|
حوار ثقافي مفتوح _ تكملة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7115 - 2021 / 12 / 23 - 13:25
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
العيش على مستوى الحاجة ، مقابل العيش على مستوى الواقع حوار مفتوح ...
1 يوجد سؤال كلاسيكي شائع ، ومبتذل : كيف تعيش ين اليوم الحالي ، لو علمت أنه الأخير . يوجد سؤال مختلف : كيف تعيش اليوم ، لو علمت أنك مراقبة ويتم تسجيل حركتك وأفعالك . والسؤال التقليدي ، والأهم كما أعتقد : كيف تعيش اليوم ، بشكل عادي وروتيني . .... هي ثلاثة اتجاهات أو مستويات ، يتعذر اختزالها . مع ذلك ، الصحة المتكاملة تقتضي توحيدها بقدر الإمكان . أو معالجة التناقض بينها ، بشكل فعلي على مستوى الحياة اليومية ، لا على المستوى المنطقي والفكري فقط . وهذا التوجه ، أو المطلب الصريح ، المشترك ( الوحيد ) بين الدين والفلسفة والعلم والتنوير الروحي . هو أيضا مشترك بين القيم والأخلاق . عبارة القيم الأخلاقية ، خطأ لغوي ومنطقي موروث ، ويلزم تصحيحه . 2 طرحت مشكلة العلاقة بين الرغبة والعادة والحاجة ، في نص سابق . بقيت المعالجة أولية ، ومتناقضة أعرف ، وأعترف . مرات عديدة ، يبقى النص على مستوى التساؤل أو التفكير بصوت مرتفع ، على أمل التوصل إلى حل مقبول ، ثقافي من خلال القراءة والحوار ، أو بالتجربة الشخصية أو الاجتماعية . بعبارة ثانية ، أعتبر نفسي في موقع ، وموقف ، القارئ والمتعلم والمستمع أولا . وهذا التوجه الأساسي والقاعدة . عدا ذلك هو الاستثناء ، حين يكون لدي ما أقوله وأكتبه بوضوح . المثال البارز على ذلك النظرية الجديدة ، والجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن خاصة . .... يعيش الانسان المعاصر بين نوعين من القوى المزدوجة ، النفسية والاجتماعية ، وتتحدد بنظامين أو مجموعتين الدوافع والحوافز . الدوافع مفهومة ، ومدروسة أكثر . لكن بمصطلحات متنوعة ، أنسبها كما أعتقد المثير ( أو المثيرات ) . المصطلح الذي عالجته بالتفصيل الممل السلوكية ومدارسها وورثتها ( أعتبر نفسي قريبا منهم بنفس المسافة مع التحليل النفسي ) . .... سوف أحاول تكملة هذا النص ، خلال السنة الجديدة وأنشر النص السابق ، على سبيل التعويض ..... الأمل واليأس والعار ( هذا النص للبالغين ، لا ينصح بقراءته دون سن 18 سنة ) .... مقدمة ضرورية كما أعتقد ... العيش على مستوى الثقة ( النضج المتكامل والموضوعية ، نقيض العيش على مستوى الحاجة ) 1 كلنا مررنا بتجربة الصدمة النرجسية ، ولو بالحد الأدنى ... مثال 1 ، يكون أحدنا مستغرقا في الثرثرة العشوائية ، حول أحد الأصدقاء المقربين أو أحد أفراد العائلة ، مع صديق _ة أو قريب .... فجأة تلمع الصورة الموضوعية ، عندما يشاركنا النديم _ة الانتقاد ، ويزيد على ما كنا قد قلنا بالفعل . نشعر بالانزعاج من الموافقة ، بدل أن يكون العكس . مثال 2 ، تؤشر _ين للباص بلهفة ، فيتوقف لأجلك مع أنه ليس موقفه . ( نفسرها بكرم السائق وغيريته ) بعد فترة ، يتكرر الحادث مع غيرك فتشعر بالانزعاج الواضح . نفسرها بانتهاك القوانين واستهتار السائق ) .... الشخصية النرجسية لا تفهم المثالين أعلاه ، مطلقا . ولا تنتبه لهما . والقارئ _ة ممن يتوجه لهما هذا النص ، فوق حد الموضوعية والقانون . حيث يمكن تبادل الأدوار بالفعل ، السماح للآخر بما أجيزه لنفسي . والعكس أيضا ، الالتزام فعليا ، بما أنتقد الآخر _ين على ممارسته أو قوله وكتابته . .... أعتقد أن الفرق بين القيم والأخلاق ، يفسر هذه التباينات بشكل منطقي . القيم عامة ومشتركة ، وهي عابرة للغة والدين والجنس وغيرها ، مثالها القديم الوصايا العشر ، ومثالها الحديث الميثاق العالمي لحقوق الانسان . الأخلاق اجتماعية وخاصة ، وتختلف جذريا بين ثقافة وأخرى ، مثالها اللغة والدين . ( هذا الموضوع ناقشته ، بشكل تفصيلي عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن ) . 