كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7117 - 2021 / 12 / 25 - 18:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بصرف النظر عن كل الخسائر الفادحة التي لحقت بنا جراء حروبنا الغبية، فاننا اصبحنا هدفاً لغارات مميتة ومباغتة بلا صواريخ وبلا غواصات وفرقاطات وحاملات طائرات.
وبصرف النظر عن الضعف والوهن الذي اصابنا جراء حروبنا الطويلة من دون ان ندرك ان مواردنا المحدودة لن تصمد أمام نزيف النفقات الحربية الهائلة، فان الغارات التي نتعرض لها الآن تنطلق من انفسنا، من دون ان ندرك اننا نحن الذين نحارب انفسنا بانفسنا، ونحن الذين نتآمر على أنفسنا بتوجيه من اعداءنا الذين يتربصون بنا الآن. .
ربما يدرك بعضنا مدى ضعفنا في مواجهة بلدوزرات التخريب والدمار، لكنهم لا يرون القائمة الطويلة من الخطط التي سبقت المعركة المفروضة علينا، وأدت لهذه النتائج المخزية. .
الا ترون كيف تم تدمير كل ما له قيمة لدينا، لدرجة اننا نقترب الآن من فقدان مقومات وجودنا، بينما نضع ثقتنا باعدائنا، الذين بدأوا حروبهم بمرحلة إسقاط الأخلاق، وتدمير منظومة القيم في المجتمع، واشاعة القيم البديلة المبتذلة، تمهيدا لطمس هوية المجتمع بالكامل، ثم جاءت مرحلة التقليل من قدسية الدين والسخرية من رموزه، وجاءت بعدها مرحلة تدمير التعليم، وظهور أفواج مكافحة الدوام المدرسي والاكاديمي، ثم جاءت مرحلة تسويق الاغبياء والتافهين، وتنصيبهم في المواقع التنفيذية، وتسليطهم على الخبراء واصحاب المهارات والمواهب، التي جاءت بالتزامن مع مرحلة الاستغناء عن الجيل الوطني الواعي عن طريق تطبيق قانون التقاعد القسري، وتزامنت معها ايضا تفشي المخدرات، وتأجيج الخلافات العشائرية، وافتعال المواجهات المسلحة بين المتناحرين لأسباب تافهة، وستنتهي المرحلة الاخيرة بتدمير العلاقات العائلية، وتفتيت الروابط الأسرية، وخلق مواقع فيسبوكية هدفها مصادرة المشاعر الوطنية، وتشويه صورة المفكرين والمثقفين والعقلاء، آخذين بعين الاعتبار دور الفضائيات في زعزعة الاستقرار، وايقاظ الفتنة، وخلق الخلافات العرقية والطائفية والمناطقية. وبالتالي فاننا اصبحنا على مسافة قريبة جداً من الانفلات وتفجر الازمات السياسية. .
ختاماً نقول: ان الحل الوحيد في التصدي لهذه الحرب المعلنة ضدنا يكمن في مواجهة المرحلة الاولى المتمثلة باسقاط اخلاق المجتمع. فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا، وصلاح أمرك للأخلاق مرجعه، فقوم النفس بالأخلاق تستقم، وإذا أصيب القوم في أخلاقهم، فأقم عليهم مأتما وعويلا. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