإله أو أن الشخص يتلقى دروساً من هذا الإله كل يوم , يدفع بالفرد الى وضع الثقة الكاملة في مخلوق خرافيّ عوضاً عن تقييم قدراته بشكل مجرّد وتحليل الأمور من حوله بصورة عقلانيّة عوضاً عن زج الخرافة الدينية وإلهه في كل ثقب من ثقوب الحياة المختلفة !

وهذا طبعاً يمكن رؤيته إمّا من خلال نصوص دينية مباشرة كآيات القرآن التي تحث على التسليم لإرادة الإله أو تعاليم المسيح في الكتاب المقدّس التي تعطي ذات المعاني , أو من خلال عقائد مبطّنة مستوحاة من هكذا نصوص , كالتسليم بالقضاء والقدر وخطّة الله , الذي ينسف الدين من جذوره كما وضّحنا في مقالات سابقة عديدة , والتي تصب جميعها في ترسيخ رسالة واحدة , ألا وهي أن الفرد غير كفئ على إدارة حياته بشكل سليم , وأنه بحاجة للخرافة لتقول له كيف يقوم بكل شيء !

ومن النتائج المخزية لهذا الفكر الضلالي , هو تمكّن هذه الخرافات من نسف كيان البشر , لدرجة أنها دفعت بهم نحو شرب بول البعير وتحقير نصف المجتمع المتمثل بالنساء وقتل الآخر المختلف بأي شيء وسبي واستعباد واغتصاب البشر شرقاً وغرباً , وتقبّل الخرافات والسفاهات والقصص الخرافيّة دون أدنى تفكير فيها وفي تناقضها المنطقي والعلمي...والخ من مصائب لا تعد ولا تحصى والتي تعتبر نتيجة حتميّة لزرع انعدام الثقة بالنفس لدى البشر من قبل الأديان.



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَظَمَة الإله الغير محدودة تنفي وجوده.
- الأديان والذعر.
- معضلة الهجرة واللجوء الى أوربا.
- بطلان حجّة الاستعمار لتبرير التخلّف.
- النعيم بعد الموت , كالصفر على اليسار.
- هل نحتاج الى رؤية الإله لنصدّق بوجوده ؟
- هل كان العرب متخلّفون قبل الإسلام ؟
- كذبة وصول الفتيات لسن البلوغ سابقاً قبل الفتيات اليوم.
- جريمة زواج الأطفال والقاصرين بين الشرق والغرب.
- تفسير نظرة المسلمين المشوَّهَة للتاريخ.
- محاربة الدين للعلم والعلماء.
- لماذا يعبدون أردوغان.
- خطورة وفساد الروابط الأُسرية في الإسلام والأديان عموماً.
- على المؤمنين التحلّي بالموضوعية قبل فوات الأوان.
- أمثلة شعبية عنصرية توضح قذارة الفكر الإسلامي.
- عظمة الفلسفة الرواقيّة وانحطاط الإسلام.
- لو كان الاسلام رجلاً لقتلته.
- نسب الإجرام للإله.
- كيف يمكن للأديان أن تقضي على البشرية.
- سخافة المعجزات.


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - الأديان وزرع انعدام الثقة بالنفس لدى البشر.