2 تساؤل ختامي ، عن المعتقد والايمان الديني ، مقابل موقف اللاأدري والالحاد الصريح : أيهما أهل للثقة أكثر ؟! أو التعصب للراي والمعتقد أم التسامح واللامبالاة بالاختلاف ؟! موقفي الشخصي تحول ، وبشكل متطرف ، عدة مرات . وأنا أميل الآن ، إلى موقف الوسطية والايمان العقلاني . وأعتقد أن الثقة المناسبة أو الصحيحة بشخص أو فكرة ، تتطلب معرفتهما بشكل حقيقي وخاصة في الأوضاع الحدية ( النجاح الباهر أو الفشل الفعلي ) . .... دائما أذكر نفسي ، بعمر 58 سنة اكتشفت أن الموقف الثقافي العالمي ، العلمي والفلسفي خاصة ، خطأ صريح . وكنت من ضمنه سابقا . كيف استعيد الثقة بالعلم أو غيره ! .... المفارقة ، أنني شخص بسيط ، وأقرب إلى السذاجة . ويمكن لأي مخادع متوسط ، أن يخدعني أكثر من مرة غالبا . 3 اذكر نفسي أيضا ، بعمر 25 سنة ، كنت أعتقد أن لقب شاعر بالنسبة لي يماثل لقب خبير أجنبي ( روسي خاصة ) . ما أرغب بقوله ، عشت 61 سنة الأولى ، بطريقة طائشة . لم أخطط لشيء . كنا بيت " بيت الغرباء بالفعل " . .... أشعر بالخوف عندما اتخيل المستقبل .... سنة 2072 مثلا . ربما تلصق باسمي صفة الشاعر ، والفيلسوف ! كنت أعتبر كلمة شاعر مزحة ، وصفة فيلسوف تهمة . .... كتب عليكم القتال وهو كره لكم . وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم . وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم . والله يعلم وأنتم لا تعلمون . ( قرآن كريم ) . 4 أعتقد أن الدين حزب قديم ، والحزب دين جديد . والفارق بين حزب وآخر ، او دين وآخر ، ثانوي . أو ، الفرق بين الأديان ، أو الأحزاب ، كمي وليس نوعي . .... .... ثرثرة نفسية _ خاتمة مشكلة العيش على مستوى الحاجة
1 المثال الأوضح التنفس . ننسى غالبا أننا نتنفس ، وبنفس الوقت معظمنا نعرف أن للتنفس البطيء والمنتظم مفعول مهدئ ، يكاد لا يصدق . ما عليك سوى ، محاولة التوقف عن التنفس لعشرين ثانية فقط . ثم تمديد الفترة ، بقدر استطاعتك مع إغماض العينين . خلال عدة دقائق من التركيز والتأمل ، يتولد شعور جديد ومدهش . صعب في البداية . .... خمس دقائق فترة طويلة للغاية . يمكن فهم السبب ، بوضوح ، بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . الفترة أو المدة ، من اللحظة وحتى الساعة أو السنة ، مزدوجة بطبيعتها : حياة وزمن . 2 في مختلف اللغات الكبيرة ، والحديثة خاصة ، توجد ثنائية الزمن والحياة العكسية . دليلها الثابت ، والمشترك ، العمر الفردي للأحياء خاصة . عمر الكائن الحي مزدوج ، يدمج بين الحياة والزمن . حيث يتزايد العمر بالتزامن مع تناقص بقية العمر بنفس الكمية أو المقدار ( لكن بإشارة معاكسة ) . هذه الظاهرة العامة ، والمشتركة بلا استثناء ، يسهل فهمها وتفسيرها بعد تصحيح الموقف العقلي من الزمن . حيث أن العمر الفردي يتمثل بخطين متوازيين _ يتطابقان بشكل عكسي _ بين الولادة والموت . لحظة الولادة يكون العمر صفرا ، وبقية العمر كاملة . والعكس لحظة الموت ، تكون بقية العمر صفرا ، والعمر مكتمل . .... العلاقة بين الزمن والحياة دليلها العمر الفردي ، وبرهانها بالتزامن . 3 عندما نتأمل حياة شخص ميت ، تتكشف الصورة بوضوح وجلاء : لحظة الولادة : يكون العمر صفرا وبقية العمر كاملة . لحظة الموت : تكون بقية العمر انتهت والعمر اكتمل . كيف يمكن تفسير هذه الظاهرة ، المشتركة ، والتي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ؟ الحياة الفردية مزدوجة : حياة + زمن . لكن لا نعرف كيف ، لا أنت ولا أنا ولا أحد . .... تقترح النظرية الجديدة ، أن الزمن والحياة يتحركان في اتجاهين متعاكسين ، أو تربط بينهما جدلية عكسية . بين لحظة الولادة ولحظة الموت ، يتحقق العمر الكامل . وهو بين الصفر واللانهاية نظريا . طبعا العمر الفردي يتحدد ، بحسب نوع وجنس الكائن الحي . عمر الانسان مثلا ، يتراوح بين الصفر و 150 سنة . .... بين لحظة الموت ولحظة الولادة ، خط واحد مزدوج ، وعكسي . يتمثل بالمعادلة الصفرية : س + ع = 0 . وهي حلم ستيفن هوكينغ ( معادلة كل شيء ) : الحياة + الزمن = الصفر . .... .... عنصرية مضادة ، تشبه الحقيقة ؟! 1 الصفة الخاصة أو الحاجة ، ترى من أكثر من وجه لأنها مزدوجة بالفعل... أغلبنا شهد حالة جدل حاد حول جمال صبية مثلا ، بين اثنين أحدهما يكيل لها المديح والثاني على النقيض . الشامة على أنفها ، يقاطعه خصمه ، تثير القرف لا الجمال . .... بعد عدة سنوات تلتقي بالزوجين في سهرة ، وهو يتغزل بالشامة على أنف زوجته . ثم يطلب المصادقة على اعجابه القديم بجمال زوجته . .... مرة تختار الصمت . مرة التسويف والمغمغة . وأحيانا يصعب عليك ابتلاع لسانك ، فتطلب منه الصمت بشكل حاسم . 2 كلنا نحمل دفاتر ، لأنفسنا ولغيرنا . كلنا نوزع العلامات وبشكل اعتباطي غالبا . .... لن تلتقي بشخص يتأفف من عقلانية أحد ( الشريك _ة أو الجار _ أو القريب _ة أو الزميل _ ة ) . والعكس صحيح دوما ، لن تلتقي بأحد يمتدح لا عقلانية خصمه . أو أحد افراد اسرته أو غيرهم . بينما المشترك ، أينما حللت ، التفاخر الذاتي والنباهة للذات والأهل والأصحاب . ونعت الخصوم والغرباء بالبلادة وغياب الوعي . .... مع ذلك ، يوجد هجوم ثقافي على العقل والعقلانية من _ ما قبل سقراط ، وإلى ما بعد ، وما بعد البعد ....خاصة في العربية . 3 سمعت النكتة بمعرض للأدمغة البشرية في اليابان ، سائح عربي يسأل بدهشة : عفوا هل دماغ العربي هو الأغلى ، من الأوربي والأمريكي ، وغيرهما ؟! نعم يجيبه مسؤول المعرض . كيف ، هل تستطيع ان تفسر لي ؟ ببساطة ، كل عشرة جماجم يابانية أو أوربية نجد بينها دماغا أو أكثر . وأما بالنسبة العربية نضطر أن نكسر ألوف الجماجم ، للعثور على دماغ واحد ، وعادة ما يكون صغيرا ومشوها . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثلاثية اليأس والعار
-
ثرثرة فلسفية _ التمييز بين الرغبة والتوقع
-
ثرثرة فلسفية _ الانسان موضوع مشترك بين الفلسفة والعلم
-
ثرثرة فلسفية _ بين العلم والحكاية
-
ثرثرة فلسفية
-
العلاقة بين الحياة والزمن
-
التفكير الصحيح ، مثال تطبيقي
-
الى متى تبقى العلاقة بين الحياة والزمن ، خارج الاهتمام الثقا
...
-
الى متى تبقى العلاقة بين الحياة والزمن ، خارج الاهتمام الثقا
...
-
ما هو الواقع ، تكملة
-
ما هو الواقع ؟
-
الأولى تكملة
-
فن التفكير _ الأولى
-
كلمة أخيرة
-
تغيير الموقف العقلي _ عتبة مشتركة بين السعادة والصحة العقلية
-
دفتر 12 _ الشقاء الانساني ، تكملة وخاتمة
-
كتاب السعادة _ دفتر 11
-
علاقة غير مباشرة بين الشعور الكاذب والقانون العكسي
-
القسم الثاني _ كتاب السعادة
-
العلاقة بين الحياة والزمن بدلالة السعادة
المزيد.....
-
لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف
...
-
أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
-
روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ
...
-
تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك
...
-
-العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
-
محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
-
زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و
...
-
في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا
...
-
النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
-
الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|