أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد المطيري - عندما لاتأتين














المزيد.....

عندما لاتأتين


احمد المطيري

الحوار المتمدن-العدد: 1661 - 2006 / 9 / 2 - 07:38
المحور: الادب والفن
    


عندما لا تأتين


ثواني الصمت والانتظار.. يذبحني كسكين بلا رحمة الدقائق تمر ببطء والساعة في معصمي كالقيد وأنا أغوص في المقعد الجلدي... أنها تقترب من الرابعة هل ستأتي ؟ .....
مدن مازالت تعفر وجوهما بتراب المقابر. ووجوه بيضاء كأنها أكفان تحاصرنا. . تحتل كل شيء . وأنا منذ ألف عام أسافر.. ابحث عنها.. سفن تحطمت بي وأشرعة تمزقت..مئات من القراصنة حاربتني ولكنني بعد كل معركة اخرج منها. . لااجد غير الجراح والغربة والألم ... سمعت أنها هناك في جزيرة نائية حورية بحر تنتظر بحارها المغامر.. وعندما تحطمت سفينتي على صخور تلك الجزيرة لم أجدها ... ها أنا بعد كل تلك السنين أجد نفسي مرميا هنا انتظر قدومها.. حفرت سجني حاولت الخروج لعلي أجد الحرية حفرت وحفرت.. وعندما تغلبت على جدرانها اللعينة وجدت نفسي في سجن أخر اشد ظلمة وقسوة.. رسمت صورتها على جدرانه آلاف المرات تخليت اللقاء... وأنا ألان انتظر الساعة توقفت تماما. الرابعة لن تأتي ماذا سأفعل ؟.. كم احتاجها .. احتاج ان أرسو في مينائها بعد سنوات من الضياع .. سأحتضنها بقوة وأقول خذيني أيتها المرأة الأسطورية.. أتعبتني بحار الحيرة واللاجدوى ... سنوات من البحث عنك وها أنت أمامي تجلسين رغم أن الصحراء من الصمت تمتد بيننا.. نظرت في عينها . تذكرت تلك البحار والعواصف وكل سفني التي تحطمت وأشرعتي التي تمزقت ... هل يعقل أن يتحول الحلم الى الحقيقة .. كم حلمت بك ... مثلما حلمت بالحرية. لكني عندما صحوت لم أجدها وها انا أجدك أنت أمامي .....
لازالت الساعة متوقفة . لازالت هي أمامي لا تعرف غير الصمت لكنني واصلت الحديث.,
بقربك. أموت هنا.بقربك .. ملعونة هي الحرية يا حبيبتي.. تحركت الساعة أخيرا .. هربت الشمس كعادتها توارت في مكان بعيد.. مدينة تحررت لكنها لم تجد إلا الحلم الزائف وجوه لا زالت تحمل ألاف علامات الاستفهام... أصوات باعة افترشوا الأرصفة والشوارع... وهما جديد . جدران سميكة علينا ان نحفر من جديد .. لاندري كم من سنين سنبقى نحفر ونحفر ونحفر .. كان علي ان اخبرها ان الوطن أسطورة سخيفة وان كل تلك لسنين من لببحث ذهبت سدى أين اذهب ألان ؟ .. التوقف.عم كل شيء والمارثون لا زال متواصلا وهي تركض أيضا معهم ليتني نستطيع ان أوقف كل شي ان اصرخ في أعلى صوتي .. التوقف .. إقدامكم تدوس روحي.. وانتم تبيعون كل شيء بالأوراق الجديدة.. الظلمة لازالت تضاجع مدينتنا لتلد صباحاً مغبر يموت فيه الإحساس بالمعنى .. الفاران البيضاء تلتهم كل شيء .. ونفس التوابيت لا زالت تحملنا كل مساء الى قبورنا المعتمة .. حياة باهته .. رميت نفسي على الأريكة .. كم انا تعب هي ألان تراجع كلماتي تبحث عن الصدق فيها ... تسأل نفسها هل يعقل انه بحث عني طول هذه السنين... هل هو يحبني أم تراه يبحث معي عن نصرا بعدما خسر كل معاركه ولكني أخبرتها بأنني لم أحب امرأة غيرها وان قلبي كان ينزف حزنا على وطني وان كل النساء الأتي عرفتهن كن مجرد هروب من الضياع الذي كان يلازمني... مللت من البحث عن وطن عرفتني كل السجون ومعسكرات ألاجئين ومراكب التهريب نحو مدن الحرية . عرفني كل المتسكعين على أرصفة الانتظار في المطارات ومحطات السفر ولكن بعد كل هذا لم أجد شيء لأنني تركتك هنا وذهبت ابحث عنك في مدن الغربة وبين جدران السجون وخلف الأسلاك الشائكة وفوق الصليب.. لا ادري كم من الوقت مر .. كم اشتقت إليها رغم أنها قبل ساعات قليلة كانت بقربي تجلس أمامي تحدثني عن إحزانها وبكت على ذراعي كطفلة ضاعت لعبتها .. كم تنميت ان احتضنها الى الموت ... رن جرس الهاتف .. صوتا نسائي اعرفه.
-اعتذر لعدم حضوري الموعد .

احمد المطيري









































#احمد_المطيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتذر لفقدك
- حائرون


المزيد.....




- افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
- “مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد المطيري - عندما لاتأتين